أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل ما يجري من دمار في فرنسا حصل صدفة ؟















المزيد.....

هل ما يجري من دمار في فرنسا حصل صدفة ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7663 - 2023 / 7 / 5 - 16:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل السخط والاحتجاجات على مقتل شاب جزائري ، هو السبب في تحول السخط والاحتجاج ، الذي كان يجب ان يكون عاديا سلميا وراقيا ، الى ما يشبه بالثورة التي شرعت في تخريب وتدمير فرنسا الدولة ، وشمل التخريب والتدمير فرنسا كاملة ، ولم يقتصر فقط على الضاحية الباريسية التي يقطن بها الشاب الجزائري ، وتقطن بها عائلته .
ان هذا التساؤل ، الواضح المعنى والقصد ، تشرعنه طريقة وطبيعة الاحداث كما جرت ، وكما تجري في كل فرنسا الدولة ، وليس فقط في جزء من التراب الفرنسي . كما تزيد في تعريته وبالواضح ، طبيعة الشعارات السياسية الاسلاموية التي رددها جمهور المجنسين ، والتي لا علاقة لها بالحادث المأساوي التي تعرض له الشاب الجزائري .. فترديد شعارات الإسلام السياسي ، في دولة فرنسا التي تقدم نفسها المدافع الحقيقي والوحيد في القارة الاوربية على اللائيكية ، وعلى الدولة المدنية ، وحده كافي ليعطينا ، وليعطي لكل محلل متابع لما يجري وجرى منذ اليوم الأول لبدأ الاحتجاجات ، الى درجة الخطر التي أصبحت عليه الدولة الفرنسية ، وأصبحت القيم الفرنسية المفروض انها مستمدة من ثقافة حقوق الانسان ، التي تؤكد عليها فرنسا في علاقاتها الدولية ، طبعا مع دول جنوب البحر الأبيض المتوسط ، ومع القارة الافريقية ، وتؤكد عليها في اللقاءات الثنائية ، او اللقاءات المتعددة الأطراف ، او الدول الحاضرة لمنتدى ترعاه الدولة الفرنسية ، وطبعا مع عدم النسيان بدعوة اطراف المنتدى ، او اللقاء ، وتحت اية مظلة ، بالتذكير بالإرث الحقوقي الذي يزخر به ميثاق الأمم المتحدة ، في جانب الحقوق الإنسانية المختلفة ، التي تكون تلك الدول الحاضرة في اللقاء الدوري مع الدولة الفرنسية ، قد وقعت على تلك القوانين التي تؤكد تلك الحقوق ، وتتصرف مع شعوبها ضد ما وقعت عليه من مواثيق اممية ، ومواثيق كونية .. ففرنسا او الطبقة السياسية الفرنسية بالذات ، عند معالجتها للعلاقات الدولية مع الدول الغير اوربية ، فهي تبحث لنفسها اكثر من غيرها ، باستمرار السيادة الفرنسية للغة الفرنسية ، وللقيم الفرنسية التي تفتخر بها الطبقة السياسية الفرنسية ، والتي تؤكد على التمايز داخل فرنسا وخارجها ، مع استغلال كل الطقوس ، ولو المعارِضة للثقافة الفرنسية ، التي يغلفها الكلام والخطاب الفرنسي المعسول ، خاصة حين يكون " مليير " Molliere اللغة ، سيد الجلسة ، وسيد الخطابات السياسية التي تضمن استحواذ الشركات الفرنسية على حصة الأسد بعنوان الاستثمار ..
فهل ما يجري اليوم في فرنسا من تدمير ، وحرق ، واعتداء على ممتلكات المواطنين الفرنسيين ، وغير الفرنسيين ، وحتى المجنسين ، هو بداية انتفاضة من قبل الغير فرنسيين المجنسين ، للإرث الفرنسي في بلاد المغرب العربي ، وفي القارة الافريقية ، وانها بداية شق الطاعة ، والرضوخ لباريس التي كانت ، ولا تزال تنظر للأخرين من برجها العاجي ..
