أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - الطبيعة الطبقية للحزب الشيوعي (النص كاملا) بقلم بابلو ميراندا / ترجمة مرتضى العبيدي















المزيد.....



الطبيعة الطبقية للحزب الشيوعي (النص كاملا) بقلم بابلو ميراندا / ترجمة مرتضى العبيدي


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7634 - 2023 / 6 / 6 - 14:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الطبيعة الطبقي للحزب الشيوعي (النص كاملا)


في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي، استولت التحريفية المعاصرة، بقيادة خروتشوف، على السلطة في الاتحاد السوفيتي وعلى قيادة الحزب الشيوعي لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. ومنذ ذلك الحين، وفي سيرورة مستمرة، كان هناك تراجع نحو الرأسمالية أدى إلى استعادتها بالكامل، بعد انهيار "الاشتراكية الحقيقية" وتفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991.
ومن أجل أن تصل عملية استعادة الرأسمالية إلى ذروتها، أنجز التحريفيون الخروشوفيون مهمة تغيير الطبيعة الطبقية للحزب الشيوعي. ففي عملية التحديث والتطوير المزعومة للماركسية اللينينية، وضعوا أطروحة "حزب كل الشعب". وادّعوا أن تطوّر الاشتراكية كان من أهدافه أن يسمح بالقضاء على الطبقات والتناقضات الطبقية، وأن "الديمقراطية والحرية ستسودان"، وبالتالي كان على حزب الطبقة العاملة أن يختفي ويفسح المجال لحزب كل الشعب. (والشعب يشمل وقتها جميع الطبقات والقطاعات الطبقية التي كانت موجودة آنذاك في الاتحاد السوفياتي، وكذلك بقايا الطبقات الحاكمة القديمة والأثرياء الجدد الذين ظهروا في أتون الفساد والانتهازية في الاتحاد السوفياتي). وفي الواقع، لم يصبح الحزب البلشفي الذي كان شرسًا في يوم من الأيام حزب كل الشعب، بل أصبح منظمة سياسية في خدمة البيروقراطية والأثرياء الجدد، وأداة لاستعادة الرأسمالية، واضطهاد الطبقة العاملة والطبقات الكادحة الأخرى.
وتبعا لذلك، في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، تقدم التحريفيون الذين كانوا على رأس الأحزاب الشيوعية في أوروبا الغربية، ولا سيما قادة الحزب الشيوعي الفرنسي، بسرعة أكبر، فنبذوا اللينينية والمركزية الديمقراطية. حتى أن قادة الحزب الشيوعي الإيطالي ذهبوا إلى حد تغيير اسم الحزب. كلاهما حوّل الأحزاب الشيوعية المقاتلة التي قادت نضال المقاومة ضد النازية إلى أحزاب متعاونة غير مؤذية مع برجوازية بلادهم. وفوق كل شيء، قاموا بالدور الشائن المتمثل في نزع سلاح الطبقة العاملة أيديولوجياً وسياسياً. واتبع التحريفون الإسبان مسارًا مشابهًا، وأصبحوا ملكيين بحجة الانتقال من الفرانكية. وأعلن الجميع تخليهم عن مصالح الطبقة العاملة، وأصبحوا ممثلين لرجال الأعمال، وأطلقوا على أنفسهم اسم "الأورو شيوعيين" ومثّلوا تعبيرا صريحا للخيانة.
وفي العقد الأخير من القرن العشرين، بعد انهيار الإمبريالية الاشتراكية السوفيتية، وانهيار الاشتراكية الحقيقية، وهيجان السياسات النيوليبرالية لرأس المال المالي، وهزيمة بعض السيرورات الثورية الجارية، وانهيار الاشتراكية في ألبانيا، وأثناء الحملة الشهيرة المعادية للشيوعية التي أطلقتها الرجعية والإمبريالية، كان هناك تراجع للنضال الثوري، وتفكك أيديولوجي وتنظيمي للحركة العمالية والنقابية. لقد تفاقمت أزمة الأحزاب التحريفية، وعانت الحركات الثورية المختلفة، ومنظمات البرجوازية الصغيرة من تداعياتها، وانحلّ بعضها وتأثرت بشكل خطير. كما تأثرت الأحزاب الماركسية اللينينية بالهجوم، وعانت من بعض الانتكاسات.
وكان من بين العناصر التي وضعتها الأحداث في قلب النقاش، داخل حركة العمال والشعوب والمنظمات والأحزاب الثورية، ضرورة وجود حزب البروليتاريا، ونضاله الثوري. خاصة وأن البعض شرع في كيل التهم للحزب الشيوعي وتحميله مسؤولية هزيمة الاشتراكية. وانطلاقا من هذه الفرضية، استنتجوا أنه للقيام بالثورة لم تكن هناك حاجة لحزب سياسي، ناهيك عن الحزب الشيوعي.
ووجه البعض الآخر سهامهم إلى ما أسموه بـ"الستالينية"، ولطبيعة الحزب، وللمركزية الديمقراطية بالذات، و لـ"غياب الديمقراطية وهيمنة الاستبداد"، و"قمع المبادرة الفردية ". ومن هذا المنطلق خلصوا إلى أن الحزب القادر على القيام بالثورة يجب أن يكون "حزباً ديمقراطياً تعددياً "ممثلا لطبقات متعددة" يعترف بالعصر الجديد والمشاكل الجديدة.
وفي السنوات الأولى من الألفية الجديدة، كانت الأطروحات القديمة لـ "اليسار الجديد"، و"اشتراكية القرن الحادي والعشرين"، و"الثورة السلمية"، و"الفاعلين الجدد للثورة" تملأ المكان. وبدعم من الانتصارات الانتخابية للقوى التقدمية في فنزويلا وبوليفيا والإكوادور ودول أخرى، أصدروا مرسوماً بإنهاء الحزب الشيوعي أي لما يسمونه "الاختزالية الطبقية" (le réductionnisme de classe) وأعلنوا ظهور أحزاب "يسارية وثورية" عُمّدت على أنها "متعددة الطبقات"، أي كممثلة لمصالح الطبقات "الثورية" المختلفة. أما في الواقع، فإن الحزب الاشتراكي الفنزويلي (PSUV)، وحزب MAS (بوليفيا)، وأليانزا بايس (إكوادور)، هي أحزاب سياسية تدعي أنها ثورية واشتراكية وهي في الواقع تدعم النظام الرأسمالي، وحق الملكية الخاصة المقدّس لوسائل الإنتاج؛ وهي منظمات سياسية تمثل مصالح جزء صغير من الطبقات الحاكمة.

