|
ما تخفيه دوائر القرار في حكومة الاطار
مارسيل فيليب
الحوار المتمدن-العدد: 7649 - 2023 / 6 / 21 - 09:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وجهة نظر (8)
كشف النقاب عن كتاب صادر من وزارة التعليم العالي يتضمن قراراً قمعياً بحق اتحاد الطلبة العام في العراق (اول منظمة طلابية ديمقراطية في تاريخ العراق) ، واعتبارها تنظيمات وتشكيلات غير رسمية .. الخ .
بعد اطلاعي على مضمون هذا التوجيه الذي لا اعتبره بغير المتوقع ، اود هنا الاشارة لنقطة اثارت تساؤلي ، الا وهي حقيقة معرفة القاصي والداني بحقيقة هذا النظام الذي يعتمد التزوير والتبرير لجماعات السلاح المنفلت الخارجة عن القانون باسم المقاومة ، وفي مخالفة واضحة للدستور ، وممارسة التزوير في نتائج الانتخابات وتبعيتهم لاوامر ملالي طهران ، وتحت عناوين المحاصصة والتوافق " بين الكبار " ، وتهميش واضح لغير المحسوبين على تلك العصابات الحاكمة .
وفي هذا السياق اود الاشارة الى ما جاء في بعض مضامين بيان " اجتماع اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي بتاريخ 15 / 16 حزيران 2023 ، والموسوم ب " لنجعل من انتخابات مجالس المحافظات رافعة للخلاص من منظومة المحاصصة والفساد " وما طرح فيه من صيغ تفاؤل مفرط (بامكانية) تحقيق نتائج مهمة في انتخابات مجالس المحافظات ، والتي تقع في تناقض ،عندما يقول :(وتوقف الاجتماع تفصيلاً عند موضوعة انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، مؤكداً أهمية المشاركة الفاعلة فيها … ومؤكداً ان هذه المشاركة يجب ان تحظى باهتمام كبير من الحزب ومنظماته ورفيقاته ورفاقه، مع استكمال مستلزماتها اللوجستية وإعداد قوائم المرشحين) انتهى الاقتباس .
رغم علم قيادة حزبنا بحقيقة دولة (اللادولة) وبفداحة الكارثة التي تسببت بها الطغمة الحاكمة ، وفشل رئيس وزراءهم (السوداني) في محاولاته للتنفيس عن ازمة من استوزره كواجهة لما سمي (بحكومة الائتلاف) ، وافتراض ان المشاركة في هذه الانتخابات سيكون رافعة للخلاص من هذا السرطان الذي تمكن من كل مفاصل الجسد العراقي .
والتناقض الذي اشير له ، ليس من عندي ، انما كما جاء في اخر فقرة من التصريح ، عندما يقول (وإزاء اللوحة العامة والتشبث بالمنهج الفاشل في الحكم وإدارة البلد، وتفاقم حالة الفقر والجوع والمرض والبطالة وسوء الخدمات العامة، وحالة الاحتقان الاجتماعي، وتزايد نزعات عسكرة المجتمع، وتخريب منظم للقيم والأعراف، وإشاعة روح التحلل وانتشار المخدرات والسلاح المنفلت، والتغيرات المناخية وشح المياه وتدهور الواقع البيئي وغيرها، أكد اجتماع اللجنة المركزية ان حزبنا يعمل بصورة دؤوبة على (توفير الفاعل السياسي والاجتماعي القادر على تلبية حاجة شعبنا الى بديل سياسي) ، يرفض المحاصصة والفساد، والسلاح المنفلت، ويسعى الى توظيف موارد البلد وثرواته الوطنية لبناء اقتصاد متنوع قوي، وتحقيق تنمية مستدامة، واتخاذ خطوات جريئة للإصلاح الجذري، الاقتصادي والإداري والمالي والنقدي، بهدف التأسيس لأفق التغييرالشامل، والخلاص من منظومة المحاصصة الطائفية والإثنية ومنهجها الفاشل، والتوجه نحو إقامة الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وهنا ايضاً يطرح التساؤل الحائر … كيف ؟
واتمنى ان لا نعود لنفس تبريراتنا ، سواءً ، "في تحالفنا مع اياد علاوي وانتهاءً بسائرون" ،حيث جاءت نتائج ذلك محبطة ومخيبة للامال ، فعلى اي اساس يتم اشاعة نفس نمط التفاؤل ،لنعود في النهاية لنفس التبريرات السابقة ، .. ونقول انها كانت بسبب المال السياسي ، او السلاح المنفلت ، والتدخل الخارجي ، واوامر الولي الفقيه وملالي طهران ، غير ما نحصده لاحقاً كيسار وقوى ديمقراطية من تشتت وخسارة مجاميع شبابية مؤثرة كان المفروض العمل على كسبها وتنظيمها عوضاً عن جعلها تبتعد عن قوى اليسار والتكتلات المدنية .
