أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - صراع الأفكار/ جزء 2 من 3 / بقلم بابلو ميراندا /ترجمة مرتضى العبيدي















المزيد.....

صراع الأفكار/ جزء 2 من 3 / بقلم بابلو ميراندا /ترجمة مرتضى العبيدي


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7614 - 2023 / 5 / 17 - 01:35
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ما هي الأفكار؟ من أين تأتي؟ ما هي الأيديولوجيا؟
الأفكار هي دائما انعكاس للواقع المحيط، لكنها ليست مجرد استنساخ رسومي؛ وهي تعبّر عن عمل تجريدي أنتج في دماغ الإنسان.
فالأفكار لا تنشأ من العدم، بشكل عفوي، وهي ليست وحيًا إلهيًا، ولم تولد معنا؛ إنها تتشكل وتعبر عن نفسها في واقع ملموس، فهي نتيجة للإدراك الحسي للأشياء والظواهر الموجودة في الطبيعة، والأحداث التي تحدث في تطور المجتمع؛ هي نتيجة لتطور البشر، وقد ثبتتها الممارسة. تنشأ الأفكار من الممارسة الاجتماعية، ويتم تفسيرها، وتصبح مفاهيم يتم التحقق من صحتها في الممارسة.
تتشكل الأفكار في الذاتية البشرية من خلال الإدراك، من خلال الحواس، من خلال رؤية الأشياء والظواهر، من خلال المحادثة والقراءة. يتبع هذه المرحلة الأولى تفسير وقبول هذه الأفكار على أنها أفكارنا. وتتطور الأفكار في الدماغ، مما يحولها إلى مفاهيم. ولا يمكن التحقق من صحة هذه الأفكار إلا من خلال الممارسة وتنفيذها وتطبيقها في الطبيعة والحياة الاجتماعية. بمعنى آخر، تنشأ المعرفة أولاً من الواقع الموضوعي، من خلال الممارسة، ثم تتم معالجتها وتعود إلى الممارسة للتحقق من صحّتها.
عندما يتم تشكيل مجموعة من الأفكار التي تمثل المصالح المادية لمجموعة اجتماعية وتقديمها كأطروحات، فإن المجموعة بدورها تحدد نفسها بهذه الأطروحات، مما يؤدي إلى تشكيل نظام أفكار، إيديولوجيا.
الأيديولوجيا هي مجموعة من الأفكار والمفاهيم والآراء حول مختلف ظواهر الطبيعة والمجتمع، حول الماضي والحاضر، بما في ذلك مقترحات للمستقبل. إنها تفسير للتاريخ، والقضايا التي تهم البشر، والمواقف من القضايا المختلفة، ورؤية للقضايا والمشكلات، وطريقة التفكير، والمعيشة، والعمل، والنضال من أجل مصالح مجموعة اجتماعية، حزب سياسي، طبقة اجتماعية. إنه نظام أيديولوجي، تصور للعالم. الأيديولوجيا هي طريقة تفكير وعمل جماعي أو قطاع من المجتمع يتم مشاركته في مجالات مختلفة. وبالتالي فإن الإيديولوجيا ليست موقعًا، أو ظاهرة ذات طبيعة فردية. إنها نوع من الوعي الاجتماعي.
تتوافق النظم الأيديولوجية مع الطبقات والقطاعات الاجتماعية. وهي تعبّر عن الوضع المادي والمصالح الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية. كل طبقة اجتماعية لها تفسير للحياة وتحدد مسارها وفقًا لمصالحها. يتوافق أسلوب الحياة دائمًا مع أساس مادي محدد، على عكس أسلوب الحياة الذي يشمل الخصوصيات العائلية والشخصية.
"الأيديولوجيا هي انعكاس، في الوعي البشري، للظروف الاجتماعية الموضوعية القائمة. هي في الأساس انعكاس لعلاقات الإنتاج. كما أنها تتحدد، إلى حد كبير، بالعادات والتقاليد والمفاهيم التي تنتقل من جيل إلى جيل، ومن خلال عمل النشر". (ماركس وإنجلز، رسالة إلى عصبة الشيوعيين)
باختصار، يتم تفسير جميع ظواهر الطبيعة والمجتمع والدفاع عنها وفقًا للمصالح المادية للطبقات الاجتماعية التي يواجهونها.
في المجتمع الرأسمالي، تخوض الأيديولوجيا الطبقية للبرجوازية معركة حتى الموت مع رؤية العالم للطبقة العاملة. وتساهم في هذا الصراع كذلك إيدلوجيات طبقات المجتمع الأخرى، البرجوازية الصغيرة، وشبه البروليتاريا، وكذلك إيديولوجيات الطبقات القديمة، ملاك الأراضي والإقطاعية.
عندما تنتمي وجهات النظر، والتقديرات المفاهيمية إلى قطاعات مختلفة من نفس الطبقة الاجتماعية، فإنها تعبر عن المصالح المادية لهذه المجموعات وتكون بشكل عام جزءًا من الدعم النظري لأحزابها السياسية؛ وهي تعبّر عن نفسها في مقترحات برنامجية واجتماعية وثقافية، وتتنافس مع بعضها البعض، أحيانًا بمرارة، لكنهم يتوصلون أيضًا إلى حلول وسط، الى توافقات للدفاع عن المصالح العامة للطبقة الاجتماعية.
