أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جورج منصور - جولة حرة في الموصل.. الطيور الهاربة لم تعد إلى اعشاشها بعد














المزيد.....

جولة حرة في الموصل.. الطيور الهاربة لم تعد إلى اعشاشها بعد


جورج منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7639 - 2023 / 6 / 11 - 20:57
المحور: الادب والفن
    


عندما تركنا أربيل في التاسعة صباحا، وجدنا أن الطريق إلى الموصل مليئ بالمطبات والحفر وبدا أن لا احدا قد اولاه إهتماما. بيد أن الطريق تحسن بمجرد أن تركنا سيطرة أربيل وولجنا إلى حيث الطريق المعبد، الذي تنتصب على مبعدة منه، سيطرة الموصل. وعندما ولجنا إلى قلب مدينة الموصل القديمة واجهتنا الخرائب ومثٌلت أمامنا آثار جرائم عصابات داعش وما خلفته من مآسي ودمار.
شاهدنا البنايات المهدمة وقطع الترسانات المتهدلة من أعلاها والفوضى العارمة في حركة المارة وسير المركبات، ووجدنا المساحات المهملة والمتروكة والمزارع المحروقة، وتحسسنا فقر الناس المدقع والخراب الذي عم المدينة ردحا من الزمن. بيد اننا شاهدنا بالمقابل مؤشرات تدل على الإهتمام ومحاولات جادة وحثيثة للإعمار وإعادة البناء.
في طريقنا كانت تربض بوابة نركال (إله الموتى) التي طالها الخراب والتدمير إلى يسار الشارع، وشاهدنا بابها وهو أحد أبواب أسوار مدينة نينوى وفي مدخله "ثوران مجنحان كبيران" كأنهما ملاكان حارسان للإله نركال. وقيل ان العمل جار على إعادة وإعمار وترميم ما قد تم تهديمه مستخدمين ذات الأحجار التي كانت قد استخدمت في تشييده سابقا.
مررنا بالمجموعة الثقافية حيث جامعة الموصل وبوابة رئاسة الجامعة وشارع رصيف الكتب، حيث كانت تباع فيه الكتب وتعرض المسرحيات وتقام المسابقات. وفي طريقنا شاهدنا القصور الرئاسية (قصور صدام حسين) مائلة أمامنا، وكذلك فندق (نينوى اوبري) المحطم فقد سكنته عوائل الدواعش من الأجانب، والمطل على نهر دجلة بمناسيب مياه شحيحة. وشاهدنا موقع العبَّارة التي غرقت في نهر دجلة في 22 آذار 2019 وغرق أزيد من 200 من راكبيها. وفي الموصل القديمة شهدنا الدمار والخراب ومررنا على كنيسة الطاهرة وسوق السمك وشارع المكتبات وشارع جامع النبي جرجيس.
ولاحظنا ان المساحات التي كانت قد شيدت عليها أماكن للعبادة، كنيسة أو مرقد أو جامع أو مسجد، قد أزيلت عن بكرة أبيها وسويت بالأرض. ثم مررنا بشارع (موسكو) الذي كان يعتبر تجمعا للشيوعيين واليساريين. وشاهدنا حظيرة السادة حيث مرقد النبي دانيال، وتوقفنا عند الجامع الكبير المهدم والذي يعاد بناؤه وقد صلى فيه أبو عمر البغدادي في أول ظهور له بعد سيطرة داعش على المدينة. ومررنا من أمام كنيسة الساعة (الآباء الدومينيكان)، وعرجنا على شارع نينوى الذي كان تجمعا للمسيحيين، وكنيسة مار توما وفيها المدارس المسيحية.
ثم عرجنا على منطقة راس الجادة في قلب الموصل، وفيها أول شارع في تاريخ الموصل تم تبليطه وافتتاحه في عام 1914 في زمن الدولة العثمانية واستخدم فيه الحجر المرصوف ويحمل ذات الأسم. وراس الجادة منطقة عريقة تاريخيا وكانت مركزا اقتصاديا وفيها حركة اجتماعية دائبة، حيث الأسواق والمقاهي ومراكز التجارة والتسويق، ومنها كانت تنطلق القوافل التجارية إلى سوريا.
واصلنا طريقنا بمحاذاة ملعب الإدارة المحلية الذي تأسس في عام 1957 في منطقة باب سنجاروالذي كان يتسع ل 20 ألف متفرج، ووجدناه مهدما ومهملا وقد تحول إلى خرابة هائلة من الأنقاض.
وعندما وصلنا إلى جامع الصفار الملاصق لكنيسة اللاتين (الآباء الدومينيكان) أو كنيسة الساعة، نسبة إلى منطقة الساعة التي شيدّت فيها في العام 1866 ووجدناهما في حالة مؤسفة يرثى لها وقد تهدمت معالمهما وافترشت الأنقاض مدخليهما.
بعدها تركنا الموصل القديمة، وولجنا إلى الموصل الحديثة لاحظنا تغييرا في البيئة الجغرافية والعمارة والمشاهد.
في جولتنا بمدينة الموصل لم أجد الطيوروهي تطير في سماء المدينة أو تعشعش في أماكنها المعتادة. وكنا نتجول في وسط المدينة، عندما التفتُ إلى صديقي الموصلي أبا عن جد، وسألته عن مصير الطيور التي هاجرت من الموصل خوفا من عصابات داعش والقتال والقصف الذي تعرضت له المدينة، فقال:
الطيور الهاربة لم تعد إلى أعشاشها بعد
في جولتنا بألموصل زرنا مؤسسة "بيتنا" لجهة التعرف على النشاطات المتعددة التي تقوم بها، والتي حظيت، بعد تحرير الموصل، بإهتمام عراقي وإقليمي ودولي وزارها العديد من الشخصيات رفيعة المستوى، بما فيها الرئيس الفرنسي إيمانوئيل ماكرون.
في الموصل ألتقينا عدد من أدباء المدينة ومثقفيها وزرنا دار ماشكي للطباعة والنشر، وهناك قدمتُ كتابي (إيفين.. حفرٌ في الذاكرة) الطبعة الثانية (المزيدة والمنقحة) إلى زملائي من مثقفي ألمدينة ونسخا إضافية إلى المكتبة المركزية وإلى مكتبة جامعة النور وكذلك إلى مكتبة (ألحدباء).
وبعد أن تناولنا وجبة الغداء في أحد مطاعم المدينة الكثيرة، اتجهنا إلى بلدة قرقوش- الحمدانية (بغديدي) حيث كان موعد حفل توقيع كتابي الذي اقامه مشكورا مقهى دوقشاشي الثقافي وحضره نخبة من مثقفي البلدة ومن القراء والمهتمين وغطته وسائل إعلام محلية وعراقية، وتم في الحفل تكريمي ومنحي (درع مقهى دوقشاشي) والتي تعني (الغصن) باللغة السريانية.



