كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7661 - 2023 / 7 / 3 - 08:28
المحور:
القضية الفلسطينية
اعترفت جامعة كامبريدج على رؤوس الاشهاد بعائدات بريطانيا من تجارة الرق والعبودية على مدى تاريخها الاستعماري الطويل، واعترفت رسميا بشراهتها القديمة في استباحة ممتلكات الشعوب والأمم ودهسها وطمسها، ثم اعترفت باتباعها سياسة فرق تسد، واعتذرت مراراً وتكراراً عن خبثها ومكرها القديم، وخداعها المكرس لسياساتها التوسعية، واعترفت بسعيها الحثيث نحو إفقار عشرات البلدان في معظم القارات. وانها كانت قوة إحتلال مستبدة وغير شرعية للعديد من الجزر المتناثرة في المحيط الهندي. .
لكنها لم ولن تفكر بالاعتذار عن وعد بلفور رغم ان رئيس حزب العمال الأسبق (جيرمي كوربين) قاد بنفسه حملة للاعتذار عام 2013. واعترف (بوريس جونسون) عند كتابته سيرة حياة ونستون تشرشل عام 2014 عندما وصف وعد بلفور بأنه (غريب)، و (غير مترابط على نحو مأساوي)، وانه عبارة عن قطعة متقنة التركيب تعكس بشاعات وزارة الخارجية وقتذاك. .
واعترفت الصحف البريطانيا عدة مرات بأن وعد بلفور منح الحركة الصهيونية الغطاء الدولي للشروع في بسط سيطرتها الممنهجة على كامل الاراضي الفلسطينة، وان الوعد المشئوم كان جريمة استيطانية استعمارية يرفضها القانون الدولي، ومتقاطعة تماماً مع الأعراف والشرائع. .
لكن بريطانيا ترفض الاعتذار عن وعد بلفور الذي أسس لقيام إسرائيل، بل انها اعلنت في أكثر من مناسبة: إن وعد بلفور موضوع تاريخي، ولا نية لها بالاعتذار عنه، بل أعربت عن فخرها في تأسيس دولة إسرائيل. وذلك على الرغم من طلب الاعتذار الذي وقعه ما يزيد على 11 ألف بريطاني، يلزمها بالرد الرسمي في غضون مدة زمنية أقصاها ثلاثة أيام، ثم جاء ردها بالرفض القاطع، وهي تعلم تماماً انها تتحمل وزر هذا الوعد المشؤوم، وتقع عليها مسؤوليات سياسية وأخلاقية وأدبية. .
علما ان الجامعة العربية التي لا تجمع ولا تنفع لم ولن تفكر بإرسال مذكرة رسمية تطالب فيها الحكومة البريطانية بوجوب الاعتذار. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