العلم القائم على البيانات

عزالدين غازي

الحوار المتمدن-العدد: 7577 - 2023 / 4 / 10 - 23:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

من نافلة القول أن عملية التطور العلمي خضعت عبر التاريخ لقطائع إبستيمولوجية مختلفة كان آخرها نماذج التحليل الكمي منذ بداية القرن الماضي إذ أسهمت مباشرة في بناء الخوارزميات لحل المشكلات الكثيرة والعوبصة وخاصة أنها دائمة التطور، ولقد مرت بتراكم معرفي أساسه البيانات التي اضحت في الجيل الجديد للعلوم تتمسك بالمبادئ العلمية الكبرى من تجريد وتعميم واختبار لكنه ينحو أيضا نحو استخدام أساليب هجينة استقرائية واستنباطية واستنتاجية لتعزيز فهم وإدراك الظواهر المورفولوجية وهو بهذا يختلف عن التصميم التقليدي للنموذج العلمي الكلاسيكي (Keling et al 2008) القائم على الاستدلال المنطقي والذي يؤدي إلى نتائج منطقية معقولة غير أنها ليست نهائية، فالعلم القائم على البيانات هو نسخة جديدة من النظرية العلمية بتحديد جهوي ما لبناء نظرية معرفية جديدة مدعومة بالبيانات لإضفاء قيمة علمية مضافة أخرى في إدراك العالم وتفسيره واكتشاف حقيقته، ولعل رقمنة العلوم المختلفة وخاصة منها الإنسانيات من خلال بياناتها الضخمة سيكون لها وقع كبير من حيث كيفية إجراءات الملاحظة والتجريب؛ فبدل الكم والمسافة والتكلفة والوقت ..كما استثمرتها المناهج الكمية المختلفة فإن بيانات معرفية جديدة شكلت منعطفا نوعيا جديدا في فهم خبايا وأسرار المجتمعات والمعتقدات والخرافات والأساطير والانساق الثقافية والمعرفية والابداع الأدبي والفني، ما سيجعل الرقمنة أمام تحديات جديدة وهو توفير المزيد من البيانات الضخمة القادرة على تطوير نماذج أكثر تعقيدا وأوسع نطاقا؛ بل وأكثر دقة، ما سيؤدي إلى تجويد البيانات ومحاكاة دقيقة للسلوك البشري والثقافي ومعالجة مختلف المشاكل التي تواجه البشرية. وذلك من خلال إضفاء الدقة والصرامة على نماذج العلوم الانسانية التقليدية في التفسير والفهم؛ بالاستعانة بالمناهج الكمية والعقلانية التي أتاحتها العلوم الهندسية المختلفة من علوم معرفية Cognitives ورياضيات ومعلوميات وفيزياء وهندسة لسانية ومعرفية و إلكترونيات..، وبناء أنظمة جديدة لإنتاج المعنى وتقله وتخزينه ووضع استراتيجيات وتقنيات قمينة بتفسير الظواهر الفنية والشعرية والبلاغية والاستعارية .. لضمان بناء خوارزميات أكثر تمثيلا في فك شفرات العلامة و المعنى والدلالة. (يتبع).

#عزالدين_غازي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل