أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - إشراقات الحب والجمال..في قصيدة الشاعر التونسي القدير طاهر مشي:- هذا الهوى..يطربني-*















المزيد.....

إشراقات الحب والجمال..في قصيدة الشاعر التونسي القدير طاهر مشي:- هذا الهوى..يطربني-*


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7661 - 2023 / 7 / 3 - 16:22
المحور: الادب والفن
    


مقدمة :
لقصيدة الشعرية؛ كتلة لاشعورية من ذات الشاعر،تحمل في تركيبتها البنيوية،والفكرية،صورة طبق الأصل عن الحراك الشعوري لحظة الكتابة.
أي أنها عملية تثبيت لواقع اللاشعور لحظة الكتابة،مثل الصورة الفوتوغرافية بالضبط.
وهي عالم حافل بالدلالات،غني بالأفكار والإيحاءات والرموز.
الهيكل الأساسي للقصيدة هو الفكرة المركزية،التي ترتكز عليها منظومة معقدة من الأفكار الثانوية،التي تعطيها الصورة النهائية.
وعلى عكس ما يتوقع القارئ،فإن الفكرة المركزية للقصيدة،ليست أكثر قيمة من الأفكار الغزيرة التي تدور في فلكها،إذا قصدنا الإبحار في عوالم الشاعر والغوص في عمق ذاته واكتشاف أسرار الدلالات التي بنى عليها هذا المنتج الفكري المعقد.
فتفكيك النص يحتاج إلى نظرة ثاقبة،ورؤية تحليلية عميقة التصور بعيدة الأفق،وهذا ما لا نجده في فكرة القصيدة المركزية،التي يتحكم فيها الشاعر،ويخرجها لنا بالشكل الذي يريد لنا أن نتصوره.بل وجدناه في الإبداعات الشعرية للشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي.
من المعلوم أنَّ الحبَ كحالة إنسانية سامية،وما يكتنفه من لواعج العشق وصور الجمال، شكل على مدى العصور حافزاً قوياً لإثارة إبداع الشعراء،فضلاً عن مساهمة إبداعية المنجز الشعري بفاعليةٍ في تميز بعض الشعراء عن نظرائهم. ولا ريب أنَّ إبداعَ الشاعر يرتكز بشكلٍ أساس على الموهبة المقترنة بتنوع مصادر المعرفة التي يوظفها هذا الشاعر أو ذاك لرغبةٍ جامحة في التعبير عما يشعر به،أو قد يوجه بوصلتها نحو بلوغ المجد والإحساس بالتميز حيناً ما،مع العرض أنَّ الشعورَ الخفي الذي يؤرق الشاعر،ويرغب البوح به قصد إيصاله إلى المتلقي،يبقى على الدوام رهين ما يمتلكه من أدواتِ البناء الشعري التي بوسعها ترجمة ما بداخله من رؤى،وما يطرق في ذهنه من هواجس..
أسوق هذه المقدمة الموجزة بعد ما أطلعت على -قصيدة :" هذا الهوى..يطربني" للشاعر التونسي القدير طاهر مشي والذي يُعَدّ -في تقديري -من أفضل الشعراء العرب-
وعلى الرغم من اختلاف معايير المشارب والأذواق، الاّ أنَّ ما أثار انتباهي بدايةً بخصوص -القصيدة (هذا الهوى..يطربني) موضوع "هذه القراءة المتعجلة"هو ما تجسد بأمر-واحد ووحيد-،يتمثّل في الانتقائية في اختيار العنوان الذي ضمنه كلمة -هوى-،وهذه المفردة كما هو معروف في معاجم اللغة العربية تستمد خاصيتها المؤثرة في المتلقي مما تحمله في طياتها من معانٍ ترقى بالرؤيا الجمالية،وتستفز بما تحمله من بهاء ذائقته الجمالية،فالهوى:العفيف المتَّسم بطابع مثاليّ صِرْف.
وهنا أقول:لقد تمثل-الشاعر القدير طاهر مشي- المواءمــة والتكييــف ما بين الشعر والفن؛ لأجل الوصــول إلــى صياغــةٍ ذات قيمة أدبية وفنية معبرة،إذ أطل علينا في -قصيدته المدهشة هذه -بما يعتمل في ذاته من مشاعر وخيالٍ جامح بعد أنْ عودنا على الاندهاش بلوحاته الفنية التي يتجسّد فيها الشعر في أبهى تجلياته.
وحتى-لا أطيل على القارئ الكريم-الإستمتاع بهذه القصيدة الراقية أعيد القول-:
