أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد خيري الحيدر - كركوك مدينة التاريخ والتآخي والقلعة الشامخة















المزيد.....



كركوك مدينة التاريخ والتآخي والقلعة الشامخة


حامد خيري الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 7653 - 2023 / 6 / 25 - 22:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تقع محافظة كركوك الى الشمال الشرقي من العاصمة بغداد بمسافة مئتين وخمسة وثلاثين كيلومتراً تقريباَ، تحيط بها ثلاث محافظات من جهاتها الأربعة، حيث تَحدّها من الشمال أربيل، ومن الشرق السليمانية، ومن الجنوب والغرب صلاح الدين، وتنقسم المحافظة الى أربع أقضية هي.. قضاء "كركوك" الذي يُعتبر أكبرها وأكثرها سُكاناً، حيث يَضّم سبع نواحي هي.. "يايجي"، آلتون كوبري"، "مُلّة عبد الله"، "تازة خورماتو"، "ليلان"، "شوّان"، "قَرة هنجير". وقضاء "الدبس" الذي يضّم ناحية واحدة هي "سَركران". وقضاء "الحويجة" الذي يضّم ثلاث نواحي هي "الرياض"، "الزاب"، "العباسي". ثم قضاء "داقوق" الذي يضّم ناحية واحدة هي "الرَشَاد". وبحكم موقعها الهام الذي يتوسط المحافظات الآنفة الذكر حيث إطلالتها على المناطق الجبلية شمالاً وشرقاً من جانب، والأراضي السهلية الزراعية المُمتدة نحو الجنوب والغرب حتى نهر دجلة من جانب آخر، بالإضافة الى امتداد أراضيها الجغرافي نحو أيران وتركيا، فقد غدَت كركوك حاضرة مُنفتحة على ثقافات ولغات وتقاليد عديدة، ناهيك عن الموروث الحضاري الرافديني الذي صبَغ المدينة بحضارته الأصيلة، كما تُعتبر محافظة مُتعددة الأعراق بعد أن سَكنَّها على مدى التاريخ مَزيج مُتجانس من قوميات وأديان متنوعة، من تُركمان وعَرب وأكراد وآشوريين وكلدان وأرمن، مما جعلها تنعم بإرثٍ تاريخي وثقافي وديني مُتنوع، لتغدو بمَثابة بوتقة انصهرت فيها مختلف الإثنيات العرقية الرافدينية التي تعايشت فيما بينها بسلام وتعاون رائع، وما يُشير الى عراقة هذه المحافظة هو ضَمّها عدد كبير من المواقع الأثرية والمعالم التراثية المُنتشرة في عموم أقضيتها ونواحيها.
من جانب آخر تُعّد محافظة كركوك أحد أهم المراكز الرئيسية لإنتاج النفط في العراق، لتصبح ذات أهمية بالغة لاقتصاد البلد، وقد أدى اكتشاف النفط فيها عام 1927 الى حركة نزوح كبيرة إليها من القرى والأرياف، وحتى من المحافظات الأخرى لغرض العمل في شركة النفط العراقية الوطنية، مما تطلب استحداث وتَشييد مناطق سكنية جديدة عند أطرافها، ومن الجدير بالتنويه في هذا المجال هو مشاركة عمال النفط في هذه المحافظة على مدى تاريخ العراق الحديث بالانتفاضات والحركات الوطنية خلال حقبة الحكم الملكي 1921_1958، ولعل من أبرزها وأقساها مَجزرة "كاورباغي" التي حدثت في 12 تموز 1946، عندما قامت قوات الأمن والشرطة بإطلاق الرصاص على مجموعة من عمال شركة نفط كركوك المُضربين عن العمل، للمُطالبة بحقوقهم المشروعة من زيادة الرواتب وتحسين ظروف العمل، حين كانوا يتجمعون في حديقة "كاورباغي" وسط المدينة، وقد راح ضحية تلك الجريمة المُروّعة العشرات من العمال بين قتيل وجريح.
وقد أختلف الباحثون في تفسير معنى أسم "كركوك" وفترته الزمنية أو إرجاعه الى الأصل الذي أشتق منه، فمن المُحتمل أنه يعود الى أصل آرامي، إذ ورد الاسم بصيغة "كرخا بيت سلوخ" أو "كرخا سلوخ" الذي يعني "مدينة السلوقيين" حيث جعل منها "سلوقس" مؤسس "السلالة السلوقية" 312_135ق.م، مَركزاً لإقليم تابع لمملكته استمر خلال العصرين التاليين له وهما "الفرثي" و"الساساني"، وفي هذا المعنى أورد هذه التسمية أيضاً المؤرخ العربي "ياقوت الحموي" بصيغة "كرخيني" حين يَصف قلعتها الكبيرة في مؤلفه ذائع الصيت "مُعجم البلدان".. (تلة عالية تقع بين "داقوق" و"أربيل")، كما ذكرَها المؤرخ "أبن الأثير" في سِفره الشهير "الكامل في التاريخ" باسم "بلد الكرخيني"، أما أقدم ذكر لأسم "كركوك" بصيغته هذه فقد ورَد في كتاب "ظفرنامة" للموسوعي الفارسي "علي اليزدي" الذي عاش خلال القرن الخامس عشر الميلادي(1).