عندما تتصادم إيديولوجيات الطبقات الاجتماعية المعادية لبعضها، يندلع صراع لا يرحم يحدد مسار المجتمع والحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية. هذه المواجهة جزء من الصراع الطبقي.
يتم التعبير عن الصراع بين مفاهيم الطبقات الاجتماعية العدائية في جميع المجالات: في صراع الأفكار، أي في صراع الأضداد للدفاع عن مفاهيم كل منهما؛ في المجال الاقتصادي لتلبية وتنمية حاجياتهم وتطلعاتهم المادية؛ في المجالات الثقافية والعسكرية. وفي المجال السياسي، الصراع بين الملاك الذين يريدون الحفاظ على سلطتهم، وبين المضطهدين الذين يكافحون للإطاحة بالسلطة القائمة وتأسيس سلطة جديدة.
عندما تتحول الأفكار إلى نظام أفكار، إلى أيديولوجيا، فإنها تصبح تصورات يتم التعبير عنها في تقييمات للواقع والتناقضات ووسائل حلها لصالح الجماعة التي تدعمها. يتم التعبير عنها في شكل مقترحات وبرامج وطرق وأساليب لتحقيق الأهداف. تلك هي الظروف التي ولدت فيها النظرية.
إن مفاهيم وتصورات الطبقة العاملة كانت مجرّدة وتم حوصلتها وتنظيمها من قبل المناضلين الاجتماعيين والمثقفين الثوريين وأصبحت النظرية الثورية للاشتراكية العلمية. لعب ماركس وإنجلز، ثم لينين وستالين، دورًا مهمًا في تطوير نظرية التحرر الاجتماعي. لقد حددوا مبادئ وأهداف التحرر الاجتماعي، وكذلك مبادئ وأهداف الثورة الاجتماعية للبروليتاريا. كما حددوا دور الجماهير في التاريخ، واستخدام العنف الثوري للإطاحة بالرأسماليين وتبوئة الطبقة العاملة مكانة الطبقة الحاكمة في المجتمع. وبلوروا طابعها الأممي ومبادئ الأممية البروليتارية، وضرورة الحزب السياسي للطبقة العاملة، الحزب الشيوعي.
إن النظرية الثورية، الاشتراكية العلمية، الماركسية اللينينية هي النظرة العالمية للطبقة العاملة، إنها الأيديولوجيا البروليتارية، المرشد لبناء الحزب الشيوعي، لتنظيم وقيادة الثورة إلى النصر، من أجل بناء المجتمع العمالي، الاشتراكية، ومن أجل استمرار النضال من أجل إقامة الشيوعية على الصعيد العالمي.
تصبح الماركسية اللينينية قوة مادية عندما تنتظم الطبقة العاملة والطبقات الكادحة الأخرى والشباب والنساء ويكافحون وفقًا لمبادئها، عندما يحدد حزب البروليتاريا التوجهات السياسية على الأرض ووفقًا للظروف الملموسة، مسترشدا بمبادئها، ويؤدي دوره في توعية ونضال الجماهير الكادحة والشباب.
النظرية الثورية، الماركسية اللينينية، قيمة بحد ذاتها. إنها نتيجة التحليل العلمي للمجتمع، لتجربة نضال الحركات العمالية والشعبية. هذا هو تراث الطبقة العاملة في جميع البلدان. إنها دليل لنضال الشعوب من أجل التحرر. يمكن للطبقة العاملة أن تؤدي دورها في التحول فقط طالما أنها منخرطة بعمق في الصراع الطبقي.
يشير ماركس في نقده لفلسفة هيجل للحق إلى ما يلي:
"لا يمكن لسلاح النقد، بالطبع، أن يحل محل نقد السلاح، يجب الإطاحة بالقوة المادية بالقوة المادية، لكن النظرية تصبح أيضًا قوة مادية بمجرد أن تمسك بها الجماهير.»
أشار لينين عن حق إلى أن "النظرية بدون ممارسة عقيمة، والممارسة بدون نظرية عمياء". عندما تقتصر النظرية على الكتب وتستخدم فقط للمناقشات في المقاهي، فإنها تصبح عديمة الجدوى للتنظيم والنضال الثوريين. عندما تقتصر الأنشطة العمالية على المطالب والنضال من أجل تحسينات فورية، لا يمكنها إنهاء الاستغلال والقمع الرأسماليين. علاوة على ذلك، فإن النضالات الاجتماعية، حتى عندما تصل إلى مستويات عالية وتتحول إلى تمردات وانتفاضات، لا تؤدي إلى ثورة بدون بوصلة الماركسية اللينينية تحت قيادة الحزب الشيوعي.
تؤكد هذه التصريحات صحة النظرية الثورية كأداة لا غنى عنها لتنظيم وصنع الثورة، وضرورة وحدة النظرية مع الممارسة.
إن صراع الأفكار، أي الصراع الأيديولوجي بين الاشتراكية والرأسمالية، يمكن أن يحقق نتائج لصالح قضية الثورة إذا تطور في خضم الصراع الطبقي، في خضم نضالات العمال من أجل مصالحهم الخاصة. ضد الإكراه والقمع، وضد الأطروحات والاقتراحات الرجعية التي يدافع عنها الرأسماليون وخدمهم، وضد مقترحات الإصلاحيين والانتهازيين الذين يحاولون التأثير على تنظيم وإرادة النضال الجماهيري واختطافهما.
يتبع



