أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - هل اصيب بريغوجين بالبونابرتية














المزيد.....

هل اصيب بريغوجين بالبونابرتية


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7653 - 2023 / 6 / 25 - 19:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع




إيغور كاراؤلوف
شاعر وكاتب صحفي روسي

24 يونيو 2023

* تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

لماذا كان على بريغوجين أن يضحي بحياة "رجاله" في باخموت؟ من أجل انتصار روسيا أم من أجل الحصول على سلطة تسمح له بأن يصبح نابليون؟ بين عشية وضحاها تسبب بريغوجين نفسه في التشكيك بإنجازات رفاقه !؟.


اشتكى الشاعر الروسي بوشكين (1799-1837) : كلنا نحلم ان نكون مثل نابليون ومع ذلك ، فإن روسيا بلد يعتبر فيه النظر في هذا الاتجاه غير واعد. بغض النظر عمن كان يُتوقع أن يكون بونابرت في بلدنا ، فقد فشل الجميع ، أو لم يكن لديهم حتى الوقت لإلقاء حجر النرد لمعرفة حظهم القاتل. خلال القرن العشرين فقط مر علينا كورنيلوف ، ماخنو ، توخاتشيفسكي ، بيريا و ليبيد. والآن – تمرد يفغيني بريغوجين كأوضح مثال للبونابرتية الروسية. أنا متأكد من أن هذا الشخص الطموح لن يرى النجاح أيضًا.

بسرعة أصبح واضحا أن بريغوجين مصابًا بالبونابرتية . لذلك ، بدا لي أنه سيتم إبعاده عن السباق أو دفعه إلى الظل قبل أدائده العلني و قد يرسلونه إلى إفريقيا ، على سبيل المثال. في كل تصرفاته ، كان هناك شعور باليأس. على الأقل ، كان الحديث عن "مسيرته إلى موسكو" مستمراً منذ وقت طويل.
ازدهرت طموحات بريغوجين في ظروف البيت "الدفيئة" ، ولم تاخذ حظها من الإهتمام ، وكان محبوب الشعب ، ولكن في النهاية ، أدى غروره المبالغ فيه إلى كارثة - للخيانة والخيانة. فقط ، والآن يحاول جر البلد كله معه.

كان بريغوجين قائدا عسكريًا موهوبًا ، وحقق فريقه "فاغنر" ، الذي يسميه بفخر "أفضل جنود مشاة في العالم" ، انتصارًا رائعًا في باخموت . ولكن ، وفقًا لاعترافه ، قدم 20 ألف روح من أجل هذا النجاح.
والآن تبرز الفكرة: لماذا كان على بريغوجين أن يضحي بهذه الأرواح حقًا؟ من أجل انتصار روسيا أم من أجل الحصول على سلطة تسمح له بأن يصبح نابليون ، لتبرير خيانته؟ أي أن بريغوجين نفسه شكك في إنجازات رفاقه بين عشية وضحاها.

هناك ملاحظة يهتم بها القليل من الناس: بريغوجين ليس فقط رجلا عسكريًا ، ولكنه أيضًا – وربما في المقام الأول - خبير في حرب المعلومات وهو ماهر جدا في البروباغاندا . إنه مقنع ويعرف كيف يتكلم ، ويبدو ظاهريًا أنه باحث عن الحقيقة مباشر وصادق و محب للحقيقة.
لكن بعد كل شيء ، لا يمكننا التحقق من معلوماته بنفس الطريقة مثل معلومات أولئك الذين يحاول إدانتهم بالكذب.

يجب أن نتذكر أن الكثير مما يقوله قد يتبين أنه ديماغوجي ومزيف ، وأن المواد المتعلقة بـ "الضربة الصاروخية" على معسكر فاغنر " كاذبة، مثل الاستفزاز النازي في غليفيتشي ، كذريعة لاندلاع الحرب العالمية الثانية. كانت هناك حاجة إلى ذريعة للتمرد ، وقد تم اختلاقها.

في الوقت نفسه ، من الضروري الانتباه إلى الخلفية المعلوماتية التي سبقت التمرد. خلال الأيام القليلة الماضية ، دأبت بعض قنوات تيليغرام السياسية الفردية على بث النبوءات القاتمة بأن "وقت الاضطرابات يقترب" ونشرت ملاحظات مدروسة مثل "لدينا عام 1916 في التقويم". من الواضح أن بريغوجين وجه باستمرار نوع من الاتهامات ضد قيادة منطقة موسكو ، وقد رأى الجميع ذلك ، لكن يبدو لي أنه بالنسبة لمثل هذه النبوءات ، كان من الضروري معرفة شيء آخر ، شيء محدد للغاية. إما أن بريغوجين نفسه سرب معلومات حول التمرد القادم ، أو لديه بعض الحلفاء الفضوليين الذين لا نعرف عنهم.

إذا كان من الممكن اعتبار أوراق بريغوجين الرابحة تحسن سمعته العسكرية ، اكتسبها مقابل عشرات الآلاف من حياة الآخرين ، والقدرة على التحدث بشكل مقنع ، فإن ضعفه يكمن في غياب أي فكرة واضحة.

