أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تاج السر عثمان - أبعاد أحداث روسيا وخطر المرتزقة















المزيد.....

أبعاد أحداث روسيا وخطر المرتزقة


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 7653 - 2023 / 6 / 25 - 17:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


1
برغم إطفاء نار التمرد والحرب بين قوات مرتزقة "فاغنر" والجيش الروسي من عقلاء قوم، بعد وساطة الرئيس البيلاروسي والتوصل لاتفاق انهي التمرد ،بالخروج الآمن لزعيم التمرد بريغوجين الي بيلاروسيا وخروج قواته من منطقة روستوف، وشطب دعوى الخيانة العظمي عنه ، بعد أن عاش العالم على اعصابه من اندلاع الفوضي في روسيا لكونها دولة عظمى تمتلك عشرات الترسانات النووية، الشئ الذي يشكل خطرا على العالم ، الا أن الأحداث أكدت خطر تكوين مليشيات المرتزقة، كما وضح في السودان الذي يعاني حاليا من حرب كارثية نتاج الصراع على السلطة والثروة بين مليشيات الإسلامويين والجنجويد الذين خرجوا من رحمهم.
فبعد التمرد الذي قادته قوات شركة الأمن الخاصة "فاغنر" في روستوف ، نفض الرئيس بوتين يده عن قوات فاغنر وقام بحلها ، في خطابه الذي كان حاسما حيث أشار الي أن ماجرى " طعنة في الظهر" ، واتهم بونين فاغنر "بخيانة روسيا" ، و" تم جر مجموعة فاغنر" لتمرد مسلح وحرب أهلية"، وسيتم "معاقبة الخونة" ، وأن قائد قوات فاغنر يدافع عن "طموجات شخصية "، وختم خطابه القصير " سنرد بشكل حاسم وقوى والخونة سيعاقبون".
لقد جاء سحب بوتين يده من "فاغنر " متأخرا ، علما بأنه المسؤول الأول عن جلب قوات" فاغنر" التي تم تأسيسها عام 2014 ، و قُدرت قواتها ما بين (25- 40 الف) الي روسيا ، للاعتماد على المرتزقة التي دخل معها وزير الدفاع الروسي في صراع لتعمل وفق ضوابط وزارة الدفاع الروسية ، وكان من الخطأ أن تعتمد دولة عظمي مثل روسيا على مليشيات مرتزقة "فاغنر" مع القوات النظامية في الدفاع عنها وتحقيق أهدافها الخارجية وفي الأعمال القذرة، وفي نهب ثروات الشعوب ،علما بأن مليشيات "فاغنر" يتكون جلها من خريجي السجون والمجرمين ، التي ارتكبت جرائم في بلدان افريقية مثل السودان وسوريا وأفريقيا الوسطي، ومالي وليبيا مع خليفة حفتر.الخ .
هكذا يدفع بوتين الثمن جراء ثقته وفي زعيم "فاغنر" يفغيني بريغوين الذي كدس ثروات ضخمة من شركته الأمنية الروسية الذي ربطته به علاقات شخصية مع بوتين، فقد اشتهر ب" طباخ بوتين" ، وتدفع روسيا ثمن استخدامها لتلك القوات في العمليات العسكرية القذرة في السودان وبقية بلدان افريقيا ، بهدف نهب ثرواتها، مثلما حدث في السودان بعد تكوين البشير مليشيات الجنجويد التي توسعت عسكريا وماليا واصبح لها روابط خارجية ، قادها طموحها لازاحة البشير والاستيلاء على السلطة بعد أن قننها البرهان ومكن لها في مواقع سيادية وعسكرية ، وحظيت بدعم خارجي ، مما شجع حميدتي للاستيلاء على السلطة والثروة، مما ادي للحرب الكارثية الجارية في البلاد، مثلما شجع بوتين قائد "فاغنر" بريغوين للاستيلاء عاى السلطة بعد تمرده.