والسؤال . هل ما حصل ويحصل بفرنسا ، حصل بغتة وبشكل مفاجئ ، وكان يمكن اعتباره كذلك ، لو اقتصر الاحتجاج في الضاحية التي يقطن فيها الشاب الجزائري المقتول ، ولم يتسع التمرد ليشمل كل فرنسا ، مع التحدي في رفع شعارات الإسلام السياسي ...
وهنا . هل من حق الفرنسيين الذي يؤذون الضرائب ، ويشتغلون ، التساؤل عن المصير الخطير الذي ينتظر القيم الفرنسية ، وهو أسلمتها ، لتصبح الجمهورية الإسلامية الفرنسية ؟
فجميع تيارات الإسلام السياسي ، وجميع المجنسين بالجنسية الفرنسية ، يعتبرون تواجدهم فوق التراب الفرنسي ، وفوق التراب الأوربي ، بمثابة جهاد في حق الكفار ، وفي حق دولة الكفار التي رعتهم من بطش حكامهم ، وأوتهم ، مع تقديم كل المساعدات الضرورية لهؤلاء ، الذين يَنْظرون الى الفعل بمنظار اخر ، هو منظار أسلمة فرنسا ، واسلمة اوربة .. فالجمهورية الفرنسية الإسلامية ، أضحت قاب قوسين من إعلانها ، خاصة وان الحرب التي تدور ، اتخذت لها اشكالا متعددة منذ عشرات السنين .. فالأصل والارتباط بالدولة ، هو ممارسة الجهاد الشاق طريقه ، نحو انتصار الجمهورية الإسلامية الفرنسية ، انْ كان ذلك باعتماد الديمقراطية التي يستفذ منها هؤلاء ، للجهاد على آويهم ، او باستعمال العنف والقوة ، لتحويل بلاد الكفار ، الى بلاد الإسلام ..
لا يمكن الإحاطة بكل ما يجري اليوم في فرنسا ، دون وضعه في اطاره الصحيح ، أي الاطار الجيوبوليتيكي ، بكل المنطقة ، وليس فقط في فرنسا ( اللائيكية ) التي لم تعد كذلك ..
ان المعالجة الرزينة للأحداث التي عرفتها كل فرنسا ، ووصلت درجة من الخطورة المهددة لأصل الدولة الفرنسية ،لا يمكن استيعابه كمشكل فرنسي ، او مشكل للدولة الفرنسية مع مجنسيها الجهاديين الغرباء ، الذين يعدون بالملايين .. فالمشكل يجب وضعه ومعالجته جيوبوليتيكيا ، وجيواستراتيجيا ، ضمن الصراع الذي يجري بالعالم ، خاصة بعد فورة الوحش " كورونا " الاكذوبة ، وضمن الصراع الجغرافي المحلي ، بين دول شمال البحر الأبيض المتوسط ، ودول جنوبه . حيث هناك حضارات متقابلة ومضادة لبعضها البعض ، رغم زخارف اللقاءات التي تحصل مثلا بين فرنسا وبين الاتحاد الافريقي ، وبين الاتحاد الافريقي وبين الاتحاد الأوربي ، لإضفاء مسحة أيديولوجية رخوة ، خاصة بين الثقافة الفرنسية التي رغم ادعاءها ب ( اللائيكية ) ، فهي تتقدم اللقاءات ، كدولة مسيحية في جبتها الكاثوليكية ، اكثر من الجبة البروتستانية ، ورغم ان أكثرية الحاضرين ، يتعاملون انطلاقا من الإرث التراثي المغلف بالدين ، أي المسيحية في مواجهة الإسلام الدين ، وليس الإسلام الحركي .
وعلى ضوء هذه الحقيقة ، ستحدث وقائع كانت منتظرة ، لكنها قطعية الحصول ، بين الأنظمة السياسية المتعارضة والمتقابلة ، وكان يتم تصريف هذا التناقض كلما دعت الحاجة الى ذلك ، وكلما اقتضته مصالح الأطراف والدول المتناقضة . فما يجري اليوم في فرنسا كان منتظرا ، وكان مرتقبا ، ولم يكن مفاجئا ، فالمفاجئ هو نزول المجنسين والغير المجنسين ، ويعدون بالملايين ، قبل الموعد الذي يجمع الجهاديون عليه ، وهو يقترب مسرعا ، وسيكون قمة الفصل بين بلاد الكفر التي ينبغي ان تزول ، وهي التاريخ ، والقيم ، والمؤسسات ، وليس هيكل وهرم الدولة ، الذي سيصبح إسلاميا من تلقاء نفسه . فما حصل اليوم بفرنسا ، وجاء لوحده من دون استئذان ، غدته التناقضات بين الأنظمة السياسية ، بين دول جنوب وشمال البحر الأبيض المتوسط ، وغدته التناقضات الأساسية بين كل دول جنوب البحر الأبيض المتوسط ، خاصة بين النظام المخزني البوليسي المغربي ، وبين النظام العسكري الجزائري ، وبين النظام المخزني البوليسي المغربي ، وبين الأنظمة المحلية الأخرى ، كالنظام الموريتاني الذي يعترف كالنظام المخزني البوليسي المغربي ، بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار، والنظام التونسي الذي هو بدوره يعترف بالدولة الصحراوية ، رغم ان الأساليب المستعملة لم ترق الى درجة الموقف الموريتاني ..
وامام هذا التناقض الصارخ بين الأنظمة السياسية الجنوبية ، لحوض البحر الأبيض ، هناك تناقض اخر ومن مستوى عال ، يسود العلاقات بين الدول والأنظمة السياسية لشمال البحر الأبيض المتوسط ، خاصة بين زبونين أساسيين لدول جنوب البحر ، هما اسبانية وفرنسا ، اللذين يتسارعان الخطى للظفر بصداقة وخيرات النظامين المتصارعين بالمنطقة ، الدولة المخزنية البوليسية ، ودولة العسكر الجزائرية . فالصراع بين النظامين المتقابلين المغربي والجزائري ، خاصة تحديد الموقف من نزاع الصحراء الغربية ، من جهة انعكس واجج التنافس الذي سيصبح تناقضا صارخا بين الدولة الفرنسية والدولة الاسبانية ، ومن جهة لتداخل العلاقات بين أنظمة الشمال وأنظمة جنوب البحر الأبيض المتوسط . فاصبحنا نرى تبدل المواقف في كل ثانية ودقيقة ، بخصوص العلاقات التي أصبحت مبنية على النفعية والمصلحية ، وتخلت عن الصراع الجيويوليتيكي ، والصراع الجيواستراتيجي ، وكان هذا من خلال المواقف المتسرعة ، والغير مضبوطة ، والتي تمليها المنافع الضيقة ، وتمليها المواقف المتخذة .. فكان هذا الجديد الذي اضحى حقيقة فارضة لنفسها ، يتجسد مرة في العلاقة بين النظام المخزني البوليسي المغربي ، والنظام العسكري الجزائري ، في ربط العلاقات الانتهازية مع كل من فرنسا واسبانية . فمرة تتأزم العلاقة بين النظام العسكري الجزائري ، وبين الدولة الاسبانية بعد ان كانت سمنا على عسل ، لكن تتحسن العلاقات بين النظام المخزني البوليسي المغربي ، والدولة الاسبانية بعد رسالة Pedro Sanchez باسمه ، وليس باسم الحكومة ، الى الملك محمد السادس ، حين اعلن دعمه وليس تبنيه ، لحل الحكم الذاتي الذي طرحه النظام المغربي في ابريل 2007 . وهذا الموقف ل Pedro Sanchez سيسبب في تأزيم العلاقة مع نظام العسكر الجزائري ، والتي وصلت حد التهديد ، وحد قطع الغاز الجزائري عن اسبانية .. لكن بقدر ما كانت العلاقات بين النظام الجزائري ، وبين الدولة الفرنسية عادية ، مع اخد الحيطة والحذر من الانزلاقات ، وتطورت الى تحسن إيجابي رغم تصويت فرنسا على قرارات مجلس الامن بشأن الصحراء ، وتعطيلها عند محاولة تنزيل تلك القرارات على الأرض ، وهي التي صوتت عليها ، ستتدهور تلك العلاقات التي كان يسودها النفاق ، لتدخل درجة الازمة الحادة الغير قابلة للرجوع فيها ، بين الدولة الفرنسية ، وبين الدولة المخزنية ، ووصلت الى القطع النهائي لها ، بين الرئيس الفرنسيEmanuel Macron ، وبين شخص محمد السادس الذي ترك فرنسا ، وهاجر مستقرا في الگابون عند صديقه عالي بنگو Le Gabon .
