أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مبروك أبو زيد - حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (8)‏















المزيد.....

حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (8)‏


محمد مبروك أبو زيد
كاتب وباحث

(Mohamed Mabrouk Abozaid)


الحوار المتمدن-العدد: 7657 - 2023 / 6 / 29 - 16:44
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


‏... بعدما تمكنت اللجنة السبعونية أيام بطليموس من حذف كلمة مصرايم من ‏التوراة ووضع محلها كلمة "إيجبت"، لأن مصرايم التوراتية هذه كانت متداولة في زمن بعيد ‏في بلاد العرب وكان اسم وادي النيل حينها هو كِميت و" إيجبت "، فنجحت اللجنة السبعونية ‏في ربط وإحلال كلمة مصرايم بكلمة إيجبت، وبعدها تمكن كعب الأحبار من إرفاق ‏كلمة قبط بكلمة مصر الواردة في القرآن من خلال حكايات القصص الأدبي عن الأنبياء، ‏أي أن الكعب قام بذات العملية الجراحية التي أجرتها اللجنة السبعونية في تزوير التوارة، ‏قام كعب بذات المهمة مع القرآن .. فلا يكفي مجرد الارتباط النظري في العقل العربي، فقد ‏يأتي جيل من أجيال العرب المسلمين ويسأل ما الرابط بين "مصر" الوارد اسمها في القرآن وبين ‏بلاد القبط ؟، هذه اسمها "مصر"، وتلك اسمها "إيجبت"، فمجرد القول بأن كعب الأحبار حكى ‏هكذا وقال أن مصر هي إقبط، وأن فرعون هذا كان قبطي وأن قومه هم القبط، فهذا غير ‏كافٍ لأن اسم "مصر" يظل نظرياً بحتاً ولا وجود له في الواقع، فكيف يقول القرآن عن بلد ‏اسمها مصر، ويقول كعب والمفسرون من بعده أنها إقبط ؟ دون أن يكون هناك رابط، فما الذي ‏أعجز الله أن يقول صراحة في القرآن"بلاد القبط" كما هي معروفة لكل العالم ؟ ... وبالتالي ‏كان دور اليهود في المرحلة القادمة هي الربط الفعلي العملي الواقعي بين كلمة قبط ‏وكلمة مصر، وهذه المرحلة سيتم تنفيذها بجدارة عند محاولة العرب احتلال بلاد القبط ، ‏فمن المعتاد أن يتم تغيير كثير من أسماء البلاد عند احتلالها وتغيير ثقافتها وأحياناً لغتها ‏لفرض سيادة المستعمر.‏

وبرغم موقفنا الواضح تجاه ابن العاص، إلا أنه لا مجال للتشكيك في عقيدته، لأنه لم ‏يظهر ما يريب الشك فيه، إنما مشكلته الكبرى في سلوكياته البربرية وأخلاقياته ‏الفاسدة التي تناقض الضمير والقيم الأخلاقية... انطلق ابن العاص برفقة أربعة آلاف أعرابي من ‏قبيلة يمنية + ما يعادل 1% صحابة عرب + كل يهود العالم وكثير من يهود الشام الذين ‏استفادوا من احتلال العرب لبلدان الهلال الخصيب بالتخلص من سطوة الرومان والعودة ‏لفلسطين واستقرار أوضاعهم في فلسطين .. فاليهود استوطنوا بلادنا إيجبت واحتلوها ثقافياً ‏على أكتاف العرب، اليهود هم من اختاروا لمصر اسمها، وليس هذا الاسم من اختيار الجبتيين ‏القدامى أنفسهم، بل إن اليهود انتقوا هذا الاسم من القرآن بعناية وأطلقوه بادئ الأمر على ‏مدينة منف عاصمة بلاد القبط وادي النيل، ومنها توسع وتمدد إلى الفسطاط وبابليون وما ‏حولها حتى شمل القطر كله. فتخيل لو كنا نعيش في بلد اختار لنا اليهود اسمها ! وغطسوه ‏في وعينا دون أن ندري حتى أحببناه وعشقناه ! فقد كان اسم بلادنا إيجبت، واليهود غيروه ‏إلى " مصر" !!‏