إنَّ القراءةَ المتأنية المتأملة لجل قصائد-د-طاهر مشي-تقود إلى الاحساس بتميز الشاعر -طاهر-فيما يكتبه وذلك يتجلى بأسلوبه السهل الممتنع،إذ يتصف أسلوبه في تركيب أبياته الشعرية بسلاسة المفردات ووضوح معانيها،وصدق عاطفتها،ما يجعل قصائده أكثر إثارة للمتلقي واقرب إلى نفسه وخلجات وجدانه.
ومن وحي القراءةَ المذكورة آنفاً،ندرك أيضاً تميز شاعرية-طاهر مشي-بلغةٍ شعرية عذبة عزّزت بنية القصيدة وساهمت في المحافظة عليها بفضل امتلاكه إمكانيات شعرية غير محدودة،والتي ساهمت في تدعيم منجزه الشعري الواعد بما أفضت إليه من شعرٍ رقيق،إذ اتسم شعره بقوة التأثير وصدق العاطفة،إلى جانب إجادته التفنن في نسج الصورة الشعرية.
ختاما أدعو-القارئ الكريم-للرقص معي على ايقاع القصيدة الموسومة بالحب والمشاعر المتدفقة والهادرة :
هذا الهوى..يطربني
يا من هوى الذكرى متى ذكراك؟
فالليل قد ناحت به نجواك
والهمس بالأسحار يغمرني
والنبض في الشريان كالأفلاك
خوفي من الأشواق تهجرني
يا روعة الخلاق ما أبهاك
فالحرف يسحرني لما الخجل
يسعى ونبضي ما عساه رجاك
ضني أنا والليل يلحفني
رحال أسعى في مدى أقصاك
حتى أبوح الحب من وصبي
أمشي على جمر الهوى لأراك
من بهجتي قد بحت موعظة
نذرا بها الأشواق في دنياك
فأتت على زرعي تداعبه
في نبرة المشتاق ... ما أقساك
تمضي بنا الذكرى بلا سبب
يا نتفة في القلب ذا سكناك
عشت الهوى نغما ليطربني
يا صحوة المشتاق ما أضناك
جثمت على جرحي فذا عتب
والنبض في تيه كذا إنهاك
فسكبت دمعي في هوى وَجوى
وسكنتها الأحلام كي ألقاك
هذا الهوى تمضي به الافلاك
يا من سبى قلبي بلا إدراك
طاهر مشي
تعقيب :
إن أكثر ما يغري القارئ،ويوقفه مليا أمام نص شعري،ويحرضه على المضي قدما في قراءته مرة تلو الأخرى؛هي الصورة الانطباعية الأولى للنص،فكلما زادت دهشته واتسعت مجالات التخيل،كلما زاد شغفه باكتشاف عوالمه والغوص فيها.
وهذا بالضبط ما جعلني أتوقف مليا أمام قصيدة ” هذا الهوى..يطربني" للشاعر المبدع د-طاهر مشي.
وهي قصيدة تستحوذ على القارئ،بصورها المدهشة،وإيحاءاتها الذكية،وأسلوبها السلس، وبنيانها المرصوص.
وهنا أضيف : يعتمد الشاعر في معظم نصوصه على التراكيب البلاغية المقتضبة،بأقصى طاقة إيحائية ممكنة،لتثبيت دعائم فكرته،وعرض فلسفته،وإقناع القارئ بجدواها العملية في الحياة، فهي فلسفة تجريبية،نابعة من معاناة واقعية،وتجربة ذاتية،استهلكت منه مجهودا شخصيا، واستنزفت من وقته.
وعلى هذا،تنطلق الشرارة الأولى من القصيدة،بأقصى قوتها الإشعاعية،كلمح البرق الذي يتقدم سيلا من وابل المطر الغزير..
يا من هوى الذكرى متى ذكراك؟
فالليل قد ناحت به نجواك
والهمس بالأسحار يغمرني
والنبض في الشريان كالأفلاك
تقسم القصيدة،أفقيا،إلى ثلاث أقسام رئيسية هي : المقدمة والعرض والخاتمة.
كما أنها تقسم،عاموديا،إلى ثلاث أقسام هي:
أنا الشاعر وأنثى القصيدة والموضوع.
وكلما تمايزت هذه الأقسام،عاموديا،وأفقيا،كلما حققت القصيدة هدفها،وعبرت عن الشاعر، وشدت من رباط ذاته،بالذات الجمعية،واتسعت بالتالي مجالات الرؤيا أمام القارئ.
وهذا مايميز نصوص الشاعر التونسي القدير د-طاهر مشي بشكل عام،وهذا النص الرائع بشكل خاص.
ختاما أقول : النص رائع،ويغري بالمزيد من القراءة،والتفكيك،ولكن سأكتفي بالقراءة الانطباعية.
وأشكر الشاعرالمبدع،على هذا الجمال الأخاذ،في تقديم الشعر بصورة بديعة،وأعتذر عن التقصير بحق النص،فهو يحتاج إلى وقفة أطول وقراءة أعمق.
كل الأمنيات بدوام التألق والنجاح.