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الأفكار/ جزء 1 من 3 / بقلم بابلو ميراندا /ترجمة مرتضى ا ...
- دور الجريدة وحسن استخدامها / ترجمة مرتضى العبيدي
- في أهمية تسييس العمال وعموم الكادحين / ترجمة مرتضى العبيدي
- التربية الشيوعية عمل مستمرّ / ماتيو رودريغيز وبولينا بويلفا ...
- -إن القضية الأساسية لكل ثورة هي مسألة سلطة الدولة-* / ترجمة ...
- الاستراتيجية الثورية والخط السياسي الصحيح عنصران أساسيان لان ...
- إيطاليا: المنظمات الشيوعية تدعو العمال وعموم الكادحين إلى تح ...
- المجمع الصناعي العسكري هو المحرك الرئيسي للتراكم الرأسمالي/ ...
- بيان غرة ماي: فلنجعل النضال من أجل الأجور نضالا من أجل الثور ...
- البرازيل: الدفاع عن الحريات الديمقراطية يقتضي محاسبة انقلابي ...
- الاتجاهات السياسية للإمبريالية الأمريكية ترجمة مرتضى العبيدي
- حركة احتجاجية قوية ضد -إصلاح- نظام التقاعد بفرنسا حزب العمال ...
- دور المناضلين في بناء الحزب (النص كاملا) بابلو ميرندا ترجمة ...
- دور المناضلين في بناء الحزب القسم 3 من 3 (دردشة مع مناضلي ال ...
- دور المناضلين في بناء الحزب القسم 2 من 3 (دردشة مع مناضلي ال ...
- دور المناضلين في بناء الحزب القسم 1 من 3 (دردشة مع مناضلي ال ...
- دروس الديمقراطية الأمريكية (ترجمة) بقلم فراد ميمبي رئيس الحز ...
- اشتداد أزمة النظام الرأسمالي الإمبريالي مصدر تعزيز النزعة ال ...
- العمل اليومي لحزب الطبقة العاملة بين الجماهير(*) (النص كاملا ...
- العمل اليومي لحزب الطبقة العاملة بين الجماهير الجزء 7 من 7 ت ...


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - صراع الأفكار/ جزء 2 من 3 / بقلم بابلو ميراندا /ترجمة مرتضى العبيدي