أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل ما يجري من دمار في فرنسا حصل صدفة ؟















المزيد.....

هل ما يجري من دمار في فرنسا حصل صدفة ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7663 - 2023 / 7 / 5 - 16:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل السخط والاحتجاجات على مقتل شاب جزائري ، هو السبب في تحول السخط والاحتجاج ، الذي كان يجب ان يكون عاديا سلميا وراقيا ، الى ما يشبه بالثورة التي شرعت في تخريب وتدمير فرنسا الدولة ، وشمل التخريب والتدمير فرنسا كاملة ، ولم يقتصر فقط على الضاحية الباريسية التي يقطن بها الشاب الجزائري ، وتقطن بها عائلته .
ان هذا التساؤل ، الواضح المعنى والقصد ، تشرعنه طريقة وطبيعة الاحداث كما جرت ، وكما تجري في كل فرنسا الدولة ، وليس فقط في جزء من التراب الفرنسي . كما تزيد في تعريته وبالواضح ، طبيعة الشعارات السياسية الاسلاموية التي رددها جمهور المجنسين ، والتي لا علاقة لها بالحادث المأساوي التي تعرض له الشاب الجزائري .. فترديد شعارات الإسلام السياسي ، في دولة فرنسا التي تقدم نفسها المدافع الحقيقي والوحيد في القارة الاوربية على اللائيكية ، وعلى الدولة المدنية ، وحده كافي ليعطينا ، وليعطي لكل محلل متابع لما يجري وجرى منذ اليوم الأول لبدأ الاحتجاجات ، الى درجة الخطر التي أصبحت عليه الدولة الفرنسية ، وأصبحت القيم الفرنسية المفروض انها مستمدة من ثقافة حقوق الانسان ، التي تؤكد عليها فرنسا في علاقاتها الدولية ، طبعا مع دول جنوب البحر الأبيض المتوسط ، ومع القارة الافريقية ، وتؤكد عليها في اللقاءات الثنائية ، او اللقاءات المتعددة الأطراف ، او الدول الحاضرة لمنتدى ترعاه الدولة الفرنسية ، وطبعا مع عدم النسيان بدعوة اطراف المنتدى ، او اللقاء ، وتحت اية مظلة ، بالتذكير بالإرث الحقوقي الذي يزخر به ميثاق الأمم المتحدة ، في جانب الحقوق الإنسانية المختلفة ، التي تكون تلك الدول الحاضرة في اللقاء الدوري مع الدولة الفرنسية ، قد وقعت على تلك القوانين التي تؤكد تلك الحقوق ، وتتصرف مع شعوبها ضد ما وقعت عليه من مواثيق اممية ، ومواثيق كونية .. ففرنسا او الطبقة السياسية الفرنسية بالذات ، عند معالجتها للعلاقات الدولية مع الدول الغير اوربية ، فهي تبحث لنفسها اكثر من غيرها ، باستمرار السيادة الفرنسية للغة الفرنسية ، وللقيم الفرنسية التي تفتخر بها الطبقة السياسية الفرنسية ، والتي تؤكد على التمايز داخل فرنسا وخارجها ، مع استغلال كل الطقوس ، ولو المعارِضة للثقافة الفرنسية ، التي يغلفها الكلام والخطاب الفرنسي المعسول ، خاصة حين يكون " مليير " Molliere اللغة ، سيد الجلسة ، وسيد الخطابات السياسية التي تضمن استحواذ الشركات الفرنسية على حصة الأسد بعنوان الاستثمار ..
فهل ما يجري اليوم في فرنسا من تدمير ، وحرق ، واعتداء على ممتلكات المواطنين الفرنسيين ، وغير الفرنسيين ، وحتى المجنسين ، هو بداية انتفاضة من قبل الغير فرنسيين المجنسين ، للإرث الفرنسي في بلاد المغرب العربي ، وفي القارة الافريقية ، وانها بداية شق الطاعة ، والرضوخ لباريس التي كانت ، ولا تزال تنظر للأخرين من برجها العاجي ..
