أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - المعركة الروسية الأخيرة: ستة مواقع رئيسية - الكسندر دوغين (1)















المزيد.....

المعركة الروسية الأخيرة: ستة مواقع رئيسية - الكسندر دوغين (1)


نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 7646 - 2023 / 6 / 18 - 02:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكسندر دوغين
Alexander Dugin

ترجمة: نورالدين علاك الأسفي. [1]
[email protected]

الكثير بات يدرك أن ما يحدث لا يمكن تفسيره بأي شكل من الأشكال؛ بتحليل المصالح الوطنية أو الاتجاهات الاقتصادية أو سياسة الطاقة أو النزاعات الإقليمية أو التوترات العرقية. فجميع الخبراء تقريبا الذين يحاولون وصف ما يحدث بمصطلحات ومفاهيم ما قبل الحرب المعتادة؛ يبدون غير مقنعين على الأقل؛ وغالبا ما يكونون ببساطة أغبياء.
و لفهم حالة الأشياء بشكل سطحي، يتعين على المرء التحول إلى فئات أعمق وأكثر جوهرية، إلى التحليلات اليومية التي نادرا ما يتم التشكيك فيها.

الحاجة إلى سياق عالمي.

فما يدعى عملية عسكرية خاصة في روسيا، هي واقعا حرب حقيقية مع الغرب الجماعي، لا يمكن فهمها إلا في سياق مقاربات واسعة النطاق مثل:
الجغرافية السياسية، بتبني النظر في النزال القاتل بين حضارة البحر وحضارة الأرض، والتي تحدد التفاقم النهائي للحرب القارية الكبرى؛
تحليل الحضارة؛ صراع الحضارات (فالحضارة الغربية الحديثة تدعي الهيمنة على الحضارات البديلة غير الغربية الناشئة)؛
تعريف الهندسة المستقبلية للنظام العالمي؛ و التناقض بين عالم أحادي القطب وعالم متعدد الأقطاب؛
تتويج لتاريخ العالم؛ حيث المرحلة الأخيرة من ظهور النموذج الغربي للهيمنة العالمية التي تواجه أزمة أساسية؛
تحليل كلي للاقتصاد السياسي مبني على تثبيت انهيار الرأسمالية العالمية؛
وأخيرا، الإيمان بالآخرة الدينية؛ الواصف لأخر الزمان و الصراعات المتأصلة، والصدامات والكوارث، فضلا عن الظواهر القادمة مع المسيح الدجال.
جميع العوامل الأخرى- السياسية والوطنية والطاقة والموارد والعرقية والقانونية والدبلوماسية وما إلى ذلك - برغم أهميتها، إلا أنها ثانوية و توابع. و على أقل تقدير، لا تشرح أو توضح أي شيء جوهري.
نضع العملية العسكرية الخاصة في ستة أطر نظرية، يمثل كل منها تخصصات كاملة. لم تحظ هذه التخصصات بكبير اهتمام في الماضي، مفضلة مجالات دراسية أكثر "إيجابية" و "صارمة"، لذلك قد تبدو "غريبة" أو "غير ذات صلة" للكثيرين، لكن فهم العمليات العالمية الحقيقية يتطلب مسافة كبيرة من الخاص؛ فالمحلي؛ ثم التفصيلي.

