كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7659 - 2023 / 7 / 1 - 00:50
المحور:
الطب , والعلوم
استطاع علماء الفلك (ولأول مرة) رصد وتسجيل موجات الجاذبية المنبعثة من نجوم مجرة درب التبانة، وكانت عبارة عن طنين خافت جداً ومنخفض التردد. . كانوا في السنوات القليلة الماضية يبحثون عن خلفية موجات الجاذبية (gravitational wave background)، وهو صدى خافت. لكنه مستمر ومرتبط بموجات الجاذبية، التي كان من المتعذر التعرف على إشاراتها التي تشكل تلك الخلفية بسبب ضعفها، وبسبب انبعاثها على فترات زمنية طويلة. لكنهم اكتشفوها الآن، فبدت لهم بصورة همسات منخفضة (low pitch hum). .
فعلى الرغم من ضعف الإشارات المُلتقطة لكنها تقدم لنا الدليل المتوافق تماماً مع التوقعات النظرية لموجات الجاذبية، ومع ذلك ظل العلماء حتى الآن لا يجدون تفسيراً للطنين (the hum). لقد تحدثوا في الصين والهند وأوروبا وأستراليا عن تلك الأصوات والإشارات، وزعموا ارتباطها باندماج الثقوب السوداء الهائلة، وقد ازدادت أهميتها في السنوات الماضية باعتبارها من الادلة المحيرة لسلوك مئات الآلاف بل حتى الملايين من الثقوب السوداء العملاقة، التي على وشك الاندماج في غضون مئات الآلاف من السنين القادمة. فدرسوا النجوم النابضة أو الطارقة (pulsars)، وهي نجوم ميتة تدور في انتظام مذهل بسرعة تصل إلى 700 مرة في الثانية، وتطلق حزماً ضوئية من أقطابها المغناطيسية، ويُنظر إليها على أنها نبضات عندما تومض في اتجاه الأرض. وبالتالي يمكن لمثل هذه المحطات الكونية التوصل إلى اكتشاف موجات الجاذبية المنبعثة من الثقوب السوداء، والتي هي أكبر من شمسنا بملايين إلى مليارات المرات. .
يدرك علماء الفلك أنه عندما تندمج الثقوب السوداء، تتفاعل جاذبيتها مع النجوم القريبة منها، مما يستنزف الطاقات المدارية لتلك الثقوب السوداء، ويدفعها بشكل متزايد إلى الاندماج في ثقب أسود واحد. فبعد اقتراب المسافة بين الثقوب السوداء إلى 3.2 سنة ضوئية من بعضها البعض، فإنها تندمج، ويرى آخرون أنها تتمدد بمقاييس زمنية أطول من الكون، وتوقف اندماجها عندما تصل إلى مسافة 3.2 سنة ضوئية. .
ختاماً يبدو صوت الجاذبية بشكل عام أشبه بصوت الكوابيس المخيفة، وربما يمثل المجال المغناطيسي الناتج عن قلب الأرض والعواصف الشمسية. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