أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امل كاظم الطائي - من الذاكرة














المزيد.....

من الذاكرة


امل كاظم الطائي
(Amal Kathem Altaay)


الحوار المتمدن-العدد: 7644 - 2023 / 6 / 16 - 13:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطريق
في مساء صيف حزيراني قائض قادتني الضرورة للذهاب للمنصور منذ وقت طويل لم تطأ قدماي شوارعها فوجئت بتغير معالم المنطقة برمتها، فقد اقيمت مباني جدديدة شاهقة وازيلت اخرى لكني لم المس مسحة جمال في كل ذلك، عدد كبير من المولات الفخمة ومحال تجارية كبيرة جعلتني اتساءل هل بغداد بحاجة لذلك ام انها اقيمت لامور اخرى في داخلي هاجس يهمس انها غسيل اموال ليس الا.
وصرت اتطلع في المحال الجديدة واقادتني الذاكرة الى الى نهاية سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي كانت اجمل وانظف وارقى وهذه حقيقة يلمسها كل من جايلني، لا انكر واجهات بعض المحال جميلة لكني خلتها خالية من الروح او ربما هذا شعوري فقط، كل هذا الجمال ضاع وسط شوارع لم تبلط منذ سنين علاوة على وجود مياه وبرك اسنة قرب بعض المحلات تنبعث منها روائح كريهة ونتنة .
وعندما ولجت الى الشوارع الفرعية للذهاب الى الجهة المقصودة مررت بطريقي على مدرسة "دجلة" الابتدائية واعدادية "الرسالة" مدرستي التي نلت منها شهادة السادس الاعدادي، لم تعد زاهية كماا كانت فقد تقادم عليها الزمن ولم تجرى لها صيانة كي تكون بابهى صورة كما عهدتها، وجالت ذاكرتي بعيدا لتلك السنوات والايام التي تركت بصمة في ذاكرتي يصعب محوها وتذكرت بعض من الصديقت والطالبات اللاتي كن في معي في المراحل الثلاث الاخيرة والتي انقطعت عن اخبار معظمهن عني الا قليل ممن اتواصل معهن، وحتى مدرساتي معظمهن في رحمة الكريم كن بحق نعم المدرسات اللاتي لم يدخرن جهدا الا وبذلنه في سبيل تعليمنا لنيل شهادة الاعدادية بتفوق، اين هن من مستوى التعليم اليوم؟
والله لو شاء واستيقظن من موتهن للطمن الخدود وشققن الجيوب على بؤس ورداءة التعليم ولكن والحق يقال لازالت اعدادية الرسالة بمستوى طيب ويمكن في ذلك بعض العزاء لنا.
سبرت الشوارع بحثا عن المكان المقصود، كانت الشوارع متعبة وملئت بالحواجزالكونكريتية الشاهقة التي زادت من وحشة المكان اين الحدائق الغناء التي كانت ترفل بها الشوارع والارصفة؟
اين النظافة واين الشوارع المكساة بتبليط جميل، كل ذلك جعلني اتساءل هل ان الميزانيات الانفجارية للعراق عجزت عن تبليط وتنظيف الشوارع والارصفة لو ان امانة بغداد خصصت سنة لكل منطقة لكانت بغداد اجمل وانظف.
"تنظفوا فان الاسلام نظيف" قول نتوقف عنده كثيرا ونردده دون السبر في اغواره، كانت منطقة الاميرات جميلة بل اكاد اجزم من اجمل مناطق بغداد، اليوم غير الامس تأملت الشارع الرئيسي وتذكرت اين حلويات برج ايفل والبستان وصيدلية بلسم ومكتبة الرواد وحلويات الرافدين ووو اختفت معالم كثيرة جدا لتحل محلها مبان شاهقة بنيت بملايين الدولارات ولكن ما جدواها؟ اين سوق المنصور المركزي الذي كان قبلة لكل الناس بجمال زخارفه الماربلكس واناقة بنيانه ونافوراته الرخامية التي تتوسط ساحات مبيعاته كان معلم جميل يضج بالناس والباعة من موظفي السوق وطبعا الدلالات اللاتي يملأن الساحات الخارجية يلتقطن رزقهن ما بين شراء وبيع واين قاعاته المخصصة للحفلات ومطعمه الانيق الجميل ومحاله التجارية كل ذلك اختفى وحلت محله مجموعة من المولات لا نعلم من يملكها او استثمرها.
ويبقى بداخلي سؤال ملح يرن اما كان اجدى بنيان مدارس بدلا من وجود مدارس بدوامات ثلاثية وثنائية وربما المنصور افضل من غيرها من ناحية سعة المدارس وعدد الصفوف، اغلب ظني ان هذه المدارس انشئت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وربما في السبعينيات ايضا اما ان الاوان لاحتراام انسانية الطالب والمعلم على حد سواء وبناء مدارس تليق بادميتهم؟
ما حاجتنا لكل هذه المولات التي تجلب بضائع ما انزل الله بها من سلطان حتى صار العراق مكب لنفايات دول اخرى بغياب وجود سيطرة نوعية لفحص جودة تلك لبضائع ومدى صلاحيتها.
كان لدينا خطة خمسية وعشرية وهناك جهات تراقب ما تم انجازه والشئ بالشئ يذكر كان لديا برنامج اسمه "المقاطعة" لمقاطعة كل الشركات التي اصولها او فروعها من دول معادية اين نحن من كل ذلك اليوم.
يعود السؤال لو كل سنة انجزت وزارة التربية بناء 100 مدرسة لصار لدينا 2300 مدرسة توزع حسب الحاجة بدلا من طلاب يفترشون الارض، والانكى من ذلك والمخزي عدم وجود دورات مياه لبعض المدارس ويقظون حوائجهم بالدور المجاورة كان ذلك في بعض مدارس اطراف بغداد العام 014 ، لا ادري هل تحسن حال تلك المدارس ام مازالت على ماهي عليه.
نناشد حكومتنا التي صادقت على موازنة ثلاث سنوات ايلاء التعليم اهمية اكبر فلا تبنى المجتمعات ولا ترتقي الا بالتعليم ثم التعليم ثم التعليم، حرام على بلد حضاراته ملأت الدنيا ويعيش اليوم البؤس وشضف العيش وقد علمت من جهات موثوقة ان راتب المعاق000 200 مئتا الف دينار.
اسأل البرلمانيون وغيرهم من على رأس السلطة هل تستطيع العيش بالعراق في ذلك المبلغ والله لا يكفي لشراء الماء وهذه كارثة وطامة اخرى بلد به نهرين يشتري قناني الماء ولديه من النفط والغاز مايكفي لمئات السنوات وليس لديه كهرباء ياعمي اتركوا النفط والغاز لمن استولى عليها ودعونا نعمل بالطاقة الشمسية فالعراق من الدول المشمسة صيف وشتاء وبامكاننا بناء محطات كهرباء من جود الله علينا
اعرف دول ليس لديها عشر من مانملك منن الثروات ولديها كهرباء من حرق الورق والنفايات فاين نحن من ذلك ؟
والله نحن بلد العجائب العشر وليس السبع، بل وطن ترى فيه العجب العجاب والجميع صامت ولكن الى متى والى اين نحن سائرون، مستقبل غامض لاجيالنا الذي نأمل ان يكون حظهم اوفر منا.
نعم نأمل
امل الطائي
15 حزيران 2023



#امل_كاظم_الطائي (هاشتاغ)       Amal_Kathem_Altaay#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظات تأمل
- في مدرستنا حاسوب
- علىى هامش مهرجان تحدي القراءة العربي
- رحل النواب
- مبارك للمعلم يومه الخالد
- الى الذين نقف لهم تبجيلا
- امسيات حاسوبية
- اضراب عمال شركة الزيوت في الذاكرة
- كلمة السر
- استذكار انتفاضة تشرين
- في الطريق
- واقع حال
- احمر شفاه
- الادوات الاحتياطية في بدن الانسان
- حب الاوطان
- على غير ميعاد
- غزو صدام للكويت / الحلقة الثالثة
- من يوميات غزو صدام للكويت
- من افعال قائد الضرورة
- العامل العراقي بين الامس واليوم


المزيد.....




- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امل كاظم الطائي - من الذاكرة