الى جانب ذلك ، استشهد بتصريح لسكرتير حزبنا الرفيق رائد فهمي ، في سياق حديثه لشبكة رووداو الاعلامية الاثنين، 5 حزيران 2023 : / والموسوم بـ (الغاء مجالس المحافظات كان خطأ وسنخوض انتخاباتها لاصلاحها وتقديم الخدمات للشعب) .. رغم انه في موضع اخر من التصريح (الحديث) ، يفضح بشكل غير مباشر سلوك ونهج الكتل الحاكمة … بقوله : (يعني اليوم الفساد يشمل كل مؤسسات الدولة، وكذلك مجلس النواب باعتباره مجلس غير فاعل وقراراته ( في ) والصحيح غير مفيدة فهل هذا يعني ان نلغي مجلس النواب؟
طبعا لا، ثم ان مجالس المحافظات دستورية ومثبته في الدستور ، مستطرداً وهناك بعض القوى المتنفذة تريد اعادة ترتيبها من خلال هذه المجالس وبعض الاطراف وجدت مصالحها فيها لكن هذا كله لا يعني ان نلغيها بل هذا يدعو الى عدم اعادتها بنفس الصيغة السابقة البائسة بل اجراء التغيير فيها ). انتهى الاقتباس .
وهنا اتساءل مرة اخرى … كيف وكلنا يعرف بأن التزوير وتغيير النتائج سيكون لصالح نفس الميلشيات وكتلها المتنفذة ، وعن طريق كل اساليب الترغيب والترهيب او القمع ، ولقيادة حزبنا تجارب سابقة منذ حكومة الجعفري الاشيقر وصولاً لما جرى بعد انسحاب التيار الصدري رغم فوزه باغلبية مقاعد مجلس النواب ، واستحواذ ذيول ملالي طهران على كراسي السلطة واغلبية برلمانية تشرع ما تريده وترفض ما لا يتماشى ومصالحها الذاتية ، اضافة لاستخدام السلاح المنفلت من قبل احزاب هذه العصابات (وليس عصابات تلك الاحزاب) ، لان الوضع العراقي مقلوب بكل مفاهيمه .
أخيراً ، كلنا امل ان تتوحد الجهود والسعي لكسب ما امكن من الحراك الشبابي ، والسعي لتنظيم هذه المجاميع الفاعلة والتي هي الامل الوحيد الذي يرعب هذه الطغمة (والدليل خوفها من تنظيمات نشاط اتحاد الطلبة العراقي ، وبيانهم الحاقد ، لان الكتل الشبابية وتجمعاتهم المدنية هي من سيحقق امكانية القيام بتغيير حقيقي ، سواءً بالاحتجاجات والاعتصامات المناطقية ، وصولاً لامكانية التصعيد نحو اعتصامات شاملة بكل المحافظات او بعضها ، عبر لجان تنسيقية وقيادات مرتبطة ببعضها بشكل منظم لدعم المشاركة الفاعلة والمؤثرة بقوة هذا الحراك وسعته ، وعبر الاستعداد للدعم اللوجستي للساحات حيث تدعو الحاجة لذلك ، وتجنب التضحيات غير المبررة عبر الاصطدام بعناصر مسلحة ، واعتقد ان هذا التوجه سيكون له نتائج ايجابية اوفر حظاً من التفاءل بنتائج افضل عبر المشاركة في انتخابات مجالس محافظات او برلمانية بدون قانون عادل ومفوضية انتخابات غير مستقلة وانعدام اي اشراف دولي واستيعاب والقبول بمفهوم التبادل السلمي للسلطة .
