أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تاج السر عثمان - كيف ارتبطت الحرب بالصراع الدولي حول الموارد؟















المزيد.....

كيف ارتبطت الحرب بالصراع الدولي حول الموارد؟


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 7623 - 2023 / 5 / 26 - 22:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بات واضحا أن الحرب الدائرة رحاها في البلاد لها ارتباط وثيق بالصراع المتفاقم بين المحاور الاقليمية والدولية لنهب ثروات وأراضي البلاد وافريقيا ، والصراع حول الموانئ والنفوذ على البحر الأحمر والقرن الافريقي، وفي هذا الاتجاه كان انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي جاء لتصفية الثورة وتحقيق أهداف تلك المحاور، وبعد فشل الانقلاب حتى في تكوين حكومة بعد المقاومة الواسعة له ، جاءت التسوية لتحقيق ما فشل فيه الانقلاب في الاتفاق الإطاري الذي قاد للحرب بعد الخلاف حول دمج الدعم السريع في الجيش، وهي حرب ارتبطت بالصراع بين أقطاب الرأسمالية ، و انفجرت نتيجة لتفاقم ذلك الصراع حول السلطة والثروة بين اللجنة الأمنية للنظام المدحور والدعم السريع، والمحاورالداعمة لكل من طرفي الصراع في ارتباط لا ينفصم عراه بالصراع الاقليمي الدولي لنهب الموارد.
بهذه المناسبة نعيد نشر هذا المقال الذي نشر بتاريخ 19/9/ 2022 بعنوان " التسوية وتفاقم الصراع بين اقطاب الرأسمالية" الذي ارتبطت به الحرب الجارية حاليا الذي اشارلتلك القضية، مما يتطلب الاسراع في وقف هذه الحرب التي دمرت البلاد والعباد.
التسوية وتفاقم الصراع بين اقطاب الرأسمالية
1
لا يمكن تناول التسوية الجارية حاليا في السودان تحت اشراف الآلية الرباعية بمعزل عن الصراع المتفاقم بين أقطاب الرأسمالية لنهب موارد السودان وافريقيا ، والصراع من أجل النفوذ علي البحر الأحمروالقرن الافريقي .
كما هو معلوم اشتدت الأزمة العامة للرأسمالية وتفاقمت بعد فشل الاصلاحات لمواجهة أزمة الرأسمالية في العام 2008 /2009م، التي لم تكن جذرية، و بعد الحرب الروسية الاوكرانية التي أدت لزعزعة النظام المالي والراسمالي العالمي، وتزايد قوة الصين اقتصاديا، حيث ارتفعت مساهمتها في الاقتصاد العالمي بنسبة 12% ، بينما انخفضت مساهمة أمريكا في الاقتصاد العالمي بنسبة 20%، اضافة الي أن تعليق روسيا المعاملات التجارية بالدولار سيؤدي الي استكمال حلقة تفكيك هيمنة الدولار.
كما تتفاقم الأزمات مثل: تراجع معدلات النمو الاقتصادي العالمي بسبب ارنفاع معدلات البطالة والتضخم والمديونية العامة، و الاستقطاب الطبقي، وشدة استغلال العاملين وتشريدهم ، وارتفاع الأسعار والتضخم، والانفاق العسكري علي حساب خدمات الصحة والتعليم والضمان الاجتماعي،وتفاقم الصراع بين اقطاب الرأسمالية" اليابان، الاتحاد الاوربي، الولايات المتحدة ، وصراعها مع الدول الرأسمالية أو الرأسمالية الدولية الصاعدة مثل : " الصين، روسيا، الهند ، جنوب افريقيا ، البرازيل،.الخ"، واحتدام حدة الصراع الموارد في البلدان النامية ومنها السودان.
