|
ألكسندر دوغين بعد التمرد – روسيا أمام مفترق طرق
زياد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 7655 - 2023 / 6 / 27 - 23:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نافذة على الصحافة الروسية نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
الكسندر دوغين فيلسوف روسي معاصر 27 يونيو 2023
* تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*
لقد لاحظت أن وعي الكثيرين لا يستطيع ببساطة التعامل مع أحداث 24 يونيو. لذلك ، فإن الاتجاه السائد والآخذ في الارتفاع : "هذا لم يحدث" ؛ "لم يكن أي شيء حقيقياً" ؛ "هم هناك عن قصد." بهذه الطريقة فقط يمكن تخفيف الألم الحاد عندما يفكرون فيما حدث. عندما يتعلق الأمر برد الفعل الدفاعي لمجتمع عريض ، غير منغمس بشكل خاص في مجال المعاني والقيم – في هذه الحالة ، معاني العلوم السياسية ، فإن هذا مفهوم ومقبول: يبحث الناس عن ثغرات لاستمرار حالة السلم بشكل روتيني، حيث تكون الأحداث إما صغيرة جدا أو غير موجودة على الإطلاق. لكن عندما يبدأ أولئك الذين يزعمون الجدية وعمق التحليل في بث نفس الشيء ، فإن الأمر يبدو مثيرًا للشفقة. في الواقع ، إنتهت المرحلة الحادة لأحداث 24 يونيو ، لكن لم ينته كل شيء تمامًا بعد: الآن يجب ان نرى بعض الإجراءات المحددة من قبل السلطات ، والتي ستوضح الصورة ، وعندها فقط سيظهر الحد الأدنى من الوضوح. في غضون ذلك ، قد يكون من السابق لأوانه التعليق على المعاني: نظرًا لأن العملية برمتها لم تكتمل بالكامل ، فقد يكون الناتج مختلفًا. بعد كل شيء ، ما بدأ وما زال موجودا يكتسب معنى عند اكتماله – وليس قبل ذلك. أنت لا تعرف أبدًا ما يمكن أن يحدث في سياق تطور مثل هذه السلسلة الحاسمة من الأحداث. التحليلات الكاملة سأعود إليها في المستقبل. لكن ما حدث في 24 يونيو 2023 كان أول "نغمة" من كارثة وحشية. لقد كانت إنهيارا للدولة الروسية ، والذي تم تجنبه في اللحظة الأخيرة ، وفي الواقع ، بثمن باهظ. في غضون ذلك ، أصبحت مشكلة "العواطف" واضحة بشكل أساسي. (العاطفة هي تعطش داخلي لنشاط يهدف إلى تحقيق هدف ما ، والذي ، كقاعدة عامة ، يصعب على الشخص التحكم فيه وتفسيره لنفسه. يرتبط بالقدرة على الحصول من البيئة الخارجية على طاقة أكثر مما هو مطلوب للبقاء على قيد الحياة - المترجم). عندما تنعدم في مركز النظام ، فإنها تبدأ في التجمع بشكل تلقائي على الأطراف. في احد الأطراف نرى فائضًا واضحًا في العواطف وفي الطرف الاخر ، هناك نقص واضح فيها . هذه ، على ما يبدو ، هي المشكلة النشطة الرئيسية للسلطات وتحتاج إلى معالجة بدون تأخير. من حيث نظرية باريتو عن النخب ( يعتقد باريتو أن التغيير المستمر وتداول النخب يجعل من الممكن فهم الحركة التاريخية للمجتمع ، والتي تظهر كتاريخ للتغيير المستمر للأرستقراطيات: صعودهم وهيمنتهم وانحطاطهم واستبدالهم بأقلية حاكمة مميزة جديدة-المترجم) ، يوصف نفس الشيء بأنه صراع بين النخب و"النخب المضادة". إذا لم يكن لدى النخبة ، الموجودة بالفعل في السلطة ، قدر كاف من صفات القوة ، فسوف يتم التخلص منها عاجلاً أم آجلاً من قبل النخبة المضادة ، التي لا يُسمح لها بالحكم ، ولكنها تتمتع بصفات قوة أكبر . وأخيراً ، برزت مسألة الشرعية والالتزام بالقانون بحدة. لقد جعل المتمردون المشكلة راديكالية إلى أقصى حد ، لكنهم أثاروها فقط. لم تحصل على الحل النهائي. لكنها الآن أصبحت معنا بالفعل ولا يمكننا الابتعاد عنها. الآن هي نقطة التحول - مفترق الطرق بالنسبة لروسيا . باختصار ، هناك سيناريوهان لاتخاذ القرار. جيد وسيء . من الواضح أنه لا يوجد شيء جيد في الوضع الحالي ، تمامًا كما لا يوجد شيء سيء. سيتحول السيناريو السيئ على الفور إلى واحد فظيع.
1. السيناريو الجيد. قرارات المسؤولين لعدد من الإدارات الرئيسية في الدولة . تقريبا كل شيء واضح هنا. أظهر البعض أنفسهم كأبطال ، وآخرون كخونة وجبناء. الأبطال بلا منازع هم بوتين ولوكاشينكو. هم الذين أنقذوا البلاد التي كانت تحوم فوق الهاوية. لكن أولئك الذين جعلوا هذا الوضع ممكنا ، والذين ساهموا فيه ، والذين لم يتمكنوا من منعه ، وعندما بدأ كل شيء ، لم يتمكنوا من الاستجابة بشكل مناسب ، يجب أن نقول لهم وداعا بشكل صارم . مثل هذا القرار سيعزز مكانة السلطة العليا ويعيد لها الاحترام المهتز ، والإيمان بسلطة "الملك" الحقيقي.