#جورج_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا لهذا الاحتفاء المُبهر
- (ذاكرة يد).. مدخلٌ إلى جحيم أقبية الموت
- عروض التعازي طقوس درامية
- حوار لم يُنشر مع شيركو بيكه س
- لقاء في قم
- بغداد 2003: عندما كشّر الموت أنيابه*
- الفنان الآشوري هانيبال ألخاص كما عرفتهُ
- حكايتان من الجبل: الساقية والبغل
- عن الهجوم الكيمياوي على حلبجة كًلستان*
- مشياً على الأقدام بإتجاه الوطن: من موسكو الى قرية نائية .. ه ...
- هل رفع خيم المتظاهرين تفكيك لإنتفاضة تشرين؟
- حكاية لقائي مع غائب طعمة فرمان وزهير الجزائري في موسكو
- مع مصطفى الكاظمي (ذاك يوم.. وهذا يوم)
- ليس رثاءً.. في رحيل الصديق علي شبيب (أبو بدر)
- ما أوجعنا يا صديقي هشام الهاشمي
- العراق: لماذا العنف ضد المرأة؟
- هل تجيز إيران بيع ألاعضاء ألبشرية؟
- هل تضمد زيارة البابا جراح مسيحيي العراق؟
- العراق... ويسألونني عن هيبتك؟
- هل تصلح العلمانية نظاما لإدارة الحكم؟


المزيد.....




- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جورج منصور - جولة حرة في الموصل.. الطيور الهاربة لم تعد إلى اعشاشها بعد