أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - حكاية واقعية من السبعينيات














المزيد.....

حكاية واقعية من السبعينيات


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7669 - 2023 / 7 / 11 - 00:45
المحور: سيرة ذاتية
    


بداية: ايهما الأضعف. المدير الذي يتحكم بأكبر مؤسسات العراق في السبعينيات، ويحمل شهادة الدكتوراه من بريطانيا، ويسكن في فيلا فارهة بأجمل بقعة في البصرة، أم الشاب الفقير الباحث عن فرصة عمل كي يوفر المال لاسرته الفلاحية المتعففة ؟. .
أيهما الأقوى الرجل المتنفذ المعروف بصلاحياته الواسعة، وعلاقاته مع التجار ووكلاء خطوط الشحن البحري، أم القروي الفقير الذي يسكن في كوخ قديم في أطراف المدينة ؟. .
ففي عام 1973 ولأسباب غامضة، ودوافع غير مبررة شوهد مدير عام الموانئ (الدكتور طارق الكاتب) وهو يغادر مكتبه في الطابق الثاني ليرمي إضبارة قسم شؤون الأفراد بوجه مدير القسم (يحيى المناصير) والغضب يتطاير من عينيه. سمعه الناس وهو يصرخ بأعلى صوته: (قلت لكم مليون مرة لا أريد قبول كاظم فنجان في الموانئ حتى لو كان الناجح الاول في الدورة). .
المثير للدهشة ان كاظم فنجان كان وقتذاك بعمر 18 سنة. من طبقة فلاحية فقيرة. ليس من عادة دكتور طارق الانفعال بهذه الطريقة ضد شاب فقير أقل عمراً من أصغر أبناءه . .
كان كاظم فنجان يقف مع زملاءه (عبد الامير عبد السيد، ومحمد ياسين، وصبيح عبد الرحيم) مقابل دائرة المشاريع الهندسية، وكان يسمع ويرى هجوم الدكتور طارق عليه. .
بعد لحظات عاد يحيى المناصير وهو يحمل الاوراق الممزقة. نظر إلى كاظم باستغراب. قال له: ما الذي بينك وبين المدير العام ؟. لماذا يبغضك بهذه الطريقة ؟. .
قال له كاظم والألم يعتصر قلبه: والله لا علم لي يا سيدي، ثم غادر إلى بيتهم وهو يجر أذيال الخيبة. يتساءل مع نفسه: أيعقل أن يكون هذا مصير التلميذ الناجح الأول على الدورة. .
كانت أمه بانتظاره في البيت. وكانت ترى علامات الحزن واليأس على وجه أبنها. تألمت كثيراً لما علمت بإصرار المدير العام على رفض تعيينه. صاحت بأعلى صوتها: يا رب. استحلفك بحق فاطمة الزهراء عليها السلام ان تنتصر لإبني المظلوم). ثم صلت ركعتين وطلبت من ابنها تناول الغداء. قالت له: اصبر يا ولدي، وأعلم ان الله مع الفقير والمظلوم، يكفيك فخراً إنك في طليعة المتفوقين في دراستك. . وكفى بالله ولياً، وكفى بالله نصيراً. .
في اليوم التالي ذهب كاظم إلى الموانئ ليستلم خطاب الرفض، فوجد زملاءه بانتظاره. تجمعوا حوله. قالوا له هل سمعت آخر الأخبار ؟. لقد جاءت سيارات من بغداد، نقلت اثاث بيت الدكتور طارق، وطلبوا منه مغادرة البصرة، وكانوا يحملون كتاب إعفاءه من مهام عمله بالموانئ. .
بعد لحظات جاء الاستاذ يحيى وبيده كتاب تعيين كاظم فنجان. الذي كان يقف هناك بصمت. وكأنه تلقى صعقة أو وخزة كهربائية مباغتة. .
فالظلم لا يدوم، ولا يثمر، ولن يدوم طويلاً، وهو من أكثر الأمور التي تجعل الإنسان يشعر بالضيق والخذلان، وكأن الحياة في عينه أضيق من ثقب إبرة، يشعر وكـأنه مكتوف اليدين، لايستطيع أن يتحرك، بينما الظالم يفعل مايحلو له، ويظن أنه لن يقدر عليه أحد. .
اللهم فرج همومنا وضيقنا وكربنا، وأرفع الظلم عن كل مظلوم يا رب، واجبر قلوبهم يا أرحم الراحمين. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السنجليورتي: خطر آخر يتربص بنا
- الوقوع في مصيدة المطارات
- مطارات قريتنا
- قيادي فقد لسانه فأختار الصمت
- العدو الوهمي والطرف الثالث
- تلفزيون بيت خشّان
- لم يكن الإنسان القديم متخلفاً
- تحت كرباج المماليك الجدد
- أوكرانيا: كارثة ثانية محتملة الوقوع
- مصر: مفيش ضابط هيتحاسب
- مصلحة الحزب أم مصلحة الشعب ؟
- هل من ناصر ينصرهم ؟
- دفاعاً عن السومريين وأحفادهم
- عدنان وعمارة الفنجان
- بريطانيا: واعتذارها البلفوري المؤجل
- مفاهيم مزدوجة في السيرك السياسي
- ذيول وميول ومستقبل مجهول
- خدعونا بعنترياتهم الوهمية
- وحدة قياس الهلاك الشامل
- الجاذبية وصوتها الهامس في الفضاء


المزيد.....




- بـ4 دقائق.. استمتع بجولة سريعة ومثيرة على سفوح جبال القوقاز ...
- الإمارات.. تأجيل قضية -تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي- إلى ...
- لحظة سقوط حافلة ركاب في نهر النيفا بسان بطرسبوغ
- علماء الفلك الروس يسجلون أعنف انفجار شمسي في 25 عاما ويحذرون ...
- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- حصانٌ محاصر على سطح منزل في البرازيل بسبب الفيضانات المميتة ...
- -لا أعرف إذا كنا قد انتشلنا جثثهم أم لا -
- بعد الأمر الحكومي بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل.. الجزيرة: ...
- مقاتلات فرنسية ترسم العلم الروسي في سماء مرسيليا.. خطأ أم خد ...
- كيم جونغ أون يحضر جنازة رئيس الدعاية الكورية الشمالية


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - حكاية واقعية من السبعينيات