والسؤال . هل ما حصل ويحصل بفرنسا ، حصل بغتة وبشكل مفاجئ ، وكان يمكن اعتباره كذلك ، لو اقتصر الاحتجاج في الضاحية التي يقطن فيها الشاب الجزائري المقتول ، ولم يتسع التمرد ليشمل كل فرنسا ، مع التحدي في رفع شعارات الإسلام السياسي ...
وهنا . هل من حق الفرنسيين الذي يؤذون الضرائب ، ويشتغلون ، التساؤل عن المصير الخطير الذي ينتظر القيم الفرنسية ، وهو أسلمتها ، لتصبح الجمهورية الإسلامية الفرنسية ؟
فجميع تيارات الإسلام السياسي ، وجميع المجنسين بالجنسية الفرنسية ، يعتبرون تواجدهم فوق التراب الفرنسي ، وفوق التراب الأوربي ، بمثابة جهاد في حق الكفار ، وفي حق دولة الكفار التي رعتهم من بطش حكامهم ، وأوتهم ، مع تقديم كل المساعدات الضرورية لهؤلاء ، الذين يَنْظرون الى الفعل بمنظار اخر ، هو منظار أسلمة فرنسا ، واسلمة اوربة .. فالجمهورية الفرنسية الإسلامية ، أضحت قاب قوسين من إعلانها ، خاصة وان الحرب التي تدور ، اتخذت لها اشكالا متعددة منذ عشرات السنين .. فالأصل والارتباط بالدولة ، هو ممارسة الجهاد الشاق طريقه ، نحو انتصار الجمهورية الإسلامية الفرنسية ، انْ كان ذلك باعتماد الديمقراطية التي يستفذ منها هؤلاء ، للجهاد على آويهم ، او باستعمال العنف والقوة ، لتحويل بلاد الكفار ، الى بلاد الإسلام ..
لا يمكن الإحاطة بكل ما يجري اليوم في فرنسا ، دون وضعه في اطاره الصحيح ، أي الاطار الجيوبوليتيكي ، بكل المنطقة ، وليس فقط في فرنسا ( اللائيكية ) التي لم تعد كذلك ..
ان المعالجة الرزينة للأحداث التي عرفتها كل فرنسا ، ووصلت درجة من الخطورة المهددة لأصل الدولة الفرنسية ،لا يمكن استيعابه كمشكل فرنسي ، او مشكل للدولة الفرنسية مع مجنسيها الجهاديين الغرباء ، الذين يعدون بالملايين .. فالمشكل يجب وضعه ومعالجته جيوبوليتيكيا ، وجيواستراتيجيا ، ضمن الصراع الذي يجري بالعالم ، خاصة بعد فورة الوحش " كورونا " الاكذوبة ، وضمن الصراع الجغرافي المحلي ، بين دول شمال البحر الأبيض المتوسط ، ودول جنوبه . حيث هناك حضارات متقابلة ومضادة لبعضها البعض ، رغم زخارف اللقاءات التي تحصل مثلا بين فرنسا وبين الاتحاد الافريقي ، وبين الاتحاد الافريقي وبين الاتحاد الأوربي ، لإضفاء مسحة أيديولوجية رخوة ، خاصة بين الثقافة الفرنسية التي رغم ادعاءها ب ( اللائيكية ) ، فهي تتقدم اللقاءات ، كدولة مسيحية في جبتها الكاثوليكية ، اكثر من الجبة البروتستانية ، ورغم ان أكثرية الحاضرين ، يتعاملون انطلاقا من الإرث التراثي المغلف بالدين ، أي المسيحية في مواجهة الإسلام الدين ، وليس الإسلام الحركي .
