أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزالدين غازي - ‏ ‏‏‏ما وراء الفونوغرافيا: من إيكولوجيا الصوت إلى التأليف الموسيقي ‏‏














المزيد.....

‏ ‏‏‏ما وراء الفونوغرافيا: من إيكولوجيا الصوت إلى التأليف الموسيقي ‏‏


عزالدين غازي

الحوار المتمدن-العدد: 7664 - 2023 / 7 / 6 - 01:15
المحور: الادب والفن
    


لقد كانت أصوات العالم الطبيعي بمثابة مصدر رئيسي للإلهام الموسيقي عند الموسيقيين والملحنين عبر التاريخ. ‏‏وعلى مدى تاريخ الحضارات الإنسانية تطورت الموسيقى باستخدام الأصوات نفسها كتركيبية ‏‏مادية، فأصبح استخدام الصوت الطبيعي المسجل في الأعمال الموسيقية ممارسة شائعة حيث تطورت العديد من الأساليب والأنواع المختلفة، ووظفت مجموعة واسعة من التقنيات في بناء الايقاعات والمقامات والسمفونيات المشهورة ؛ ومع ذلك ، بقي هذا المجال بعيدا عن التحليل والمقارنة الشاملة لهذه الطرق والاساليب المختلفة وخاصة من زاوية إيكولوجية وإثنوموسيقية. ‏‏وبصرف النظر عن الاعتبارات التقنية والأسلوبية والمنهجية، فإن السؤال الذي يطرح ها هنا، هو كيف يستخدم الملحنون والمستمعون على حد سواء أصوات البيئية الطبيعية كمادة تركيبية‏ للموسيقى؟، وما هي الحوافز والأهداف وراء هذا الاستخدام الفونوغرافي؟ .
لعل ارتباط الانسان بالطبيعة وبأصواتها الصامتة و الهادئة والعالية والحادة؛ دليل على ارتباط الانسان بشكل عضوي مع سكنات وحركات الاصوات في الطبيعة التي يدرك منها فقط الايقاعات القليلة التي تستطيع عتبة السمع التقاطها، وبالتالي فمن المفروض أن يكون صدى الايقاعات الصوتية المسموعة نتيجة الشعور القائم على التفاعل النفسي والوجودي والاجتماعي والسياسي، وتظهر هذه العلاقة وتتجلى في كل عمل يأخذ أصوات البيئة الطبيعية كموضوع له.
إن حقيقة التحليل الموسيقي غالبا ما تقود الباحث إلى النظر في ضبط الادوات والاساليب والتقنيات الموسيقية دون العودة إلى ‏إيكولوجية‏ الصوت الموسيقي في حد ذاته، أي من خلال الايقاعات التي وفرتها الطبيعة للإنسان الذي غالبا ما يركز على‏‏ أهميتها الاجتماعية والثقافية في البيئة التي تنتجها وتوفرها، ولذلك ‏عند إجراء هذا التحليل الإيكولوجي للموسيقي، ستصبح السمات الأسلوبية أقل أهمية من الطرق المحددة التي ‏‏يتم بها استخدام الصوت البيئي، نظرا لما يقوم به هذا الاخير من أدوار داخل بناء وتكوين الجمل الموسيقية والمعاني التي يولدها كما حصل ذلك في التأليف الموسيقي عبر التاريخ، ما يؤدي إلى وضع إطار نقدي جديد للمصنفات الموسيقية التي تستخدم الصوت البيئي الطبيعي ‏‏كمواد تركيبية، الهدف منه معالجة الفجوة الكبيرة التي تعيشها الدراسات الموسيقية القائمة على الإيكولوجية الموسيقية وتسهيل ‏‏فهم الممارسة التركيبية الشائعة لدى الملحنين والموسيقيين المتأثرين بما توفره البيئية والمجتمع والطبيعة من إيقاعات قد تكون مصدر إلهام كبير للإبداع الفني الموسيقي والشعري أيضا.‏ ونظرة سريعة على تاريخ صناعة الموسيقى البشرية تكشف لنا عن توظيف أصوات العالم الطبيعي لتكون ‏‏الإلهام الأساسي المشترك بين الملحنين والموسيقيين والمطربين في جميع أنحاء العالم ومنذ القدم؛ مع اكتشاف السلم الموسيقي وأساليب القياس باستخدام وحدة الأوكتاف كما وضعة عالم الرياضيات اليوناني فيتاغوراس، إلى اختراع التسجيل ‏‏الصوتي في نهاية القرن 19‏‏، الذي فتح الباب واسعا لاستخدام أصوات البيئية التي استلهمت الملحنين لفترة طويلة ليتم التقاطها وتأليفها كجزء من الأعمال الموسيقية. وباستخدام ‏‏أساليب متنوعة من التقنيات في مجموعة واسعة من الأنواع والأجناس الموسيقية؛ ما أدى إلى ظهور ‏‏علم موسيقى البيئة‏‏، وهو العلم الذي يختص بدراسة العلاقة التفاعلية بين الموسيقى والبيئة، ‏‏فقدم منظورا جديدا يمكن من خلاله تصنيف أعمال الموسيقيين الكبار والعازفين والملحنين والمطربين، ودراسة أهميتها الجديدة، في ضوء ‏‏التحولات البيئية المعاصرة مثل فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ والتلوث السمعي بسيطرة أصوات الآلات والمحركات... وفي القيام بالتحليل الإيكولوجي للموسيقي ، تصبح السمات الأسلوبية والعوامل المؤثرة في التركيب الموسيقي مثل درجة الأصوات و‏‏التلاعب بها في بنياتها الايقاعية الخطية أو التطريزية اللاخطية مثل التنغيمات والاصوات المرافقة، وما إذا كان يتم دمجها مع أصوات موسيقية أخرى وما هي تلك الأصوات؟ ، وكلها تغير بشكل أساسي طبيعة وظيفتها ‏‏داخل عملية التركيب والتأليف الموسيقي ، وبالتالي المعنى العام للعمل السيمفوني ككل. وغرضنا في هذا التقديم وضع ‏‏إطار نقدي جديد مناسب لتصنيف وتحليل الأعمال التي تستخدم الصوت الطبيعي‏‏ كمادة موسيقية، ومن خلال ذلك فهم العلاقة بين الموسيقى والطبيعة ومعالجة العمليات الذهنية والتصورات المعرفية التي تتحكم في إدراك وتوليد الايقاعات والألحان وتخزينها واسترجاعها كلما اقتضت الحاجات النفسية والمعرفية وتُحفّزها الفضاءات الايكولوجية المعقدة، كما سنرى في المقالات اللاحقة. ( يتبع).