أما في الكتابات القديمة فقد وَردت المدينة في النصوص المسمارية التي تعود لزمن الملك البابلي "حمورابي" 1792_1750ق.م بصيغة "أرابخا"، حيث ذُكر بأنها كانت مركزاً لعبادة إله العواصف والأمطار الآموري "أدد"، وبنفس هذه الصيغة وَردت في المَصادر اليونانية بشكل "أرابخوس"، كما أوردها الجغرافي اليوناني "بطليموس" في بعض مؤلفاته باسم "كورخورا"، أما في الخرائط الرومانية التي تعود للقرن الثاني الميلادي فقد ذُكرت بصيغة "كونكون"، لكن أكثر الآراء ترجيحاً هو عودة أسم هذه المدينة الى أصول سومرية قديمة، مُستنداً في مَعناه الى موقعها الجغرافي ضمن رقعة وادي الرافدين، وهو مأخوذ من التسمية التاريخية لمنطقة "بابا كَركَر" التي تقع شمال غرب المدينة حيث يوجد هناك الحقل النفطي الكبير مع ناره الأزلية الشهيرة، وأن الاسم يتكون من كلمتين سومريتين هما "بابا" بمعنى "باب" أو "بوابة" و"كُركُر" بمعنى "جبال" ومفردها "كُر" أي "جبل"(2)، ليكون معنى الاسم كاملاً "بوابة الجبال" كون المدينة تُمثل مَدخلاً للمنطقة الجبلية في هذه البلاد، وتَتماشى هذه التسمية أيضاً مع بدايات نشأة المدينة وتشييدها أول مرة في أواسط الألف الثالث قبل الميلاد خلال "عصر دويلات المدن السومرية" و"العصر الأكدي"، وذلك على أطلال مُستوطن قديم يعود الى عصور ما قبل التاريخ، حيث وَرد ذكرها لأول مرة في النصوص المسمارية لهذين العصرين.
وتَرتبط كركوك ارتباطاً وثيقاً بمدينة تاريخية كبيرة هي "نوزي"، التي تُعدّ أحد أهم مدن الدولة "الميتانية" التي شُيّدت في شمال وادي الرافدين عند أواسط الألف الثاني قبل الميلاد، وذلك بعد نزوح شعبها من القبائل "الخورية" من موطنهم الأصلي عند جبال "أورارتو" بالقرب من أرمينيا واستقرارهم في الشمال الرافديني. وتقع هذه المدينة الى الجنوب الغربي من كركوك بمسافة ثلاثة عشر كيلومتراً تقريباً، تُعرف أطلالها باسم "يوركَان تبه" تنتشر أطلالها على مساحة واسعة من الأرض تمتد لعدة كيلومترات، وتتألف من تل رئيسي كبير إضافة الى العديد من التلال الصغيرة الأخرى. وقد كشفت التنقيبات الأثرية في "نوزي" عن طبقات أثرية عديدة تمتد في القِدم حتى فترة "حلف" من العصر الحجري المعدني خلال الألف الخامس قبل الميلاد، ثم غدَت مدينة عامرة عند الألف الثالث قبل الميلاد تتبع لسلطات دول وممالك القسم الجنوبي من وادي الرافدين خلال تلك الفترة، حيث وَرد أسمها في الكتابات المسمارية آنذاك باسم "كَاسُر"، ثم لتبلغ "نوزي" أوج ازدهارها في منتصف الألف الثاني عندما وقعت تحت السيطرة الدولة "الميتانية"، حيث أصبحت مدينة كبيرة مُحاطة بسور ضخم تخترقه بوابات كبيرة وتعبرها شوارع مخططة بعناية، وفيها شبكة مياه منتظمة، سميّت حينها بـ"نوزي" أو "نوزو"، لتستمر السُكنى فيها حتى القرن الرابع عشر قبل الميلاد عندما دَمّرها الآشوريون، ولم تُسكن بعد ذلك إلا في العهدين الفارسي والساساني.
