|
كيف عجلت تحركات حميدتي الخارجية بالحرب؟
تاج السر عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 7622 - 2023 / 5 / 25 - 04:52
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أشرنا سابقا الي خطر تكوين مليشيات الدعم السريع على وحدة واستقرار البلاد التى لا تحتمل وجود جيشين ، بعد أن خرجت من رحم الحركة الإسلاموية، منذ إجازة برلمان الانقاذ لقانون الدعم السريع 2017 وحعله تابعا لرئاسة الجمهورية، ، وجاءت الوثيقة الدستورية 2019 التي اعتبرت الدعم السريع جزءا من القوات النظامية، وبدأ حميدتي يعمل بشكل مستقل عن الجيش ، بعد بناء امبراطورية عسكرية واقتصادية ومالية من استثماراته في الذهب وغيره ، وبناء علاقات خارجية موازية لقنوات الدولة الرسمية مع موسكو والامارات وتشاد، وسرا مع اسرائيل، فقام حميدتي على سبيل المثال لا الحصر بزيارات الي الإمارات ، واثيوبيا وايطاليا وتشاد وموسكو ، وارسل مبعوثه الي اسرائيل ، وكانت تلك العلاقات الخارجية المستقلة خطوة لتعزيز وضع حميدتي ومخططه للاستيلاء على السلطة في اطار الصراع الدولي لنهب موارد البلاد. بهذه المناسبة نعيد نشر هذا المقال حول زيارة حميدتي الي موسكو الذي نشر بتاريخ: 25/2/ 2022 بعنوان " ماهي ابعاد زيارة حميدتي لموسكو والحرب الروسية الاوكرانية؟"، فقد تمت الزيارة بدعوة من الحكومة الروسية، ورافق حميدتي وفد من الوزراء والمسؤولين في المالية والاقتصاد والخارجية. الخ،ووقوف حميدتي مع روسيا في الحرب رغم نفي الخارجية لذلك، ووعده باعطاء روسيا القاعدة البحرية. الخ، مما عكس الصراع على السلطة واستقلال حميدتي في علاقاته الخارجية الذي فجر الحرب الكارثة الجارية الآن. ماهي ابعاد زيارة حميدتي لموسكو والحرب الروسية الاوكرانية؟ 1 كما جاء في الأنباء وصل حميدتي نائب مجلس السيادة الانقلابي الأربعاء الي روسيا في زيارة رسمية بدعوة من الحكومة الروسية يرافقه وفد من الوزراء والمسؤولين في المالية والاقتصاد والخارجية.الخ. جاءت الزيارة في ظروف غير مواتية مع اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية، مما يعكس خطأ تقدير الانقلابيين في السودان الذين اصبحوا كمن يتخبطهم الشيطان من المس، وزاد الطين بلة تصريحات حميدتي بموسكو بوقوفه الي جانب روسيا في الحرب، رغم النفي لها من الخارجية السودانية ، الا أن زيارته في هذا الوقت بالتحديد يدعم روسيا، فالزيارة تدخل السودان طرفا في صراع لاناقة لشعب السودان فيه ولا جمل، كمثل دخول السودان في حرب اليمن بارسال قوات المرتزقة لها، فمن مصلحة شعب السودان الابتعاد عن صراع المحاور ، بحيث لا يكون السودان طرفا ولا ارضا للصراع بين الضواري الامبريالية لنهب ثروات البلاد والوجود علي البحر الأحمر، كما حدث في اوكرانيا التي اصبحت مسرحا للحرب بالوكالة بين روسيا وأمريكا وحلفائها في الناتو لتحقيق أهداف أمنية واقتصادية وعسكرية، ووقف تمدد روسيا والصين اقتصاديا وعسكريا ، وتجريد القطب الأمريكي الواحد من هيمنته علي العالم. مؤكد أن الزيارة تؤدي للمزيد من تدهور العلاقات بين أمريكا وحلفائها والسودان التي تهدف الي ابعاد الوجود الروسي الصيني من السودان، للانفراد بنهب ثروات واراضي السودان والاستثمارات والوجود بمفردها في القاعدة العسكرية علي البحر الأحمر.فمن أهداف الزيارة كما رشح في الأنباء احتمال توقيع حميدتي اتفاق القاعدة البحرية الروسية علي البحر الأحمر، مما يسهم في تصعيد التوتر في المنطقة، فضلا عن مصالح روسيا والعسكرية في السودان الممتدة من عهد المخلوع البشير في نهب ثروات السودان من الذهب والتعدين عن طريق شركاتها، ووجود المرتزقة "فاغنر" المتورطين في قمع التجمعات السلمية في السودان. هذا اضافة الي أن الطغاة يكررون تجاربهم الفاشلة، كما في تاييد المخلوع البشير احتلال صدام حسين للكويت، والذي أدي لعزلته ، اضافة لزيارة البشير في أيامه الأخيرة لروسيا طلبا للحماية بعد أن اصبح علي قاب قوسين أو أدني من السقوط ، وسقط فعلا وذهبت ريحه، فضلا عن خطورة نقل صراع الأفيال الروسي الصيني الأمريكي الي السودان بهدف نهب موارد السودان وافريقيا، بالتالي من المهم مواصلة المقاومة ، كما في مواكب اليوم الخميس 24 فبراير حتى اسقاط الانقلاب وقيام الحكم المدني الديمقراطي الذي يدعم السيادة الوطنية والابتعاد عن المحاور والأحلاف العسكرية الضارة بشعب وموارد السودان. 