أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - صراع الأمراء ، او الصراع داخل القصر















المزيد.....

صراع الأمراء ، او الصراع داخل القصر


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7643 - 2023 / 6 / 15 - 18:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ مدة ليست بالقصيرة ، والمواقع الالكترونية لأشخاص يحسبون نفسهم المعارضة الحقيقية ، وليس فقط جزءا منها ، او ظلها ، يتداولون أخباراً من دون سند ولا دليل ، ويعطون انفسهم صفة الشاهد عيان ، ليس بتناول صراع الامراء ، او صراع القصر ، كصراع حقيقي يجري من اجل المُلك . بل يقودون الحملة المسعورة ، لترسيخ وتأكيد فكرة مستقبل النظام ، الذي تجري الصراعات من اجله وباسمه ، آملين من هذه الحملة ، ان يعم خبر صراع الامراء ، الرعايا ( الشعب ) المرتبطين بالملك وحده ، في غياب تنظيم في شكل منظمة او حزب ، يتشارك مع الراعي ، الأمير ، والامام ، تمثيلية الرعايا التي وحدها تنطق بالممثل الحقيقي للرعايا ، ومن دون منازع . فالهدف من الحملة الإعلامية ، ليس تأكيد صراع غير موجود ، بل اقناع الرعايا بظلامية مستقبل النظام ، الذي اصبح مصيره بيد عفريت . والهدف من الحملة طبعا ، ارباك التصور الواحد لما يجري ويدور ، والتفريش لهبّة او انتفاضة ( جماهيرية ) ، عند غياب الملك محمد السادس ، وقبل تقديم البيعة للملك الجديد ، الذي لن يكون غير الأمير الحسن ، الذي سيسمى بالحسن الثالث ، احبّ من احبّ ، وكره من كره ، وبنصرة كل القصر ، أي بنصرة الامراء ، وبما فيهم الأمير هشام الذي ابتعد عن كل صراع مضيعة للقوت ، وهي الحقيقة التي ستظفر بالتنزيل .
ان هذه الحملة المغلوطة والمُغلِّطة ، لم تقتصر على ( دعاة ) الجمهورية ، رغم ان هذه بعيدة عنهم بعد السماء عن الأرض ، بل شاركت ولا تزال تشارك فيها ، مواقع الكترونية تابعة للمخابرات الجزائرية ، التي تخوض حربها الأبدية و( الحتمية ) الربح ، مع النظام الملكي الدولة ، وليس نظام محمد السادس كنظام بطقوسه واعرافه ، جزء مكمل لصورة الدولة العلوية التي حكمت المغرب ، وبرضى المغاربة لما يزيد عن 350 سنة .. فالوصول لتثبيت فكرة صراع الامراء ، او صراع القصر لذا الرعية الجاهلة ، والسريعة الترويض والاستعمال ، قد يحفز هذه الرعية وبالسرعة المعهودة ، ان تصبح مادة دسمة قابلة للاشتعال ، اذا وُجّهت دعوة النزول الى الشارع ، في وقفات يراهنون على تحويلها الى عصيان مدني ، قد ينتهي باشتعال انتفاضة / ثورة ضد الدولة العلوية بأكملها ، وليس فقط ضد نظام محمد السادس ، كنظام ضمن استمرارية الدولة ، من خلال فترة وسيادة الأنظمة السياسية المتعاقبة ، ضمن الدولة العلوية ..
فعند النجاح الآن ، في اقناع الرعايا العفوية بوجود صراع القصر ، او صراع الامراء ، تكون فكرة التغيير الجذري التي يحلم بها هؤلاء ، قد توطنت في ذهن الرعية ، ويكون شيوع صراع الامراء ، او صراع القصر، قد حقق مبتغاه ، الذي هو اقناع العامة بفراغ الحكم ، في غياب الحاكم القوي الذي من المفروض فيه ، ان يمتلك آليات ووسائل الحسم النهائي ، وبالضربة القاضية للصراع الجاري ويدور ، سواء ما يسمى بصراع القصر ، او صراع الامراء ، او صراع القوى السياسية التي تنشد السيطرة على النظام ، مع رأس النظام ، ومريديه من مختلف الاتجاهات التي هي في جوهرها اسلاموية ، وفي الحالات الأخرى ، قد تكون عفوية ، تدفع بسرعة مفرطة الرعايا الى ساحة الوغى ، لحسم مسألة الحكم حسما ثوريا ، لا حسما رجعيا .. فالصراع العام مشاهد وبوضوح ، من خلال هذه الحملات الإعلامية المسعورة ، التي لا أساس لها من الحقيقة ..