وقد كشفت التنقيبات الأثرية في هذه المدينة عن عدد من البقايا البنائية من معابد وقصور وبيوت للسكنى مُتأثرة تَصاميمها بشكل كبير بعمارة وادي الرافدين، وكذلك على عددٍ كبير من الألواح الطينية المُدونة باللغة الخورية وبالخط المسماري، بالإضافة الى نوع من الفخار الملون ذو صناعة رشيقة، وجد لأول مرة في هذا الموقع لذا سميَّ "فخار نوزي" المُتميّز بتلك الكؤوس الكروية ذات القاعدة التي تشبه الزُرار، بالإضافة الى أختام أسطوانية مُتأثرة بشكل كبير بالأختام البابلية والآشورية، وفق ذلك فأنّ مدينة "نوزي" كانت تُمثل حضارة راقية بَرزت في تطور ونماء اقتصادها، حيث ازدهرت فيها الزراعة المُعتمدة على الإرواء عبر شبكة مُنتظمة من القنوات المائية، كما ازدهرت فيها تربية الخيول الأصيلة بالإضافة الى تطويرها لمختلف الصناعة، كإنتاج عربات النقل والأثاث والملابس والأسلحة، وقد أشارت النصوص المسمارية الى امتلاكها علاقات تجارية قوية مع بقية مناطق الشرق القديم مثل بلاد الشام ومصر.
واذا تَجاوزنا تفاصيل التاريخ القديم الأخرى لمدينة كركوك التي كانت تواكب مجريات الأحداث والتتابع التاريخي والحضاري لعُموم وادي الرافدين وتُعتبر مُكملاُ له خاصة خلال الألف الثاني قبل الميلاد، فيُمكن القول أنه بعد سقوط الدولة "الساسانية" خضَعت المدينة للسيطرة العربية الاسلامية عام 21هـ/642م، في عهد الخليفة الراشدي "عمر بن الخطاب"، ثم خلال فترة ضعف الدولة العباسية أصبحت المدينة كحال منطقة الموصل واقعة تحت نفوذ العديد من المَمالك والإمارات التي غدا شمال وادي الرافدين مَسرحاً لصراعاتها وتوسعها، مثل "السلاجقة" و"الأتابكة"، ثم "المغول الأليخانيين" ودويلات "القرة قويلو" و"الآق قويلو"، وخلال فترة السيطرة العثمانية تحولت الى ساحة لصراعها المُحتّدم مع الدولة الصفوية في أيران، وفي عام 1918 انسحبت القوات العثمانية من المدينة أمام تقدم القوات البريطانية، لتدخل المدينة بعد ذلك مرحلة جديدة من تاريخها ضمن كيان الدولة العراقية الناشئة عام 1920.
تتميّز كركوك الحديثة بطرقها الكبيرة والواسعة، حيث انها تَمتد بشكل بيضوي من الشمال الى الجنوب بما يقارب الاثني عشر كيلومتراً، كما تنوعت أحيائها بين حديثة البناء والتصميم وتراثية عتيقة، مما تُعطي انطباعاً بمقدار عمقها التاريخي ومدى خُصوصيتها المُجتمعية والثقافية مثلما لها عَراقتها، وأن لها نَكهة وطبيعة تختلف عن باقي مدن العراق. وقد قُسّمت الى ثلاث مناطق رئيسية هي "القلعة" و"الصوب الكبير" و"الصوب الصغير" الذي يُسمّى "القوريّة"، وتتوزع أحياء هذه المناطق وأزقتها على جانبي نهر "خاص صو" المَوسمي الذي يُقسّم المدينة الى قسمين ويعني أسمه "الماء الخاص" والمعروف بين الناس باسم "الخاصة"، وهو أحد ثلاثة أنهار تُغذي نهر العظيم بالمياه، إضافة الى النهرين الآخرين "آق صو" الذي يعني "الماء الأبيض"، و"طاووق صو" الذي يعني "ماء مدينة داقوق".
ومن أهم معالم مدينة كركوك التاريخية بناية القشلة التراثية التي تطل بواجهتها العريضة على شارع "المجيدية"، حيث أنها تعّد مَعلماً معمارياً مُميّزاً يُمثل مرحلة مهمة من تاريخ العراق الحديث، وكانت هذه البناية قد شُيّدت في زمن السلطان العثماني عبد العزيز عام 1863، من قبل والي بغداد "محمد نامق باشا" وفق تخطيط وأسلوب معماري يُشابه قشلة بغداد لتكون مَقراً للجيش في هذه المدينة، وتتكون واجهتها الأمامية من أيوانين كبيرين يتوسطهما المدخل الرئيس، الذي يُفضي الى فناء فَسيح مستطيل الشكل يَمتد من الشرق الى الغرب، تحيط به مُجنبات القشلة المُشيّدة بطابقين بالحجر والجص، والتي تَضّم قاعات كبيرة واسعة تطل على رواق يَشرف على الفناء بعقود دائرية كبيرة تستند على دعامات حجرية اسطوانية، علماً أن جانبي القشلة الشمالي والشرقي قد تمت أزالتهما في فترات سابقة بعد تَعرضهما للتَصدّع، ليتم بعد استملاك البناء من قبل المؤسسة الاثارية العراقية ترميم وصيانة القسم الغربي المتبقي منها، بالإضافة الى تَشييد مبنى مفتشية آثار المحافظة ومتحف المدينة على الجانب الشرقي المُزال، كما جَرى استغلال قاعات القشلة خلال عقد الثمانينات من القرن العشرين بشكل لائق لتكون مركزاً ثقافياً وفنياً للمدينة.