لقد تعمق التناقض بين كل دول الاتحاد الأوربي ، وبين الرئيس Donald Trump ، عندما اعترف هذا بمغربية الصحراء ، وهو اعتراف ذهبت به الريح في مهبها ، والكل يتذكر كيف عارضت وزيرة الخارجية الاسبانية
Arancha Gonzalez ، اعتراف Trump ، بكل قوة فاقت درجة معارضة دول الاتحاد الأوربي .
وبعد ان أجمعت دول الاتحاد الأوربي على ضرورة الرجوع الى المشروعية الدولية ، التي تعني الاستفتاء وتقرير المصير ، سيفاجئ رئيس الحكومة الاسبانية العالم ، وخاصة الاتحاد الأوربي لان اسبانية عضو فيه ، بموقف رئيس الحكومة ، وليس الحكومة ، السيد Pedro Sanchez الذي اعترف فيه بحل الحكم الذاتي كحل قابل للتطبيق . لكن ما يلاحظ هنا على Sanchez ، وهو موقف ذكي يحمل دلالات عدة ، انّ هذا الاعتراف ، لم تبثه الحكومة الاسبانية التي كانت تجهل ما جرى وما يجري . ورغم انها لم تعر الاعتراف ادنى أهمية ولا قيمة ، لأنه ليس من انتاجها ، فقد قابلته من جهة بالرفض ، بل وتجاهلته عندما اعتبرت الحكومة من خلال أحزاب الائتلاف الحكومي ، وأحزاب المعارضة اليمينية Pp ، والحزب الوطني الشوفيني Vox ، ان هذا الاعتراف يلزم Sanchez وحده ، ولا دخل للحكومة فيه ..
ان موقف Sanchez الشخصي ، رغم ما أساله من مداد في اسبانية ، وفي خارجها ، فقد اثار الشكوك من حوله ، رغم الإفصاح عنه في الرسالة الموجهة الى ديوان محمد السادس . فهل يجوز قانونا لوزير الحكومة الاسبانية ، وليس الحكومة مجتمعة ، الاعتراف بقضايا جيواستراتيجية ، وجيوبوليتيكية ، تسبب العقم للدولة الاسبانية إ اذا لم يتدارك الوضع في حينه ، وتركه يرمي بظلاله التي ستؤثر على الوضعية السياسية والقانونية لأكثر من جهة وطرف .
فما الجدوى من موقف سياسي ، يفتقر الى التغطية القانونية ( الحكومة ) ، و ( الكورتيس ) ، اذا لم يكن من شأنه ان يؤثر في الساحة السياسية التي رفضت خرجة Sanchez ، ولم تبالي بها اطلاقا ؟ .
ان Sanchez ليس بالأبلة السياسي ، فالرسالة قبل ارسالها ، سيكون Sanchez قد استشار فيها مع الملك الاسباني ، الذي يكون قد اعطى موافقته ، بناء على معلومات خاطئة ومغلوطة . ويكون هنا Sanchez ، من جهة قد تجنب معارضة الحكومة التي لم تُسْتشر ، ويكون Sanchez قد دلس على الملك ، عندما فسر له الوضع على غير حقيقته وعلته .. فهنا . هل أغلط ، وهل دلس Sanchez على الملك ، حتى ينجو من اسرار Pegasus التي ستدينه ، وستقضي على مستقبله السياسي ..