النظرية الماركسية بخصوص الأحزاب السياسية
بالنسبة للعلم السياسي البرجوازي، فإن الحزب السياسي هو مجموع الأشخاص المنظمين بطريقة مستقرة بهدف الحصول على السلطة، ومن هناك تجسيد مقترحاتهم وتصوّراتهم للتنظيم الاجتماعي والدولة. فكل الأحزاب السياسية لها أيديولوجيا تميزها وتعطيها أهدافاً مشتركة، وهي محددة في المذاهب والنظريات، في أرضياتها وبرامجها وشعاراتها.
كانت هناك دائمًا مجموعات ومنظمات سعت إلى الاستيلاء على السلطة، ونفذت أنشطة وأعمالًا ونضالات، ولكن في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، بعد السيرورات الثورية الليبرالية، بدأ إنشاء ما يسمى بالأحزاب السياسية، وفي القرن التاسع عشر اكتسبت هذه الأخيرة معظم الشروط التي تميزها.
تفترض النظرية الماركسية للأحزاب السياسية بشكل أساسي هذه المفاهيم، وتطورها لتحديد أهداف ومقاصد الأحزاب السياسية كتعبير عن المصالح الطبقية لممثليها وقادتها. وهي تؤكد بإصرار أن قرار التنظم في حزب سياسي لا يأتي استجابة لمواقف أخلاقية، بل هو يستجيب بشكل أساسي للدفاع عن المصالح المادية والرغبة في الاستيلاء على السلطة السياسية للدفاع عن هذه المصالح.
وبغض النظر عن انضمام مئات وآلاف الأشخاص الى الأحزاب السياسية من الجماهير الكادحة والشعوب والجنسيات المضطهدة، فإن طبيعة أيديولوجيا وبرامج ومقترحات المنظمات السياسية تتوافق مع الحقائق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والسياسية للطبقة أو للقطاع الطبقي الذي تنتمي إليه النواة الرئيسية لقيادته. في الأحزاب المحافظة و / أو الليبرالية، في الأحزاب الرجعية والفاشية التي كانت مهيمنة في زمن ما، يأتي الجزء الأكبر من المنتسبين إليها ومن مناضليها من الطبقات الكادحة والشرائح الاجتماعية الشعبية، التي كانت تشكل القوات التي يتم تلقينها الأيديولوجيا، والمقترحات والفكر الذي يصرح به القادة، وهم في الأساس يدافعون بوعي عن مقترحاتهم وبرامجهم. لا يعني هذا الوضع أن هذا الحزب البرجوازي أو ذاك، لأنه يتألف عضوياً من أشخاص ينتمون إلى الطبقات الكادحة، يمثل مصالح هذه الأخيرة ويدافع عنها، ولا يعني ذلك أنه يطبقها عندما يكون في السلطة. من الواضح أنه عندما يناضل حزب سياسي برجوازي، مهما كانت أيديولوجيته، من أجل السلطة وينتهي به الأمر بالفوز بالحكومة، فإنه يعمل على الحفاظ على قاعدته الاجتماعية وأتباعه وناخبيه وتوسيعها. لذلك فهو يقترح ويطور البرامج والأنشطة التي تلبي رغبات وتطلعات الجماهير، وتعزز الإنجازات المادية التي تسمح للناخبين برؤيتها والقبول بهم كـ"حكام صالحين"، مهتمين بالشعب، وفي خدمة الوطن والأمة.
بشكل عام، تخفي الأحزاب السياسية البرجوازية مصالحها الاقتصادية الحقيقية وراء عبارات ديمقراطية ووطنية. يعلنون الحرية، مع الحرص على التذكير بأن الديمقراطية والحرية والدفاع عن السيادة التي يقترحونها تشير إلى مصالحهم الخاصة والجماعية، إلى القطاع الطبقي الذي يهمهم والذي ينتمون إليه. لهذا السبب، من المناسب أن نتذكر النصيحة الشعبية الحكيمة بأن الناس والأحزاب السياسية وخاصة رؤسائها يجب أن يتم الحكم عليهم من خلال ما يقولونه وما يفعلونه، ولكن قبل كل شيء من خلال ما يفعلونه، من خلال طريقة تصرفهم.
مع ظهور الرأسمالية والمجتمع البورجوازي وإحدى أرقى تعبيراته، الديمقراطية التمثيلية، يتم التعبير عن النضال السياسي من أجل السلطة (أهم تعبير عن الصراع الطبقي، في ظل هذه الظروف) بطريقة جديدة وأساسية، تتمثل في وجود الأحزاب السياسية ومواجهات بعضها لبعض.
في المجتمع الرأسمالي، تعبر البرجوازية، صاحبة السلطة، عن مصالحها من خلال وجود ونضال مختلف الأحزاب السياسية، وجميعهم ممثلين لمصالح طبقية، والمصالح العامة للرأسماليين والإمبرياليين، والملكية الخاصة، والحق في المنافسة وتراكم ومركزة الثروة التي يخلقها العمال. من الواضح في جميع البلدان الرأسمالية وجود أحزاب سياسية برجوازية مختلفة، كل منها، بالإضافة إلى التمثيل والدفاع عن المصالح العامة لكبار رجال الأعمال والمصرفيين، والاحتكارات والبلدان الإمبريالية، فهي تجسد أيضًا المصالح الخاصة لكل جزء من أجزاء البرجوازية والجماعات الاقتصادية والاحتكارية الكبيرة.
فالمواجهة بين الأحزاب السياسية البرجوازية على السلطة مسألة قائمة في جميع الظروف. يتم التعبير عنها في الانتخابات والبرلمان والحكومات المحلية. وفي أوقات معينة، يمكنها التعبير عن نفسها من خلال أعمال الشغب والانقلابات وحتى الحروب الأهلية. وتحت كل الظروف، ووفقًا للأيديولوجيين الرأسماليين، فإن وجود أحزاب برجوازية مختلفة يؤشر على وجود وحيوية التعددية الموعودة. ولا يشارك أي من الأحزاب البرجوازية أهدافه المحددة مع أي حزب آخر؛ بل إنهم يحمون خصوصياتهم بأسنانهم. هذه المواجهة بين التشكيلات السياسية المختلفة للبرجوازية تعبر في الواقع عن التناقضات البورجوازية، بين المجموعات الاقتصادية، بين الشرائح المتمايزة حسب المصالح الاقتصادية المختلفة. وفي أحيان أخرى، تتوصل المجموعات الرأسمالية المختلفة إلى اتفاقات، وتحتفل بالتحالفات، وتواجه معًا وضعًا معينًا دون أن يتخلى أي منها عن مصالحه الخاصة.
الشعبوية هي أحد التعبيرات السياسية لبعض شرائح البرجوازية التي تفترض وجودها من أجل الحصول على دعم الجماهير العاملة باسم الشعب. يعرّف العلم السياسي البرجوازي الشعبوية على أنها النسخة الآنية (immédiatiste) للسلطة، لذلك فإنها النسخة التي تبدد موارد البلاد دون أن تقدّم مشروعًا اقتصاديًا وسياسيًا على المدى المتوسط والطويل.
وتتخذ الشعبوية مظاهر وتعبيرات مختلفة: فهناك من يعلنون أنفسهم مدافعين عن النظام ويعارضون علنًا التغيير، ويعتبرون المناضلين الاجتماعيين والمنظمات العمالية أعداء للمجتمع، وممثلين للشر؛ هناك مواقف شعبوية تدعي أنها قومية ووطنية، فهي ترفع أعلام الاستقلال لكسب تأييد الجماهير. هناك مواقف شعبوية تعلن صراحة الدفاع عن الحرية والديمقراطية، وتتباين مع بعض الدوائر الحاكمة مثل الأوليغارشية وأصحاب الامتيازات، وتستخدم السخط الشعبي لكسب الأتباع. باختصار، فإن التعبيرات المختلفة للشعبوية لا تغير جوهر طبيعتها وأغراضها، بل هي بالطبيعة القمعية للسلطة السياسية من خلال مواقفها الداعمة للنظام الرأسمالي، محاولة الاستفادة من تلك الظروف لصالح قطاع الطبقات المهيمنة التي يمثلون.
في حياتها السياسية، تسلط الشعبوية الضوء على شخصية كاريزمية ترفع تصريحاته أمام الناس، وتستخدم صفاته المسرحية لفرضه كزعيم. تثير الشعبوية الأوهام، ويمكنها أن تبني حركات سياسية نشطة للغاية، وحتى مستويات مهمة من التنظيم السياسي، من خلال كوادر مؤهلة.
وتصل العديد من التعبيرات الشعبوية إلى السلطة، عادةً من خلال الانتخابات، على الرغم من أنه يمكنها الوصول إليها كذلك من خلال الانتفاضات الشعبية وحتى حركات التمرد. من السلطة، تسعى الشعبوية إلى التأكيد والإطالة. تواصل عملها السحري وتطور خطاب العروض وتخلق أعداء ستواصل مواجهتهم بدعم من الناخبين؛ كما تسعى لتفعيل جزء من مقترحاتها من خلال المساعدات؛ وتسعى لتحقيق إنجازات ضخمة ذات انعكاسات مرئية.
في الأساس، تعد الشعبوية خيارًا برجوازيًا موجودًا في أوقات وظروف معينة، وينمو في الغالبية العظمى من البلدان. وهي، في حالات خاصة، أداة مثالية لصرف الحركة الجماهيرية والشباب عن السياسات الثورية. في أمريكا اللاتينية، هناك تعبيرات نموذجية للأنظمة الشعبوية، البيرونية في الأرجنتين، الحكم الطويل للحزب الثوري المؤسسي في المكسيك PRI، غولارت في البرازيل، فيلاسكيز في الإكوادور، كأمثلة.