وكما كانت عبر جميع الحِقب والأزمان تبقى قلعة كركوك رغم ما أصاب أبنيتها من خراب المَعلم التاريخي الأساسي في المدينة، بموقعها وسط الأحياء التراثية العتيقة على الجانب الشرقي من مجرى نهر "الخاصة"، لتغدو مركزها وقلبها النابض ومحوراً لحركة الناس في الأسواق والمحال التجارية والمطاعم المحيطة بها، علماً أنه كان يَربط بين جانبي النهر جسر عتيق عُرضه بحدود أربعة أمتار يُدعى "طاش كوبري" أي "الجسر الحَجري"، كان قد تَم تَشيّده عام 1875 من قبل الوالي العثماني "محمد نافذ باشا"، وقد جَرى هَدمه عام 1954 بعد انهيار أجزاء منه، ليُشيّد بدلاً عنه عام 1957 جسراً حديثاً الى الجنوب من موقع ذاك العتيق بمسافة مئة متر تقريباً سُميَّ "جسر الشهداء". وتذكر الكتابات التاريخية أن سُكنى مدينة "كركوك" حتى مطلع القرن الثامن عشر كانت مقتصرة على قمة القلعة فقط، ثم بعد ذاك أخذ الناس يبنّون بيوتهم حولها، لتنشأ بذلك أولى الأحياء الحديثة في المدينة، وقد ظلت القلعة مَسكونة حتى أواخر الثمانينات من القرن العشرين، حيث هَجرَها أهلها نتيجة تداعي أبنيتها والخشية من انهيارها المفاجئ في أي وقت، علماً أن أبنية القلعة قبل السيطرة العثمانية كانت مَبنيّة باللِبن والطين، لكن جرى تحديثها خلال القرن السادس عشر في زمن السلطان "سليمان القانوني" وأعيد تشييدها بالحجر والجص، ليُجعل منها حامية حدودية قوية تُسيطر على تخوم الدولة الصفوية، تكون تابعة لولاية بغداد وتُدار من قبل حاكم إداري يُسمى "أمير سنجق".
وتُمثل قلعة كركوك نموذجاً واضحاً للمستوطنات الأثرية التي أستمرت السُكنى فيها دون انقطاع منذ مراحلها الأولى، التي تَمتد الى فترات تاريخية موغلة في القدم وحتى الزمن الحديث بأطلال أبنيته التراثية المتبقية على سطحها، فهي بمثابة تل اصطناعي تكوّن بمرور الزمن من طبقات الاستيطان المتعاقبة التي تُمثّل تلك الفترات فوق بعضها البعض، بحالٍ مُشابه لكلٍ من "قلعة أربيل" و"قلعة تلعفر" في العراق و"قلعة حلب" في سوريا، وقد مَرّ بالقلعة عدد من الرحالة والمُستشرقين الذين وصفوا مرتفعها وأبنيتها وطرقها كما كانت خلال زيارتهم لها، مثل "كارستن نيبور"، الذي قدَم الى العراق للفترة 1761_1767، و"جيمس بكنغهام" عام 1816، كما وتذكر المصادر التاريخية أن "الاسكندر المقدوني" كان قد مَكث فيها مع جيشه فترة قصيرة من الزمن، بعد انتصاره على الملك الفارسي الأخميني "دارا الثالث" عام 331ق.م في معركة "كَاوكَميلا" الشهيرة قرب مدينة أربيل قبل أن يتوجه جنوباً نحو مدينة "بابل".
وهذه القلعة ذات شكل مستطيل تقريباً بزوايا دائرية، تَمتد بطول يُقارب الخمسمائة متراً وعُرض يُناهز الأربعمائة متر، كما يزيد ارتفاعها على ثمانية عشر متراً، وتتوزع أطلالها على ثلاث مَحلات هي "آغاليق" التي سُميّت بهذا الاسم بسبب إقامة قادة الجنود الانكشاريين فيها، حيث يوجد مَقرّهم هناك وتقع في الوسط، ومَحَلة "الميدان" وتشغل القسم الشمالي، ثم محلة "مُسلم حَمّامي" أي "الحَمّام الاسلامي" والمَعروفة اختصاراً باسم "الحَمّام" التي تقع عند الجانب الجنوبي، وتم تسميتها بهذا الاسم لوجود حَمّام كبير فيه لا يُعرف تاريخ تَشييده بالضبط، ولم يَبق في هذه المَحلات سوى القليل من الأبنية الشاخصة، رغم عمليات الصيانة البسيطة المَحدودة التي قامت بها المؤسسة الآثارية العراقية لإنقاذ تلك المباني، ومن يَتجول اليوم بين احياء القلعة وأزقتها القديمة يَشعر فعلاً بالألم، حين يَرى تلك المباني التراثية الجميلة التي تحمل بين ثَناياها عَبَق الماضي بعد أن جار عليها الزمن وجَعل من مُعظمها مُجّرد خرائب مَهجورة وأنقاض مُنهارة، لم يتبقَ منها ما يُشير الى وجود نفحة الحياة فيها، سوى الطيور التي شَيّدت أعشاشها فوق أطلالها أو بين شُقوق ما تبقى من جدرانها المُتداعية نتيجة الاهمال والتقصير الواضح في صيانتها.
