أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن عجمي - الوجود مجموع كلّ الاحتمالات














المزيد.....

الوجود مجموع كلّ الاحتمالات


حسن عجمي

الحوار المتمدن-العدد: 7638 - 2023 / 6 / 10 - 04:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"ما هو الوجود؟" سؤال فلسفي و علمي أساسي. فإن تكلّمنا عن أيّ موضوع أو قضية نكون حينها قد سلّمنا مُسبَقاً بوجود الموضوع أو القضية. من هنا، مفهوم الوجود هو الأساس للبدء في التفكير والاستنتاج والتصديق ما يجعله يمتلك الدور الجوهري في صياغة الفكر الفلسفي والعلمي. ولكنه مفهوم غامض وبذلك يحتاج إلى تحليل فلسفي منسجم مع النظريات العلمية ومبادىء التفكير المنطقي.

إن قلنا إنَّ الوجود هو كل ما يوجد أو الوجود مجموع الموجودات أو أنه الأحداث والظواهر الموجودة نكون حينئذٍ قد عرَّفنا الوجود بالوجود فوقعنا في الدور المرفوض منطقياً كتحليل الماء بالماء لأنَّ مفاهيم "ما يوجد" و "الموجودات" و "الموجودة" ليست سوى مفهوم الوجود و مشتقاته اللغوية. ولكن تحليل الوجود على أنه مجموع كل الاحتمالات يتجنب الوقوع في الدور لأنَّ مفهوم الاحتمال أي المحتمل يختلف عن مفهوم الوجود. من هنا، يكتسب تحليل الوجود على أنه مجموع كل الاحتمالات فضيلة تجنب الوقوع في الدور المرفوض منطقياً ما يعزِّز مقبوليته.

الوجود نظم المعلومات لأنَّ كل الأحداث والقوانين الطبيعية معلومات كمعلومة أنَّ القوة تساوي الكتلة مضروبة رياضياً بالتسارع في قانون نيوتن العلمي. ولكن المعلومات نظم المحتمل لأنَّ المعلومات تُحدِّد ما هو محتمل أن يصدق أو يحدث و ما هو غير محتمل. الآن، بما أنَّ الوجود نظم المعلومات بينما المعلومات نظم المحتمل، إذن الوجود مجموع كل الاحتمالات.

تنجح نظرية أنَّ الوجود مجموع كل الاحتمالات في تفسير لماذا الجُسيم كالإلكترون هو جُسيم و موجة في آن رغم أنَّ الجُسيم نقيض الموجة كما وَرَدَ ذلك في نظرية ميكانيكا الكمّ العلمية. فبما أنَّ الوجود مجموع كل الاحتمالات وبذلك كل الاحتمالات المختلفة متحققة في الوجود، و علماً بأنه من المحتمل أن يكون الجُسيم جُسيماً كما من المحتمل أن يكون الجُسيم موجة بدلاً من جُسيم (على ضوء احتمال أن يكون الوجود متكوِّناً من جُسيمات واحتمال أن يكون الوجود متكوِّناً من موجات بدلاً من جُسيمات)، إذن من المتوقع والطبيعي أن يكون الجُسيم جُسيماً و موجة في الوقت عينه. هكذا تفسِّر نظرية أنَّ الوجود مجموع كل الاحتمالات لماذا الجُسيم جُسيم و موجة في آن فتكتسب هذه النظرية مصداقيتها من جراء نجاحها التفسيري.

بكلامٍ آخر، بالنسبة إلى ميكانيكا الكمّ، قطة شرودنغر حية و ميتة في الوقت نفسه لأنَّ احتمال إصابتها بمادة قاتلة يساوي احتمال عدم إصابتها بتلك المادة القاتلة. ولكن من المُستغرَب أن تكون القطة ذاتها حية و ميتة في آن ولذلك تعتبر ميكانيكا الكمّ أنَّ الكون غرائبي حقاً. ضمن هذا السياق لا بدّ من أن نسأل: ما هي الآلية الأساسية التي تؤدي إلى هذه الغرائبية الكونية؟ تكمن هذه الآلية في أنَّ الوجود مجموع كل الاحتمالات. فبما أنَّ الوجود مجموع كل الاحتمالات المختلفة، و من المحتمل أنَّ قطة شرودنغر حية كما من المحتمل أنها ميتة، إذن قطة شرودنغر حية و ميتة في الوقت عينه. هكذا تكتسب نظرية أنَّ الوجود مجموع كل الاحتمالات قدرتها التفسيرية الناجحة ما يدلّ على صدقها.