ان تحليل الجو المكفهر الذي ( كتب ) فيه Sanchez الرسالة ، وأرسلها الى الديوان الملكي بالمغرب ، تثير الشكوك اكثر ، حول الجهة الواقفة وراء تحريرها ، وارسالها ، رغم التدليس ، ورغم كذب Sanchez على الملك الاسباني .. حتى يوافق له على قرار جيواستراتيجي ، وجيوبوليتيكي ، وليس من صنع الحكومة ، التي تجاهلها Sanchez ، حيث علمت بما قام به Sanchez من اعتراف بالحكم الذاتي ، عن طريق بيان الديوان الملكي ..
وهذا طبعا يدفعنا الى التساؤل . نظرا لما يكون Pegasus قد سربه من معلومات كالشتاء في حق Sanchez ، بحيث اصبح مكبل الإرادة ، واصبح من اكبر رعايا السلطان محمد السادس .. من حرر رسالة Sanchez الى الديوان الملكي . هل حقا Sanchez من حررها ، ومن خارج الحكومة ، ام ان الرسالة تم تحريرها بالديوان الملكي المغربي ، وتم ارسالها الى Sanchez ، ليعيدها باسمه الى الملك محمد السادس .. وهناك سابقة في هذا الميدان ، ذلك ان ما يسمى ب " وثيقة المطالبة بالاستقلال " ، قد تم تحريها بالقصر الملكي ( الأمير الحسن الثاني ) ، وخرجت منه ، ولتعود اليه بالتوقيعات الذي من بينها توقيع اشخاص لا علاقة لهم بالعمل الوطني ، وكانوا يعملون بالإدارة الفرنسية ، كالعامل السابق عن مدينة الرباط عمر بنشمسي ؟ . فمن حرر الرسالة ، وأين تم تحريرها ، وكيف تم وصولها الى Sanchez التي تبناها كاملة مكمولة ، واعادها الى الديوان الملكي ؟
الآن يبدو ان Sanchez ينافق الديوان الملكي ، لأنه من خلال محطات وتصريحات ، يبدو انه لم يعد ملزما بنص ( الرسالة ) .. خاصة وان المستقبل يبشر بفوز اليمين المحافظ ، ويمين اليمين المحافظ ، أي عودة " الخط الأزري " Jose Maria Aznar الى الحكم ..
وكجميع المحطات ، تسبب تأييد Sanchez لحل الحكم الذاتي دون تبنيه ، من جهة في تأزيم العلاقات بين نظام العسكر الجزائري ، وبين شخص Sanchez ، ووصلت الى التهديد بالمقاطعة الاقتصادية ( الغاز ) ، وتسببت في تقريب وجهة نظر الاختلاف ، بين العسكر الجزائري ، وبين الجمهورية الفرنسية ، وفي المقابل ، ستتوحد العلاقات بين الحكومة الاسبانية وبالضبط Sanchez ، وبين النظام المخزني البوليسي ، لكن ستتأزم العلاقات بين النظام المخزني البوليسي ، وبين الجمهورية الفرنسية ، خاصة قطع العلاقات بين الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، وبين محمد السادس شخصيا بسبب فضيحة Pegasus Gate .
فعلى ضوء هذا التناقض الصارخ بين الأنظمة السياسية المحلية ، جنوب وشمال البحر الأبيض المتوسط ، يمكن فهم ما يجري في كل فرنسا ، ويمكن معرفة وقوة الشعارات الإسلامية التي رددها جمهور النازلين من مغاربيية ( جزائريون ) بالدرجة الأولى ، و ( مغاربة ) ، و ( افارقة ) .. ويكفي الرجوع الى التصريحات الملقاة من قبل ما يسمى ب ( الذباب ) الجزائري ، ورد فعل الرئيس تبون وحكومته المزهوين بحجم الدمار الذي تعرضت له الجمهورية الفرنسية . ومثل النظام الجزائري ، فالنظام المغربي هو نفسه سيكون مزهوا وفرحا بما يجري بفرنسا ، لكن دون ان يصل فرح النظام المغربي المخزني ، درجة سرور وفرح النظام الجزائري ، لان الفرح الجزائري هو فرح أيديولوجي وتاريخ لعين ، في حين ان فرح النظام المغربي ،هو فرح نزواتي ، أي التطبيل من تحت الطاولة لما يتعرض له الرئيس Emanuel Macron، الرافض رد العلاقات مع شخص محمد السادس ، ومع الدولة المخزنية ..