ولقلعة كركوك أربع بوابات رئيسية اثنتان في الجانب الشرقي، وهما بوابة "يدي قزلار قابي" أي بوابة "البنات السبع" وقد سُميّت بهذا الاسم نسبة الى حكاية يتناولها الناس في المدينة لا يُعرف مدى صحتها، تتحدث عن سبع فتيات في الغالب كنَّ راهبات هَربّن من جَور حاكم المدينة الذي يُقال أنه أراد إجبارهن على اعتناق الدين الاسلامي، حيث دخلن جُب عميق الى جوار موقع هذه البوابة اختفين بعدها ولم يُعثر لهنَّ بعدها على أثر، وربما كان لهذه الحكاية كما تم تناقلها مع مرور الزمن ورغم ما فيها من مبالغة وتحوير على علاقة من قريبٍ أو بعيد بكنيسة "أم الاحزان" الشاخصة أطلالها في القلعة، أما البوابة الثانية في هذا الجانب فهي بوابة "حلو جيلر قابي" أي "بوابة الحَلوانيين"، وقد سُميّت بهذا الاسم لأنها تطل على سوق بائعي الحلوى، أما في الجانب الغربي فتوجد بوابتان أيضاً الأولى هي "طاش قابي" أي البوابة الحجرية، وتُدعى الأخرى "طوب قابي" أي "بوابة المدفع"، التي يعود تاريخ بنائها إلى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وهاتين البوابتين هما الوحيدتين القائمتين حتى اليوم بعد أن تم إجراء عمليات صيانة عليهما، وهما بارتفاع سبعة أمتار تقريباً، ومدخل كل منهما بعرض أربعة أمتار يعلوه عقد دائري ارتفاعه بحدود أربعة أمتار أيضاً، وبالإضافة الى هذه البوابات فأنه يوجد كذلك عدد من المداخل الصغيرة الأخرى التي تنفذ من سور القلعة.
ومن الأبنية الشاخصة الجميلة في القلعة "القبة الخضراء"، وهو بناء مُثمن الشكل من الخارج ومربع من الداخل يبلغ قطره خمسة أمتار، أما ارتفاعه فيزيد على العشرة أمتار، يقع في وسط القلعة ويُحيطه رواق مُسّقف كبير ارتفاعه بحدود ستة أمتار، وهو ذو تخطيط مستطيل طوله أربعين متراً وعرضه عشرين متراً، وقد شُيّدت القبة عند أحد جوانبه بالطابوق والجص، وفق طراز معماري وفني مُتميّز، حيث زيّنت جدرانها بزخارف آجرية بنائية وهندسية مُطعّمة بالقاشاني المُلون، وقد سُميَّ بالتركية بـ"يَشيل كوبّد" أي "القبة الخضراء"، كما سماه البعض "كَوك كوبّد" وتعني "القبة الزرقاء"، وما يُميّز هذا البناء هو أن قمته تعلوها قبتان واحدة فوق الأخرى، كانت العُليا (الخارجية) ذات شكل مُثمن، للأسف أنهار الجزء الأكبر منها، وأسفلها قبة أخرى نصف كروية لازالت قائمة، وقد شُيّد البناء مع أروقته ليكون مَزاراً لقبر سيدة تُدعى "بوغادي خاتون" يعود زمنها حسب الشاهد الموجود على أحد الجدران الى سنة 762هـ/1361م، اي خلال فترة الحكم "الإليخاني" في العراق، ويُقال أنه قد جَرى نَهبه من قبل عامة الناس البسطاء بعد انسحاب القوات العثمانية من القلعة ظناً منهم أنه يحوي كنزاً ثميناً من الذهب.