وهذا ما حدث بالفعل أن تمكن اليهود الذين كانوا برفقة ابن العاص إبان الاحتلال، ‏فقد قدّم اليهود معاونة كثيرة جداً للعرب عند دخولهم بلادنا مملكة القبط، وقيل في ‏أسباب ذلك أن اليهود تعاونوا مع العرب كثيراً جداً بسبب الاضطهاد الذي عانوه من الرومان ‏على مدار قرون طويلة، وهذا ما جعلهم أيضاً يتعاونون مع العرب في احتلال الشام للتخلص ‏من سطوة الرومان واغتصاب فلسطين، ومن قبل ذلك تعاونوا مع الفرس ضد الرومان أيضاً. وهذا ‏ما حدث بالفعل في عهد عمر ابن الخطاب، قدموا له كل العون ضد الرومان، فسمح لليهود ‏بالإقامة مجدداً في مدينة إيلياء عاصمة فلسطين، وتعاون اليهود مع ابن العاص في هزيمة ‏الرومان عند حصن بابليون، الذي يقع على الشاطئ الشرقي لمدينة " منف" العاصمة ‏القديمة، التي سكنها الملوك العظماء بناة الأهرامات والمعابد، ومن هنا بدأ اليهود يطلقون على ‏هذه المدينة اسم " مدينة مصر"، حيث كان اسمها في الأصل " ما نفر" ونطقها العرب بلفظ " ‏منف "، لكن اليهود أطلقوا عليها " مدينة مصر" ليسهل عليهم تسكين قصة يوسف وموسى ‏وفرعون فيها، وكان هذا أول وجود فعلي للفظة "مصر " في بلاد وادي النيل، ولم يعرف شعب ‏القبط هذه اللفظة قبل ذلك إطلاقاً. ثم بدأت تتوالى المسميات على الآثار الموجودة بالمدينة، ‏فكان بها أطلال قصر من عصر البطالمة، أطلق عليه اليهود مسمى " قصر العزيز" أي عزيز ‏مصر الذي كان يسكن مدينة مصر عهد يوسف الصديق، ثم صارت قرية تحمل اسم ‏‏"العزيزية " نسبة إلى محل إقامة عزيز مصر"، وعلى بعد كيلومتر جنوباً كانت هناك أطلال ‏مقبرة قديمة، أطلق عليها اليهود مسمى " سجن يوسف" أي بيت السجن الذي أودع فيه يوسف ‏الصديق، وتم اختيار الأسماء بعناية اليهود، فجميعها أسماء ترتبط بسيرة أنبياء الله المقربين ‏من قلوب القبط لأن القبط بطبيعتهم شعب متدين فأحبوا هذه الأسماء واحتفظوا بها ‏واستقرت. ‏

ثم بدأ تمدد المدينة "مدينة مصر" لتشمل -ليس فقط مدينة منف القديمة- وإنما شملت ‏ما هو شرقي مجري النيل، فأصبح حصن بابليون ضمن " مدينة مصر" ثم بعد ذلك العاصمة ‏العربية التي بناها ابن العاص "الفسطاط " وهي مجموعة خيام وأكواخ دخلت ضمن نطاق ‏مدينة مصر، ثم توسع الاسم ليصبح بلاد القبط كلها "مصر"، لكن ذلك لم يكن كافياً ‏للقضاء على الاسم الأصلي " إيجبت " فاستمرت الدول الخارجية الغربية تطلق على بلاد وادي ‏النيل مسمى إيجبت" بينما شعب وادي النيل ذاته التقط مسمى مصر وكذلك جميع الشعوب ‏السامية والعربية، ومن هنا حدث ازدواج غير مبرر في اسم الدولة، فنحن ننطق لفظ "مصر" ‏بالعربية، فإننا نترجمه إلى "إيجبت " بالإنجليزية واللاتينية بوجه عام، وهذا يختلف عن ‏أسماء جميع دول العالم التي ينطق اسمها بكل اللغات بذات النطق. ‏