في الوقت نفسه ، ينبغي الآن الانتباه إلى البرنامج العام الذي كشف بريغوجين النقاب عنه على عجل: يفتقر المجتمع إلى العدالة والشرف والشجاعة والذكاء من جانب النخب. إلى هذا الحد لا يكفي أن تتسبب في انفجار حقيقي. فلماذا لا توظف السلطات نفسها هذه الفكرة في الخدمة ؟ بوتين الآن (ودائمًا) في موقع يمكنه من القيام بذلك وسوف ينجح بالتأكيد. لذا يجب :
- تناوب النخب ،
- معاقبة الجبناء والخونة ،
- تشجيع المؤمنين والشجعان ،
- تصحيح الأيديولوجيا في اتجاه الوعي الذاتي الوطني والعدالة الاجتماعية والاندماج الحقيقي للمجتمع في الحرب.
- علاقات عامة أقل ، المزيد من الحقائق . وكل شيء سوف يأخذ في مكانه.
بشكل عام ، استبدال الحقيقة بالعلاقات العامة هو شر مطلق. عاجلاً أم آجلاً ، تنفجر هذه الفقاعة ، وإذا لم يكن لدينا بدلاً من النظام السياسي سوى خيال إعلامي ضخم ، فإن الكارثة لا مفر منها. والأهم من ذلك: إن قوانين الكذب تجعل الناس يصدقون أكاذيبهم عاجلاً أم آجلاً. هذه هي المرحلة الأخيرة. إنها النهاية .
2. السيناريو السيء. اترك كل شيء كما هو وبدون تغيير أي شيء. اشطب أي ذكر لـ 24 يونيو وابطاله من وسائل الإعلام وعالم شبكات التواصل الاجتماعي . تجريم أي "استئناف" للوطنية والوطنيين فيما يخص التمرد والمتمردين . إلقاء اللوم في كل شيء على الغرب واذنابه. التوصل إلى نتائج لصالح الليبرالية وإغراق كل شيء بتقنيات العلاقات العامة والتقارير المنتصرة. لا أريد ان أخيفكم ، لكنني أقترح عليكم أن تتخيلوا بوعي عواقب مثل هذا القرار ، أو بالأحرى عدم وجود أي قرار على الإطلاق. ما كان هو الذي أدى إلى ما حدث. إذا لم يتغير شيء ، فإن الكارثة ستعيد نفسها ، وهذه المرة ستكون قاتلة. يفوز أولئك الذين لديهم درجة أعلى من "العواطف" . الروح هي التي تفوز. هناك جنود وهناك محاربون. المهمة: إيقاظ المحاربين في "داخل" الجنود. ويل لنا إذا تعلمنا الدرس الخطأ من حصة "التدريب" الرئيسية. نحن بحاجة إلى أن نرص صفوفنا الآن. يبدأ العدو ثاني أقوى موجة هجومية مضادة . الطريقة الوحيدة لهزيمة تمرد "فاغنر" - هي أن نصبح أنفسنا "فاغنر" . نحن بحاجة إلى جيش من المنتصرين.
#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التغيير السياسي المطلوب في روسيا بعد تمرد بريغوجين
-
هل اصيب بريغوجين بالبونابرتية
-
امنعوا روسيا من الانزلاق نحو الهاوية!
-
بريغوجين يرتكب اليوم خطأ فاحشا
-
ألكسندر دوغين طريق النصر يمر عبر -الاقتصاد الحربي-
-
ألكسندر دوغين هل هناك قواعد في الحرب؟
-
اليوم ذكرى غزو ألمانيا النازية للإتحاد السوفياتي عام 1941
-
ليوبارد
-
ألكسندر دوغين الحقيقة غير المتوقعة حول المليارات -المسروقة-
...
-
في نقد السياسة المالية والإقتصادية في روسيا
-
في نقد الإعلام الرسمي الروسي
-
هنغاريا في خضم الأحداث الحالية في أوروبا
-
تفكير بوتين الجيوسياسي العبقري
-
الهدف الجديد للحرب - هدم النظام النازي في كييف
-
المملكة العربية السعودية vs الولايات المتحدة
-
تجديد مرافق الصناعة في روسيا
-
أوروبا بحاجة إلى نخب جديدة
-
المسألة الروسية
-
متى تنتهي الحرب في أوكرانيا ؟
-
تفجير سد كاخوفكا : من المستفيد؟
المزيد.....
-
شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر
...
-
مقتل سيدة وإصابة 11 في قصف اسرائيلي على جنوب لبنان
-
مشاهير العالم يحضرون زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز في البندقي
...
-
تقرير أمني.. عمليات القرصنة السيبرانية الإيرانية بقيت محدودة
...
-
بوندستاغ يقر تعليق لم شمل أسر الحاصلين على -الحماية الثانوية
...
-
القضاء الإسرائيلي يرفض طلب نتنياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
-
هل خدع الذكاء الاصطناعي الإعلام بفيديو سجن إيفين؟
-
محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو تأجيل محاكمته في قضايا فسا
...
-
قمة الاتحاد الأوروبي: نواصل الضغط على روسيا بفرض عقوبات جديد
...
-
حريق متعمد في مترو سول.. والسلطات الكورية توجه 160 تهمة لسبع
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|