انّ المواقع الالكترونية المساهمة في هذه الجذبة ذات المعاني الواضحة ، في اغلبية أعضاءها ، هم اسلامويو الاتجاه ، والباقي وهم الأقلية ، ذوي انتماءات لأيديولوجيات دهْرية ، تهْرْب منها العامة الجاهلة ، بقدر ما تتقرب من تجار الدين الذين يتحركون بأسماء ، ومسميات باسم الحسنى الحسنة .. ( الإسلام هو الحل ) .
فهل فعلا هناك صراع يدور على اشده بين الامراء ، او يدور في القصر لحسم مسألة الحكم ، لصالح مجموعة ضد مجموعة ، او ضد شخص معين لصالح شخص اخر ؟
وعندما ينخرط الاعلام الجزائري بكل اتجاهاته ، في هذه الحملة ، وبطريقة الاقناع بها ، وينخرط في الحملة الاعلام الصحراوي المحسوب على الجبهة ، او الاعلام الذي له ارتباطات عقائدية او أيديولوجية معها ، وتساهم وسائل الاعلام الدولية العربية والغير عربية كالإسرائيلية ، والفرنسية ، والاسبانية ، في تعرية النظام الملكي ، وتقديمه للعلن كنظام اضعف من شعرة معاوية ، او اضعف من عش عنكبوت ، فالمستهدف من الحملة الداعية الى التمرد ،والى العصيان المنتظر ، ليس شخص محمد السادس ، ولا نظامه . بل ان المستهدف هو شخص الأمير الحسن ، حتى لا يصل بعد البيعة التي ستقدم له ، ليصبح بالحسن الثلث ، وخاصة انه سيكون نسخة اصلية للملك الحسن الثاني بكل ايجابياتها وسلبياتها . فالمستهدف من الحملة ، ومن الحرب التي تجري بأدوات وتكتيكات مختلفة ، الدولة العلوية ذات الطقوس الخاصة ، وذات التقاليد المرعية ، التي تعتبر مسخرة من قبل الغرب الرأسمالي ، ومن قبل الدول التي ترفض تقاليد وسمات العبودية ، ووسائل إعادة انتاجها ، تلك التقاليد التي هي سبب ازمة الصحراء التي وصلت النفق المسدود ، لان جزءا من الصراع الذي يقوده البوليساريو ، يتعلق بالديمقراطية المنتفية في الدولة المخزنية البوليسية . لكن هذا الاحتجاج مردود عليه ، لان التدافع في التطبيل والتزمير للنظام الجزائري ، وللدولة الجزائرية ، والجزائر يحكمها نظام عسكري ليس بالديمقراطي ، كل هذا يصب ليس في المطالبة بالدولة الديمقراطية ، والتعيينات التي عرفتها الجمهورية الصحراوية ، كانت الغلبة فيها ليس للديمقراطية ، بل كان الحسم لنظام القبيلة الذي طغى ، بعد عقد الجبهة لمؤتمرها السادس عشر الأخير ، ففرق بين خطابات المؤتمر الاستهلاكية ، وما طفى على السطح عندما انتصرت القبيلة على الديمقراطية . فالخطاب الذي ساد أجواء المؤتمر ، والداعي الى التمسك والتشبث بالديمقراطية ، سيتبخر ، وستحل الحقيقية التي تحكم المجتمع الصحراوي ، التي هي تغليب والانتصار للقبيلة ، على حساب الدولة الديمقراطية الغير موجودة في الجزائر العاصمة ، فأحرى ان توجد عند الجبهة التي تكرس اليوم ، العقلية العربية الضيقة المسماة بالديمقراطية العربية . فهل كانت الناصرية والبعثية ديمقراطية ، وهي الأنظمة التي كرست عبادة شخصية الزعيم ، المعادي للديمقراطية في اشكالها التقدمية ، وفي حدودها الدنيا .. وبصيغة أخرى . هل الجمهورية الصحراوية ، هي جمهورية ديمقراطية ، شأن الجمهورية الجزائرية ، حيث الغلبة والسيادة للاعتبار القبلي العنصري المقيت ، على حساب المجتمع المغلوب على امره ، المستعمل للتصفيق وللتطبيل ، ويزيده في هذه الهزيمة ، نوع الطقوس والتقاليد السائدة التي تنفخ فقط في بطانة الزعيم .