كما اشتهرت من بين مباني قلعة كركوك كنيسة قديمة تسمى "أم الأحزان" التي تم بنائها سنة 1862 على انقاض كاتدرائية قديمة تعود للمسيحين الكلدان، كانت قد شُيّدت في الغالب خلال القرن الثالث عشر، ثم تَم تجديدها وترميم هيكلها عام 1903، مما جعلها تقاوم الزمن لفترة طويلة حتى أخذت تتهاوى عام 1965، حين تقرر الاستغناء عنها، ولم يتبق منها اليوم سوى بضعة جدران مُتداعية وسُقوف مُنهارة، بالإضافة الى قبوٍ يَحوي عدداً من القبور العائدة لرهبان ومَطارنة كانوا يقومون على خدمة الكنيسة، أما الجوامع التاريخية التي لاتزال قائمة فأهمها جامع "النبي دانيال"، الذي يقع في الجانب الجنوبي من القلعة، وقد كان في الأساس أحد المعابد اليهودية، ثم تحوَّل إلى كنيسة مسيحية يعود تاريخها في الغالب القرن السادس أو السابع الميلاديين، ليُبني عليها فيما بعد مَسجداً خلال القرن الخامس عشر، ويحتوي الجامع الذي تبلغ مساحته أربعمائة متر على قُبتين مَطليتين باللون الاخضر بالإضافة الى مئذنة عالية مُشيّدة بالطابوق تُعتبر نقطة الاستدلال على هذا الجامع حيث يُمكن مشاهدتها من جميع جهات القلعة.
وقد سُميَّ المَسجد بهذا الاسم نسبة الى قبر يُعتقد خطأ بعائديته الى النبي "دانيال" أحد أنبياء بني اسرائيل الذين اسرهم الملك البابلي "نبوخذنصر" عام 586ق.م، لكن تذكر بعض المصادر التاريخية أن هذا القبر يعود الى أحد أئمة المذهب الشافعي، كان من أصل مسيحي أكرهت عائلته على إعتناق الاسلام يدعى "أحمد دانيال الموصلي" توفي عام 810هـ/ 1408م، وتم دفنه الى جوار ثلاثة أضرحة أخرى، يُعتقد انها تعود في الغالب الى ثلاثة من الرهابنة القديسين هم.. "ميشائيل" و"حنانيا" و"عزرا"، التي ظل يقصدها عامة الناس للتبرك وطلب الشَفاعة، وبقرب هذا الجامع توجد مقبرة كبيرة تابعة لجنود الدولة العثمانية، معظمهم قتلوا خلال دفاعهم عن القلعة لصد جيوش الملك الصفوي "نادر شاه" عام 1743. كما يوجد جامع آخر بالقرب من جامع "دانيال" يُعرف بـ"الجامع الكبير" أو "أولو جامعي"، وقد تم بناؤه في عام 634هـ/1237م، تبلغ مساحته حوالي مئتي متر مربع، فيه حَرَم قديم تعلوه قبة خضراء اللون، ويظهر من آثاره أنه أقيم على أنقاض كنيسة قديمة لا يُعرف تاريخ بنائها تماماً، لكن وَرد أسمها في المصادر التاريخية بـ"كنيسة السيدة مريم"، علماً أن الجامع لا يزال يُعرف أيضاً بين الناس باسم "مريمانا جامعي" أي "جامع السيدة مريم"، وما يَجدر ذكره أن عالم الآثار الألماني "هيرتسفيلد" 1879_1948، قد قام بدراسة هذا الجامع ورَجّح أيضاً استناداً الى تَخطيطه وأسلوب عمارته أنه كان في الاصل كنيسة قديمة يعود تاريخها الى القرن السادس الميلادي.
وبالإضافة الى تلك المباني توجد أخريات قد تعرّضن الى تصدعات كبيرة وغدون مجرد أطلال من الحجارة، كحال سوق "قيصرية القلعة" الذي يُعرف بـ"قيلجيلير بازري" وكذلك عدد من الجوامع، مثل جامع "العَريان" وجامع "حسن باكيز" اللذان يعودان الى الفترة الأتابكية، وفي الغالب أن تشييدهما قد تم على أسس كنائس مسيحية أو معابد يهودية قديمة، كما كان يوجد أيضاً عدد من المدارس التي تعود الى الفترة العثمانية المتأخرة، مثل مدرسة "الشاه غازي" ومدرسة "سليمان أغا" و"المدرسة الرَشيدية"، كما احتوت القلعة كذلك عدداً من الدور التراثية الفريدة في عمارتها وتَصميمها، والتي عُرفت بأسماء أصحابها، مثل "دار سيد عبد الغني" و"دار توما" و"دار سيلاو" و"دار أسطى موسى"، وقد تعرضت هذه الدور لتصدعات كبيرة وانهارت أجزاء كبيرة منها، ولم تتبق سوى دار واحدة بحالة جيدة هي تلك المعروفة بـ"دار طيفور الجَلبي"، وتقع هذه الدار ذات التصميم العثماني والمُشيّدة بطابقين بالقرب من بوابة "طوب قابي"، وتطل على نهر "الخاصة" بشرفة واسعة محمول سقفها على عقود كبيرة تستند على دعامات مَبنية بالحجر، وتتكون من عدة أروقة تقسّمها الى عددٍ من أجنحة السُكنى، أحدها مُخصص للحريم وآخر للضيوف.