2
هذا اضافة لنهوض الحركة المطلبية والجماهيرية ضد البطالة ، وأزمة كورونا التي حصدت الالاف من المواطنين، وضد العنصرية، وتنامي الأحزاب الثورية بمختلف منطلقاتها المطالبة بالضمان الاجتماعي والعدالة والدفاع عن البيئة ووقف سباق التسلح والحرب ، واحترام حقوق الانسان، وحقوق المرأة، وضد الاحتباس الحراري الذي يهدد كوكبنا، ودعم التعليم ، الصحة، الدواء، وضد الخصخصة وتشريد العاملين ، والاضرابات الواسعة لتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية والثقافية، فضلا عن تنامي دور الأحزاب الاشتراكية والشيوعية.
كما يتفاقم الصراع الايديولوجي لتغبيش وعي الكادحين مثل : أن الماركسية والشيوعية تجاوزها الزمن، واحلال الاحسان من قبل بعض منظمات المجتمع المدني الممولة من مراكز الرأسمالية محل النضال والإنتاج من أجل تحسين الأوضاع المعيشية والثقافية والمعيشية، و ضد نهب ثروات الشعوب الزراعية والمعدنية والحيوانية مقابل فتات وقروض تدمر تلك البلدان وانتاجها ، وتجعلها تابعة ومتوجهة للخارج ولاهته وراء البنك والصندوق الدوليين ومؤسسات التمويل الرأسمالية الأخري لاغرافها في المزيد من الديون، و طلبا للمعونات بدلا من من التوجه للداخل لدعم الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي.
لاشك أن التراكم النضالي للعاملين في مراكز الرأسمالية وبلدان التحرر الوطني أو البلدان النامية ، سوف يفضي الي ثورات أعمق من النهوض الجماهيري الواسع كما حدث في الربيع العربي وثورات أمريكا اللاتينية، والولايات المتحدة مثل: احتلو"وول استريت" وضد العنصرية بعد اغتيال المواطن الزنجي فلويد، وثورات السودان وبورما وموجة الاضرابات الواسعة للطبقة العاملة في جميع البلدان الرأسمالية وغيرها، وحركات الشباب والنساء والطلاب والمزارعين المطالبة بتحسين اوضاعها ، وهذا التراكم سوف يحدث اختراقا في أضعف حلقات الرأسمالية، ويقود لعودة الأشتراكية بعنفوان اقوي من الماضي بعد الاستفادة من دروس التجربة السابقة.
3
لقد أدخل انقلاب 25 أكتوبر 2012 الدموي السودان بشكل كبير في صراع المحاور بين الدول الامبريالية بهدف نهب ثروات افريقيا والسودان في ظل الأزمة العميقة التي تعيشها الرأسمالية العالمية ، والحرب الروسية الاوكرانية، والانحياز الي روسيا التي تنهب ثروات البلاد مع الدول الأخري ، كما في الزيارة الأخيرة لوزير المعادن لروسيا ، وقبلها زيارة حميدتي الذي وعد باعطاء الروس قاعدة عسكرية و الذي وجد رفضا محليا وعالميا، وزيارة جبريل ابراهيم للامارات لصفقة ميناء عمايم علي ساحل البحر الأحمر، وتسارع الخطوات للتسوية في السودان كما في التدخل الخارجي الجاري الذي تقوده امريكا والسعودية للاسراع في التسوية واعداد الإعلان الدستوري الذي يعيد الشراكة مع العسكر والجنجويد وحركات جوبا التي أكدت فشلها ، مما يفتح الباب لتهديد وحدة البلاد واعادة الانقلاب العسكري والحلقة الجهنمية ، ويفتح الباب للمزيد من نهب ثروات البلاد وافقار الجماهير التي تدهورت اوضاعها المعبشية والاقتصادية والأمنية بعد الانقلاب.
كما أشرنا سابقا ، الي أن الصراع في البلاد اصبح واضحا بين قوي "التغيير الجذري" و"قوي التسوية أو "الهبوط الناعم" .
