|
الحزب الشيوعي الدنماركي- السعي نحو التوحيد 6
شابا أيوب شابا
الحوار المتمدن-العدد: 7670 - 2023 / 7 / 12 - 04:48
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الحزب الشيوعي الدنماركي بداية التأسيس - الإنقسام - السعي نحو التوحيد
الجزء السادس (الأخير)
كُنتُ قد أشرت في الجزء الخامس الى انقسام الشيوعيين الدنماركيين إلى أربعة أحزاب شيوعية(١٦) ، يُضاف اليهم حزبين يساريين إشتراكيين هما حزب الشعب الإشتراكي SF وحزب القائمة الموحدة Ø ، الى جانب الحزب الإشتراكي الديمقراطي A (١٧) ، الذي يُعدْ من أقوى مجموعات اليسار الدنماركي وأكثرها شعبيةً ، ويلعب دوراً بارزاً في الحياة السياسية والبرلمانية. لقد أدت هذه الإنقسامات إلى تهميش دور الشيوعيين الدنماركيين على الساحتين السياسية والبرلمانية في الوقت الذي سَعت قوى اليمين على التعاون والتنسيق فيما بينها ورص صفوفها لخدمة النظام الرأسمالي الإستغلالي والطبقة البرجوازية ، وربطْ الدنمارك بحلف الناتو وبالإتحاد الأوروبي. وتداركاً لهذه الإنقسامات التي أضعفت دور الشيوعيين الدنماركيين وأدت الى نُسيان الشعب لنضالاتهم ، أصدر الحزبان الشيوعيان - الحزب الشيوعي الدنماركي والحزب الشيوعي في الدنمارك في شهر أيار الماضي بياناً (١٨) لإعادة التوحيد الشيوعي تحت شعار "سِر مع الشيوعيين" جاء في البيان ما يلي: استمدت الحركة الشيوعية قوتها في غرب وَ وسط أوروبا وكذلك القوى اليسارية الأخرى في كل من الشمال والجنوب الأوروبي من وجود عالم إشتراكي ، والذي خلال ثلاث عقود بعد الحرب العالمية الثانية وَصلتْ أصداؤه مركز الإمبريالية الأوروبية القديمة. وبالرغم من أن هذا تسبب في بعض المشاكل للأحزاب اليسارية الغربية في كيفية تعاملها في وضع المُثل العليا والأهداف الثورية موضع التنفيذ ، فإن العالم الاشتراكي وسياسته المُتسمة بالسلام وتطوّره الديناميكي كان حقيقة، وهذا تماماً بغض النظر عن أن مَنْ بيدهم السلطة اليوم يسعون لِمَحوِه من التاريخ.
كان وجود الحركة الشيوعية وقوتها بمثابة البوصلة ومصدر إلهام وزخم لجميع قوى اليسار الأوروبي(١٩).
أصبح هذا واضحاً عندما أزالت الثورة المضادة في اوروبا سنوات 1989-1991 الإشتراكية من خارطة أوروبا بضربة واحدة. وعندما تم رسم الحدود وَ وضعْ الحدود الجديدة على الخريطة من قبل الرؤساء والسياسيين الشعبويين اليمينيين ، انقسمت الحركة الشيوعية الأوروبية ومعها جزء كبير من اليسار الأوروبي إلى ذرات ، شرعَ كل قسم منها في رحلة برّية نحو اليمين واليسار ، فإختفت البوصلة ، وأصبح الجو السائد والرياح هي التي تُحددْ المسار(٢٠).
بعد ما يزيد عن ثلاثة عقود من السلام إزدادت الأمور سوءاً. عادت أوروبا لتخوض الحرب ثلاث مرّات - أولاً في يوغوسلافيا ، ثم في القوقاز ، والآن في أوكرانيا.
ومن المُلاحظ أن كل هذه الحروب وقعتْ وتحدثْ في الجزء الشرقي من القارة الأوروبية ، حين وصلَتْ القوى الرجعية إلى السُلطة والإمساك بها قدر ما تستطيع. ولم تكتفِ القوى اليمينية بإنتصارها ( أي بتصفية اشتراكية الشعب الشغيل) ، وإنّما سعوا الى المزيد من القوة والمزيد من الربح والمزيد من الموت والدمار ، بحيث هناك خط مستقيم وغير منقطع ، وسلسلة من الأسباب والتأثيرات منذ سقوط جدار برلين إلى الحرب الحالية في أوكرانيا.
لذلك هناك حاجة إلى حركة شيوعية قوية لمواجهة هذا الواقع المرير وَ وقف الموجة العارمة من الأكاذيب حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الدولي ، والتي يتستر بها الحكام الغربيون ويُغطون بها على قمعهم لمعارضيهم من الدول المستقلّة وممارسة الإكراه والعنف.
ومن أجل خوض هذا النضال الضروري يتطلّب الأمر وجود حزب شيوعي قوي. كان لدينا في يوم من الأيام مثل هذا الحزب في بلدنا (الحزب الشيوعي الدنماركي (DKP)) ، وهو الحزب الذي كان قادراً على قيادة النضال ضد الإستغلال والقمع ومن أجل السلام والعدالة(٢١).
وإدراكاً لهذه الضرورة ، إنضم الحزبين( الحزب الشيوعي الدنماركي والحزب الشيوعي في الدنمارك) مَعاً في عملية تهدف إلى إستعادة هذه القوة - نحو إعادة توحيد الحزب الشيوعي الدنماركي التاريخي (٢٢).