وعلى ضوء هذه الحقيقة ، ستحدث وقائع كانت منتظرة ، لكنها قطعية الحصول ، بين الأنظمة السياسية المتعارضة والمتقابلة ، وكان يتم تصريف هذا التناقض كلما دعت الحاجة الى ذلك ، وكلما اقتضته مصالح الأطراف والدول المتناقضة . فما يجري اليوم في فرنسا كان منتظرا ، وكان مرتقبا ، ولم يكن مفاجئا ، فالمفاجئ هو نزول المجنسين والغير المجنسين ، ويعدون بالملايين ، قبل الموعد الذي يجمع الجهاديون عليه ، وهو يقترب مسرعا ، وسيكون قمة الفصل بين بلاد الكفر التي ينبغي ان تزول ، وهي التاريخ ، والقيم ، والمؤسسات ، وليس هيكل وهرم الدولة ، الذي سيصبح إسلاميا من تلقاء نفسه . فما حصل اليوم بفرنسا ، وجاء لوحده من دون استئذان ، غدته التناقضات بين الأنظمة السياسية ، بين دول جنوب وشمال البحر الأبيض المتوسط ، وغدته التناقضات الأساسية بين كل دول جنوب البحر الأبيض المتوسط ، خاصة بين النظام المخزني البوليسي المغربي ، وبين النظام العسكري الجزائري ، وبين النظام المخزني البوليسي المغربي ، وبين الأنظمة المحلية الأخرى ، كالنظام الموريتاني الذي يعترف كالنظام المخزني البوليسي المغربي ، بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار، والنظام التونسي الذي هو بدوره يعترف بالدولة الصحراوية ، رغم ان الأساليب المستعملة لم ترق الى درجة الموقف الموريتاني ..
وامام هذا التناقض الصارخ بين الأنظمة السياسية الجنوبية ، لحوض البحر الأبيض ، هناك تناقض اخر ومن مستوى عال ، يسود العلاقات بين الدول والأنظمة السياسية لشمال البحر الأبيض المتوسط ، خاصة بين زبونين أساسيين لدول جنوب البحر ، هما اسبانية وفرنسا ، اللذين يتسارعان الخطى للظفر بصداقة وخيرات النظامين المتصارعين بالمنطقة ، الدولة المخزنية البوليسية ، ودولة العسكر الجزائرية . فالصراع بين النظامين المتقابلين المغربي والجزائري ، خاصة تحديد الموقف من نزاع الصحراء الغربية ، من جهة انعكس واجج التنافس الذي سيصبح تناقضا صارخا بين الدولة الفرنسية والدولة الاسبانية ، ومن جهة لتداخل العلاقات بين أنظمة الشمال وأنظمة جنوب البحر الأبيض المتوسط . فاصبحنا نرى تبدل المواقف في كل ثانية ودقيقة ، بخصوص العلاقات التي أصبحت مبنية على النفعية والمصلحية ، وتخلت عن الصراع الجيويوليتيكي ، والصراع الجيواستراتيجي ، وكان هذا من خلال المواقف المتسرعة ، والغير مضبوطة ، والتي تمليها المنافع الضيقة ، وتمليها المواقف المتخذة .. فكان هذا الجديد الذي اضحى حقيقة فارضة لنفسها ، يتجسد مرة في العلاقة بين النظام المخزني البوليسي المغربي ، والنظام العسكري الجزائري ، في ربط العلاقات الانتهازية مع كل من فرنسا واسبانية . فمرة تتأزم العلاقة بين النظام العسكري الجزائري ، وبين الدولة الاسبانية بعد ان كانت سمنا على عسل ، لكن تتحسن العلاقات بين النظام المخزني البوليسي المغربي ، والدولة الاسبانية بعد رسالة Pedro Sanchez باسمه ، وليس باسم الحكومة ، الى الملك محمد السادس ، حين اعلن دعمه وليس تبنيه ، لحل الحكم الذاتي الذي طرحه النظام المغربي في ابريل 2007 . وهذا الموقف ل Pedro Sanchez سيسبب في تأزيم العلاقة مع نظام العسكر الجزائري ، والتي وصلت حد التهديد ، وحد قطع الغاز الجزائري عن اسبانية .. لكن بقدر ما كانت العلاقات بين النظام الجزائري ، وبين الدولة الفرنسية عادية ، مع اخد الحيطة والحذر من الانزلاقات ، وتطورت الى تحسن إيجابي رغم تصويت فرنسا على قرارات مجلس الامن بشأن الصحراء ، وتعطيلها عند محاولة تنزيل تلك القرارات على الأرض ، وهي التي صوتت عليها ، ستتدهور تلك العلاقات التي كان يسودها النفاق ، لتدخل درجة الازمة الحادة الغير قابلة للرجوع فيها ، بين الدولة الفرنسية ، وبين الدولة المخزنية ، ووصلت الى القطع النهائي لها ، بين الرئيس الفرنسيEmanuel Macron ، وبين شخص محمد السادس الذي ترك فرنسا ، وهاجر مستقرا في الگابون عند صديقه عالي بنگو Le Gabon .