وبكيفية أخرى . هل مضمون هذه الحملة التي تخوضها ( المعارضة ) الاسلاموية خارج المغرب ، وتستخدم فيها كل آليات وأدوات الاتصال الإعلامي ، الهدف منها ، حقا بناء نظام ديمقراطي ، يكون منفتحا على الجميع ومن دون استثناء ، ام ان الهدف ، هو تحطيم الدولة المغربية ، من دولة واحدية قوية ، وقوتها ليس من الضروري إظهارها ، كنظام عسكر الجزائر ، وسيادة القبيلة عوض الديمقراطية لذا جماعات البوليساريو ؟ . وما يثير الضحك ، ان أنظمة دكتاتورية لا علاقة لها بالديمقراطية ، تدعو نظام مخزني بوليسي يكره الديمقراطية ، انْ يصبح ديمقراطيا ، من دون ان تلتفت هذه الأنظمة الى حالها ، لتجد نفسها هي قبل غيرها ، بعيدة عن الديمقراطية بعد السماء عن الأرض ..
وانّ ما عرّى ، على مرمى الحملة الإعلامية السياسوية ، التي تخوضها هذه الجماعات ، التي تتظاهر بانتسابها الى الإسلام الحركي ، هو مِخْيالها ، وحلمها ، وفي كيفية تصدرها للأشياء ، عندما بدأت توزع المتحاربين ، وتوزع مناصريهم ، سواء ( الرافضين ) لتولية الأمير الحسن العرش ، ليصبح بالملك الحسن الثالث ، او عند تقديم الشخص او الجماعة المقابلة التي تنشد العرش ، لأنها ترى نفسها الأكثر حقا به ، والجهات التي تساندها في مطلبها وبمشروعيتها في الحكم .
وككل المواقع الالكترونية الاسلاموية ، او المواقع المنادية للعلمانية ، لم يهدأ الاعلام الجزائري من الدلو العميق ، في هذا التصنيف للمجموعات ، او للمتحاربين ، والهيئات الواقفة وراء كل مجموعة ، حيث وجدنا انفسنا امام خرائط جغرافية تشير الى مختلف الأمكنة التي تتواجد بها الفرق المتحاربة ، وكأن لناظره قريب ، أي قربت ساعة الانفجار العظيم ، الذي وحده سيسهل سقوط الدولة ، دولة الطوائف ، وبناء أخرى محلها ، لكنها ستكون دولة ضعيفة عندما ستنفصل الصحراء ، وانتظار انفصال الريف اذا نجح مخطط فصل الصحراء ، بحيث سنكون امام دويلات متصارعة من اجل التراب ومن اجل الحكم ، لا امام دولة واحدة واحدية ، وقوتها في وحدتها ، لا في تفرقتها وتشتيتها ..
والسؤال . كيف توصل هؤلاء المنجمون المنظرون الى معرفة فرق الصراع من اجل الحكم ، وعرفوا الأجهزة والمؤسسات التي تقف مؤيدة خلف كل مجموعة ؟
لقد قسم هؤلاء الدغماء وليس الدهماء ، المتصارعين حول الحكم ، الى مجموعتين أساسيتين :
--- مجموعة الرافضين لتولية الأمير الحسن الحكم ، بعد تقديم بيعة ، ولو شكلية ، وفي سرعة قصوى لحسم مسألة الحكم ، وخلق ما يسمى بالأمر الواقع ، الذي سيجعل من الفريق المضاد ، خاضعا لإذعان للحاكم الملك الجديد الذي سيكون الحسن الثالث ..
--- وفريق ، هو مجموعة الفريق المعارض ، والرافض لتولي الأمير الحسن الحكم ، حتى يحرم من عنوان الملك الحسن الثالث . ويكون الحكم والعرش قد انتقل الى جهة أخرى معارضة لشخص الحسن ، ترى انها الاحق بتولي المُلك ، مركزين على بعض الاشاعات الغير الصحيحة ، وغير المتأكدة ، كالتشكيك في الاصل البيولوجي للحسن ، والتشكيك في قدرته على تحمل تدبير وتسيير الدولة .