وبعدما استقر مسمى" مصر" نوعاً ما في بلاد القبط بدأ المفسرون يقعون في نقاط جد ‏مثيرة، فقد كان كعب الأحبار قال لهم حكايات وروايات بزعم أنها وقعت في بلاد وادي ‏النيل وهي بلاد القبط، غير أن كعب لا يحب بلاد القبط هو فقط يريد تثبيت قدم تاريخية في ‏هذه البلاد تمهيداً لاحتلالها فيما بعد عبر القرون، لكنه في الأصل يهوي الشام باعتبارها مقر ‏‏" الهيكل" المزعوم ولهذا قال لهم كلام متناقض لم تستقر معه عقول المفسرين إلى حدٍ ما ‏فصاروا في حيرة من أمرهم، فنقرأ في تفسير الطبري: ‏
القول في تأويل قوله: ﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ‏الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ ‏يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ �﴾.‏
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وأورثنا القوم الذين كان فرعون وقومه ‏يستضعفونهم، فيذبحون أبناءهم، ويستحيون نساءهم، ويستخدمونهم تسخيرًا واستعبادًا من ‏بني إسرائيل = مشارق الأرض الشأم، وذلك ما يلي الشرق منها = " ومغاربها التي باركنا فيها "، ‏يقول: التي جعلنا فيها الخير ثابتًا دائمًا لأهلها... وإنما قال جل ثناؤه: ﴿وأورثنا﴾، لأنه أورث ذلك بني ‏إسرائيل بمهلك من كان فيها من العمالقة. !!‏
‏(نلاحظ عند تفسيرهم لقوله "مشارق الأرض: قالوا أنها الشام ! دون أي دليل أو حتى ‏خلفية معرفية، فقط لأن إرادة اليهود ورغبتهم كانت في الشام، بينما عندما جاؤوا على ‏كلمة " مغاربها " توقفوا دون تفسير ! ثم لم يحددوا موضع "المباركة الإلهية لهذه الأرض ولا ‏محلها ولا سببها ولا مناسبتها ! كل ما في الأمر أنهم نقلوا التفسير عن كعب الأحبار، وكعب ‏يريد احتلال أرض الشام باعتبارها أرض مقدسة بالنسبة لليهود عوضاً لهم عن موطنهم ‏الأصلي في جنوب الجزيرة العربية، بينما الله ذكر أكثر من مرة أنه بارك في مواضع نزول ‏الوحي وفي مكة تحديداً وهي الأرض المباركة والمقدسة، إنما هل نزل وحي بالشام ؟! ‏وهكذا سار المسلمون على خريطة اليهود في تفسير القرآن فوجدوا عقبات في الفهم ‏والاقتناع لكنهم لم يستطيعوا حلها ! ‏

ونكمل القراءة في تفسير ذات الآية؛ وبمثل الذي قلنا في قوله: (مشارق الأرض ومغاربها)، قال ‏أهل التأويل:‏
‏ ذكر من قال ذلك:‏
‏15043 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يحيى بن يمان، عن إسرائيل، عن فرات القزاز، عن ‏الحسن في قوله: (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا ‏فيها)، قال: الشأم. (!)‏
‏15045 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن فرات القزاز، عن الحسن، ‏الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا، قال: الشأم!‏
‏15046 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: ‏‏(وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها)، هي أرض ‏الشأم. (!)‏
‏15047 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة قوله: ‏‏(مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها)، قال: التي بارك فيها، الشأم. ! ‏

‏(وكما نلاحظ أن جميعهم يقول حدثنا فلان عن فلان دون ذكر كعب الأحبار برغم أنه لا ‏أحد في العرب يعرف تفسيراً توراتياً لهذا الوضع سوى كعب الأحبار وهو الذي قال لهم أن ‏المقصود بهذه الآية هو أرض الشام دون أن يذكر لهم سبب، برغم تناقض الآية مع الشام إلا أنهم ‏لم يتفكروا واكتفوا بالنقل والتواتر عن كعب، وكأن كعب هو الذي يتكلم وليس الله ‏‏! وسنتناول هذا الأمر بالتفصيل في الإضاءة الأخيرة عن بيت المقدس لكننا نتساءل هنا فقط ‏عن مصدر البركة الإلهية الذي قال كعب أنه في أرض الشام ؟ لماذا لم تكن البركة الإلهية ‏في شبه جزيرة سيناء مثلاً أو شمال السعودية وهي في الشرق من بلاد القبط ؟ ونتساءل أيضاً ‏لماذا بارك الله في شرق هذه الناحية تحديداً؟ وما هو الحدث سبب المباركة ؟ أم أن المباركة ‏كانت هدية مجانية لبني إسرائيل ؟! هذا مع الوضع في الاعتبار أن بلاد الشام لا تقع إلى الشرق ‏من بلاد القبط وإنما في الشمال، لكنهم عطلوا عقولهم واتبعوا كعب شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراع ‏؟ فلو كانت الأرض التي دمرها الله هي بلاد القبط، لكن شرقها (السعودية) وغربها (ليبيا) أي ‏أن الشام ليست في الخريطة.‏