لقد تعمق التناقض بين كل دول الاتحاد الأوربي ، وبين الرئيس Donald Trump ، عندما اعترف هذا بمغربية الصحراء ، وهو اعتراف ذهبت به الريح في مهبها ، والكل يتذكر كيف عارضت وزيرة الخارجية الاسبانية
Arancha Gonzalez ، اعتراف Trump ، بكل قوة فاقت درجة معارضة دول الاتحاد الأوربي .
وبعد ان أجمعت دول الاتحاد الأوربي على ضرورة الرجوع الى المشروعية الدولية ، التي تعني الاستفتاء وتقرير المصير ، سيفاجئ رئيس الحكومة الاسبانية العالم ، وخاصة الاتحاد الأوربي لان اسبانية عضو فيه ، بموقف رئيس الحكومة ، وليس الحكومة ، السيد Pedro Sanchez الذي اعترف فيه بحل الحكم الذاتي كحل قابل للتطبيق . لكن ما يلاحظ هنا على Sanchez ، وهو موقف ذكي يحمل دلالات عدة ، انّ هذا الاعتراف ، لم تبثه الحكومة الاسبانية التي كانت تجهل ما جرى وما يجري . ورغم انها لم تعر الاعتراف ادنى أهمية ولا قيمة ، لأنه ليس من انتاجها ، فقد قابلته من جهة بالرفض ، بل وتجاهلته عندما اعتبرت الحكومة من خلال أحزاب الائتلاف الحكومي ، وأحزاب المعارضة اليمينية Pp ، والحزب الوطني الشوفيني Vox ، ان هذا الاعتراف يلزم Sanchez وحده ، ولا دخل للحكومة فيه ..
ان موقف Sanchez الشخصي ، رغم ما أساله من مداد في اسبانية ، وفي خارجها ، فقد اثار الشكوك من حوله ، رغم الإفصاح عنه في الرسالة الموجهة الى ديوان محمد السادس . فهل يجوز قانونا لوزير الحكومة الاسبانية ، وليس الحكومة مجتمعة ، الاعتراف بقضايا جيواستراتيجية ، وجيوبوليتيكية ، تسبب العقم للدولة الاسبانية إ اذا لم يتدارك الوضع في حينه ، وتركه يرمي بظلاله التي ستؤثر على الوضعية السياسية والقانونية لأكثر من جهة وطرف .
فما الجدوى من موقف سياسي ، يفتقر الى التغطية القانونية ( الحكومة ) ، و ( الكورتيس ) ، اذا لم يكن من شأنه ان يؤثر في الساحة السياسية التي رفضت خرجة Sanchez ، ولم تبالي بها اطلاقا ؟ .
ان Sanchez ليس بالأبلة السياسي ، فالرسالة قبل ارسالها ، سيكون Sanchez قد استشار فيها مع الملك الاسباني ، الذي يكون قد اعطى موافقته ، بناء على معلومات خاطئة ومغلوطة . ويكون هنا Sanchez ، من جهة قد تجنب معارضة الحكومة التي لم تُسْتشر ، ويكون Sanchez قد دلس على الملك ، عندما فسر له الوضع على غير حقيقته وعلته .. فهنا . هل أغلط ، وهل دلس Sanchez على الملك ، حتى ينجو من اسرار Pegasus التي ستدينه ، وستقضي على مستقبله السياسي ..
ان تحليل الجو المكفهر الذي ( كتب ) فيه Sanchez الرسالة ، وأرسلها الى الديوان الملكي بالمغرب ، تثير الشكوك اكثر ، حول الجهة الواقفة وراء تحريرها ، وارسالها ، رغم التدليس ، ورغم كذب Sanchez على الملك الاسباني .. حتى يوافق له على قرار جيواستراتيجي ، وجيوبوليتيكي ، وليس من صنع الحكومة ، التي تجاهلها Sanchez ، حيث علمت بما قام به Sanchez من اعتراف بالحكم الذاتي ، عن طريق بيان الديوان الملكي ..
