باربارا / جاك بريفير

جمال الدين العمارتي
باحث ومترجم
(Jamal Eddine Laamarti)

الحوار المتمدن-العدد: 7651 - 2023 / 6 / 23 - 04:48
المحور: الادب والفن
    

تذكري باربارا
كان المطر يهطل بلا انقطاع فوق بريست في ذلك اليوم
وكنت تمشين باسمة
منشرحة مبتهجة متدفقة
تحت المطر
تذكري باربارا
كان المطر يهطل بلا انقطاع فوق بريست
فصادفتك في شارع سيام
كنت مبتسمة
وكنت مبتسما أنا الآخر
تذكري باربارا
أنت التي لم أعرفك من قبل
أنت التي لم تعرفيني من قبل
تذكري
تذكري ذلك اليوم في كل الأحوال
لا تنسي
ثمة رجل كان يحتمي من المطر تحت سقيفة
فصاح باسمك
باربارا
فأسرعت إليه تحت المطر
متدفقة مبتهجة منشرحة
وارتميت في حضنه
تذكري ذلك باربارا
ولا تؤاخذيني إن أنا رفعت الكلفة في مخاطبتك
فأنا أرفع الكلفة مع كل الذين أحبهم
حتى لو لم أرهم إلا مرة واحدة
أرفع الكلفة مع كل الذين يتحابون
حتى لو كنت لا أعرفهم
تذكري باربارا
لا تنسي
هذا المطر الهادئ السعيد
المنهمر فوق وجهك السعيد
فوق هذه المدينة السعيدة
هذا المطر فوق البحر
فوق المرفأ
فوق سفينة ويسانت
آه يا باربارا
أية حماقة هي الحرب
ماذا حل بك الآن
تحت زخات الحديد
والنار والفولاذ والدم
وذاك الذي كان قد ضمك إلى صدره
بحب
أمات أم اختفى أم لا زال حيا
آه يا بربارا
يهطل المطر بلا انقطاع فوق بريست
كما كان يهطل من قبل
لكنه ليس كما في السابق وكل شيء أدركه التلف
إنه مطر حِدادٍ مريعٌ وموحشٌ
ما عدنا حتى أمام عاصفة
من حديد وفولاذ ودم
بل مجرد سحب تنفجر مثل كلاب
كلاب تهلك
في مجرى المياه المنهمرة فوق بريست
وتتعفن بعيدا
بعيدا بعيدا جدا عن بريست
التي ما فضَل منها شيء.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
ترجمة: جمال الدين العمارتي

#جمال_الدين_العمارتي (هاشتاغ)       Jamal_Eddine_Laamarti#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل