مرتضى العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 7641 - 2023 / 6 / 13 - 12:17
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
إننا نؤكد باستمرار على الضرورة والحاجة إلى وضع الاستراتيجيات والحجج النظرية التي اكتسبناها حيّز التطبيق. إن الفكر الثوري الذي يتسم ببعد النظر، ذا ما تمّ اختزاله في ترديد بعض الألفاظ والشعارات لمجرّد المتعة الفكرية، فهو يعادل حصاد حقل كامل من القمح ثم رمي الحبوب.
لكن، إذا كنا نطمح للحصاد، فلا بد أن نكون قد زرعنا. بعبارة أخرى، يبدو من المشكوك فيه أن نطالب بتطبيق براجماتي للماركسية اللينينية إذا لم نولِ العناية اللازمة لدراسة النظرية الماركسية اللينينية. لذلك، فإنه عندما يرتكب مناضل من منظمة الشبيبة الشيوعية الم الل باسبانيا (JCE m-l) خطأ في التقييم، فإن ذلك يرتبط بشكل عام بنقص نظري؛ وعندما يُظهر ناشط آخر انحرافًا يسراويًا، فمن شبه المؤكد أنه ينبع من تحليل خاطئ قائم على الانطباع وليس على التفكير العميق.
إن جميع مناضلي الشبيبة الشيوعية، وكذلك جميع الماركسيين اللينينيين، هم في حالة تكوين مستمر نظري وعملي أيضًا. بفضل ذلك، فإن أخطاء الحكم المذكورة أعلاه ليست مهمة، لأن الرفاق لديهم أدوات نظرية كافية للتفطّن إليها وشرحها وتصحيحها.
ومع ذلك، ماذا لو، في خلية ما، على سبيل المثال، خمسة من المناضلين الذين أهملوا التكوين النظري، فقدم أحدهم تحليلا ليبراليا، وسانده رفيق ثان، ووافق عليه ثالث؟ ستؤسس الخلية المعنية عملها السياسي-العملي على دعامة نظرية أفسدتها الليبرالية.
إن جميع مناضلي الشبيبة الشيوعية بحاجة إلى دراسة مسؤولة ومستمرة للنظرية. عندما نتناول بالدرس نصا ماركسيا لينينيا، فإننا لا نثري فقط الحزب ومنظمة الشبيبة، ولكن أيضًا الجماهير الشعبية التي تطالب بذلك بشكل مباشر أو غير مباشر. إن كل صفحة نقرأها هي خطوة إضافية باتجاه الاشتراكية، مهما كانت صغيرة. إننا لا نقصد الانغماس في النظرية، ولكن دراستها بإصرار وبلا هوادة.
عندما نتجاهل هذا العمل، فإننا نحكم على الحزب والشباب والطبقة العاملة بالتقدم دون مساهمتنا، مما يعني تدهور الظروف الموضوعية، فكأنما وضعنا عصا في عجلة التاريخ حتى لا يتقدم. عندما نتجاهل الدراسة النظرية، فإن الهياكل التي تحكم البنية التحتية والبنية الفوقية للرأسمالية تؤثر بشكل أكثر فاعلية على إدراكنا للواقع. فالصحافة البرجوازية تحثنا على تبني تفكير ليبرالي لا ثوري، وأي كاتب من جماعة ما بعد الحداثة يصبح قادرا على إقناعنا بفائدة تفتيت النضال وليس بفائدة وحدة العمال.
إن الدراسة النظرية الثابتة والحازمة تحمينا بشكل كاف من صرخات الحرب للنظام الرأسمالي. إن إهمالها يضعنا بشكل واضح في صف الثورة المضادة. إذا لم نزرع، فإن أفضل منجل لن يفيدنا كثيرًا؛ إذا لم نمسك بها بشكل صحيح، فسوف تفلت من أيدينا أفضل مطرقة.
ألفارو هيريديا Álvaro Heredia
جريدة "أكتوبر" اللسان المركزي للحزب الشيوعي الإسباني (الم الل).
#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
