بيان غرة ماي: فلنجعل النضال من أجل الأجور نضالا من أجل الثورة الاجتماعية

مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7596 - 2023 / 4 / 29 - 01:13
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي2023: دور وأهمية التضامن والتحالف الأممي للطبقة العاملة
    

إن الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية، CIPOML، تحيّي عمال العالم قاطبة بمناسبة عيد العمال، وهو تاريخ يرمز إلى نضال البروليتاريا العالمية ضد الاستغلال الرأسمالي، من أجل تحررها الاجتماعي، ومن أجل الثورة والاشتراكية.
يأتي هذا الاحتفال في سياق عالم مضطرب، حيث يعيش النظام الرأسمالي أزمة اقتصادية جديدة. ومثل الأزمات السابقة، ستدفع بملايين العمال الى البطالة، وتتسبب في انخفاض الأجور، وزيادة الفقر، والهجرة وغيرها من المشاكل للطبقات الكادحة؛ ولكنها ستكون مناسبة كذلك لأكثر البلدان الإمبريالية والرأسمالية تقدمًا لتنفيذ برامج لإنقاذ الاحتكارات الصناعية والمالية الكبيرة التي "تواجه صعوبات "، كما تفعل بالفعل في سياق أزمة البنوك التي أدّت، قبل أسابيع قليلة، الى انهيار عدة بنوك في الولايات المتحدة وألمانيا وسويسرا.
إن العمال والشعوب والشباب هم ضحايا الاستغلال والقمع والتمييز. هذا هو السبب في أنهم يناضلون ضد السياسات المعادية للشعب التي تطبقها حكومات بلدانهم، والتي تهدف إلى خدمة مصالح البرجوازية الكبرى ورأس المال الاحتكاري الدولي. إذ يشهد العالم اليوم صعود نضال الجماهير من أجل مطالبها وحقوقها، والذي يلعب فيه العمال والشباب دورًا رياديا. لقد أصبحت أوروبا بؤرة هذه المواجهة الطبقية. في البلدان الإمبريالية والرأسمالية الأكثر تطوراً، ترفع الطبقة العاملة صوتها بقوة، وتدافع عن الضمان الاجتماعي وعن حقوقها وتطالب بتغييرات عاجلة؛ لكن نضال العمال والشباب والنساء في القطاعات الشعبية يتطوّر في كل القارات. ويُبرز صعود نضال العمال والشعوب حول العالم أن التناقض بين الطبقة العاملة والبرجوازية، أي بين العمل ورأس المال، آخذ في الاحتدام.
إننا نعيش في عالم محكوم بتقلبات المواجهة بين القوى الإمبريالية وتكتلاتها واتفاقياتها الاقتصادية والعسكرية. إن الحرب بين القوى الإمبريالية في أوكرانيا هي تعبير عن ذلك، لكنها ليست تجليها الوحيد. بل تؤكده كذلك الصراعات المسلحة المحلية الجارية في بلدان أخرى، والحروب التجارية، وتعزيز الأجهزة العسكرية والجيوش، والصراعات من أجل السيطرة الاقتصادية والسياسية على الكوكب بأسره. إن الصراع بين القوى الإمبريالية، ولا سيما الصراع بين الولايات المتحدة والصين، تضعنا أمام خطر اندلاع مواجهة عالمية.
لكن لا يمكن للشعوب أن تنحاز لهذه القوة أو تلك من القوى الإمبريالية، أو لهذا التحالف الاقتصادي والسياسي للدول الرأسمالية أو ذاك، لأنهم جميعًا يمثلون مصالح الاحتكارات الدولية الكبرى، لرأس المال المالي الإمبريالي. لذلك، نكرر إدانتنا للحرب بين القوى الإمبريالية التي تتواصل في أوكرانيا، ونرفع رايات السلام، وهو ما يعني النضال من أجل الدفاع عن حياة العمال والشعوب والحفاظ على موقف مناهض للإمبريالية.
تعرب CIPOML عن تضامنها مع العمال والشعوب ضحايا عدوان القوى الأجنبية، وعلى وجه الخصوص نعبر عن وقوفنا الى جانب الشعب الفلسطيني الذي يناضل منذ عقود من أجل الحق في العيش بسلام على أرضه وتأسيس دولته المستقلة وذات السيادة؛ وفي نفس الوقت ندين السياسة الإجرامية لنظام بنيامين نتنياهو رئيس دولة الكيان الصهيوني.
إن ما يحدث في العالم اليوم، بسبب تفاقم المشاكل والظواهر التي تميز النظام الرأسمالي، يؤكد مرة أخرى أن هذا النظام ليس لديه ما يقدمه للعمال والشباب والشعوب. إنه نظام استغلال للعمال وإثراء فاحش للبرجوازية. إنه نظام يعيش في حالة حرب دائمة مع الشعوب، من أجل حماية الجنة التي يعيد فيها رأس المال الكبير إعادة إنتاج نفسه.
ولا يمكن أن يظل العمال خاضعين للهيمنة واستغلال رأس المال. لا يمكن لهم التخلي عن النضال من أجل المطالب الفورية والحقوق السياسية للعمال والشعوب، فهو أمر أساسي لمعيشتهم، لكنه لا يكفي لتحقيق التحرر الاجتماعي. تدعو CIPOML العمال في جميع أنحاء العالم لتوظيف النضالات من أجل الأجور، من أجل الاستقرار، من أجل الضمان الاجتماعي، من أجل الأرض، من أجل المياه والعديد من القضايا الأخرى التي تؤرقنا، في الكفاح من أجل الإطاحة بنظام الاستغلال هذا، لوضع حد لسيطرة رأس المال الكبير، والنضال من أجل الاستيلاء على السلطة، من أجل انتصار الثورة الاجتماعية والاشتراكية.
فالثورة البروليتارية فقط هي القادرة على وضع حدّ للاستغلال الرأسمالي!
فقط قوة العمال قادرة على تحرير البشرية جمعاء!

الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية CIPOML
هيئة التنسيق
1 مايو 2023

#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل