أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج منصور - حكاية لقائي مع غائب طعمة فرمان وزهير الجزائري في موسكو














المزيد.....

حكاية لقائي مع غائب طعمة فرمان وزهير الجزائري في موسكو


جورج منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6720 - 2020 / 10 / 31 - 03:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ربيع عام 1976 وصل الصديق، الكاتب والروائي زهير الجزائري الى موسكو بدعوة من اتحاد ادباء السوفييت، على ما اتذكر، ونزل في فندق روسيا بالساحة الحمراء. كان يومها من ارقى فنادق المدينة. زرته في الفندق، إذ كنتُ في السنة التحضيرية الأولى أدرس اللغة الروسية وموادا اخرى، تؤهلني للدراسة في احدى الجامعات في موسكو، التي كنت قد وصلتها في ايلول (سبتمبر) عام 1975.
عندما ذهبتُ لزيارة زهير في الفندق، وجدته مرتبكاً وقلقاً، وهو يتحدث مع ادارة الفندق باللغة الانكليزية حول موضوع فقدانه محفظته، وفيها جوازه العراقي ووثائق وبعض النقود. في هذه الاثناء دخل الى باحة الفندق الروائي الكبير غائب طعمة فرمان، وهو في زيارة للقاء الكاتب والروائي زهيرالجزائري القادم من الوطن. وعندما علم غائب بفقدان جواز السفر اتصل حالا بالشرطة المحلية وأخبرهم بتفاصيل الحادث.
في زاوية من باحة الفندق جلسنا، نحن الثلاثة، نتحدث عن موضوع الساعة الأهم، ألا وهو فقدان محفظة زهير وفيها جواز سفره وكل ما يحمله من وثائق ونقود. كان غائب يهدئ من روع زهير ويحاول ان يغير من مزاجه العكر ويمنحه الأمل، في ان اجهزة الشرطة جادة في البحث عن محفظته، ويطمأنه في انها سوف تعثرعليها.
رغم كونه لقائي الأول مع الروائي الكبيرغائب طعمة فرمان (1927- 1990)، بعد ان كنت قد قرأت له وعنه وشاهدت مسرحية (النخلة والجيران) وهي من تأليفه، وما قاله جبرا ابراهيم جبرا عنه: "يكاد غائب طعمة فرمان الكاتب العراقي الوحيد الذي يرّكب أشخاصه واحداثه في رواياته تركيباً حقيقياً"، بيد أنني شعرت بتواضعه الجم وبطيبته ودفئه، وهو يتحدث بلهجة عراقية دارجة، وأحسست بمشاعره الأنسانية وحبه لمساعدة الآخرين.
بادر غائب بالسؤال: ما الذي تنوي دراسته بعد السنة التحضيرية الأولى؟
قلت: كنت انوي دراسة الصحافة، لكن المعهد الذي ادرس فيه الأن هو - كلية الطرق والسيارات والمعروف اختصارا (مادي)، تأسس في عام 1960، ومختص بتهيئة الطلبة للانتقال الى الجامعات في موسكو لدراسة الهندسة بجميع اختصاصاتها.
قال: حسنا تفعل، اكملْ الهندسة، لان المهندس يمكنه ان يكون صحفياً، إلا ان الصحفي لا يمكنه ان يكون مهندساً.
كنتُ يومها، قبل سفري الى موسكو، صحفياً ناشئاً، مراسلا لصحيفة "طريق الشعب" في اربيل، واكتب احياناً في "التأخي" و "ألف باء" و"الراصد" وبعض الصحف والمجلات التي تصدر في العراق. وهناك تعرفت الى زهير الذي جاءنا مرة الى بيتنا في عنكاوا ومكث عندنا يوم أو اكثر. ولهذه الزيارة بحد ذاتها حكاية بطعم آخر، سأكتب عنها في وقت لاحق.
كانت نصيحة غائب طعمة فرمان، في محلها وشجعتني كثيرا على دراستي التخصصية في هندسة تكنولوجيا الطباعة ومزاولتي للصحافة في ذات الوقت.
لم يمض على جلستنا في الفندق اكثر من ساعتين، وإذا بفتاة روسية جميلة ترتدي زي الشرطة، تدخل الى باحة الفندق وتتجه صوبنا. القت بالتحية وسألتْ عن زهير، ثم ناولته محفظته وطلبتْ منه ان يفحصها ليتأكد من سلامة محتوياتها.
من شدة فرحه، احتار زهير، بالطريقة التي يتوجب عليه ان يقدم شكره وامتنانه لهذه الشرطية الشابة، وهو مندهش من السرعة القياسية التي عثرت فيها اجهزة الشرطة في موسكو على محفظته الثمينة.
عندما غادرت الشرطية المهذبة باحة الفندق، شربنا، نحن الثلاثة، نخب اللقاء الجميل والمفقودات التي عثرت عليها الشرطة في موسكو: جواز السفر العراقي والمحفظة والوثائق والمبلغ الذي فيها.



#جورج_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع مصطفى الكاظمي (ذاك يوم.. وهذا يوم)
- ليس رثاءً.. في رحيل الصديق علي شبيب (أبو بدر)
- ما أوجعنا يا صديقي هشام الهاشمي
- العراق: لماذا العنف ضد المرأة؟
- هل تجيز إيران بيع ألاعضاء ألبشرية؟
- هل تضمد زيارة البابا جراح مسيحيي العراق؟
- العراق... ويسألونني عن هيبتك؟
- هل تصلح العلمانية نظاما لإدارة الحكم؟
- العراق: دولة الظل العميقة؟
- العراق: هل نرفع الرايات البيضاء؟
- صفارة إنذار اياد علاوي
- هل علاء مشذوب المغتال الاخير؟
- ايران.. رسالة السيستاني هل وصلت؟
- العراق: رئيس الوزراء والنفخ في قربة مثقوبة
- العراق: هل ضاعت الهوية الوطنية؟
- العراق: 70 جعجعة بلا طحن
- تفاؤل عراقي رغم التركة الثقيلة
- ألعراق... الفرهود الاكبر!
- ألحكومة العراقية: شكرا، الشروط غير متوافرة!
- ألعراق: صراع الديكة!!


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج منصور - حكاية لقائي مع غائب طعمة فرمان وزهير الجزائري في موسكو