ثم نكمل القراءة: وكان بعض أهل العربية يزعم " أن مشارق الأرض ومغاربَها نصب ‏على المحلّ، بمعني: وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون في مشارق الأرض ومغاربها، وأن ‏قوله: وأورثنا إنما وقع على قوله: (التي باركنا فيها). ‏
وذلك قول لا معنى له، لأن بني إسرائيل لم يكن يستضعفهم أيام فرعون غير فرعون ‏وقومه، ولم يكن له سلطان إلا بمصر، فغير جائز والأمر كذلك أن يقال: الذين يستضعفون ‏في مشارق الأرض ومغاربها.. فإن قال قائل: فإن معناه: في مشارق أرض مصر ومغاربها، فإن ذلك ‏بعيد من المفهوم في الخطاب، مع خروجه عن أقوال أهل التأويل والعلماء بالتفسير. " انتهى. ‏

كل ذلك التناقض ولم يصلوا إلى حل مرضي في فهم وتفسير الآية، فقط لأنهم اعتمدوا ‏كلام كعب كمرجع لحكايات بني إسرائيل، فلم يعرفوا الفرق بين الأرض المقدسة، ‏والأرض التي استُضعف بني إسرائيل فيها، والأرض التي أورثها الله لنبي إسرائيل عوضاً عن إذلالهم ‏من قبل فرعون وقومه، ولو عادوا لعقولهم وطرحوا حكايات كعب جانباً لعرفوا أن الأرض ‏التي استضعفوا فيها دمرها الله ودمر ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون، وأن ‏الأرض التي ورثوها هي شرق وغرب مكة والوادي المقدس طوى، وهي الأرض المباركة التي ‏كلم الله فيها نبيه موسى، لأن الله ذكر في أكثر من موضع أنه بارك في الوادي المقدس طوى، ‏والذي كلم الله فيه موسى (ع) وهذا التجلي الإلهي هو سبب المباركة على الأرض، فهل يقع ‏طور سيناء في الشام ؟! لا بالطبع لكن كعب يريد نقل اليهود إلى فلسطين فيحاول جعل ‏القدسية في أرض الشام، وحتى دون تحديد، هل هي فلسطين أو الأردن أو سوريا أو لبنان، فهذه ‏الدول جميعها بلاد الشام، أما الأرض المباركة في الوادي المقدس طوى، وكان عليهم أن يبحثوا ‏عن موقع الجبل الذي كلم الله فيه موسى.‏

وكما أصر كعب الأحبار على أن يطلق على مدينة إيلياء اسم " أور شليم" وهو الاسم ‏العبري الذي اختاروه لها، لكن مع مرور الوقت ظلت محتفظة باسمها حتى تحول إلى " القدس " ‏أو " بيت المقدس" وهو مسمى "يهودي" ورد حرفياً بالتوراة، إذن نجح اليهود في إسقاط اسم إيلياء ‏وإشهار اسم "القدس" بما يتوافق مع معتقداتهم برغم أن أغلبية سكان المدينة مسلمين ‏ومسيحيين..وهو ما حدث في بلادنا "إيجبت" حرفياً، حيث تمكن اليهود من إسقاط اسم البلد " ‏كميت" من الذاكرة الوطنية الشعبية، والحلول محلها بمسمى "مصر" العربي التوراتي، مع ‏الإبقاء على مسمى إيجبت على المستوى الدولي لأنه هو الوارد في التوراة السبعونية وغير ‏ممكن إلغاءه وإلا انكشفت الفضائح، ولهذا عملوا على إشهار الاسم القرآني "مصر" ليس ‏إشهاراً للقرآن ولكن تصديقاً وتثبيتاً للتوراة، وعملوا على تثبيت إيجبت حفاظاً على التوراة ‏المزورة. ‏