ان حجم العنف والتخريب الذي تعرضت له الجمهورية الفرنسية ، ورفع شعارات اسلاموية امام بيت الشخص الجزائري المقتول ، ليس بريئا ، بل هناك مخطط يشتغل عليه هؤلاء باسم الجهاد في بلاد الكفار التي أوتهم من تسلط انظمتهم عليهم ، وعندما مكنتهم من نفس الحقوق التي عند الفرنسيين ، وعندما منحتهم جنسيتها ، وليتحولوا الى مخربين جهاديين ، لتدمير الدولة الفرنسية اللائيكية ، وتعويضها بالجمهورية الإسلامية الفرنسية ...
ان نزول الجهاديين ، والاسلامويين اليوم، من مغاربيين ، وافارقة ، فات حده عندما نزال الفرنسيون وليس المجنسون والأجانب ، ضد نظام التعاقد ، ونزول أصحاب البدلات الزقاء ..
لقد كان منتظرا ان تسبق اسبانية فرنسا في هذه الانزال .. لكن انتظار نتائج الانتخابات التشريعية القادمة في 23 من الشهر الجاري ، ابطل الهزة الاسبانية التي تفجرت بالأمس في " أليكانتي " Alicante ، بنفس حدة نزول المجنسين بالجنسية الفرنسية ، وهم يقدرون بالملايين ..
وكيفما كان الوضع ، فان جمع الفرنسيين ، وفي اقل من ثلاث أيام ، اكثر من مليون يورو للشرطي المتهم ، ومازال الرقم يتضخم ، هو رسالة من الفرنسيين ضد المجنسين بالجنسية الفرنسية ، وضد الاسلامويين التنظيميين والغير تنظيميين أي الشروع في الحرب الاهلية بين الفرنسيين الأصليين ، وبين الفرنسيين المجنسين ، والغير المجنسين الذين هم في وضعية قانونية سليمة ..
في نزول البدلات الصفراء ، وفي النزول ضد اصلاح قانون التقاعد .. كان الانزال فرنسيا ، والشعارات فرنسية ، وكان الجو فرنسيا ..
في النزول الأخير هذا ، كان النزول مُجنّسين ، وكانت الشعارات شعارات المجنسين ، وكان المراد ليس الحفاظ على الدولة الفرنسية اللائيكية ، بل كان المراد الذي تعجل ظهوره ، الدعوة لأسلمة فرنسا ، وتحويل دولة الكفار ، الى دولة ( الايمان ) ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يكون هناك تغيير من دون وجود ثقافة التغيير
- أشباه المثقفين من يقبضون العصا من الوسط
- سقوط الإمبراطورية الروسية
- بوليس المخابرات
- دعوى قضائية جديدة للقضاء الإسباني، للمطالبة بفتح تحقيق في جر ...
- البوليس السياسي من الاختطاف السياسي ، الى الاختفاء القسري .
- صراع الأمراء ، او الصراع داخل القصر
- هل غيرت جبهة البوليساريو قواعد الاشتباك ؟
- الاتحاد الأوربي يلغي اتفاقية الصيد البحري مع النظام المغربي ...
- دولة البوليس ، دولة الغاب
- هل للمثقفين المغاربة من دور في حركية المجتمع ؟
- فرنسيس فكوياما ونهاية التاريخ
- الخطاب الفلسفي والخطاب الغوغائي
- ثلاثة أجهزة مخابراتية ، تتآمر لخلق الاضطرابات الاجتماعية في ...
- التنظيم السري او البنية السرية
- الدرس المستفاد من الهزيمة المدوية للحزب الاشتراكي العمالي ال ...
- هل القضاء مستقل في المغرب ؟
- المظاهرة ، التظاهر ، والمسيرة
- قصيدة شعرية بعنوان -- لن يتحد الليل مع النهار
- المثقف والسياسة


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل ما يجري من دمار في فرنسا حصل صدفة ؟