أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم فنجان الحمامي - شعوب محبوسة في معسكر














المزيد.....

شعوب محبوسة في معسكر


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7655 - 2023 / 6 / 27 - 07:31
المحور: حقوق الانسان
    


وقعت الشعوب الفقيرة منذ زمن بعيد تحت رحمة الحكومات العسكرية، واستمرت تلك الحكومات في بسط نفوذها، وتوسيع قواعدها على وجه الخصوص في القارة الافريقية. وهي الآن تحكم الناس هناك بقوة الحديد والنار، وبقراراتها الارتجالية المستمدة من الاحكام العرفية. وأصبحت لدينا الآن حكومة عسكرية في بوركينافاسو، وحكومتان عسكريتان في السودان: حكومة يقودها البرهان، وحكومة يقودها حميدتي. بينما صادق البرلمان المصري على قانون غير عادل يمنح قادة الجيش وكبار الضباط حصانة مفتوحة ومزايا واسعة، ويوفر لهم الحماية الكاملة في مواجهة اتهامات واسعة حول تورط كبار ضباط الجيش والأمن والمخابرات بارتكاب انتهاكات غير مسبوقة في تاريخ مصر. .
فقد توسعت قواعد الحكم العسكري في مصر، وتغلغلت في كل المهن والاختصاصات، واستحوذت على المناصب والمراتب والدرجات الخاصة. ونسفت معايير التوصيف الوظيفي. فالوزراء كلهم من الجيش، والمحافظون من الجيش. و رؤوساء الهيئات من الجيش، والمدراء والسفراء والوكلاء والقناصل كلهم من ضباط الجيش. حتى أصبح الشعب المصري يعيش في ثكنات معسكر كبير، ويخضع لأوامر قائد المعسكر. وتحول الاعلام بكل تفرعاته إلى سرايا وكتائب تابعة لمديرية التوجيه المعنوي أو التوجيه الحربي. .
كانت القاب الباشوية تتصدر أسماء الوزراء والامراء في الحقبة الملكية التي سبقت الانقلاب العسكرية بقيادة عبدالناصر، اما الآن فلا تجد وزيراً أو سفيراً إلا يُؤطر أسمه برتبة مهيب أو مشير أو فريق أو لواء أو عميد أو عقيد. وبات لرئيس الجمهورية حق استدعاء ضباط كبار إلى الجيش للخدمة مدى الحياة، ومنحه جميع المزايا والحقوق المقررة للوزراء في الحكومة العسكرية القابضة. حيث تتراوح التقديرات حول مدى سيطرة القوات المسلحة على الاقتصاد بين 40% وفق تصريحات صحفية لنجيب ساويرس رجل الأعمال المصري في مارس/آذار الماضي، وما بين 45% و60% وفقا لمنظمة الشفافية الدولية، فيما يرى البروفيسور روبرت سبرنجبورج من المعهد الإيطالي للشؤون الخارجية، أنه منذ عام 2013 تحولت القوات المسلحة المصرية من كونها لاعباً كبيراً في الاقتصاد المصري إلى فاعل مهيمن بنسبة تفوق كل التوقعات. وهكذا توسّعت القدرات المالية لإمبراطورية الجيش، الذي لا تخضع ميزانيته المفتوحة لسلطة الجهات الرقابية التي هي من العسكر. .
فقد تمت عسكرة الدولة المصرية منذ ثورة أو إنقلاب الجيش عام 1952 على الملك فاروق وبعد وصول عبد الناصر إلى السلطة عقب إزاحة الرئيس محمد نجيب. .
ولا يظهر السيسي الآن إلا والجنرالات من حوله، على يمينه و على شماله، واصبح السيسي رجل الجيش في الدولة، فلا خطاب إلا من خلال الندوات التثقيفية للقوات المسلحة، ولا إحتفال إلا وقيادات الجيش كاملة وقادة الفيالق والألوية جالسين بكامل قيافتهم الحربية، ويندر أن ترى بين صفوفهم شخصاً يرتدي زياً مدنياً. .
والسؤال الذي يطرح نفسه كلما استعرضنا امبراطورية الجيش المصري. هو ما جدوى الكليات والمعاهد العلمية التخصصية التي تؤهل المواطنين في الجامعات لاكتساب المهارات والخبرات والمعارف في المجالات الوظيفية والتنفيذية المتعددة إذا كان خريجو الكليات الحربية هم الذين يتحكمون بالبلاد والعباد ؟. وهل ستستمر الأوضاع على هذه القاعدة الهشة التي نسفت كل المعايير والضوابط، وربطت مصير الشعب بالجيش والى الجيش ومن الجيش وفي الجيش ؟. فالشعب المصري يعيش الآن في معسكر كبير مساحته 1,002,000 كم². ومع ذلك فأحواله أفضل بكثير من البلدان العربية التي تتحكم بها الميليشيات والفصائل المسلحة. .
ربنا مسنا الضر وانت ارحم الراحمين. . .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قروش تسللت إلى الأهوار والأنهار
- غاز المتوسط وسيناريوهات الحرب والسلام
- القاسم المشترك لحروف الموت
- هل يقتصر التدين على المظهر والمنظر ؟
- طرق في الأهوار تنقلك إلى الماضي
- أحزاب غرست في نفوسنا الخوف
- خمسة أكثر وأكبر من 500
- هل جاءنا الحديد من الفضاء ؟
- مقامرة بمستقبل قناة السويس
- مبيد زراعي يهدد الرجال
- عدالة الملك حمورابي
- يخضع للتعذيب حتى الموت أو الاعتراف
- أحزاب امتهنت الظلم والتعذيب
- هل غابت الشمس عن الأرض ؟
- وأخيراً أنا الذي دفعت الثمن
- اليونان تنتهك حقوق الإنسان
- شوكولامو - وشكوماكو
- البصرة تفقد ذاكرتها الأدبية / ج 4
- البصرة تفقد ذاكرتها الأدبية/ ج 3
- البصرة تفقد ذاكرتها الأدبية / ج 2


المزيد.....




- ماسك: انتخابات 2024 قد تكون الأخيرة بالنسبة للأمريكيين بسبب ...
- نادي الأسير: اعتقال 25 فلسطينيا في الضفة بينهم أسرى سابقون
- السعودية تدين اعتداء مستوطنين إسرائيليين على مقر الأونروا في ...
- التصويت على عضوية كاملة لفلسطين بالأمم المتحدة غدا
- كنعاني: من المعيب ممارسة التهديد والضغط ضد المحكمة الجنائية ...
- هيومن رايتس تتهم الدعم السريع بارتكاب -تطهير عرقي- في غرب دا ...
- 80 منظمة حقوقية تدعو للإفراج عن الناشط المصري محمد عادل
- السودان: هيومن رايتس تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب -إبادة- ...
- الأمم المتحدة: 360 ألف مبنى في غزة تعرض لأضرار
- منظمة الصحة العالمية تدعو أطراف الصراع في السودان إلى ضمان ت ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم فنجان الحمامي - شعوب محبوسة في معسكر