نحنُ نتحدث عن إعادة التوحيد ، لأنّ ما هو المطلوب مِنّا هو إعادة التجميع من جديد لتلك القوى ، التي كانت في يوم من الأيام واحدة، وتملك تاريخاً مشتركاً ، لإعادة توحيد القوة الثورية الأولى للشعب الدنماركي ، وليس لتأسيس حزب جديد آخر من بين العديد من الأحزاب الأخرى(٢٣).
هذه كانت مُقدمة لمِسودة مؤتمر إعادة التوحيد الذي سيُعقد في سبتمبر 2023 (٢٤).
كما جاء في البيان الإيضاح التالي: منذ أن بدأت العملية عام 1989 ، أدركنا معاً أن الرأسمالية لا تدعو للسلام ، وهذا كان سبباً من بين أسباب أخرى وراء مغادرة الحزب الشيوعي في الدنمارك من قوام الحزب الشيوعي الدنماركي في عام 1990 عندما انضم الحزب الشيوعي الدانماركي كحزب إلى القائمة الموحدة ( Enhedslisten). على الرغم من تطور القائمة الموحدة إلى حزب رسمي ، تمكن الحزب الشيوعي الدنماركي المُنضم اليها من الإحتفاظ بكيانه الحزبي رغم العديد من المحاولات لتصفيته. وينتهي البيان بالنداءات التالية:
الحزب الشيوعي الدنماركي هو حزب السلام.
أوقفوا المُنح والمبالغ المخصصة للحرب! ، فلتخرج الدنمارك عن الناتو وعن الاتحاد الأوروبي!
نعم من أجل السلام والازدهار! ...................................
(١٦) هي الحزب الشيوعي الدنماركي DKP ، الحزب الشيوعي في الدنمارك KPiD ، الحزب الشيوعي KP و حزب العمّال الشيوعي APK.
(١٧) تأسس بتاريخ 15 أكتوبر/تشرين الأول 1871 وله تمثيل كبير ودائم في البرلمان الدنماركي، وقادَ حكومات يسارية عديدة في فترات مختلفة. حالياً يقود حكومة إئتلافية مع أحزاب يمينية. (١٨) نشرته جريدة الشيوعي، التي يُصدرها الحزب الشيوعي في الدنمارك - عدد أيار 2023 (١٩) نفس المصدر السابق (٢٠) نفس المصدر السابق (٢١) نفس المصدر السابق 3 / 3 (٢٢) إن يقظة الشيوعيين الدانمركيين وسعيهم نحو التوحيد ينبغي ان تجد طريقها عند الأحزاب الشيوعية الأخرى التي تُعاني من مثل هذه الانقسامات بسبب الإختلاف في الإجتهادات الفكرية أو المواقف السياسية، وهي دعوة جدية من أجل توحيد الجهود والوقوف صفاً واحداً في مواجهة الرأسمالية المتوحشة - الكاتب (٢٣) البيان الخاص بالتوحيد الصادر في شهر أيار - جريدة "الشيوعي" للحزب الشيوعي في الدنمارك. (٢٤) هنريك هيدن- الرئيس الحالي للحزب الشيوعي الدنماركي.
#شابا_أيوب_شابا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحزب الشيوعي الدنماركي - السعي نحو التوحيد (5)
-
الحزب الشيوعي الدنماركي - السعي نحو التوحيد(4)
-
الحزب الشيوعي الدنماركي - السعي نحو التوحيد- ج3 -
-
الحزب الشيوعي الدنماركي - السعي نحو التوحيد(الجزء الثاني)
-
الحزب الشيوعي الدنماركي - السعي نحو التوحيد
-
الصورة قاتمة تماماً
-
نحنُ نتّهم الإمبريالية
-
مُهمّة الناتو - أن تُترك أوكرانيا مُدَمّرة
-
الطبقة العاملة الفرنسية تُعارض إصلاحات الحكومة
-
خطة الصين لحل النزاع بين روسيا وأوكرانيا
-
المساواة لا تنتهي عند زيادة الرواتب
-
حكومة الدنمارك تكيل بمكيالين
-
معاداة الشيوعية في بولندا تتواصل وتتخذ طابعاً نظامياً
-
الحرب الأوكرانية - الروسية والتوجه نحو التعددية القطبية
-
إلغوا قانون الموازنة
-
الرصاص والبارود لا يُخلّفان غير البرد والظلام - ريكي كارلسون
...
-
الديمقراطية و مفهوم العدالة الاجتماعية من منظور طبقي
-
ويبقى الشيوعيون عقل وضمير وشرف العصر
-
كورونا يكشف عيوب النظام الرأسمالي العالمي
-
الدولة المدنية والدولة العلمانية والفرق بينهما
المزيد.....
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تدعو للمشاركة الوازنة
...
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 576
-
فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يُطالب الحكومة بتقد
...
-
السيد الحوثي: بقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة في غزة تواصل
...
-
هل تسعى تركيا إلى إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني؟
-
تركيا.. اعتقال رئيس بلدية -أسنيورت- بتهمة الانتماء لحزب العم
...
-
العدد 577 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
-
الجبهة الديمقراطية تراسل الاحزاب السياسية والبرلمانات العالم
...
-
المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي يدين بشدة وصف ا
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|