فقوي التغيير الجذري تهدف للخروج من الحلقة الجهنمية للانقلابات العسكرية والتبعية ، واستقرار الديمقراطية ، والدولة المدنية الديمقراطية التي تسع الجميع ،والتنمية المستقلة ووقف نهب ثروات البلاد ،وتنفيذ مهام الفترة الانتقالية، حتى لا نصبح المواثيق حبرا علي ورق كما حدث في ميثاق أكتوبر 1964، وميثاق التجمع الوطني لانتفاضة ابريل 1985، وميثاق اسمرا للقضايا المصيرية 1995، واتفاقية نيفاشا 2005 التي قادت لفصل الجنوب ، وإعلان الحرية والتغيير 2019 ، فالقضية اصبحت ليست في التحالف الواسع لاسقاط الانقلاب فقط ، بل في السير قدما لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه ، وانجاز مهام الفترة الانتقالية والثورة ، وهذا ما يسمي بالتغيير الجذري الذي يفتح الباب لتحولات عميقة لقيام المجتمع الصناعي الزراعي المتقدم والانعتاق من اسر التبعية، وتحقيق التنمية المتوازنة، والحل الشامل في السلام وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم..
من الجانب الآخر قوي التسوية والمرتبطة بالمحاور الاقليمية والعالمية التي عكست المبادرات الأخيرة أهدافها في تصفية الثورة ( كما في الاعلان الدستوري لقحت عبر اللجنة التسييرية لنقابة المحامين) ، وأن اختلفت اشكالها الا أن جوهرها واحد هو استمرار الشراكة مع العسكر والجنجويد وحركات جوبا. الخ، للدفاع عن المصالح الطبقية لتلك القوي المرتبطة بالمحاور الاقليمية والعالمية المتمثلة في شركات الجيش والأمن والشرطة والجنجويد ، وشركات الرأسمالية الطفيلية الإسلاموية والتقليدية والجديدة ، وفئات البوجوازية والبورجوازية الصغيرة المرتبطة بالليبرالية الجديدة، ومؤسسات التمويل العالمية ، الضالعة في نهب ثروات البلاد وأصولها وأراضيها.
4
وأخيرا، لايمكن النظر للتسوية الجارية في السودان بمعزل عن تفاقم الصراع بين اقطاب أو محاور الرأسمالية العالمية بهدف نهب موارد السودان وافريقيا ، والنفوذ علي البحر الأحمر ، مما يتطلب اوسع تحالف ثوري محلي وتضامن عالمي واسع من أجل مواصلة ثورة شعب السودان حتي اسقاط الانقلاب العسكري وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي ، وتحقيق أهداف الثورة وانجاز مهام الفترة الانتقالية.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف عجلت تحركات حميدتي الخارجية بالحرب؟
- وقف الحرب لا اطالة أمدها
- كيف انفجرت الحرب بعد الاتفاق الإطارى؟
- وقف الحرب النهوض من الانقاض
- عقب شهر من الحرب الدمار
- إعلان جدة واستمرار الحرب
- وقف الحرب ومنع تجددها
- وقف الحرب والتدخل الأمريكي السعودي
- بعد الطامة الكبرى إتضح خطر المليشيات
- وقف الحرب الدمار واستدامة السلام
- في ذكري أول مايو وقف الحرب واجب الساعة
- كيف تجرى محاصرة الانقلاب ودرء آثار الحرب؟
- حرب من أجل السلطة وتصفية الثورة
- تفاقم اثار الحرب وضرورة وقفها
- اوقدوا نار ا الحرب فعركتهم عرك الرحى
- انقلاب 15 أبريل: وما الحرب الا ما علمتم وذقتم
- انقلاب 11 أبريل محاولة يائسة لاجهاض الثورة
- خطر المليشيات على وحدة واستقرارالبلاد
- مليونية 6 أبريل اكدت استمرار ثورة ديسمبر
- 6 أبريل لتجاوز تجربة الوثيقة الدستورية


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تاج السر عثمان - كيف ارتبطت الحرب بالصراع الدولي حول الموارد؟