أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 2 )















المزيد.....

متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 2 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7646 - 2023 / 6 / 18 - 21:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنالك دلائل عديدة تؤكد أن النهج الذي تتبعه الصين لإعادة ضم تايوان لسيادتها هو نهج سلمي منها :
اولا : نجاح تجربة عودة هونغ كونغ للسيادة الصينية وفق مبدأ " نظامان في دولة واحدة " حيث مضى على هذه العودة اكثر من ربع قرن و ظلت هونغ كونغ بنظامها المالي و الاقتصادي المستقل عن الصين و لها عٌمْلتها الخاصة " الدولار الهونغ كونغي " و قانون انتخابات وفق دستورها الخاص بها و شرطتها المحلية أما ألأمور السيادية التي تخضع لها هونغ كونغ للدولة الصينية فهي أن لا يكون لها جيش و لا علاقات ديبلوماسية مع الدول الأخرى و أن تكون تحت سلطة الأجهزة الصينية المتعلقة بمكافحة الجريمة المنظمة و الإرهاب و المخدرات مع احترام بعض الثوابت منها احترام جيش الشعب الصيني و علم دولة الصين باعتبارهما رمزا للصين الواحدة .
لايزال نجاح تجربة ضم هونغ كونغ للدولة الصينية غير كافية للكثير من التايوانيين و هم بحاجة الى ضمانات تحافظ على خياراتهم في حياة ليبرالية يعتقدون انها مناسبة لهم , و هذا الأمر يحصل على ارض الواقع ليس باقتراب الحالة التايوانية من النظام في البر الصيني الذي يعتمد على نظام " الاشتراكية ذات الخصائص الصينية " بل بحصول تغيرات تدريجية في مجال تعزيز مستوى الحريات في البر الصيني الذي يحصل فيه اصلاحات على كافة المستويات بحيث تجعله قادر على طرح تجربة مميزة و ناجحة في الديمقراطية الشعبية لتكون منافسه للديمقراطية الليبرالية التي تعتمدها تايوان و يبقى خيار أي الديمقراطيتين هو اصلح لتايوان أمرا يقرره اهل تايوان .
ثانيا : لا يمكن أن تكون الصين هي السبب وراء جعل مضيق تايوان منطقة حرب لأن جزء كبير من تجارتها تمر عبر هذا المضيق و من غير المعقول و لا المنطقي قيام الصين بخنق نفسها بنفسها و انها ستتضرر ايضا اذا تم خنق تجارة الدول الأخرى .
ثالثا : التاريخ يؤكد أن سبب الاقتتال بين الحزب الشيوعي الصيني و الحركة القومية الوطنية الصينية التي كان يقودها حزب الكومينتانغ هي الدول التي كانت تسعى الى استعمار الصين و الهيمنة عليها من خلال دفع الصينيين لقتال بعضهم البعض , و امريكا مستمرة في لعب دور المستعمر و المهيمن , لقد ادرك حزب الكومينتانغ هذه الحقيقة و هذا الأدراك هو المحفز لأجراء مصالحة تاريخية بين الشيوعين في البر الصيني و القوميين الصينيين في جزيرة تايوان التي تحققت في لقاء القمة للرئيسين الصيني و التايواني في سنغافورة سنة 2015 .
رابعا : ليس من المنطقي أن تتعجل الصين في مواجهة امريكا حول قضية تايوان و الزمن يسير لصالح الصين .
العديد من الدراسات تشير الى أن سرعة تطور العلوم و التكنولوجيا في الصين خلال العقود الأخيرة وصل الى حدود اربع أضعاف سرعة التطور في امريكا و إن الصين تمكنت من تقليص الفجوة التي كانت تفصلها عن مستوى التطور في البلدان الغربية حيث وصلت الى مستواهم أو تفوقت عليهم في بعض المجالات و لازالت ايضا متخلفة عنهم في مجالات أخرى , لكن هذه الفجوة مستمرة بالتقلص و أن وصول الصين الى قمة التطور العلمي و التكنولوجي و الاقتصادي امر يراه الصينيين حتمي و قريب .
خامسا : تعمل الصين سلميا على محاصرة تايوان ديبلوماسيا حيث اعتمدت شرط لإقامة علاقة ديبلوماسية مع أي دولة هو أن تعترف هذه الدولة أن هنالك صين واحدة و إن تايوان جزء من الصين , و بموجب هذا المبدأ تراجع عدد الدول التي تعترف بتايوان الى 13 دولة فقط من اصل 196 دولة و أخر دولة سحبت اعترافها من تايوان هي هندوراس و معظم الدول التي لازالت تعترف بتايوان هي دول هامشية و صغيرة جدا , هذا و إن الصين لا تمانع من تطور العلاقات التجارية و الأقتصادية لأي دولة مع تايوان على أن لا تتضمن هذه العلاقات المجال العسكري .
سادسا : سياسة الصين واقعية و براغماتية و يغلب عليها الطابع التجاري و في سياستها الخارجية جمدت الجوانب الخلافية في علاقاتها مع دول عديدة و ركزت على تنمية الجوانب الإيجابية في هذه العلاقات , على سبيل المثال لا الحصر لقد جمدت الصين خلافها مع اليابان حول جزر متنازع عليها بينهما " جزر ديايو " , هذه الجزر كانت محتلة من قبل امريكا في فترة الحرب العالمية الثانية و حين انسحبت امريكا منها سنة 1971 لم تعيدها امريكا الى الصين بل منحتها الى اليابان .
الصين لازالت تطالب باستعادة هذه الجزر من اليابان لكنها لا تجعل من هذه المشكلة سبب في التأثير على تعاونها المتنامي مع اليابان في المجال التجاري و الاقتصادي و العلمي و التكنولوجي و كذلك الثقافي وفق مبدأ " المنافع المشتركة " .
من الأمور المهمة جدا الواجب الإشارة اليها هي أن القيادة الصينية بانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية في تايوان التي ستجري في السنة القادمة 2024 و فرص فوز حزب الكومينتانغ و صعوده للسلطة من جديد عالية و هو حزب قومي ليبرالي يدافع عن مبدأ الصين الواحدة لكن ليس ضمن نظام اشتراكي و يقف ضد النزعة الانفصالية للحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم حاليا لتايوان .
من المعروف أن الحزب الديمقراطي التقدمي التايواني مدعوم من قبل امريكا و يدعو الى استقلال تايوان عن الصين و يرفض الدعوة الى أن تكون الصين دولة واحدة بنظامين أو بأي شكل أخر من الوحدة .
إن نتائج الانتخابات المحلية التي جرت في تايوان سنة 2022 افزع الإدارة الأمريكية حيث كانت لصالح حزب الكومينتانغ على حساب الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم , فمن بين 21 منصبا قياديا على مستوى المحافظات و المدن حصل الكومينتانغ على 13 مقعدا ( 62% ) و شمل هذا الفوز الكاسح عاصمة تايوان تايبه في حين حصل الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم على 5 مقاعد فقط ( 24% ) , و هذا مؤشر مهم و إذا بقى على هذه الحالة في الانتخابات الرئاسية القادمة فإن فوز حزب الكومينتغانغ بمنصب رئاسة تايوان يصبح امرا مؤكدا .
إن فوز مرشح حزب الكومينتانغ المعارض في الانتخابات الرئاسية القادمة سنة 2024 سيقضي على كل مخططات امريكا في توتير العلاقة بين تايوان و الصين و دفعهما الى حافة الاقتتال و ستعود العلاقة بينهما الى مسيرة المصالحة التاريخية التي بدأت سنة 2015 .
من المؤكد أن جلوس ممثل حزب الكومينتانغ على كرسي الرئاسة في تايوان في العام القادم سيشكل اكبر ضربة للهيمنة الأمريكية في منطقة بحر الصين و اذا توافق هذا الحدث مع فشل المخطط الأمريكي بإنزال هزيمة بروسيا في الحرب في اوكرانيا فإن العالم سيدخل مرحلة جديدة يتغير فيها ميزان القوى بشكل كبير لصالح شعوب العالم و تراجع تاريخي في الهيمنة الاستعمارية .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 1 )
- الحدود الكويتية العراقية أزمة مستمرة ...!
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 3 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 2 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 1 )
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 2 ...
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 1 ...
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 3 )
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 2 )
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ (1)
- هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 2 ) ...؟
- هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 1 ) ...؟
- المتاهة التي دخل فيها العراق .... !
- كارتيلات الصناعة العسكرية الأمريكية و دورها في صنع السياسة ...
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 4 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 3 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 2 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 1 )
- منظمة شنغهاي في طريقها لأن تكون اتحادا أسيويا ( 2 )
- منظمة شنغهاي في طريقها لأن تكون اتحادا أسيويا ( 1 )


المزيد.....




- رئيس مجلس النواب الأميركي يتحرك لدعوة نتانياهو لإلقاء كلمة ب ...
- العلماء الروس يبتكرون مسيرة جوية على هيئة طائر تنقل 100 كيلو ...
- بعد ضبطه وبحوزته 55 ألف دولار.. إخلاء سبيل مصمم أزياء مصري ش ...
- كيف يمكن تجنب تجاعيد النوم؟
- بلينكن: لست متأكدا من أن إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات مقابل ...
- أمل كلوني: أؤيد الخطوة التاريخية التي اتخذها المدعي العام لل ...
- بايدن يتهم ترامب باستخدام -لغة هتلر-
- المغرب.. السجن النافذ والغرامة لمستشار وزير العدل السابق في ...
- -رويترز-: إيرلندا ستعلن الأربعاء اعترافها بدولة فلسطين
- تشييع جثمان حسين أمير عبد اللهيان يوم الخميس


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 2 )