الأحزاب السياسية البرجوازية الصغيرة
كما نعلم، في المجتمع الرأسمالي، بالإضافة إلى الطبقة الرأسمالية والطبقة العاملة، هناك طبقات وفئات اجتماعية ثانوية أخرى، أي ما يسمى بالطبقات والفئات الوسطى، والتي هي في الواقع ليست سوى الشرائح المختلفة للبرجوازية الوسطى والبرجوازية الصغيرة الحضرية والريفية التي تشارك أيضًا في المنافسة السياسية من خلال تنظيم أحزاب سياسية تمثلها. بشكل عام، فإن الأحزاب السياسية المختلفة التي تعبر عن مصالح القطاعات والطبقات الوسطى من السكان هي تشكيلات سياسية محافظة، ومدافعة عن السلم الاجتماعي، والنظام، والملكية الخاصة (نُذكّر أن هذه القطاعات الاجتماعية تطمح إلى التراكم، للاقتصاد الفردي، النمو، لتقاسم السلطة مع من هم "فوق"، لتسلق السلم الاقتصادي والاجتماعي). ويتضمّن خطابهم دفاعا مزعوما عن الذين ينتمون إلى الـ"تحت" لجذبهم واستخدامهم كرافعة انتخابية لا غير.
في بعض البلدان وفي بعض الظروف، تتبنى الأحزاب السياسية التي تدافع عن مصالح الطبقات والشرائح الوسطى مواقف متمردة ضد الحكم الرأسمالي، ومواقف وطنية ضد النهب الإمبريالي، ومقترحات ديمقراطية تعارض الاستبداد وانتهاكات الحكام. بل يصل بعضهم الى تبني مواقف وبرامج ثورية. فينخرطون في الكفاح المسلح الثوري، ويقومون بأعمال بطولية، ويعلنون الحرية والاشتراكية. تبرز هذه التعبيرات السياسية في بلدان مختلفة، وبشكل عام، يجب علينا نحن الثوريين البروليتاريين أن نتخذ مواقف موحدة تجاههم، ونعمل حتى ينضموا إلى النضال من أجل الاشتراكية من خلال سياسة الجبهة المتحدة العادلة.
في البلدان التابعة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، قادت سيرورات الاستقلال والتحرر الوطني تشكيلات سياسية برجوازية صغيرة وبرجوازية، بل إنها حققت النصر، لكنها لم تكن لديها القدرة على مواصلة هذا النضال حتى النهاية للحصول على الاستقلال الفعلي، كما حدث في العراق والجزائر ونيكاراغوا وغيرها.

الأحزاب السياسية في الإكوادور
في الإكوادور، كان حزب المحافظين والحزب الليبرالي، اللذين أصبحا الحزبين السياسيين الرئيسيين في القرن التاسع عشر، يمثلان على التوالي تاريخيًا مصالح اللوردات الإقطاعيين والبرجوازية. كانت هذه الأحزاب في صراع سياسي حاد من أجل السلطة، المحافظون من أجل الحفاظ على مصالح مالكي الأراضي وإدامتها، والليبراليون من أجل الدفاع عن مصالح البرجوازية وفرضها. وكما نعلم، تم التعبير عن هذه الصراعات في مؤامرات القصر، في الانتخابات، في الانتفاضات والتمردات العسكرية، في حرب عصابات طويلة، في بعض مظاهر الحرب الأهلية، بلغت ذروتها في هزيمة الظلامية الإقطاعية وفرض المصالح التجارية، مع انتصار الثورة البرجوازية ودستور الدولة الليبرالية. واستمر وجود ونشاط الحزبين المحافظ والليبرالي حتى ثمانينيات القرن العشرين.
مع ظهور الطبقة العاملة، ولد الحزب الاشتراكي أيضًا في عشرينيات القرن الماضي، ثم الحزب الشيوعي.
تتواجد أحزاب سياسية مختلفة تمثل مصالح مختلف فئات الطبقات الحاكمة في الساحة السياسية اليوم. كما تواصل التعبيرات الحزبية القديمة الظهور الى جانب الوجوه الجديدة للبرجوازية التي تسعى إلى التناغم مع العصر، بالارتباط مع القوى الاجتماعية والسياسية القائمة، كالحزب الاشتراكي المسيحي، واليسار الديمقراطي، وآخرين. هناك أيضًا بعض التشكيلات السياسية صلب البرجوازية الصغيرة التي تسعى إلى الانخراط وكسب تأييد من هم في الأعلى والمشاركة في النضال السياسي. على الرغم من أن التعبيرات القديمة عن الشعبوية في أزمة، لا يمكن إنكار إمكانية ظهور تعبيرات وتجارب جديدة.
في الإكوادور في السنوات الأخيرة، كان لحزب رافائيل كوريا، "أليانزا بايس" (الائتلاف من أجل الوطن)، حضور كبير ولعب دورًا حاسمًا في التطور السياسي. لقد استخلصنا من ممارسته أنّه حزب في خدمة النظام والاحتكارات الدولية وكبار رجال الأعمال والمصرفيين. إدارة أليانزا بايس للحكومة، والأحداث السياسية، وطبيعة المصالح التي يعلنها ويدافع عنها، والسياسات الديماغوجية والشعبوية، والهجمات على النقابات العمالية والحركة الشعبية، وحركة السكان الأصليين، والهجمات المسعورة على الحركة الثورية على اليسار، تؤكد ما ذهبنا إليه. جميع تلك الممارسات دليل واضح للمصالح الطبقية التي يمثلها أليانزا بايس والرئيس كوريا. هنا، كما هو الحال في جميع الحالات، يتم الحكم على الأشياء من خلال ما يقال ويعلن، ولكن، في الأساس، من خلال الأفعال.
يتحدث بعض المحللين الذين يقدمون أنفسهم على أنهم من اليساريين وحتى من الثوريين عن وجود ما يسمونه الأحزاب متعددة الطبقات وعن دورها الطليعي. ويقدمون أمثلة PSUV (الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا)، وMAS (الحركة من أجل الاشتراكية في بوليفيا) وAlianza País. ووفقًا لهذه الأكاذيب التي تسعى إلى تنظير العلوم السياسية الحالية، فإن هذه المنظمات مكونة من الطبقة العاملة والفلاحين والعمال المستقلين و "طبقة المثقفين" قد طورت برنامجًا ثوريًا يمثل مصالح هذه الطبقات ومصالح الأمة والبلاد، ومن خلالها تلعب الحكومات الدور الطليعي للثورة والاشتراكية. إنهم حريصون دائمًا على عدم ذكر "الثورة البروليتارية"، بل يستحضرون بالأحرى "الثورة البوليفارية"، "الثورة الديمقراطية والثقافية"، "ثورة المواطنة" وعن "اشتراكية القرن الحادي والعشرين" التي تعتبر، حسب رأيهم، نفيا للاشتراكية الماركسية اللينينية، وأداة مبتكرة للتحرير.
من الواضح أن هذه الأحزاب والحكومات التي أقامتها قد حظيت بدعم قوي من العمال الحضريين والريفيين، ومن أفقر القطاعات الاجتماعية ومن الطبقات الوسطى. من خلال الخطابة والديماغوجية وبعض الإنجازات المادية الهامة، استمروا في التمتع بهذه المساندة.
إن المقترحات الأيديولوجية والسياسية والبرنامجية، وكذلك إدارة هذه الحكومات، بعيدة كل البعد عن تمثيل وخدمة مصالح الطبقات الكادحة، عن تغيير المجتمع، عن إنهاء مصادرة ثرواتهم من قبل الرأسماليين، عن القضاء على امتيازات كبار رجال الأعمال والمصرفيين وملاك الأراضي. وعلى الرغم من خطابهم "الوطني"، فإنهم في الواقع يواصلون الاعتماد على النظام الإمبريالي، على الإمبريالية اليانكية، ويحاولون إخفاء ذلك من خلال التوجه نحو دول إمبريالية أخرى، لا سيما الصين وروسيا.
من الواضح أن الثورة الاجتماعية لم تحدث، وأن الرأسمالية مستمرة في السيادة، وأن العمال والفلاحين والسكان الأصليين يستمرون في الأسفل، مستغلين ومضطهدين؛ وأن فنزويلا وإكوادور وبوليفيا تظل بلدانا تابعة. لذلك لا يوجد حزب ثوري، ناهيك عن منظمة سياسية اشتراكية.
إن اندماج جزء كبير من الطبقات الشعبية في هذه الأحزاب لا يعني أن لهذه الطبقات تأثير على سياسات تلك الأحزاب. ففي كل من هذه التشكيلات السياسية، على مستوى القيادة، هناك طبقة من السياسيين من الأحزاب البرجوازية، والمنظمات الثورية للبرجوازية الصغيرة، المرتدين عن الثورة والاشتراكية. في القمة، في هيئات صنع القرار، هناك دائرة صغيرة تمتلك الامتيازات وهي في خدمة الرأسمالية والإمبريالية. وهذا يعني أن وجود حزب متعدد الطبقات ما هو إلا خيال، ستار دخاني لإخفاء الحقيقة، الهيمنة الرأسمالية.

الحزب الماركسي اللينيني هو حزب الطبقة العاملة
في عالم اليوم، هناك العديد من الأحزاب التي تدعي أنها شيوعية. هناك أحزاب تأسست في خضم النضال الثوري في النصف الأول من القرن العشرين، والتي أصبحت فيما بعد تشكيلات تحريفية. هم أتباع التحريفية الخروشوفية. لقد كشفت هذه الأحزاب نفسها إلى حد كبير، وتخلت عن دكتاتورية البروليتاريا، والعنف الثوري، وحولت نفسها إلى أحزاب انتهازية وإصلاحية.
هناك أحزاب تطلق على نفسها اسم شيوعي وتبتعد عن الأحزاب الشيوعية التقليدية، وتحتفظ بجزء من الخطاب الماركسي، لكنها في الواقع تطور سياسة إصلاحية تسعى إلى كسب بعض "الفوائد" للطبقة العاملة من خلال التخلي عن تنظيم الثورة.
في الإكوادور، يسير الحزب التحريفي من سيئ إلى أسوأ. في التسعينيات، قررت قيادته حل نفسها والاندماج مع الحزب الاشتراكي. وفي وقت لاحق، أعادت مجموعة من أعضائه تشكيل "الحزب الشيوعي". وفي الوقت الحالي، من المعروف أنها مقسمة إلى ثلاثة تعبيرات على الأقل تختلف عن بعضها البعض في درجة الالتزام بحكومة كوريا والوظائف التي يحصلون عليها.
ما قلناه للتو يجب أن يؤخذ في الاعتبار للعودة إلى فكرتنا الأولية، يجب الحكم على الأحزاب السياسية بناءً على مقترحاتها، وبرنامجها وممارساتها الاجتماعية.
تأسس حزب البروليتاريا الثوري في الإكوادور في العشرينات والثلاثينيات من القرن الماضي. لقد لعب دورًا فائقًا في تكثيف الصراع الطبقي. ساهم في تنظيم عمال المدينة والفلاحين وحتى الشباب. شارك بنشاط في الحياة السياسية الوطنية. في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، استسلم أمام جدار التحريفية القادم من قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي، وأصبح حزبًا انتهازيًا وإصلاحيًا.
ومن أجل إنقاذ الماركسية اللينينية، وتقاليد النضال للعمال والشعوب، ولد الحزب الشيوعي الجديد في الإكوادور من الشباب، وحدد التباينات الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية مع الحزب القديم، وفهم الحاجة إلى التمسك بالماركسية اللينينية حتى في الاسم. هكذا وُلد الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني في الإكوادور، PCMLE.
في إعلان المبادئPCMLE ، تم التنصيص صراحة على ما يلي: "الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني في الإكوادور هو الحزب السياسي للطبقة العاملة الإكوادورية، وطليعتها الواعية، وأرقى فصيل تنظيمي من الطبقة". و"الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني في الإكوادور مستقل عن أي من تعبيرات رأس المال، وعن كل سياسات الإمبريالية والطبقة الرأسمالية. "
مع هذه الصيغ، يعرّف PCMLE نفسه كحزب سياسي، أي أنه نظم نفسه من أجل الاستيلاء على السلطة وليس فقط من أجل النقابات العمالية والنضال النقابي.
يتحمل PCMLE مسؤولية وضع نفسه في طليعة المطالب الاقتصادية والسياسية للطبقة العاملة، وتقديم أفضل الجهود لتنظيم العمال والشباب، من أجل تثقيفهم السياسي، لتوجيه النضال اليومي نحو أهداف الإطاحة بالرأسمالية والاستيلاء على السلطة الشعبية. هذه الخصائص للحزب تجعله طليعة الطبقة العاملة. ومع ذلك، فإن دور الطليعة لا يتم اكتسابه بمرسوم، وبإطلاق صفة الماركسي اللينيني على النفس، بل يتم كسبها في خضم الممارسة الاجتماعية، وفي خضمّ الصراع الطبقي. تتم ممارسة الطليعة الشيوعية للطبقة العاملة بالتمسك بالماركسية اللينينية، وبتطوير وتجذير سياسة صحيحة، وبالدور المنظم للنقابات في النضال الإضرابي، وفي سير النضالات التي تطوّرها الشعوب والشباب، وفي تحمل كامل مسؤوليات تنظيم وإنجاز الثورة.
يعبر PCMLE في خطه السياسي وفي ممارسته الثورية عن استقلاليته تجاه أي تعبير عن رأس المال. إنه يلتزم بالمسلمات التي أشار إليها ماركس ولينين وستالين فيما يتعلق بالحاجة إلى أن يكون حزبا مستقلا بكل مظاهره. تؤكد الممارسة الاجتماعية في الخمسينيات من القرن الماضي هذا المفهوم، حيث لم يضع PCMLE نفسه خلف أي قطاع من البرجوازية، ولم يرفع أبدًا راية "أهون الشرّين" ليدعم خفية قطاعًا من المهيمنين، ولم يتصالح أبدًا مع العدو الطبقي.
بشكل أساسي، يتم التعبير عن الطبيعة الطبقية لحزب البروليتاريا في حقيقة دفاعه عن المصالح الفورية والمتوسطة الأجل والاستراتيجية للطبقة العاملة. إن برنامجه وسياساته ومقترحاته وشعاراته تتوافق بشكل مباشر مع مصالح الطبقة العاملة، وهي مناهضة للرأسمالية والإمبريالية علانية. إنه يطرح إلغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، والإطاحة بالبرجوازية ودفن النهب الإمبريالي؛ والنضال من أجل أن تتخذ الطبقة العاملة القرار بأن تصبح الطبقة الحاكمة، وتقيم دكتاتورية البروليتاريا وبناء مجتمع جديد، مجتمع العمال، الذي يشيّدوه بأنفسهم لمصلحتهم الخاصة، أي المجتمع الاشتراكي، والقضاء على التفاوتات الاجتماعية، وكل أنواع الامتيازات، والقضاء على الطبقات الاجتماعية، ووضع أسس مجتمع الرفاه والوفرة، الشيوعية، على كامل وجه الأرض. فتتجه أهدافه النهائية نحو تحرير البشرية.
تعيش الطبقة العاملة على بيع قوة عملها، وتشارك بشكل مباشر في الإنتاج، وتتجمع في مصانع كبيرة، ويتم تشغيلها في سلاسل إنتاج الصناعة، في اتصال مع أحدث التطورات في العلوم والتقنية والتكنولوجيا، مع مراعاة الانضباط في كامل يوم العمل. فتساعد هذه الأوضاع المادية للطبقة العاملة على تقريبها من نزعة للعمل المنظم والروح العملية وبلوغ درجة كبيرة من الوعي الجماعي والأخوة والتضامن. فتسمح لها هذه الظروف سريعا بإحراز وعي طبقي، وتبني النظرية الثورية المناسبة، أي الماركسية اللينينية، إذا ما عمل الحزب الشيوعي بجدّ من أجل ذلك.
في النضال ضد رأس المال، كما يؤكد البيان الشيوعي، "ليس لدى الطبقة العاملة ما تخسره سوى قيودها؛ على العكس، لديها عالم لتكسبه". فالطبقة العاملة، التي تمتلك إيديولوجيتها الخاصة وبقيادة حزبها، هي الطبقة الأفضل تجهيزًا لقيادة بقية الطبقات الكادحة في النضال من أجل التحرر.
في الإكوادور اليوم، تتوافق المصالح والأهداف الحالية للطبقة العاملة مع مصالح الطبقات الكادحة الأخرى في المدينة والريف، ولا يمكن تحقيق أي منها بالكامل دون انتصار الثورة الاجتماعية. يتيح لنا هذا الوضع أن نؤكد بثقة أن الطبقة العاملة تمثل حقًا مصالح العمال المستقلين والفلاحين والمعلمين والشباب والشعوب في الإكوادور. ولما تتحمل الطبقة العاملة مسؤولية الدفاع عن هذه المصالح وكأنها مصالحها الخاصة، وتحتل مقدمة النضال من أجل تحقيقها، تصبح في الواقع طليعة عملية التحرر والثورة والاشتراكية.
إن التركيبة الاجتماعية للحزب الشيوعي هي إحدى الركائز الأساسية للطابع الطبقي للحزب. يجب أن يكون المناضلون، كما تشير مواثيق الحزب بوضوح، عمالاً صناعيين وعمالا زراعيين وفلاحين فقراء وموظفين ومثقفين ثوريين؛ أي من أبناء الطبقات الشعبية. وهو واقع حزبنا إلى حد كبير؛ فالغالبية العظمى من أعضائه يأتون من هذه الطبقات الكادحة والشرائح الاجتماعية الشعبية. أما الناس الذين يعيشون على عمل الآخرين فليس لديهم مكان بيننا.
من الواضح أن أيديولوجيا الطبقة العاملة، والمقترحات البرنامجية، والشعارات، والسياسات واردة في وثائق الحزب. داخل الحزب، يتبنى المناضلون من الطبقات الكادحة الأخرى، من المثقفين التقدميين، بشكل كامل هذه المنطلقات الأيديولوجية والسياسية، مما يعني أنهم تخلوا عن المصالح الاقتصادية والسياسية والأيديولوجية للطبقات الاجتماعية التي أتوا منها. فالمناضل الشيوعي من الفلاحين الفقراء يتبنى قضية الثورة والاشتراكية ويقبل الخط السياسي وإعلان المبادئ والبرنامج والنظام الأساسي للحزب، ويترك جانباً التطلعات المباشرة للفلاحين الفقراء في الاستيلاء على الأرض للعمل بها لمصلحته الشخصية والعائلية، ويُقرّ العزم على مواصلة هذا الكفاح من أجل الأرض حتى الاستيلاء على السلطة وتحقيق الإنجازات المطلوبة من قبل الجميع: العمال والشعوب والأمة والبلد، بالنضال من أجل الإطاحة بالرأسماليين والإمبريالية وبناء سلطة الشعب والاشتراكية، فيصبح مناضلاً من أجل الشيوعية. هذا هو الشرط الأساسي، فالمناضلون الشيوعيون هم ثوار بروليتاريون.
تؤكد هذه المعطيات النظرية الماركسية حول الأحزاب السياسية. فنظريًا وعمليًا، الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني هو حزب طبقي، إنه حزب الطبقة العاملة.
فإذا ما انطلقنا من كون مناضلي الحزب الثوري للبروليتاريا يأتون من طبقات كادحة مختلفة لنقول إنه حزب متعدد الطبقات، فإننا نجانب الصواب، ونحرف الحقائق وطبيعتها. إذ يتم التعبير عن الطابع الطبقي للحزب السياسي، بشكل أساسي، من خلال أيديولوجيته وسياسته وبرنامجه ونشاطه.
تقع على عاتق النواة الرئيسية للحزب الماركسي اللينيني مسؤولية أن تصبح، نظريًا وعمليًا، تعبيرًا حقيقيًا عن المبادئ الثورية للماركسية اللينينية، والمصالح الفورية والمتوسطة الأجل والاستراتيجية للطبقة العاملة وعموم الكادحين والشعوب. يجب أن تكون قادرة على صهر الاشتراكية بالحركة العمالية والشعبية، ويتم تحقيق هذا النشاط من خلال صياغة سياسة عامة وتوجهات محددة للعمال، تأخذ بعين الاعتبار الأوضاع في المجتمع والبلد، وقبل كل شيء لتولي الدور القيادي في الحزب، وفي الحركة العمالية والشعبية لقيادة النضالات الاجتماعية والسياسية للجماهير العمالية والشباب.
وإذا ما تولت قيادة الحزب، اللجنة المركزية، هذه المسؤوليات على أرض الواقع، فإنها تساهم في ترسيخ الطابع الطبقي للحزب. وإذا فشلت في القيام بذلك أو طورتها بطريقة معيبة، فيمكنها أن تساهم في تشتيت انتباه الحزب عن السياسة الثورية للبروليتاريا، عن طبيعتها الطبقية، فيصبح الحزب أداة للطبقة العاملة لتحقيق أهداف الطبقات الاجتماعية الأخرى، البرجوازية الصغيرة وحتى البرجوازية. وهذا يعني أن قيادة الحزب وانسجامها وممارستها تشكل ركيزة أساسية لطبيعته الطبقية.

يلتزم حزب الطبقة العاملة بالمبادئ الثورية للماركسية اللينينية ويسترشد بها
عقيدة الطبقة العاملة هي الماركسية اللينينية، يفترض الحزب السياسي للطبقة العاملة أنها أيديولوجيته وسياسته، وتصوّره الفلسفي، وبرنامجه الاقتصادي والاجتماعي.
ولدت الماركسية اللينينية من التجريد النظري للتنظيم والنضال العمالي، كتطور للفلسفة المادية، والمادية التاريخية، والاقتصاد السياسي، بعد تحليل طبيعة الرأسمالية. كان مبدعوها منغمسين في تنظيم نضال العمال، في صفوف الجمعية الدولية للعمال، كانوا مقاتلين وقادة نقابيين، منظمين للحزب الشيوعي. لقد ثبت هذا العلم ويثبت في الممارسة الاجتماعية، في نضال الطبقة العاملة في كل بلد وعلى الصعيد الدولي، في انتصار ثورة أكتوبر وغيرها من ثورات التحرر الوطني والاشتراكية. إنه الفكر الثوري، العقيدة السياسية الأكثر تقدمًا التي طورتها الإنسانية خلال رحلتها التاريخية الطويلة. مبادؤها الثورية لها صلاحية كونية، وهي صالحة في جميع البلدان؛ من الواضح أن تطبيقها يأخذ في الاعتبار الوضع الملموس. فالماركسية اللينينية عقيدة حية ومتطورة. ساهمت كل الثورات المنتصرة في تطورها؛ كما ساهمت النضالات المختلفة للطبقة العاملة وعمل الشيوعيين في جميع البلدان في هذا التقدم.
الماركسية اللينينية ليست عقيدة، إنها دليل للفعل، إنها فلسفة لتفسير العالم ولكن، وبشكل أساسي، لتغييره.
ولد PCMLE للدفاع عن الماركسية اللينينية، في مواجهة الخونة الذين حاولوا مراجعتها وإخضاعها. وهو يحارب اعتمادا على مبادئها، ويسعى جاهدا لتطبيقها بمبادرة وجرأة في المواقف المتغيرة للبلد والعالم. وهو متمسّك بهذه المبادئ لقيادة الثورة حتى النهاية.

الهدف المركزي للحزب هو الاستيلاء على السلطة
تتماشى السياسات والمقترحات البرنامجية والأرضيات والشعارات مع هذا الهدف المركزي. فالصراع على السلطة يدور كل يوم، على أرض الواقع المجتمعي، في خضم الصراع الطبقي.
يتطور الصراع الطبقي بشكل مستقل عن إرادة الشعب والأحزاب السياسية. يتم التعبير عنه في المواجهة بين العمال وأرباب العمل، بين الطبقة العاملة والبرجوازية، بين الشعوب والإمبريالية. وفي ظل ظروف معينة، يصبح الصراع الطبقي حادًا، وبقدر كبير، ويواجه الطبقة العاملة، وبقية الكادحين، والشعوب، ضد من هم من فوق، ويمكن أن يؤدي إلى أزمة سياسية. في مناسبات أخرى عندما تكون المواجهة أقل حدة، فإنها تتطور إلى معارك اجتماعية منعزلة ومشتتة؛ حتى أنه، في أوقات معينة، يبدو وكأن الأمور هادئة، وأن هناك سلمًا اجتماعيًا. على أي حال، فإن الصراع الطبقي لا يختفي، بل له تعبيرات وأشكال ومستويات مختلفة.
يتم التعبير عن شخصية الحزب البروليتاري بشكل ملائم من خلال توجيه وتنظيم نضالات الطبقة العاملة والشعوب والشباب من أجل تحقيق المصالح الفورية، والاستفادة منها كرافعة لكشف الأسباب الحقيقية لأوضاع الجماهير العاملة، وتحديد الأعداء المباشرين وكذلك أصحاب السلطة، وتثقيفهم سياسياً وبيان توجهات السلطة.
كشيوعيين، نشارك عمدًا في الصراع من أجل السلطة الذي يحدث يوميًا داخل المجتمع، وننحاز إلى جانب قضية العمال والفقراء والمستغلين والمضطهدين، ونواجه القوانين المناهضة للعمال، والاستبداد والقمع وانتهاكات القضاة والشرطة والقوات المسلحة.
إلى جانب رفض سياسات الرأسماليين، نقدم مقترحات برنامجية، وإعلانات، ومسارات، وشعارات تسمح لنا بتعزيز سياسة الطبقة العاملة، ونشرها بين العمال، وبين الشعوب والشباب، أي داخل المجتمع ككل. إنها في الأساس السياسة الثورية لحزب البروليتاريا، ويتم التعبير عنها كل يوم وفي كل الظروف وفي كل مكان. من الواضح أنه في المجتمع الرأسمالي، في أوقات معينة، يشتد الصراع السياسي على السلطة، فتحدث مواجهات بين مختلف شرائح الطبقات الاجتماعية التي يقع حلها عبر الانتخابات والتمثيلية. وأحيانا تندلع الأزمات فجأة، فتشمل المجتمع بأسره، وجميع الطبقات الاجتماعية، والقطاعات الطبقية، بشكل موضوعي، ولا يمكن لأحد ان يبقى خارجها. في كل هذه الأحداث، يشارك PCMLE بصوته، دفاعا عن مصالح الطبقة العاملة والشعوب والأمة، والأهداف التنموية للبلاد.
وصلت الطبقة الرأسمالية، مثل الطبقات الحاكمة في الماضي، إلى السلطة وتعمل يوميًا للحفاظ عليها وإدامتها. تعتمد البرجوازية على القوة، على دور الشرطة والقوات المسلحة، وهي تدافع عن نفسها من خلال الإكراه والعنف الرجعي. ومع ذلك، من أجل الاحتفاظ بالسلطة وتطويرها، بطريقة أساسية، فهي تعمل على إضفاء الشرعية على هيمنتها.
إنها تبرر صعودها، واستخدام العنف والإرهاب، برفع رايات "الحرية والمساواة والتضامن"، وإعلان حرية الأقنان، وتحرير العبيد؛ والتقدم لوضع تشريع يعلن المساواة أمام القانون، وسنّ قانون الاقتراع العام، والتناوب في ممارسة الحكم، ووجود البرلمان، والديمقراطية التمثيلية. في مرحلة الإمبريالية، تعلن نفسها حامية للسلام والحرية والديمقراطية، وتعلن استعدادها للتدخل في أي بلد تنتهك فيه هذه المبادئ. وفقا لهذه التصوّرات التي يتم تحيينها حسب الأوقات والأحداث، يدّعي منظرو الرأسمالية أن العالم بإمكانه الوصول إلى أعلى مستويات التنمية والديمقراطية والسلام بفضل الحرية الفردية والمنافسة والتجارة الحرة. وبما أن العمال جزء من هذا المجتمع، وهم منخرطون في هذه الديمقراطية، يجب أن يكونوا فاعلين في هذا التطور المستمر والمستفيدين فيما يعود لهم منه، أي "الأجر" لضمان البقاء والتكاثر.
مع ظهور الرأسمالية، ظهرت الطبقة العاملة الصناعية، البروليتاريا التي جعلت من الممكن خلق الثروة، وتحويل الموارد الطبيعية إلى سلع مادية تجعل الحياة وتطورها المتواصل ممكنا. من الواضح أن الثروة التي ينتجها العمال يصادرها أصحاب الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، وتحولهم الطبقة الرأسمالية إلى عبيد مأجورين.
يضع هذا الوضع الطبقات الرئيسية في المجتمع الرأسمالي في أقطاب متناقضة: العمال والبرجوازية.
عندما أطاحت البرجوازية بالإقطاع، أقامت عالماً ثورياً جديداً، وأعطت زخماً كبيراً للعلم والتقنية والتكنولوجيا، وأحدثت باستمرار ثورة في أدوات الإنتاج، وولّدت كميات كبيرة من الثروة وكذلك تركيزاً عظيماً لها. لقد بُني هذا العالم الجديد على أساس استغلال العمل المأجور لمليارات البشر، وعلى القهر الاجتماعي والسياسي، وعلى نهب الموارد الطبيعية لجميع البلدان؛ لقد كانت ملوثة منذ البداية بأسباب تقادمها واختفاءها. هذا العالم الجديد هو الآن عالم قديم فاسد ومتحلل.
إن طبقة الرأسماليين، التي نشأت على استغلال واضطهاد ملايين البشر، أصبحت عملاقة ذات قواعد هشة. ولمزيد النموّ، حولت الأقنان السابقين إلى عمال "أحرار"، وضاعفتهم عدديًا على جميع أطراف الأرض، ووضعتهم في اتصال مباشر مع تقدم العلوم والتكنولوجيا، حتى صاروا تدريجيا على دراية بدورهم كحفاري قبور عالم رأس المال، وكصانعي عالم جديد، ومجتمع عمالي، عالم الاشتراكية.
البرجوازية والبروليتاريا هما الطبقتان المتضادتان في المجتمع الرأسمالي. إنهما في صراع مستمر للحصول على الدور المهيمن. في الوقت الحالي، الرأسماليون في السلطة، لكن العمال يناضلون من أجل الإطاحة بهم وإسقاطهم ليصبحوا الطبقة الحاكمة الجديدة؛ سيستمر هذا النضال إلى أن تنتصر البروليتاريا بشكل نهائي وتختفي الطبقات الاجتماعية، هذا الصراع يخلق الظروف المادية والروحية للقضاء على الطبقات الاجتماعية، بما فيها البروليتاريا كطبقة، من أجل ظهور الشيوعية.
يتخطى الصراع الأيديولوجي بين البروليتاريا والبرجوازية كل الظروف، وهو موجود في اللحظات المختلفة للصراع الطبقي. يتم التعبير عنه في نضال "الثوري الجديد" ضد "الرجعي القديم البائد"، بين "الحرية الفردية" والشخصية والأنانية في مواجهة المصالح الجماعية والتضامن؛ بين الديمقراطية البرجوازية، التي تبرر اضطهاد الجماهير العمالية وقمع النقابيين والثوريين، والديمقراطية البروليتارية، التي تمنح الحق في الكلام، والقرار وتنفيذ إنجازات عظيمة لصالح الأغلبية العظمى، بين الديمقراطية التمثيلية والحكومة الثورية التي ستتولى الإنجازات العظيمة للاشتراكية.
إن الحزب الشيوعي هو حامل لواء المثل العليا للبروليتاريا، وهو يشارك بحزم في هذا النضال الأيديولوجي، ويرفع راية الثورة والاشتراكية، وسلطة الشعب وديكتاتورية البروليتاريا.

ضد الدكتاتورية البرجوازية، نحن نناضل من أجل دكتاتورية البروليتاريا
منذ انقسام المجتمع إلى طبقات، تشكلت الدولة كتعبير عن المؤسسات، كأداة لممارسة السلطة، لإخضاع الطبقات الكادحة والقطاعات الاجتماعية واستغلالها.
ولا تخرج الدولة الرأسمالية على هذه القاعدة، إنها أداة الطبقة الرأسمالية والإمبريالية لممارسة السلطة الاقتصادية، لحماية مصالحهم والحفاظ عليها وتنميتها؛ وهي منظمة لإخضاع الطبقة العاملة والطبقات الكادحة الأخرى؛ لتصبح ضمانة لاستمرار هيمنتها. إن الدولة البرجوازية، مهما كان شكلها، ومهما كان مستوى الحقوق الاجتماعية والسياسية التي انتزعها العمال والشعوب، على الرغم من الإعلانات الرسمية والعقائد الدستورية والقوانين النافذة، هي تعبير عن سيطرة أرباب العمل، عن دكتاتورية الطبقة الرأسمالية التي تعلن الحرية والديمقراطية للأقوياء وتؤسس لاستغلال العمال وإخصاعهم.
تشكل الديمقراطية التمثيلية، والديكتاتورية العسكرية، والحكومات الاستبدادية، والأنظمة الفاشية أو الحكومات الإصلاحية أشكالًا من دكتاتورية البرجوازية، وتعبيرات عن سيادة دولة الامتيازات للقلة، والفقر والاضطهاد للأغلبية الساحقة.
لذا، على الطبقة العاملة وحزبها ألا يستخدموا جهاز الدولة البرجوازية لتحقيق إنجازاتهم الطبقية؛ بل عليهم تدمير الجهاز الذي أقامه المستغلون، وبناء السلطة الشعبية، دولة العمال التي ستكتسب جوهر ديكتاتورية البروليتاريا، بأشكال مختلفة، وفقًا للظروف التاريخية الخاصة. وستظل دائما تعبيرا عن أوسع ديمقراطية للعمال وعن الدكتاتورية للرأسماليين والرجعيين الآخرين. تُظهر التجربة التاريخية مختلف أشكال التعبير عن دكتاتورية البروليتاريا، وسيجد العمال والشعوب في المستقبل بلا شك أكثر الأشكال ملاءمة لممارسة سلطة البروليتاريا والطبقات الكادحة على المستغِلين السابقين، على تعابير رأس المال داخل البلاد والدفاع ضد تهديد الرجعية والثورة المضادة وطنيا ودوليا.

نتبنى مقولة العنف الثوري كمولّد للتاريخ
كان تحرير العبيد نتيجة تمردهم وثوراتهم العظيمة وانتفاضاتهم التي كسرت القيود وأدت إلى مرحلة جديدة من تطور المجتمع البشري، أي الى استبداد اللوردات الإقطاعيين بملايين الفلاحين الذين أصبحوا "أحرارًا"، لكنهم خاضعين لعلاقات القنانة. ثم تم الانتصار على الظلامية الإقطاعية بواسطة ثورة الحرفيين والفلاحين التي استغلتها البرجوازية للحصول على السلطة السياسية وإقامة النظام الرأسمالي. ولم تنته محاولات الأرستقراطية الإقطاعية والرجعية لاستعادة امتيازاتها باستخدام العنف، لكنهم هزموا مرارًا وتكرارًا بسبب العنف الثوري الذي مارسته البرجوازية، معتمدة على العمال والفلاحين كجنود لها.
فالبرجوازية الحاكمة تستخدم العنف للحفاظ على مصالحها ولزيادتها وإدامتها. تؤكد الإمبريالية هيمنتها الاقتصادية والسياسية من خلال الحروب العدوانية، مع إقامة الأنظمة العميلة، مع قوات الاحتلال. أسست أول ثورة بروليتارية منتصرة، كومونة باريس، أول حكومة عمالية، أول تعبير عن دكتاتورية البروليتاريا، جنبًا إلى جنب مع انتفاضة العمال المسلحة، دافعت عن نفسها حتى استسلمت لتفوق الرأسماليين عن طريق العنف الثوري.
وولدت ثورة أكتوبر العظمى من انتفاضة 25 أكتوبر 1917 المسلحة، وقاومت الهجوم المضاد للثورة وهزمته بعد حرب أهلية دامية، معتمدة على الجيش الأحمر، مع تسليح العمال والفلاحين المقاتلين من أجل مصيرهم. كانت الثورة الألبانية، والثورة الصينية، وحرب تحرير فيتنام، وكل الثورات التي استولت على السلطة، والتي شكلت يومًا ما المعسكر الاشتراكي العظيم، نتيجة للحرب الثورية، وحرب العصابات، والانتفاضات.
إن تحرير العمال، والاستقلال الحقيقي لا يمكن أن يأتي إلا بتنظيم النضال المسلح الثوري وانتصاره. نحن، الشيوعيين الماركسيين اللينينيين، نعلن تبنينا المبدئي للعنف الثوري، ونسعى جاهدين لتنظيمه في الظروف التاريخية الملموسة.
إن العنف الثوري كالشكل الأساسي المؤدي إلى السلطة يفترض كذلك أن يستخدم الحزب البروليتاري جميع أشكال النضال الأخرى: النضال الاقتصادي، والنضال النقابي، والنضال الديمقراطي للشعب، والإضراب الصناعي والإضراب العام، الانتفاضات الشعبية، قتال الشوارع، المسيرات، واحتلال الطرقات والأراضي، المشاركة في الانتخابات الديمقراطية التمثيلية. تتطور خبرة حزب البروليتاريا بقدر ما يمكن أن يلجأ إلى جميع أشكال النضال، ويستخدمها لمراكمة القوى، والمساهمة في تنظيم العمال والشباب، وتثقيفهم سياسيًا، مع التفكير دوما في السلطة والنصر. إن استخدام جميع أشكال النضال، والجمع بينها بشكل مناسب، وإخضاعها لضرورات النضال المسلح الثوري، سيسمح للطبقة العاملة وحزبها بإكمال المرحلة الأولى من الثورة، والاستيلاء على السلطة، ثم ممارسة قيادتها وإنجاز مهمة بناء الاشتراكية العظيمة.

الطراز اللينيني للحزب هو التعبير عن إيديولوجيا وسياسة البروليتاريا
يختلف الحزب الشيوعي اختلافًا جذريًا عن كل من الأحزاب البرجوازية والبرجوازية الصغيرة. أولاً وقبل كل شيء من حيث أهدافه، ومن حيث المصالح التي يدافع عنها، وبالطريقة التي يقود بها النضالات من أجل تحقيق الأهداف المرسومة؛ إنه أيضًا حزب مختلف بسبب طريقة تنظيمه.
إنه حزب ممركز، له قيادة واحدة وإرادة واحدة. هذا المفهوم التنظيمي الذي ابتكره لينين، له كعمود فقري المركزية الديمقراطية التي يتم التعبير عنها في الحقوق المتساوية للأعضاء والقادة، وفي حق المشاركة والتصويت في مناقشة وبلورة الخط السياسي، وإعلان المبادئ، والبرنامج والنظام الأساسي للحزب. وتتجسد المركزية الديمقراطية كذلك في الحق في الانتخاب والترشح للمناصب القيادية؛ في الحق في انتقاد السياسة والمناضلين وقادة الأحزاب، أي في أوسع ديمقراطية حزبية. وهي تؤكد نفسها في اتجاه مركزي، في المسؤوليات والالتزامات التي يتعين الوفاء بها دون قيود. فالمركزية الديمقراطية تعني وحدة الأضداد: الحرية والانضباط، الحق والواجب، المناقشة الجماعية والمسؤولية الفردية، صنع القرار بالأغلبية، انضباط المناضلين للقيادة في المستويات المختلفة والحزب بأكمله للجنة المركزية.
إن الذين يهاجمون المركزية الديمقراطية، ويحرفونها على أنها تعبير عن الإكراه وعلى طمس الحرية الفردية، هم في الواقع يدافعون عن منظمة هلامية يُفترض أن يتم التعبير فيها عن الحرية الفردية. إن العناصر التي تنتقد المركزية الديمقراطية بصدق خاطئة، لأن الحرية الفردية تصبح تعبيرًا حيًا عندما تتجسد في الآراء والقرارات الجماعية. عندما يتم التعبير عنها بطريقة إرادوية، فلن يكون لها آثار سياسية، ولا تعدو أن تكون مجرد مظهر من مظاهر فكرة أو رغبة.
كذلك الذين يهاجمون المركزية الديمقراطية من منطلقات رجعية وانتهازية، فهم ليسوا على حق، إذ هم يستخدمون الأخطاء عن قصد. في الأحزاب السياسية البرجوازية والبرجوازية الصغيرة، بدون استثناء، لا توجد حرية فردية، والأصوات غير مسموعة ولا تؤخذ في الاعتبار عند اتخاذ القرارات. بل يتجلى الاستبداد في هذه الأحزاب، التي تعبر في النهاية عن إرادة نواة صغيرة من القادة وفي بعضها قرار شخص واحد، زعيم الحزب أو رئيسه.
يتم التعبير عن الطابع اللينيني للحزب في التنظيم في الخلايا، في الطابع الإلزامي لانتماء العضو الى إحدى المنظمات، ولا يعتبر الحزب المتعاطفين معه مناضلين ولكنه يعمل بإصرار لجذبهم إلى صفوفه.
ينظم الحزب الشيوعي خلاياه على مستوى المؤسسة، في المصانع والمزارع والمناجم، على المستوى الترابي بهدف أن تتكون القاعدة الاجتماعية لكل خلية من قطاع معين من الجماهير حيث تؤدي الخلية الدور القيادي للحزب، أي جميع المهام والمسؤوليات.
فالماركسية اللينينية هي فلسفة الممارسة، إنها وحدة النظرية مع الممارسة. القرارات السياسية للحزب تعبر عن مصالح الطبقة العاملة، باعتماد الخط السياسي للحزب، وتأخذ بعين الاعتبار الوضع الملموس. إنها صالحة بقدر ما تمثل مصالح الجماهير العاملة التي تعتمدها في نضالها فتحوّلها إلى قوة مادية من خلال النضال الاجتماعي والسياسي.
إن النقد والنقد الذاتي، والصراع الإيديولوجي، أدوات لتأكيد الطابع الطبقي للحزب، وتنقيته من المفاهيم الخاطئة، والقضاء على الأفكار الغريبة، وتصحيح الأخطاء، وتجاوز الصعوبات. يسعى PCMLE جاهدا لتحقيق استخدام ثوري لهذه الأدوات.

الأممية البروليتارية
يعبر الحزب الثوري للطبقة العاملة في سياساته ونشاطاته عن شرعية الأممية البروليتارية.
فالرأسمالية والإمبريالية تستغلان العمال في أركان الأرض الأربعة، والثروة التي يخلقها بلايين العمال تذهب إلى خزائن الاحتكارات العالمية الكبرى وشركائها، برجوازية كل بلد. هذه الظروف تجعل الطبقة العاملة طبقة عالمية، وهي ذات اجتماعية يتم استغلالها واضطهادها من قبل نفس أرباب العمل، من قبل نفس النظام؛ ولكن بالمثل، فإنهم يمنحونها خصائص أيديولوجية وسياسية مشتركة بين جميع البلدان.
يتطلب الوضع المادي للطبقة العاملة والاستغلال والاضطهاد الرأسمالي نفس الموقف ونفس السياسة، فهي تعطي للثورة البروليتارية طابعًا عالميًا، والطبقة العاملة في كل بلد والأحزاب الشيوعية عليها التزامات أممية. تؤكد التجربة التاريخية هذه المفاهيم. حدثت ثورة أكتوبر العظمى عند نقطة تحول في النظام الرأسمالي الإمبريالي وأصبحت قاعدة دعم للثورة العالمية.
إن الأممية البروليتارية لا تلغي المفهوم الماركسي القائل بأن الطبقة العاملة هي الطبقة القائدة في بلدها، وبالتالي فإن الثورة الاشتراكية حدثت وستحدث في كل بلد، وستكون، بشكل أساسي، نتيجة النضالات العمالية وشباب البلاد، ولكن أيضًا تستفيد من مساهمة الحركة العمالية العالمية، والعمل الأممي للأحزاب الشيوعية.
في عصر الإمبريالية، من الملحّ، في البلدان التابعة، أن ترفع رايات النضال من أجل التحرر الوطني في نفس الوقت مع النضال من أجل التحرر الاجتماعي، من أجل إلغاء الاستغلال الرأسمالي. وفي البلدان الإمبريالية، يعمل الحزب الشيوعي على تحقيق مهام الثورة الاشتراكية مع إدانة الإمبريالية في بلاده التي تراكم الثروة والسلطة في البلدان التابعة. فالحزب الشيوعي أممي وفي نفس الوقت هو المناضل الأكثر تماسكًا من أجل التحرر الوطني، من أجل بناء الوطن الجديد.
الاكوادور، نوفمبر 2014



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبيعة الطبقية للحزب الشيوعي / جزء 5 من 5/ بقلم بابلو ميران ...
- الطبيعة الطبقية للحزب الشيوعي / جزء 4 من 5/ بقلم بابلو ميران ...
- الطبيعة الطبقية للحزب الشيوعي / جزء 3 من 5/ بقلم بابلو ميران ...
- الطبيعة الطبقية للحزب الشيوعي / جزء 2من 5/ بقلم بابلو ميراند ...
- الطبيعة الطبقية للحزب الشيوعي / جزء 1من 5/ بقلم بابلو ميراند ...
- حول ارتباط الحزب بالجماهير / (النص كاملا) / بقلم خوان باجانا ...
- حول ارتباط الحزب بالجماهير / جزء 2 من 2 / بقلم خوان باجانا / ...
- حول ارتباط الحزب بالجماهير / جزء 1 من 2 / بقلم خوان باجانا / ...
- بعد الدور الأول للانتخابات، بيان لحزب العمل التركي EMEP
- صراع الأفكار/ (النص كاملا) / بقلم بابلو ميراندا /ترجمة مرتضى ...
- صراع الأفكار/ جزء 3 من 3 / بقلم بابلو ميراندا /ترجمة مرتضى ا ...
- صراع الأفكار/ جزء 2 من 3 / بقلم بابلو ميراندا /ترجمة مرتضى ا ...
- صراع الأفكار/ جزء 1 من 3 / بقلم بابلو ميراندا /ترجمة مرتضى ا ...
- دور الجريدة وحسن استخدامها / ترجمة مرتضى العبيدي
- في أهمية تسييس العمال وعموم الكادحين / ترجمة مرتضى العبيدي
- التربية الشيوعية عمل مستمرّ / ماتيو رودريغيز وبولينا بويلفا ...
- -إن القضية الأساسية لكل ثورة هي مسألة سلطة الدولة-* / ترجمة ...
- الاستراتيجية الثورية والخط السياسي الصحيح عنصران أساسيان لان ...
- إيطاليا: المنظمات الشيوعية تدعو العمال وعموم الكادحين إلى تح ...
- المجمع الصناعي العسكري هو المحرك الرئيسي للتراكم الرأسمالي/ ...


المزيد.....




- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - الطبيعة الطبقية للحزب الشيوعي (النص كاملا) بقلم بابلو ميراندا / ترجمة مرتضى العبيدي