واعتقد ان ما اطرحه لا يتقاطع مع ما جاء في سياق بيان اجتماع اللجنة المركزية ، موضوع البحث ، حين يقول (أكد اجتماع اللجنة المركزية ان حزبنا يعمل بصورة دؤوبة على توفير الفاعل السياسي والاجتماعي القادر على تلبية حاجة شعبنا الى بديل سياسي.. ) .
وللحديث بقية …
أدمن في موقع شارع المتنبي / الفيسبوك سدني / استراليا
#مارسيل_فيليب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وجه نظر
-
موضوع للحوار
-
بيان استنكار لما حدث في مهرجان اليوم الثقافي المندائي بسدني
-
بين فتوى السيستاني .. وقانون الدولة العراقية
-
عن ما قاله الشلاه: الوضع لا يحتمل مؤامرة (سحب الثقة عن المال
...
-
بناء العراق الديمقراطي الجديد ودولة المؤسسات القانونية ، يَم
...
-
مجلس بغداد يؤجل التصويت على خطته ويعرب عن حيرته لإرضاء المتظ
...
-
محاولة تجريدنا من المقرات لن يكون ثمناً للتخلي عن مطالب جماه
...
-
يسيرون نحو الهاوية وهم نيام .. وأشياءً أخرى ..!
-
لمزيد من كوارث ومعاناة لأربعة عجاف قادمة !!!
-
هل سيتحول نوري المالكي .. الى لزكة جونسون * ؟
-
ما العلاقة بين دولة القانون والديمقراطية بالسجون السرية
-
حُلِمْ .. لمشهد مابعد إعادة الفرز والعد اليدوي
-
سلوكيات الكتل السياسية العراقية المتنفذة ومفهوم المواطنة
-
ديمقراطيتنا تؤمن بمبدأ - التقية -.. ومن بين فخديها سقط قانون
...
-
بدء العد التنازلي لآعادة أحياء المحاصصة بمفاهيم وصيغ أخرى
-
جُردِتُ وعائلتي من انتمائنا العراقي بقناعة ممثل المفوضية الع
...
-
أعياد الميلاد ليست احتفالية بعيد الجيش ، لتلغى بسبب تزامنها
...
-
لماذا الأحتلال الأيراني لحقل فكه ، وفي هذه المرحله بالذات ؟
-
كل شيئ من أجل معركة التشبث بالسلطه
المزيد.....
-
بينهم أطفال وصحفيون.. إصابات في قصف إسرائيلي على مستشفى في غ
...
-
بينما يستعد المراسل للبث.. كاميرا CNN توثق قصفاً إسرائيليًا
...
-
مجدي.. مسعف بغزة متشبث بمهنته
-
بين -ابتهاج- و-خشية-، كيف تنظر الدول الخليجية للتصعيد بين إي
...
-
عام على هجوم حماس ـ أمن إسرائيل و-مصلحة ألمانيا الوطنية-
-
ألمانيا: لقاءات بين شباب مسلمين وأفراد من الشرطة لتعزيز الثق
...
-
أسرار صمود -حماس- على مدى عام.. وكم تبقى لديها من مقاتلين؟
-
بري: واشنطن لا تفعل شيئا لتنفيذ النداء المشترك الداعي لوقف إ
...
-
خبير روسي يضع سيناريوهات محتملة للرد الإسرائيلي على هجوم إير
...
-
الدفاع الروسية: تدمير 21 مسيرة أوكرانية خلال الليل
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|