بالإضافة إلى ذلك، ينجح هذا التحليل للوجود في التعبير عن وجود الأكوان المتوازية ما يجعله متفقاً مع النظريات العلمية التي تستنتج وجود تلك الأكوان كنظرية ميكانيكا الكمّ و نظرية الأوتار العلمية. فبما أنَّ الوجود مجموع كل الاحتمالات بينما تتشكّل الأكوان المتوازية من الاحتمالات المختلفة، إذن الوجود مجموع كل الأكوان المتوازية ما يؤكِّد على وجود تلك الأكوان. هكذا تحليل الوجود على أنه مجموع كل الاحتمالات ينجح في التعبير عن وجود الأكوان المتوازية. و هذه الأكوان المتوازية مختلفة بحقائقها و قوانينها الطبيعية عن بعضها البعض وبذلك تتشكّل من الاحتمالات المختلفة كافة.

أما النظريات العلمية فتختلف وتتعارض فمنها القائلة بأنَّ الكون مجرّد كأن يكون معلومات مجرّدة كما وَرَدَ ذلك لدى الفيزيائي جون ويلر و منها القائلة بأنَّ الكون مادي و منها التي تقول بأنَّ قوانين الطبيعة حتمية كما في فيزياء أينشتاين و منها التي تصرّ على أنَّ قوانين الطبيعة غير حتمية بل احتمالية كما في فيزياء ميكانيكا الكمّ. ولكن هذه النظريات العلمية المختلفة ناجحة في وصف الكون وتفسيره رغم التعارض فيما بينها. بذلك السؤال هو: لماذا تنجح النظريات العلمية في تفسير الكون وظواهره رغم اختلافها وتعارضها؟ فبما أنَّ النظريات العلمية مختلفة، إذن من المفترض أن تنجح نظرية علمية واحدة من بين تلك النظريات المتعارضة. ولكن كلها نظريات ناجحة في وصف الكون وتفسيره رغم تعارضها ما يستدعي تفسير لماذا تنجح هذه النظريات رغم الاختلاف فيما بينها.

يكمن الجواب في أنَّ الوجود مجموع كل الاحتمالات. فبما أنَّ الوجود مجموع كل الاحتمالات المختلفة بينما النظريات العلمية تقدِّم أوصافاً و تفاسير للكون احتمالية الصدق لكونها نظريات متعارضة، إذن من المتوقع أن تكون النظريات العلمية المتنوّعة ناجحة في وصف الكون و تفسيره رغم اختلافها. هكذا تنجح نظرية أنَّ الوجود مجموع كل الاحتمالات في تفسير لماذا تنجح النظريات العلمية رغم الاختلاف فيما بينها. وبذلك تكتسب هذه القدرة التفسيرية الناجحة الدالة على صدقها.



#حسن_عجمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوبر تعددية المعنالوجية
- السوبر تعددية الكونيائية فرضية علمية
- السوبر تعددية المعرفية
- البلاغالوجيا فلسفة البلاغة العلمية والأدبية
- كُن اللا أحد
- العرفانُلوجيا دراسة العرفان علمياً
- البنيالوجيا فلسفة البنية الأدبية
- البنيالوجيا فلسفة البنية العلمية
- العقيدالوجيا دراسة العقائد علمياً
- الفحوالوجيا عِلم المعاني والدلالات
- اللغالوجيا عِلم المعلومات المتوارثة والمُبتكَرة
- العدالة المتعالية
- سيادة السوبر تخلف
- الكونلوجيا التحوّلاتية : عِلم الأكوان المتحوِّلة
- الأنسنالوجيا فن إنتاج الحقوق و المعارف
- الكينونالوجيا فن بناء الهوية و الماهية
- الحريالوجيا فن إنتاج المعتقدات و السلوكيات الإنسانوية
- الحداثالوجيا و ما بعد الحداثالوجيا
- الهويالوجيا فن القرارات الإنسانوية و الشخصية
- الحقيقالوجيا فن الاحتمالات الممكنة


المزيد.....




- وزير الداخلية الفرنسي يزور المغرب لـ-تعميق التعاون- الأمني ب ...
- قطعها بالمنشار قبل دفنها.. تفاصيل جديدة تُكشف عن رجل قتل زوج ...
- فك شفرة بُن إثيوبي يمني يمهد الطريق لمذاق قهوة جديد
- الشرطة الهولندية: عصابات تفجير ماكينات الصرف انتقلت لألمانيا ...
- بعد موجة الانقلابات.. بقاء -إيكواس- مرهون بإصلاحات هيكلية
- هل يحمل فيتامين (د) سر إبطاء شيخوخة الإنسان حقا؟
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في مدينتي أوديسا وتشيرنومورسك ...
- الاحتلال يتحدث عن معارك وجه لوجه وسط غزة ويوسع ممر -نتساريم- ...
- كاتب أميركي: القصة الخفية لعدم شن إسرائيل هجوما كبيرا على إي ...
- روسيا تصد أكبر هجوم بالمسيّرات الأوكرانية منذ اندلاع الحرب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن عجمي - الوجود مجموع كلّ الاحتمالات