من جانب آخر تُعدّ الأسواق المفتوحة المكتظة بالناس في مدينة كركوك التي تُعرف بـ"أسواق الجمعة" أحدى جماليات المدينة وأكثرها مُتعة، حيث تَمنحها حياة فوق حياتها، ولعل أشهرها وأكثرها زحاماً ذلك المُمتد عند سفح القلعة الغربي على الشارع الموازي لضفة نهر "الخاصة" ولمسافة قد تصل الى مئتي متر، وهو يُشابه سوق الغزل الشهير في العاصمة بغداد، حيث يَتجمّع في هذا اليوم الباعة القادمين من مناطق عديدة من أرياف ومناطق شمال العراق، من أجل بيع أو مقايضة مختلف أنواع الحيوانات، من أليفة داجنة كالكلاب والقطط الى متوحشة مخيفة كالذئاب والدببة الصغيرة التي لا أحد يعلم كيف تم جلبها وأين ستتم تربيتها، وكذلك كان الحال مع الطيور إذ اختلفت صنوفها من وديعة تجلب الأنس ومُتعة النظر كالحَمَام وعصافير الكناري والبلابل وطيور الحب، الى جارحة كاسرة من صقور ونسور وعُقبان بأحجام وأشكال مختلفة، ناهيك عن الحيوانات الأخرى من أسماك زينة وسلاحف وسحالي غريبة، بل وحتى العقارب والأفاعي السامة، بالإضافة الى كل ما يحتاجه مُربي مخلوقات الله هذه من لوازم اقتنائها، ويَشعر من يتجول في هذا السوق بأن الزمن حقاً قد سرقه وجعله يعيش عالماً آخر غريب تماماً لا يمّت للواقع بشيء، حتى الناس تجدهم مُختلفين في أزيائهم ولغاتهم ولهجاتهم وسحناتهم، وهم يَعكسون البيئة القادمين منها.
أما سوق "قيصرية كركوك" الذي يقع عند السفح الجنوبي للقلعة ولا يفصله عنه أكثر من ثلاثين متراً، فيُعّد المنافس الأبرز لسابقهِ من ناحية اكتظاظ الناس ووفرة البضائع المنزلية التي تحتاجها البيوت في حياتها اليومية، ويُعتبر هذا السوق أحد أقدم أسواق المدينة، إذ تم تَشييده في العهد العثماني عام 1855، ليكون مركزاً تجارياً يُسّهل عمليات البيع والشراء لسكان المدينة، وقد وَرَد ذكره في "السفرنامة العثمانية"(3)، بأن تصميمه قد تَم على أساس أوقات العام، حيث أنه يَحتوي على ثلاثمئة وخمسة وستين دُكاناً ترمز الى عدد أيام السنة، وأربعة وعشرين مَمراً ترمز الى عدد ساعات اليوم، واثنتي عشرة غرفة صغيرة في طابقه العلوي تُشير الى عدد أشهر السنة، وسَبع أبواب دلالة الى عدد أيام الاسبوع، وللأسف فأن قسماً كبيراً من هذا السوق كان قد تهَدم عبر الزمن بفعل عوامل التعرية، لكن بلدية كركوك في أواخر السبعينات من القرن العشرين قد أعادت بناء قسم كبير منه، وترميم الأجزاء المُتضررة فيه وفق ما كان عليه سابقاً، مع الحفاظ على ريازته وزخارفه وعمارة سقوفه وعقوده، ليَشمل في الوقت الحاضر على ثلاثمئة مَحل ومَخزن تجاري، وما كان يُشير الى مدى قِدم هذا السوق أن أرضيته تَنخفض بأكثر من متر عن مُستوى أرضية الشارع في الخارج.

الهوامش:

1_ علي اليزدي... هو "شرف الدین علي یزدي"، مؤرخ فارسي عاش في القرن الخامس عشر الميلادي، لا يُعرف سوى القليل عن حياته المُبكرة، عمل مُعلماً ومُستشاراً للحاكم التيموري في بلاد فارس، ألّف كتاب "ظفرنامة" أي "كتاب الانتصار" الذي يتحدث فيه عن سيرة القائد المغولي "تيمولنك"، توفي في مدينة "يَزد" الايرانية عام 1454.
2_ يتم جمع الأسماء في اللغة السومرية بتكرار نطقها بشكل مُتتابع مرتين عند الكلام، وكتابتها مرتين بصورة متسلسلة عند التدوين.