العملية للعسكرية الخاصة في سياق الجغرافية السياسية.
إجمالا؛ تستند الجغرافية السياسية إلى النظر في التعارض الأبدي بين حضارة البحر (ثالاسوقراطية = thalassocracy) وحضارة الأرض (تيلوروقراطية = tellurocracy). كان التعبير الحي عن هذه البدايات في العصور القديمة هو الاشتباكات بين سبارطا البرية وأثينا القائمة على الموانئ، و بين روما البرية و قرطاج البحرية.
تختلف الحضارتان ليس فقط من الناحية الإستراتيجية والجغرافية، ولكن أيضا في توجهما الرئيسي: تعتمد الإمبراطورية البرية على التقاليد المقدسة والواجب والعمودية الهرمية بقيادة إمبراطور مقدس. إنها حضارة الروح.
القوى البحرية هي الأوليغارشية، بنظام تجاري يهيمن عليه التطور المادي والتقني ، في الأساس؛ هي دول قراصنة، قيمها وتقاليدها طارئة ومتغيرة باستمرار، مثل البحر نفسه. ومن هنا جاء تقدمهم الجوهري، خاصة في المجال المادي، وعلى النقيض، ثبات طريقة الحياة واستمرارية حضارة البر الرئيس، بروما الأبدية.
عندما غدت السياسة معولمة وغزت العالم بأسره، أضحت الحضارتان أخيرا متجسدتين مكانيا. فأصبحت روسيا و أوراسيا جوهر حضارة الأرض، في حين أن قطب حضارة البحر راسخ في منطقة النفوذ الأنجلوسكسونية؛ من الإمبراطورية البريطانية إلى الولايات المتحدة وكتلة الناتو.
هذه هي الطريقة التي ترى بها الجغرافية السياسية تاريخ القرون الماضية. فالإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي وروسيا الحديثة ورثت زعامة الحضارة البرية. و في سياق الجغرافية السياسية، روسيا هي روما الأبدية، روما الثالثة. والغرب الحديث هو قرطاج الكلاسيكية.
كان في انهيار الاتحاد السوفيتي أهم انتصار لحضارة البحر (الناتو، الأنجلو ساكسون)، وكارثة مروعة لحضارة الأرض (روسيا، روما الثالثة).
إن الثالاسوقراطية و التيلوروقراطية مثل سفينتين متصلتين، وهذا هو السبب في أن تلك الأراضي، و بعد أن فقدت سيطرة موسكو، بدأت تخضع لسيطرة واشنطن وبروكسل. أولا، يتعلق هذا بأوروبا الشرقية وجمهوريات البلطيق الانفصالية. ثم جاء دور دول ما بعد الاتحاد السوفيتي. لقد واصلت حضارة البحر الحرب القارية الكبرى مع العدو الرئيسي؛ حضارة الأرض، التي تعرضت لضربة قوية لكنها لم تنهار تماما.
في ذات الآن، أدت هزيمة موسكو عام 1990إلى إنشاء نظام استعماري في روسيا نفسها؛ فقد غمر الأطلسيون الدولة بوكلائهم في أعلى المناصب. هذه هي الطريقة التي تشكلت بها النخبة الروسية الحديثة؛ كامتداد للأوليغارشية، و نظام السيطرة الخارجية من قبل حضارة البحر.
بعض الجمهوريات السوفيتية السابقة بدأت في الاستعداد للاندماج الكامل في حضارة البحر. و آخرون اتبعوا استراتيجية أكثر حيطة ولم يكونوا في عجلة من أمرهم لكسر علاقاتهم الجيوسياسية الراسخة تاريخيا مع موسكو. وهكذا تم تشكيل معسكرين: المعسكر الأوراسي (روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وأرمينيا) والمعسكر الأطلسي (أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وأذربيجان). ومع ذلك، ابتعدت أذربيجان عن هذا الموقف المتطرف واقتربت من موسكو.
أدى ذلك عام 2008 إلى أحداث جورجيا، وبعد الانقلاب الموالي لحلف الناتو في أوكرانيا عام 2014، إلى انفصال شبه جزيرة القرم والانتفاضة في دونباس. جزء من أراضي الوحدات المشكلة حديثا لم يرغب في الانضمام إلى الحضارة البحرية وتمرد على هذه السياسات، طالبا دعم موسكو.
أدى ذلك عام 2022 إلى بدء العمل. أصبحت موسكو، كحضارة برية، قوية بما يكفي للدخول في مواجهة مباشرة مع الحضارة البحرية في أوكرانيا؛ و معاكسة اتجاه تعزيز الثالاسوقراطية وحلف شمال الأطلسي على حساب التيلوروقراطية و روما الثالثة. يقودنا هذا إلى الجغرافية السياسية لصراع اليوم. إن روسيا، مثل روما، تقاتل قرطاج و توابعها الاستعمارية.
ما هو جديد في الجغرافية السياسية هو أن روسيا-أوراسيا لا يمكن أن تعمل اليوم كممثل وحيد للحضارة على الأرض. ومن هنا جاء مفهوم قلب الأرض الموزع. و في ظل الظروف الجديدة، ليس فقط روسيا، ولكن أيضا الصين والهند والعالم الإسلامي وأفريقيا وأمريكا اللاتينية تظهر كأقطاب لحضارة الأرض.
علاوة، و بافتراض انهيار حضارة البحر، يمكن أن تصير "المساحات الكبرى" الغربية - أوروبا وأمريكا نفسها – متوافقة و " قلوب أرض ". ففي الولايات المتحدة، و هذا غدا مبلغ منى ترامب والجمهوريين، و تحديدا بالولايات الحمراء و التي بالداخل في القارة. و في أوروبا، ينجذب الشعبويون وأنصار مفهوم "قلعة أوروبا" بشكل حدسي نحو مثل هذا السيناريو.
-----------
1-في البال: المقالة مناط الترجمة رهن بالإحاطة علما؛ لا بقصد تبني فحواها جملة أو تفصيلا. المترجم.



#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث البيدق/ -اللحظة الغربية-، اصنع سياسة أو أعمل مهرجا.5/5
- حديث البيدق/ -اللحظة الغربية-، اصنع سياسة أو أعمل مهرجا.4/5
- حديث البيدق/ -اللحظة الغربية-، اصنع سياسة أو أعمل مهرجا.3/5
- حديث البيدق/ -اللحظة الغربية-، اصنع سياسة أو أعمل مهرجا.2/5
- حديث البيدق/ -اللحظة الغربية-، اصنع سياسة أو أعمل مهرجا.1/5
- التكنولوجيا هي العدو المطلق للإنسان - الكسندر دوغين
- حديث البيدق / أقطاب تتشكل. و أحلاف بما اكتسبت رهينة.5/5
- حديث البيدق / أقطاب تتشكل. و أحلاف بما اكتسبت رهينة. 4/5
- حديث البيدق / أقطاب تتشكل. و أحلاف بما اكتسبت رهينة. 3/5
- حديث البيدق / أقطاب تتشكل. و أحلاف بما اكتسبت رهينة. 2/5
- حديث البيدق / أقطاب تتشكل. و أحلاف بما اكتسبت رهينة. 1/5
- الليبرالية أكثر خطورة من النازية الأوكرانية - الكسندر دوغين ...
- الليبرالية أكثر خطورة من النازية الأوكرانية - الكسندر دوغين ...
- حديث البيدق/ حرب بالوكالة؛ و أخرى على الدولار بالأصالة. 4/4
- حديث البيدق/ حرب بالوكالة؛ و أخرى على الدولار بالأصالة. 4/3
- حديث البيدق/ حرب بالوكالة؛ و أخرى على الدولار بالأصالة. 4/2
- حديث البيدق/ حرب بالوكالة؛ و أخرى على الدولار بالأصالة. 4/1
- روسيا.. للصبر حدود - الكسندر دوغين
- حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.1/4
- حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.3/4


المزيد.....




- في إسبانيا.. إجراءات صارمة على الحفلات في جزر العطل الشهيرة. ...
- أمطروهم بالرصاص.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة هجوم دام ببنادق كل ...
- إسرائيل تأمر بعمليات تهجير جديدة في رفح استعدادًا لتوسيع نطا ...
- بعد تسجيل إصابات بالسعودية.. هل تدعو -متلازمة الشرق الأوسط- ...
- واشنطن تتحقق من مدى انتهاك إسرائيل للقانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يطالب الحلفاء بالأفعال لا الأقوال
- ماسك يوضح تأثير العاصفة الشمسية الجيومغناطيسية الكبرى على أق ...
- بالصور.. جنوب أفريقيا تستضيف مؤتمرا لمكافحة الفصل العنصري ال ...
- أطفال غزة يتساءلون: ألا نستحق العيش بسلام؟
- محور نتساريم.. مفرق الشهداء في قطاع غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - المعركة الروسية الأخيرة: ستة مواقع رئيسية - الكسندر دوغين (1)