فظلت بلادنا معلقة بين الاثنين (إيجبت – مصر)، حيث أن " إيجبت تمثل أصل البلد وأهلها، ‏وأما " مصر" تمثل رغبة اليهود، أو هو الاسم الذي اختاره اليهود موازياً لاختيارهم مسمى "أوري ‏شليم – القدس- بيت المقدس" لمدينة إيلياء العاصمة الفلسطينية، لكن ذاب الاسم الأصلي ‏سريعاً على المستوى المحلي وحل محله الاسم العبري " مصر"، وبقي الاسم الأصلي متداول في ‏العالم الغربي. ولذلك فإننا إذا بحثنا في ألقاب الأشخاص خلال هذه الحقبة، فمن المستحيل أن ‏نجد شخص حمل لقب " مصري" قبل دخول العرب، من الممكن أن تجد كثير من الأشخاص ‏يحملون لقب قبطي، مثل السيدة مارية القبطية، وأختها سيرين القبطية، وورش القبطي ‏قارئ القرآن رضي الله عنه، ويعقوب القبطي من الصحابة وجبر ابن عبد الله القبطي، وعلى ‏رأس الجميع " قيرس عظيم القبط" نجد كل شخص يحمل اسم بلده كلقب له، بينما لا نجد ‏شخص واحد في التاريخ حمل صفة مصري قبل نزول الإسلام ! هذا يؤكد أن كلمة مصر لم ‏تكن موجودة، ولم تعرف إلا بنزول القرآن ناطقاً إياها عرضاً كمسرح لأحداث قصة موسى ‏وفرعون، وهي ذات القصة التي ورد ذكرها في التوراة باسم " مصرايم باللسان العبري.‏

يُتبع ...‏‎

‏(قراءة في كتابنا : مصر الأخرى – التبادل الحضاري بين مصر وإيجبت‎ ‎‏)‏‎ ‌‎
‏ (رابط الكتاب على أرشيف الانترنت ):‏‎
https://archive.org/details/1-._20230602
https://archive.org/details/2-._20230604
https://archive.org/details/3-._20230605

‏#مصر_الأخرى_في_اليمن):‏‎
‏ ‏https://cutt.us/YZbAA

‏#ثورة_التصحيح_الكبرى_للتاريخ_الإنساني‏



#محمد_مبروك_أبو_زيد (هاشتاغ)       Mohamed_Mabrouk_Abozaid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (7)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (6)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (5)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (4)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (3)‏
- حرب الإسرائيليات التاريخية في صدر الإسلام (2)‏
- حرب الإسرائيليات التاريخية في صدر الإسلام (1)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (5)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (4)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (3)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (2)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (1)‏
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (6)‏
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (5)‏
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (4)‏
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (3)‏
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (2) ‏
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (1)
- ‏ الجد الأكبر - جبتو مصرايم – هيروغلي.عبراني (8) ‏
- ‏ الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي.عبراني (7) ‏


المزيد.....




- صراخ ومحاولات هرب.. شاهد لحظة اندلاع معركة بأسلحة نارية وسط ...
- -رؤية السعودية 2030 ليست وجهة نهائية-.. أبرز ما قاله محمد بن ...
- ساويرس يُعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-: حسن النية أل ...
- هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية بعد سنوات من التعثر؟
- الحرب على غزة| وفد حماس يعود من القاهرة إلى الدوحة للتباحث ب ...
- نور وماء.. مهرجان بريكسن في منطقة جبال الألب يسلط الضوء على ...
- الحوثي يعلن استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين في البحر الأح ...
- السودان: واشنطن تدعو الإمارات ودولا أخرى لوقف الدعم عن طرفي ...
- Lenovo تطلق حاسبا متطورا يعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي
- رؤية للمستقبل البعيد للأرض


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مبروك أبو زيد - حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (8)‏