3_ السفرنامة العثمانية... "السفرنامة" كلمة فارسية تعني "كتاب الأسفار" وهو نوع من الأدب الذي يصور فيه الكاتب ما جرى له من أحداث وما صادفه من أمور خلال رحلة قام بها لأحد البلدان أو المناطق، أي أنه يعتمد نفس أسلوب "أدب الرحلات" المعروف، حيث كانت هذه الكتب تُعّد من أهم المصادر الجغرافية والتاريخية والاجتماعية، لأن الكاتب يستقي معلوماته من مشاهداته الحية المباشرة. وكتاب "السفرنامة العثمانية" يُصور الرحلة التي قام بها الوزير والقائد العسكري العثماني "يوسف آغا الشركسي" عام 1602، من مدينة "قونيا" في الأناضول الى مدينة البصرة، قبل ان يستقر حكمه في بغداد، بعد أن عُيّن والياً على العراق للفترة 1605_1606، ليغدو هذا الكتاب بمَثابة مذكرات ثبَّت فيها صاحبها كل الاحداث التي مَر به أثناء رحلته، ذاكراً فيها كذلك أهم الاماكن والقرى والبلدات التي مَر بها في مَسيره. ولا يُعرف تماماً من هو الشخص الذي ألّف هذا الكتاب الموجود حالياً في المكتبة الأهلية في مدينة باريس، لكن يُعتقد أنه كان أحد أفراد حاشية الوالي المَذكور.

المصادر:

_ أحمد سوسة ... تاريخ حضارة وادي الرافدين/ الجزء الثاني ... بغداد 1986
_ جمال بابان ... أصول أسماء المدن والمواقع العراقية/ الجزء الأول ... بغداد 1989
_ حامد خيري الحيدر ... حين تحكي الرمال / من ذكريات مُنقب آثار ... مالمو/ السويد 2020
_ حسن النجفي ... مُعجم المصطلحات والأعلام في العراق القديم/ الجزء الأول ... بغداد 1982
_ ستيفن هيمسلي لونكَريك ... أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ... ترجمة/ جعفر الخياط ... بغداد 1985
_ طه باقر ... مُقدمة في تاريخ الحضارات القديمة/ الجزء الأول ... بغداد 1973
_ طه باقر ، فؤاد سفر ... المُرشد الى مواطن الآثار والحضارة/ الرحلة الرابعة ... بغداد 1965
_ عبد الرزاق الحسني ... تاريخ الوزارات العراقية/ الجزء السابع ... بغداد 1988
_عبد الرزاق الحسني ... العراق قديماً وحديثاً ... صيدا/ لبنان 1958
_ عبد الرزاق الهلالي ... مُعجم العراق/ الجزء الثالث ... بغداد 1984
_ قحطان رشيد صالح ... الكشّاف الأثري في العراق ... بغداد 1987



#حامد_خيري_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم الربيعين .. تاريخ وصور وذكريات ... القسم الثامن
- أم الربيعين .. تاريخ وصور وذكريات ... القسم السابع
- أم الربيعين .. تاريخ وصور وذكريات ... القسم السادس
- أم الربيعين .. تاريخ وصور وذكريات ... القسم الخامس
- أم الربيعين .. تاريخ وصور وذكريات ... القسم الرابع
- أم الربيعين .. تاريخ وصور وذكريات ... القسم الثالث
- أم الربيعين .. تاريخ وصور وذكريات ... القسم الثاني
- أم الربيعين .. تاريخ وصور وذكريات ... القسم الأول
- مدينة الحَضر التاريخية .. متحف وسط الصحراء
- بناية القشلة وصور من ذكريات بغداد
- إلمامة بتاريخ المؤسسة الآثارية العراقية
- إشارة تاريخية إلى الزَلازل في شَمال العراق
- التنقيب الأثري ... مهنة المَتاعب والمَشاق والمَهارات المُتعد ...
- مدخل الى علم الآثار
- مناضلٌ من ذاك الزمان ... سيرة حياة المناضل الشيوعي الراحل خي ...
- البيت العراقي القديم ... القسم الثاني
- البيت العراقي القديم ... القسم الأول
- أهم المدن التاريخية والمواقع الأثرية في وادي الرافدين ... ال ...
- أهم المدن التاريخية والمواقع الأثرية في وادي الرافدين ... ال ...
- المعتقدات الدينية والمجتمع العراقي القديم ... القسم الثاني


المزيد.....




- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل
- جهود عربية لوقف حرب إسرائيل على غزة
- -عشر دقائق فقط، لو تأخرت لما تمكنت من إخباركم قصتي اليوم- مر ...
- شاهد.. سيارة طائرة تنفذ أول رحلة ركاب لها
- -حماس-: لم نصدر أي تصريح لا باسمنا ولا منسوبٍ لمصادر في الحر ...
- متحف -مرآب المهام الخاصة- يعرض سيارات قادة روسيا في مختلف مر ...
- البيت الأبيض: رصيف غزة العائم سيكون جاهزا خلال 3 أسابيع
- مباحثات قطرية أميركية بشأن إنهاء حرب غزة وتعزيز استقرار أفغا ...
- قصف إسرائيلي يدمر منزلا شرقي رفح ويحيله إلى كومة ركام
- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد خيري الحيدر - كركوك مدينة التاريخ والتآخي والقلعة الشامخة