لماذا يدعم شخص عادي او مواطن بسيط بريغوجين؟ من اجل عزل وزير ورئيس هيئة الاركان؟ لكن ماذا بعد ذلك؟ إذا كنت تتحدى السلطة العليا ، فعن مصالح من تدافع؟ لا يقدم بريغوجين إجابات على هذه الأسئلة ، ويطلق شعارات شعبوية ، مثل "نافالني" ، عمادها التحريض على المسؤولين والبيروقراطيين الفاسدين.

كانت فرصة بريغوجين الوحيدة هي الإتفاق مع أحد الجنرالات - و العمل على التحرك معًا. هكذا حدث في أمريكا اللاتينية وليس فقط: اجتمع قادة العديد من أفرع القوات المسلحة واتفقوا فيما بينهم وشكلوا مجلسًا عسكريًا. ولكن ، على ما يبدو ، لم يرغب أحد في الانضمام إلى نفس المجلس العسكري مع بريغوجين. لم يدعمه لا الجيش ولا السياسيون ولا حكام الأقاليم .

ربما كان يراهن على دعم الرئيس ، الذي في ظل حكمه اعتبر أن شركته العسكرية الخاصة هي الحرس الإمبراطوري؟ لكن الرئيس صرح بوضوح: أمامنا متمرد وخائن .
وعلى أي حال ، فإن هذا يحكم على بريغوجين بهزيمة سياسية لأنه ليس لديه مكان يلجأ إليه.

لكن الخيار الذي يتم فيه تدمير "افضل جنود مشاة في العالم" ، والذين أرسلهم بريغوجين وأضاع اتجاههم على طول الطريق السريع M-4 ليتم القضاء عليهم من الجو ، لن يجلب أيضًا أي خير للبلاد. لا أدري كيف سنتعايش جميعًا ، الذين دعموا القائد الأعلى للقوات المسلحة دون قيد أو شرط. نعم ، سننجو ، لكن الأمر سيكون صعبًا للغاية.

الطريقة الوحيدة المستحقة للخروج من هذا الكابوس: يجب أن يستسلم بريغوجين ويأمر جنوده بإلقاء أسلحتهم. أذكركم أنه ليس لدينا عقوبة الإعدام. إن التضحية بحريتك أفضل من تدمير حياة الأبرياء من أجل سعادة العدو.

اليوم ، عندما تخوض الدولة أصعب صراع مع عدو خارجي ، فإن الضربة التي نتعرض لها في عمق بلدنا - هي أكبر إهانة . من هذه اللحظة فصاعدًا ، يصبح من غير المجدي مناقشة آراء بريغوجين ، او لتقييم ما هو على صواب وما هو خطأ. ما فعله وما زال يفعله سيكون سيئًا للجميع: لمقاتليه وجنوده في الجبهة والمدنيين والرئيس والدولة ككل. ما يحدث يجب أن يتوقف في أسرع وقت ممكن وبأي ثمن.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امنعوا روسيا من الانزلاق نحو الهاوية!
- بريغوجين يرتكب اليوم خطأ فاحشا
- ألكسندر دوغين طريق النصر يمر عبر -الاقتصاد الحربي-
- ألكسندر دوغين هل هناك قواعد في الحرب؟
- اليوم ذكرى غزو ألمانيا النازية للإتحاد السوفياتي عام 1941
- ليوبارد
- ألكسندر دوغين الحقيقة غير المتوقعة حول المليارات -المسروقة- ...
- في نقد السياسة المالية والإقتصادية في روسيا
- في نقد الإعلام الرسمي الروسي
- هنغاريا في خضم الأحداث الحالية في أوروبا
- تفكير بوتين الجيوسياسي العبقري
- الهدف الجديد للحرب - هدم النظام النازي في كييف
- المملكة العربية السعودية vs الولايات المتحدة
- تجديد مرافق الصناعة في روسيا
- أوروبا بحاجة إلى نخب جديدة
- المسألة الروسية
- متى تنتهي الحرب في أوكرانيا ؟
- تفجير سد كاخوفكا : من المستفيد؟
- الهجوم الأوكراني المضاد – بدأ
- صوت الصمت المقلق ... مرة أخرى حول الهجوم الأوكراني المضاد


المزيد.....




- أجزاء من فئران بشرائح خبز -توست- تدفع بالشركة لاستدعاء المنت ...
- مسؤولون يوضحون -نافذة فرصة- تراها روسيا بهجماتها في أوكرانيا ...
- مصر.. ساويرس يثير تفاعلا برد على أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل
- العثور على بقايا فئران سوداء في منتج غذائي ياباني شهير
- سيئول وواشنطن وطوكيو تؤكد عزمها على مواجهة تهديدات كوريا الش ...
- حُمّى تصيب الاتحاد الأوروبي
- خبير عسكري: التدريبات الروسية بالأسلحة النووية التكتيكية إشا ...
- التحضير لمحاكمة قادة أوكرانيا
- المقاتلون من فرنسا يحتمون بأقبية -تشاسوف يار-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - هل اصيب بريغوجين بالبونابرتية