-- تتكون المجموعة الأولى كما حددها الواقفون وراء هذه الدعوة ، وانخرطت الابواق المرتبطة بالمخابرات الجزائرية ترددها ، مع المواقع الإعلامية لجبهة البوليساريو ، والاعلام الاسباني ، والفرنسي ، والإسرائيلي ، لتساهم في هذا المشروع الذي لم ينتقل الى الكتابة للتدوين ، وظل مجرد رغبات واقتراحات ، يقامر بها عبر وسائل الاعلام العدوة ، ومُعوّلين عليها لإحداث الشرخ ، الذي ينتظر الدولة ، بعد ذهاب محمد السادس من : الأمير رشيد ، اخته مريم ، اخته حسناء ، ولم ينسوا الإشارة الى جدة الأمير الحسن ، التي لم تحسم خيارها بعد ، لأنه مرة يقدمونها انها مناصرة للأمير رشيد وللأميرات المتحالفات مع الأمير، ومرة يقدمونها كورقة رابحة لصالح فوز الحسن الثالث بالعرش .. لكن لا هنا ولا هناك ، اعط الحجة والدليل على هذه المواقف لجدة الأمير ، التي تعيش في فرنسا ، بعيدة عن هذا ( الصراع ) المعشعش فقط في رؤوس مروجينه ، ولا اثر له على الأرض ..
وحتى ينجحوا في بث وترسيخ الصراع في ذهنية الرعايا ( الشعب ) ، التي يُحضّرونها للتحرك في اليوم العظيم المنتظر ، بمجرد ذهاب محمد السادس ، اجمعوا وبلا حياء ، في اعتبار المناصرين للأمير رشيد في احقيته بالحكم :
-- وزارة الداخلية ، وهنا تقرير " البنية السرية " يشير الى وزير الداخلية عبدالوافي لفتيت ، الذي استفاد من امتيازات خيالية ، من الملك محمد السادس ، الذي وقع بخط يده تفرد وزير الداخلية بالقطعة الأرضية بمنطقة السويسي الغالية الثمن . فتوقيع محمد السادس هو ما جعل المحامون الذي رفعوا دعوة ضد استفراد وزير الداخلية عبدالوافي لفتيت ، يسحبون الدعوة ، ويلوذون بالصمت ..
-- أجهزة البوليس المختلفة من " المديرية العامة للأمن الوطني " DGSN ، " المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني " DGST ، ولا نعرف اين وضعوا ورتبوا " المفتشية العامة للقوات المساعدة " FA ، لان هذه تخضع للجيش ، ولا تخضع لوزارة الداخلية ، الاّ في مهام حفظ الامن بالمدن ، وبالبوادي ، وتُعْرف بتدخلاتها عند فض الوقفات ، والمظاهرات ، والمسيرات في الشوارع ، فالمفتشية العام للقوات المساعدة ترتبط بالنظام العام ، كما انها تشارك في حرب الصحراء ..
ويعتبر الجهاز ( القضائي ) ، مدعما للأمير رشيد ، ولأخواته ، ضد الأمير الحسن ، حتى لا يحظى بالتربع على العرش كملك بعنوان الملك الحسن الثالث . وللإشارة فالملك كأمير ، هو الرئيس الفعلي للقضاء ، الذي يعتبر من وظائف الامامة ، الذي يختلف عن الأجهزة القضائية في الدول الغربية الديمقراطية ..
-- تتكون المجموعة الثانية المقابلة للمجموعة الأولى المذكورة أعلاه ، من الجيش ، والدرك الملكي ، المناصرين لتولي الأمير الحسن مقاليد العرش ، ومن دون منازع ..
لكن أيا من المجموعتين ( المتحاربتين ) ، مجموعة الأمير رشيد ، ومجموعة الأمير الحسن ، وهنا لم نقل مجموعة محمد السادس ، لأنه غير معني بصراع يدور بعيدا عنه ، رغم انه معني بكل ما يجري ويدور من صراعات من اجل الظفر بالعرش ، لأنه ما يزال ملكا بحكم الدستور .. لم يشر الى دور الرعايا في حسم هذا ( الصراع ) . هل ستؤيد الرعية الجاهلة الأمير رشيد ، والاميرات المتضامنات معه كمريم وكنزة ، والمناصرين من الطاقم المدني لوزارة الداخلية ، وللمديريات العامة للبوليس ، ام ان الرعية ستميل الى جناح محمد السادس الذاهب ، وهو ميل واضح وصريح للأمير الحسن ، الذي بعد البيعة ، سيصبح بعنوان الملك الحسن الثالث مدعما بالجيش وبالدرك ، ومدعما اكثر بالرعية المرتبطة بالراعي الأمير والامام الذي ، يحكم الدولة الرعوية ، البطريركية ، البتريمونيالية ، الثيوقراطية ، الكمبرادورية ، والمخزنولوجية ... الخ ..