#عزالدين_غازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم القائم على البيانات
- البيغ داتا وتأسيس جيل رابع من العلوم
- النمذجة والسؤال الايبيستيمولوجي ، جان بتيطو كوكوردا
- المحافظون الجدد المعتلون اجتماعيا يُضحّون بالأوكرانيين وفقرا ...
- العلاقات المسيحية - الإسلامية في القرن الواحد والعشرين ، تجر ...
- العلاقات المسيحية - الإسلامية في القرن الواحد والعشرين : تجر ...
- العلاقات المسيحية - الإسلامية في القرن الواحد والعشرين ، تجر ...
- العلاقات المسيحية - الإسلامية في القرن الواحد والعشرين ، تجر ...
- نشأة العلوم المعرفية وتطورها: نظرة تاريخية
- شهوانية الجسد و شهية الرقابة
- جسد المرأة في الممارسات الدينية الإسلامية
- شهوانية الجسد بين سلطة الدين وعنان الطبيعة
- اللسانيات العربية ودورها في التنمية العلمية والثقافية
- بناء المعاجم الالكترونية أم تقييس الكفاية المعجمية على الحاس ...
- المتلازمات في اللغة العربية و معالجتها في القواميس الثنائية ...
- المقاربة الحاسوبية للمعنى - نظرة موجزة
- حدود المنهجين الاستدلالين : الحجاجي والبرهاني
- الاستدلال الكانطي أو الحجاج المتعالي
- الأنموذج الاستدلالي لدى ارسطو
- الأنموذج الاستدلالي:من الحساب الصوري البرهاني الى الخطاب الح ...


المزيد.....




- على وقع صوت الضحك.. شاهد كيف سخر ممثل كوميدي من ترامب ومحاكم ...
- من جيمس بوند إلى بوليوود: الطبيعة السويسرية في السينما العال ...
- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...
- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزالدين غازي - ‏ ‏‏‏ما وراء الفونوغرافيا: من إيكولوجيا الصوت إلى التأليف الموسيقي ‏‏