أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج منصور - ما أوجعنا يا صديقي هشام الهاشمي














المزيد.....

ما أوجعنا يا صديقي هشام الهاشمي


جورج منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6614 - 2020 / 7 / 9 - 18:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد أثارت عملية اغتيال الصديق هشام الهاشمي، بدم بارد ودون وازع ضمير وأخلاق وأمام منزله ببغداد، على يد عصابة مسلحة مارقة خارجة عن القانون، مساء الإثنين 6 يوليو (تموز) الجاري، عاصفة من الحزن العميق والألم وقوبلت بالتنديد والاستهجان والغضب الشديد، ليس من لدن عائلة الفقيد واصدقاءه الكثر فحسب، بل ان خبر استشهاده نزل كالصاعقة في عموم العراق من أقصاه الى أقصاه وحتى في العديد من دول العالم، وتناولته الصحف ووسائل الاعلام العراقية والعربية والدولية.
ان اغتيال هشام الهاشمي مؤشر مخيف لتزايد العنف في المجتمع وعودة الاغتيالات، وهو ليس الأول من نوعه، فقبله تم اغتيال الصحفي هادي المهدي واحمد عبد الصمد وامجد الدهامات وثائر الطيب وفاهم الطائي وعلي الخفاجي والروائي علاء مشذوب والناشط صفاء السراي وقبل هؤلاء وبعدهم اغتيلت سعاد العلي ورشا الحسن ورفيف الياسري وتارة فارس. كما قُتل اكثر من 600 متظاهربرصاص القناصين الملثمين.
لا اعتقد ان يكون اغتيال هشام الهاشمي هو الأخير في عراق الدولة العميقة ودولة اللادولة، حيث تعبث الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون والمدعومة من ايران، بمقدرات البلاد وقد اصبح القتل ديدنها ضد كل من يحاول ان ينتقد ولاءها وسلوكها ويطالب بحصر السلاح المنفلت بيد الدولة ودمج فصائل الحشد الشعبي في ألاجهزة الأمنية والعسكرية، بعد ان فشلت التحقيقات الحكومية السابقة، في حالات مشابهة، ولم تسفرعن نتيجة في التوصل الى الجناة، وغالبا ما تم تنسيب الاستهدافات الى "جماعات مسلحة مجهولة".
كان هشام الهاشمي (47عاما) شخصية وطنية شجاعة، وباحث بارز وخبير مرموق في شؤون الجماعات المسلحة والفضاء الأمني، يقدم استشاراته للقوات الأمنية ومراكز الأبحاث المحلية والدولية المرموقة مثل المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) و" مركز السياسات الدولية" وغيرها، ولا يبخل عليها بمعلوماته المتعلقة بسلوكيات واستراتيجيات الحركات الأرهابية، سواء تنظيم داعش أو القاعدة، وكان مختصا في شؤون الجماعات المتطرفة، ومن الناشطين في انتفاضة تشرين الأول (اكتوبر) 2019 التي عمت العاصمة بغداد والعديد من مدن العراق.
ورغم انه شارك في الانتفاضة الشبابية، إلا انه، يوم استشهاده وبجرأته المشهودة، انتقد فئة من الشبيبة قائلا: ان "اكثر الشباب الذين يطبلون للسياسيين الفاسدين هم باحثون عن فتات وبقايا طعام من موائدهم وأموالهم التي سرقها الفاسدون، لا يعرفون شيئا لحظة التطبيل لسلطة الفاسد، فلا ناقة لهم فيها ولا جمل". وبسسب حرصه على مستقبل البلاد والتصاقه بالشعب ووقوفه بوجه الفساد والمفسدين وفضحه للجهات التي لا تريد خير العراق وهي ترتمي في احضان دول اخرى، فقد تعرض الى تهديدات عديدة من التنظيمات المتشددة وطالته اتهامات بالعمالة للأمريكان وسفارات الدول الأجنبية.
ان عملية اغتيال الهاشمي، التي وقعت بعد دقائق من تغريدته عبر حسابه الرسمي على "تويتر" والتي تحدث فيها عن الانقسام اوالمحاصصة التي جاء بها الاحتلال وكيف استبدلت الأحزاب الدينية التنافس الحزبي بالطائفي لضمان مكاسبها من خلال الانقسام، تشكل رسالة تهديد مباشرة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وللحكومة والأجهزة الأمنية ولجهودها الرامية لحل المليشيات المنفلتة والخارجة عن القانون وحصر السلاح بيد الدولة وقواتها المسلحة، وتضع عملية الاغتيال مصداقية الحكومة على المحك.
كما انها تؤشر بوضوح الى زيادة التوتر القائم بين اجهزة الحكومة الأمنية والفصائل المسلحة التابعة الى ايران والممولة من بعض مؤسساتها، وتشكل تهديدا للكلمة الحرة والصادقة والشجاعة، وتعطي انذارا لكل وطني شريف يطالب ويسعى لإسترجاع هيبة الدولة واحترام الهوية الوطنية ومعاقبة الفاسدين والعمل على فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وتؤكد على عجز الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في تأمين وضمان أمن وسلامة المواطنين.
ترى هل ان حكومة مصطفى الكاظمي قادرة على تحقيق العدالة والقصاص من القتلة والمجرمين، أم ان جريمة اغتيال هشام الهاشمي سوف تسجل ضد مجهول، وتُبقي الباب مفتوحا على مصراعيه والمجال واسعا امام اغتيالات قادمة، وفي المحصلة يفلت الجناة من العقاب العادل؟.
آه يا عرق، ما اوجعنا وانت تدفن أبنك البار هشام الهاشمي. وصدق ألمتنبي حينما قال: وإذا لمْ يكنْ من الموتِ بدٌ، فمن العجز ان تكونَ جبانا.



#جورج_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: لماذا العنف ضد المرأة؟
- هل تجيز إيران بيع ألاعضاء ألبشرية؟
- هل تضمد زيارة البابا جراح مسيحيي العراق؟
- العراق... ويسألونني عن هيبتك؟
- هل تصلح العلمانية نظاما لإدارة الحكم؟
- العراق: دولة الظل العميقة؟
- العراق: هل نرفع الرايات البيضاء؟
- صفارة إنذار اياد علاوي
- هل علاء مشذوب المغتال الاخير؟
- ايران.. رسالة السيستاني هل وصلت؟
- العراق: رئيس الوزراء والنفخ في قربة مثقوبة
- العراق: هل ضاعت الهوية الوطنية؟
- العراق: 70 جعجعة بلا طحن
- تفاؤل عراقي رغم التركة الثقيلة
- ألعراق... الفرهود الاكبر!
- ألحكومة العراقية: شكرا، الشروط غير متوافرة!
- ألعراق: صراع الديكة!!
- ألعراق: أما لليل ان ينجلي؟
- العراق: سلمتك بيد الله!!
- العراق: هل من بصيص أمل؟


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج منصور - ما أوجعنا يا صديقي هشام الهاشمي