2 مع وصول حميدتي لموسكو اندلعت الحرب الروسية – الآوكرانية ، وما الحرب الا ما علمتم وذقتم خراب ودمار، وتعيد أجواء الحرب العالمية الأولي الثانية لتقاسم العالم ونهب ثروات شعوب بلدان العالم والمتخلفة في ظل هذه الحقبة من الصراع بين الدول الراسمالية للسيطرة العسكرية والاقتصادية علي العالم ، مما يتطلب الاسراع بانهاء هذه الحرب، مع تغير الاوضاع والظروف ، فامريكا تهدف للحرب بالوكالة ولا تستطيع التدخل المباشر بعد حرب افغانستان والعراق ، والاتحاد الأوربي اكتفي بارسال اسلحة لاوكرانيا وادانة الهجوم الروسي علي اوكرانيا ، ولكنها لا تستطيع حاليا الاستغناء عن الغاز الروسي، وستعترف بالأمر الواقع كما حدث في القرم ، وهي حرب لإعادة تقسيم العالم مسرحها اوكرانيا. فمن مصلحة أوكرانيا أن تظل جسرا للسلام بين روسيا وأوربا ، لا طرفا لمصلحة أوربا وامريكا او روسيا. ومن آثار الحرب ارنفاع اسعار المحروقات وتجاوز برميل النفط 100 دولار، وارتفع اسعار الغاز 31% ، اضافة لمآسي الحرب باختبار اسلحة جديدة لروسيا ، كما اختبرت أمريكا اسلحة جديدة في حروبها في العراق وافغانستان وليبيا، وضد داعش. الخ ، مما ينعش تجارة وصناعة السلاح والمزيد من الافقار لشعوب العالم الكادحة.. الخ، فضلا عن أن موسكو تريد بالحرب التحذير من العبث بحدودها الغربية التي تضم دول كانت ذات يوم جزءا من سيادتها، كما اعترفت موسكو بجمهوريتي دومنسك ولوهانسك شرق اوكرانيا، هذا علما أنه منذ وجود غورباتشوف ويلسن في الحكم ، تعهدت أمريكا لروسيا أكثر من مرة بعدم دخول أي من دول اربا الشرقية لحلف الناتو ، واحترام مصالح روسيا وأمنها ، ولكن أمريكا نقضت العهود والمواثيق مما فاقم الأزمة الراهنة التي وصلت لطلب انضمام اوكرانيا لحلف الناتو !!. مما يتطلب اوسع نهوض جماهيري عالمي لوقف الحرب ، واحترام سيادة الدول ووقف الحروب بالوكالة، والتصدي لنهب ثروات شعوب العالم، وضد افقار الكادحين، ووقف سباق التسلح المدمر للعالم. 3 وأخيرا ، من المهم الا يكون السودان طرفا في الصراع الروسي الاوكراني وفي الحروب بالوكالة ، ويجب خروج السودان من حرب حلف اليمن ووقف ارسال المرتزقة اليها ، والخروج من بقية الأحلاف العسكرية، ووقف اجراءات توقيع انفاق القاعدة البحرية الروسية والأمريكية علي البحر الأحمر ، و حل واجلاء كل قوات الاحتلال الأجنبي من السودان مثل: الدعم السريع و قوات المرتزقة الروس " فاغنر"، وتحرير اراضي السودان المحتلة " حلايب ، شلاتين، ابورماد ، نتؤ وادي حلفا، وإعادة النظر في كل اتفاقات الأراضي والتعدين المجحفة والضارة بشعب السودان، والا يكون السودان طرفا في الصراع الروسي – الأوكراني ، وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم .
#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وقف الحرب لا اطالة أمدها
-
كيف انفجرت الحرب بعد الاتفاق الإطارى؟
-
وقف الحرب النهوض من الانقاض
-
عقب شهر من الحرب الدمار
-
إعلان جدة واستمرار الحرب
-
وقف الحرب ومنع تجددها
-
وقف الحرب والتدخل الأمريكي السعودي
-
بعد الطامة الكبرى إتضح خطر المليشيات
-
وقف الحرب الدمار واستدامة السلام
-
في ذكري أول مايو وقف الحرب واجب الساعة
-
كيف تجرى محاصرة الانقلاب ودرء آثار الحرب؟
-
حرب من أجل السلطة وتصفية الثورة
-
تفاقم اثار الحرب وضرورة وقفها
-
اوقدوا نار ا الحرب فعركتهم عرك الرحى
-
انقلاب 15 أبريل: وما الحرب الا ما علمتم وذقتم
-
انقلاب 11 أبريل محاولة يائسة لاجهاض الثورة
-
خطر المليشيات على وحدة واستقرارالبلاد
-
مليونية 6 أبريل اكدت استمرار ثورة ديسمبر
-
6 أبريل لتجاوز تجربة الوثيقة الدستورية
-
`ذكرى 6 أبريل ومواصلة الثورة حنى النصر
المزيد.....
-
تحمل معدات باهظة الثمن.. كاميرا ترصد لحظة السطو على مركبة فر
...
-
شركة يابانية تكشف عن أصغر مكعب -روبيك- في العالم
-
مدير الـ-CIA- يوضح موقف الإدارة الأمريكية من طبيعة الرد الإس
...
-
شاهد.. كامالا هاريس تتجنب الرد عما إذا كان نتنياهو حليفًا مق
...
-
-مكان خيالي- .. ترامب: غزة قد تصبح أفضل من موناكو
-
معرض الوشم الدولي في هونغ كونغ: تصاميم مستوحاة من الأساطير و
...
-
من أين تأتي أسلحة إسرائيل؟
-
احتدام القتال بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قائد عسكري بالحزب
...
-
مادورو: تم قتل هنية ونصر الله لعرقلة وقف إطلاق النار
-
بيلاروس.. اتهام 45 شخصا بالتآمر لقلب نظام الحكم
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|