وهذا طبعا يدفعنا الى التساؤل . نظرا لما يكون Pegasus قد سربه من معلومات كالشتاء في حق Sanchez ، بحيث اصبح مكبل الإرادة ، واصبح من اكبر رعايا السلطان محمد السادس .. من حرر رسالة Sanchez الى الديوان الملكي . هل حقا Sanchez من حررها ، ومن خارج الحكومة ، ام ان الرسالة تم تحريرها بالديوان الملكي المغربي ، وتم ارسالها الى Sanchez ، ليعيدها باسمه الى الملك محمد السادس .. وهناك سابقة في هذا الميدان ، ذلك ان ما يسمى ب " وثيقة المطالبة بالاستقلال " ، قد تم تحريها بالقصر الملكي ( الأمير الحسن الثاني ) ، وخرجت منه ، ولتعود اليه بالتوقيعات الذي من بينها توقيع اشخاص لا علاقة لهم بالعمل الوطني ، وكانوا يعملون بالإدارة الفرنسية ، كالعامل السابق عن مدينة الرباط عمر بنشمسي ؟ . فمن حرر الرسالة ، وأين تم تحريرها ، وكيف تم وصولها الى Sanchez التي تبناها كاملة مكمولة ، واعادها الى الديوان الملكي ؟
الآن يبدو ان Sanchez ينافق الديوان الملكي ، لأنه من خلال محطات وتصريحات ، يبدو انه لم يعد ملزما بنص ( الرسالة ) .. خاصة وان المستقبل يبشر بفوز اليمين المحافظ ، ويمين اليمين المحافظ ، أي عودة " الخط الأزري " Jose Maria Aznar الى الحكم ..
وكجميع المحطات ، تسبب تأييد Sanchez لحل الحكم الذاتي دون تبنيه ، من جهة في تأزيم العلاقات بين نظام العسكر الجزائري ، وبين شخص Sanchez ، ووصلت الى التهديد بالمقاطعة الاقتصادية ( الغاز ) ، وتسببت في تقريب وجهة نظر الاختلاف ، بين العسكر الجزائري ، وبين الجمهورية الفرنسية ، وفي المقابل ، ستتوحد العلاقات بين الحكومة الاسبانية وبالضبط Sanchez ، وبين النظام المخزني البوليسي ، لكن ستتأزم العلاقات بين النظام المخزني البوليسي ، وبين الجمهورية الفرنسية ، خاصة قطع العلاقات بين الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، وبين محمد السادس شخصيا بسبب فضيحة Pegasus Gate .
فعلى ضوء هذا التناقض الصارخ بين الأنظمة السياسية المحلية ، جنوب وشمال البحر الأبيض المتوسط ، يمكن فهم ما يجري في كل فرنسا ، ويمكن معرفة وقوة الشعارات الإسلامية التي رددها جمهور النازلين من مغاربيية ( جزائريون ) بالدرجة الأولى ، و ( مغاربة ) ، و ( افارقة ) .. ويكفي الرجوع الى التصريحات الملقاة من قبل ما يسمى ب ( الذباب ) الجزائري ، ورد فعل الرئيس تبون وحكومته المزهوين بحجم الدمار الذي تعرضت له الجمهورية الفرنسية . ومثل النظام الجزائري ، فالنظام المغربي هو نفسه سيكون مزهوا وفرحا بما يجري بفرنسا ، لكن دون ان يصل فرح النظام المغربي المخزني ، درجة سرور وفرح النظام الجزائري ، لان الفرح الجزائري هو فرح أيديولوجي وتاريخ لعين ، في حين ان فرح النظام المغربي ،هو فرح نزواتي ، أي التطبيل من تحت الطاولة لما يتعرض له الرئيس Emanuel Macron، الرافض رد العلاقات مع شخص محمد السادس ، ومع الدولة المخزنية ..
ان حجم العنف والتخريب الذي تعرضت له الجمهورية الفرنسية ، ورفع شعارات اسلاموية امام بيت الشخص الجزائري المقتول ، ليس بريئا ، بل هناك مخطط يشتغل عليه هؤلاء باسم الجهاد في بلاد الكفار التي أوتهم من تسلط انظمتهم عليهم ، وعندما مكنتهم من نفس الحقوق التي عند الفرنسيين ، وعندما منحتهم جنسيتها ، وليتحولوا الى مخربين جهاديين ، لتدمير الدولة الفرنسية اللائيكية ، وتعويضها بالجمهورية الإسلامية الفرنسية ...