3
هذا اضافة للمشاكل التي خلقتها المليشيات في بلدان مثل العراق والسودان الذي يرزح تحت الحرب الكارثية الجارية الآن.
جاء تمرد "فاغنر" في ظروف حرجة تواجه فيها روسيا الحرب ضد اوكرانيا مع تقدم قواتها ،الذي كان يمكن أن تستفيد منه اوكرانيا وأمريكا وحلفاؤها من الحرب في روسيا اذا نشبت بين الجيش الروسي وقوات فاغنر لتحقيق هدف زعزعة استقرار روسيا ،مما عزز قول بعض المحللين أن ماجرى مؤامرة غربية لاضعاف روسيا من الداخل بتحريك تمرد مجموعة "فاغنر" وهو غير مستبعد من قوات مرتزقة تعمل لمن يدفع لها أكثر، فقوات المرتزقة غير مؤتمنة وخاصة بعد أن اصبح لها مصالح مالية وعسكرية متشعبة في العالم ، بحيث يقودها طموحها للاستيلاء على السلطة ، وتفكيك ما تبقي من روسيا، لمصلحة مخطط الولايات المتحدة وحلفاؤها في اضعاف روسيا حتى لا تقف منافسا لها، في صراع الضواري الرأسمالية لنهب ثروات افريقيا وغيرها. لذا سارعت روسيا في تفعيل حالة الطوارئ في موسكو لمواجهة الاضطرابات التي يمكن أن تحدث ، حنى يتم قطع الطريق على أعداء روسيا من الاستفادة من هذا الصراع، بعد حل "فاغنر" وتوجيه تهمة الخيانة االعظمي لها ، قبل أن يتم احتواء التمرد بالاتفاق ، والخروج الآمن لبروجغوين.
4
لعبت قوات "فاغنر" دورا تخريبيا في السودان مثل : قمع المواكب السلمية كما حدث في ثورة ديسمبر عن طريق القناصة المرتزقة الروس ، والتدريب علي فض المواكب والاعتصامات كما حدث في مجزرة فض اعتصام القيادة العامة ، وفي حماية ونهب ثروات الذهب ، منذ دخولها في عهد المخلوع البشير في ديسمبر 2017 لتقديم الدعم السياسي والعسكري للرئيس البشير بعد مفاوضات البشير بموسكو على سلسلة من الاتفاقات الاقتصادية صحبها امتياز تعديم الذهب لشركة أن انفست المرتبطة بفاغنر.
كما دعمت قوات "فاغنر" حميدتي بالتدريب والتسليح ، كما اشارت النقارير بعد الحرب في السودان الى دور "فاغنر" في دعم قوات حميدتي من قواعد عسكرية بليبيا ( الحردقة شرقا والجفرة جنوبا) تحت سيطرة خليفة حفتر، وفي رد وزير الخارجية الروسي لافروف حول دعم "فاغنر" للجنجويد في مؤتمر صحفي في الأمم المتحدة في 25 /4/ 2023 قال: أن السلطات السودانية لها الحق في استخدام مجموعة "فاغنر" في أطار رده على مشاركة مرتزقة" فاغنر" في معارك السودان.
هذا اضافة للاتفاقات السابقة التي ابرمها النظام المدحور مع روسيا مثل: القاعدة البحرية في بورتسودان ، حرية استخدام المطارات السودانية لنقل الاسلحة والذخائر، مما مكن لروسيا لتهريب ونهب ذهب السودان بسهولة ، فحسب ما جاء في صحيفة "الديلي تلغراف البريطانية" أن روسيا استعدت للحرب الاوكرانية من الذهب السوداني بنسبة 23% من الاحتياطي الروسي.
5
كما اشرنا سابقا الي أن الحرب الدائرة في السودان لا يمكن عزلها عن صراع الضواري الرأسمالية لنهب ثروات السودان وافريقيا مثلها في ذلك الحرب الروسية - الاوكرانية ، وفي سباق لكسب مواقع جديدة في السودان وافريقيا بواسطة روسيا وألولايات المتحدة الأمريكية ، نسبة لموقع السودان الاستراتيجي المهم وثرواته المعدنية والزراعية والجيوانية ، فالغرب بعد الحرب الروسية الاوكرانية يسعي للتعويض في الطاقة من افريقيا ، كما هو واضح في التنافس الامريكي الروسي لكسب الدول الافريقية ، كما في مؤتمر القمة الامريكي – الافريقي الذي دعا له الرئيس بايدن في ديسمبر 2022 ، ودعوة روسيا الي عقد القمة الروسية – الافريقية الثانية، بعد الاولي التي عقدت في منتجع سوتشي في روسيا أكتوبر 2019 .
بالتالي لا يمكن عزل ما جرى في روسيا من تمرد لقوات "فاغنر" عن الصراع الروسي الامريكي ، ومخطط أمريكا لكسر شوكة روسيا في التصدي لمخططاتها في الهيمنة عل العالم ، وهذا كان من اهداف الحرب الروسية – الاوكرانية ، مما يتطلب اوسع مقاومة جماهيرية لابعاد قوات المرتزقة "فاغنر" ، وقوات " البلاك وتر" الامريكية من السودان التي تقوام باعمال التدخل القذرة بعيدا عن الجيوش الرسمية، لنهب ثروات الشعوب، وتصفية ثوراتها الديمقراطية.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى موكب 30 يونيو ووقف الحرب الكارثية
- شهران من نار الحرب الموقدة
- دعاوى مستشار حميدتي لتبرير الجنجويد
- آثار وتجربة الحرب وضرورة وضع أوزارها
- من انقلاب 25 أكتوبر للحرب
- استمرار وتصاعد جرائم الحرب
- من مجزرة فض الاعتصام لفض الخرطوم
- كيف خيّم ليل الاحتلال الأجنبي على البلاد؟
- من أين جاءت جرائم وانتهاكات الحرب الحالية؟
- وقف الحرب ونذر خطر التدخل الخارجي
- كيف ارتبطت الحرب بالصراع الدولي حول الموارد؟
- كيف عجلت تحركات حميدتي الخارجية بالحرب؟
- وقف الحرب لا اطالة أمدها
- كيف انفجرت الحرب بعد الاتفاق الإطارى؟
- وقف الحرب النهوض من الانقاض
- عقب شهر من الحرب الدمار
- إعلان جدة واستمرار الحرب
- وقف الحرب ومنع تجددها
- وقف الحرب والتدخل الأمريكي السعودي
- بعد الطامة الكبرى إتضح خطر المليشيات


المزيد.....




- تبدو مثل القطن ولكن تقفز عند لمسها.. ما هذه الكائنات التي أد ...
- -مقيد بالسرية-: هذا الحبر لا يُمحى بأكبر انتخابات في العالم ...
- ظل عالقًا لـ4 أيام.. شاهد لحظة إنقاذ حصان حاصرته مياه الفيضا ...
- رئيس الإمارات وعبدالله بن زايد يبحثان مع وزير خارجية تركيا ت ...
- في خطوة متوقعة.. بوتين يعيد تعيين ميشوستين رئيسًا للوزراء في ...
- طلاب روس يطورون سمادا عضويا يقلل من انبعاث الغازات الدفيئة
- مستشار سابق في البنتاغون: -الناتو- أضعف من أي وقت مضى
- أمريكية تقتل زوجها وأختها قبل أن يصفّيها شقيقها في تبادل لإط ...
- ما مصير شراكة السنغال مع فرنسا؟
- لوموند: هل الهجوم على معبر رفح لعبة دبلوماسية ثلاثية؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تاج السر عثمان - أبعاد أحداث روسيا وخطر المرتزقة