*ملحوظة : لا أتناول كتابات المبدعين بأنامل الرحمة،إنما وجدت نفسي منجذبا-قسر الإرادة-لإبداعات الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي.
وعليه التزمت بإقتفاء أثره الإبداعي ومعالجته-دون مجاملة أومحاباة-من خلال مقاربات نقدية قد يستفيد منها المتلقي،ويحتاجها كمرجع في المدى المنظور.



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر التونسي الكبير د. طاهر مشي..في حوار مدهش..
- التكثيف الدلالي في قصيدة صهيل الرياح..يعانق وجهَ القمر..للشا ...
- قراءة تأملية متعجلة في قصيدة (الجنة الضائعة) للشاعرة التونسي ...
- صفاء الروح..واشراقات الذات في نصوص الشاعر التونسي الكبير د-ط ...
- هاجس الموت في قصيدة -أيها الموت خذني..ولا تسَل عني- للأديبة ...
- قراءة تأملية في قصيدة الشاعرة التونسية السامقة نعيمة مناعي - ...
- تمظهرات الإنزياح اللغوي في قصيدة الشاعر التونسي د.طاهر مشي - ...
- قراءة-تأملية-في قصيدة الشاعر التونسي القدير-د-طاهر مشي (أنت. ...
- الأستاذة/الشاعرة والكاتبة التونسية تتألق في رحاب قرطاج الثقا ...
- مؤسسة الوجدان الثقافية التونسية..تحتفي بصدور مولودها الإبداع ...
- على ربوة الإنتظار..-ها أنا جالس على مقعد لست فيه-.. - قراءة ...
- أنثى الماء..في ثوبها المرمري.. للكاتب المتميز تونسيا وعربيا ...
- حوار مقتضب مع د-طاهر مشي-الشاعر التونسي الكبير:
- حول فوائد الزكاة : الاستظلالُ بظلِّ عرش الله..يوم لا ظلَّ إل ...
- ها أنا شارد..في تفاصيل الغياب- الألم العاري..قصيدة مثيرة للت ...
- قراءة متعجلة في قصيدة الشاعر التونسي السامق جلال باباي..-أنا ...
- قصيدة -خلف مدينتك- للشاعرة التونسية القديرة نعيمة مناعي..صور ...
- من لا يعرف الروائي التونسي الكبير عامر بشة..أقول
- تمظهرات التناص..روعة البناء الفني وتمثلات الوجع الإنساني في ...
- الكاتب الصحفي الدولي-محمد المحسن-يثمّن رجالا ما هادنوا الدهر ...


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - إشراقات الحب والجمال..في قصيدة الشاعر التونسي القدير طاهر مشي:- هذا الهوى..يطربني-*