هناك فرق شاسع لإذاعة اخبار بقصد بث الشرخ ، والدعوة للفوضى الهدامة ، التي قد تسقط كل الدولة ، وليس فقط اسقاط النظام ، مع الاحتفاظ على الدولة ، التي سيتولى الحكم فيها نظام اخر ، ضمن نفس الدولة ، التي هي الدولة العلوية . وبين الترويج لأخبار ذات مصداقية ، بعيدة عن الدسائس ، والمؤامرات المختلفة ، التي يكون هدفها الرئيسي اسقاط كل الدولة ، وليس فقط اسقاط نظام فيها ..
لذا من يروج لصراع الامراء ، او صراع القصر ، ومن دون الحجة والسند الناطق بما يؤكد هذا ( الصراع ) المفتعل ، امّا انه انسان خاوي الوفاض ، يضرب الاخماس في الاسداس ، وهو هنا يلعب دور " لحْلايْقي " ، او انه شخص متحامل يوظف الاشاعة كإحدى آليات الحرب المدمرة ، بغية التسبب في الفوضى ، وضرب الاستقرار العام ، والمساهمة في خدمة اجندات تخدم مصالح دولة عدو ، تبحث عن أي شيء ، ولو صغير بحجم ذرة للإطاحة بنظام الدولة المقابلة ، ومن ثم اضعافها بما يجعلها تستصدر الاذونات ، من الدول العدو اذا نجحت حقا في مشروعها الذي هو اسقاط كل الدولة المقابلة ، وليس الاكتفاء بقلب نظام من نُظمها السياسية ..
ان الوضع الحالي بالقصر الملكي ، والعلاقات بين افراد الاسرة الحاكمة ، هي سمن على عسل . وليست هناك أطماع عند البعض لتأكيد العكس .. ان الخلافة للعرش في المغرب ، تنظم على أساس دستوري ، كما تنظم بمقتضى عقد البيعة الذي يجمع في علاقة مباشرة ، السلطان الأمير، الامام ، والراعي ، والرعية المرتبطة بالراعي ، دون غيره من القوى الأخرى التي انقرضت ، ولم يعد لها وجود منذ سنة 2000 ، حيث اصطف الجميع وراء الدولة يناصرونها ، ولا يذمّونها كما كان الحال طيلة الستينات والسبعينات ، ووصلت العلاقة بين هؤلاء ، ان شارك الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الجيش ، في انقلاب الطائرة الملكية في سنة 1972 ..
ان الشخص الذي سيتم بيعته ، وليس تعيينه ، هو الأمير الحسن الذي سيصبح بمجرد انتهاء مراسيم البيعة ، وبالسرعة القياسية ، لإغلاق الباب امام أي طارئ قد يقلب الأوضاع رأسا على عقب ، سيكون الأمير الحسن وحده دون غيره .. والبيعة سيؤديها له الجيش والدرك ، وشخص او شخصين من الهيئات الاخريات ، كمجمع ( العلماء ) ، وكل الامراء ، وعلى رأسهم الأمير هشام ، و الأمير إسماعيل ، والأمير رشيد ... وطبعا الاميرات عماته ... الخ .. ان قضية الخلافة في النظام السياسي المخزني ، تستند في جهة الى الدستور ، وفي الجهة الأكبر تستند الى الطقوس والتقاليد المرعية التي ترجع بالممارسة السياسية للدولة ، ليس كدولة عصرية ، بل ترجع بالأساس الى وجه الدولة الحقيقي كدولة مخزنية ، وفي هذا الاثناء يحجب عنها صفة الدولة البوليسية ، دولة رعوية ، بطريركية ، بتريمونيالية ، مخزنية ، ثيوقراطية .... الخ ، وبالاستناد على ( النسب ) الى سلالة ( النبي ) ..
اما السيناريوهات المنتظرة ، فلا أساس لها من الصحة .. وكما قلت ستمر إجراءات البيعة قبل الدستور ، بالسرعة القصوى ، وانّ الأول من سيأتي مسرعا لأدائها ، سيكون الأمير هشام ، والأمير رشيد ... الخ . وبمجرد مرور ، والانتهاء من مراسيم البيعة ، سيصبح الأمير الحسن بمثابة الملك الحسن الثالث ..