ان نزول الجهاديين ، والاسلامويين اليوم، من مغاربيين ، وافارقة ، فات حده عندما نزال الفرنسيون وليس المجنسون والأجانب ، ضد نظام التعاقد ، ونزول أصحاب البدلات الزقاء ..
لقد كان منتظرا ان تسبق اسبانية فرنسا في هذه الانزال .. لكن انتظار نتائج الانتخابات التشريعية القادمة في 23 من الشهر الجاري ، ابطل الهزة الاسبانية التي تفجرت بالأمس في " أليكانتي " Alicante ، بنفس حدة نزول المجنسين بالجنسية الفرنسية ، وهم يقدرون بالملايين ..
وكيفما كان الوضع ، فان جمع الفرنسيين ، وفي اقل من ثلاث أيام ، اكثر من مليون يورو للشرطي المتهم ، ومازال الرقم يتضخم ، هو رسالة من الفرنسيين ضد المجنسين بالجنسية الفرنسية ، وضد الاسلامويين التنظيميين والغير تنظيميين أي الشروع في الحرب الاهلية بين الفرنسيين الأصليين ، وبين الفرنسيين المجنسين ، والغير المجنسين الذين هم في وضعية قانونية سليمة ..
في نزول البدلات الصفراء ، وفي النزول ضد اصلاح قانون التقاعد .. كان الانزال فرنسيا ، والشعارات فرنسية ، وكان الجو فرنسيا ..
في النزول الأخير هذا ، كان النزول مُجنّسين ، وكانت الشعارات شعارات المجنسين ، وكان المراد ليس الحفاظ على الدولة الفرنسية اللائيكية ، بل كان المراد الذي تعجل ظهوره ، الدعوة لأسلمة فرنسا ، وتحويل دولة الكفار ، الى دولة ( الايمان ) ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يكون هناك تغيير من دون وجود ثقافة التغيير
- أشباه المثقفين من يقبضون العصا من الوسط
- سقوط الإمبراطورية الروسية
- بوليس المخابرات
- دعوى قضائية جديدة للقضاء الإسباني، للمطالبة بفتح تحقيق في جر ...
- البوليس السياسي من الاختطاف السياسي ، الى الاختفاء القسري .
- صراع الأمراء ، او الصراع داخل القصر
- هل غيرت جبهة البوليساريو قواعد الاشتباك ؟
- الاتحاد الأوربي يلغي اتفاقية الصيد البحري مع النظام المغربي ...
- دولة البوليس ، دولة الغاب
- هل للمثقفين المغاربة من دور في حركية المجتمع ؟
- فرنسيس فكوياما ونهاية التاريخ
- الخطاب الفلسفي والخطاب الغوغائي
- ثلاثة أجهزة مخابراتية ، تتآمر لخلق الاضطرابات الاجتماعية في ...
- التنظيم السري او البنية السرية
- الدرس المستفاد من الهزيمة المدوية للحزب الاشتراكي العمالي ال ...
- هل القضاء مستقل في المغرب ؟
- المظاهرة ، التظاهر ، والمسيرة
- قصيدة شعرية بعنوان -- لن يتحد الليل مع النهار
- المثقف والسياسة


المزيد.....




- مصر: بلاغات واستجوابات في البرلمان وسط عاصفة من الجدل حول مر ...
- وسط توترات بين أمريكا وإسرائيل.. هل ستحجب إدارة بايدن الأسلح ...
- الجيش الأوكراني يتحدث عن -موقف عصيب- في خاركيف.. وفرار آلاف ...
- -إغلاق المعبر يعني أن أفقد قدمي الثانية- شهادات لبي بي سي من ...
- أردوغان: - نتنياهو بلغ مستوى في أساليب الإبادة الجماعية يثير ...
- هجوم إسرائيلي كبير على مصر
- بلينكن: حماس باقية مهما فعلت اسرائيل في رفح
- العراق.. وفاة المتحول -جوجو دعارة- داخل أحد سجون العاصمة بغد ...
- العثور على جثث 3 أطفال في القيروان في تونس
- كمال خرازي: إيران قد تغير عقيدتها في امتلاك السلاح النووي إذ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل ما يجري من دمار في فرنسا حصل صدفة ؟