اما الترويج بالإشاعة ، من قِبل انّ صراعا يجري من اجل الحكم بين الامراء ، وبالقصر ، فلا أساس له من الصحة .. فهل احد من الامراء ، كالأمير رشيد ، سيخرق الدستور ليتولى المُلْك غصبا عن مستحقه الأول الأمير الحسن ؟
فلنفترض جدلا ، ان الأمير رشيد سيرمي بالدستور ، وسيرمي بالبيعة ، فهذا معناه ان الأمير رشيد اصبح انقلابياً ، لا يختلف عن الانقلابيين ضد الأنظمة في افريقيا وبأمريكا الجنوبية .. والقيام بعمل الانقلاب على الدستور ، وعلى عقد البيعة ، لا يمكن تصور حصوله ، دون موافقة ومشاركة الجيش الذي تربطه علاقات مع الملك ، كقائد للجيش ،ورئيس لأركان الحرب ، ولا شيء يربطه بالأمير رشيد سوى الاحترام.. ، سيقبل مشاركة الأمير رشيد للانقلاب على الأمير الحسن ، حتى لا يصبح بالملك الحسن الثالث . فهل يقبل رشيد بان يكون انقلابيا ، وفي غيبة الجيش فخرجته ستكون فاشلة من بدايتها ؟ .. وهل سيقبل الجيش والدرك ، الانقلاب على الحسن الثالث ، من اجل تنصيب الأمير رشيد مكانه ؟
وبمجرد التفكير في ( انقلاب ) الأمير رشيد ، سيرجع بنا التفكير لاستحضار مؤتمر " سقيفة " ، الذي كان انقلابا على علي بن ابي طالب ، وتولية الحكم ابو بكر الصديق مغتصب الحكم ، ذاك الاغتصاب الذي زرع بذرة الصراع الإسلامي / الإسلامي الى اليوم..
لا يوجد صراع في القصر او صراع الامراء ، الأمور عادية واكثر من عادية ، والشخص الوحيد المؤهل للأمارة ، وللدولة ، يبقى الحسن الثالث ، وبموافقة كل الاسرة ، وعلى رأسها الأمير هشام المثقف الحداثي ، والملكي ، وليس الجمهوري كما حاول تلبيسه بعض القوم .. والأيام بيننا ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل غيرت جبهة البوليساريو قواعد الاشتباك ؟
- الاتحاد الأوربي يلغي اتفاقية الصيد البحري مع النظام المغربي ...
- دولة البوليس ، دولة الغاب
- هل للمثقفين المغاربة من دور في حركية المجتمع ؟
- فرنسيس فكوياما ونهاية التاريخ
- الخطاب الفلسفي والخطاب الغوغائي
- ثلاثة أجهزة مخابراتية ، تتآمر لخلق الاضطرابات الاجتماعية في ...
- التنظيم السري او البنية السرية
- الدرس المستفاد من الهزيمة المدوية للحزب الاشتراكي العمالي ال ...
- هل القضاء مستقل في المغرب ؟
- المظاهرة ، التظاهر ، والمسيرة
- قصيدة شعرية بعنوان -- لن يتحد الليل مع النهار
- المثقف والسياسة
- أين وصل نزاع الصحراء الغربية ؟
- الخونة وخيانة وطن
- من يحكم الله ، أم الشعب ؟
- المفوضية الاوربية تدعو الاتحاد الأوربي ، الى عدم تجديد اتفاق ...
- هل النظام السياسي المغربي قابل للإصلاح
- السياسة الثقافية واللغوية بالمغرب
- إدارة تويتر وإدارة الفيسبوك


المزيد.....




- بايدن يصرح لـCNN بنصيحة أوباما له بشأن الانتخابات المقبلة
- مناورة -غير عادية- لمقاتلات روسية قرب أمريكا.. ومصدر يوضح ال ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي دفن فلسطينيين في مقبرة جماعية داخل مجم ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عدم تجديد تفويض بعثة تابعة له لتدريب ا ...
- الرئيس الأمريكي يحذر إسرائيل من تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى ...
- 5 دول تتجه للاعتراف قريبا بدولة فلسطين
- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - صراع الأمراء ، او الصراع داخل القصر