أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن عجمي - الكينونالوجيا فن بناء الهوية و الماهية















المزيد.....

الكينونالوجيا فن بناء الهوية و الماهية


حسن عجمي

الحوار المتمدن-العدد: 6998 - 2021 / 8 / 24 - 00:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الكينونالوجيا عِلم الكينونة الذي يدرس الكينونة علمياً من خلال تحليلها على أنها معادلة رياضية قابلة للاختبار. بالنسبة إلى الكينونالوجيا ، الكينونة معادلة رياضية فلسفية و علمية في آن مفادها التالي : الكينونة = قرارات معرفية و أخلاقية + إنتاج المعلومات و تبادلها. لكن القرارات المعرفية و الأخلاقية تُحدِّد الهوية (فمثلاً هوية الفرد تُعرَف من خلال فمُحدَّدة من قِبَل قراراته فسلوكياته التي اتخذها على ضوء قراراته) بينما إنتاج المعلومات و تبادلها يُحدِّدان الماهية (فمثلاً ماهية الشجرة مُحدَّدة من قِبَل ما تنتج و تتبادل من معلومات كإنتاجها لمعلومة أنها مصدر للأوكسجين). من هنا ، الكينونة = الهوية + الماهية.

هذه المعادلة قابلة للاختبار فعلمية لأنه إن وُجِدت كينونة بلا هوية أو بلا ماهية فحينئذٍ هذه المعادلة كاذبة وبذلك من الممكن اختبارها. و لكن لا يوجد موجود فلا توجد كينونة بلا هوية أي بلا قرارات معرفية و أخلاقية (ككينونة الإنسان الذي لا يحيا سوى من خلال قراراته المعرفية و الأخلاقية) أو بلا ماهية أي بلا إنتاج معلومات و تبادلها (ككينونات الظواهر الطبيعية كالأشجار و الزهور التي تنتج معلومات و تتبادلها مع محيطها و ككينونة الإنسان أيضاً الذي يصوغ معلومات و يتبادلها مع محيطه الطبيعي والاجتماعي). لذلك معادلة الكينونة = الهوية (الكامنة في القرارات المعرفية و الأخلاقية ) + الماهية (الكامنة في إنتاج المعلومات و تبادلها ) صادقة.

تنجح معادلة الكينونالوجيا في التمييز بين الكينونات المختلفة التي يمتلكها البشر رغم وحدة كينونتهم في اتخاذ القرارات المعرفية و الأخلاقية و إنتاج المعلومات و تبادلها. فبما أنَّ الكينونة = قرارات معرفية و أخلاقية + إنتاج المعلومات و تبادلها ، و البشر يتخذون قرارات معرفية و أخلاقية مختلفة و ينتجون و يتبادلون معلومات متباينة ، إذن يمتلك البشر كينونات مختلفة و متنوّعة من جراء اتخاذهم لقرارات معرفية و أخلاقية مختلفة و إنتاج و تبادل معلومات متباينة. من هنا ، تنجح معادلة الكينونالوجيا في التمييز بين كينونات البشر ما يمكّنها من اكتساب هذه الفضيلة المعرفية فيشير إلى صدقها.

لكن رغم اختلاف كينونات البشر على النحو السابق ، كل أفراد البشرية يمتلكون كينونة جوهرية واحدة كامنة في اتخاذهم للقرارات المعرفية و الأخلاقية و إنتاج و تبادل المعلومات لأنَّ الكينونة ليست سوى اتخاذ تلك القرارات و إنتاج المعلومات و تبادلها. بكلامٍ آخر ، بما أنَّ الكينونة = قرارات معرفية و أخلاقية + إنتاج المعلومات و تبادلها ، و علماً بأنَّ كل البشر يتخذون تلك القرارات و ينتجون معلومات و يتبادلونها ، إذن كل البشر لديهم كينونة واحدة ألا و هي اتخاذ تلك القرارات وإنتاج المعلومات. هكذا تنجح معادلة الكينونالوجيا أيضاً في التعبير عن وحدة كينونات البشر في كينونة جوهرية واحدة تجمع فيما بينهم رغم اختلاف قراراتهم و معلوماتهم فاختلاف كينوناتهم الظاهرية. و نجاح معادلة الكينونالوجيا في التعبير عن وحدة البشر في كينونة جوهرية واحدة يؤسِّس للإنسانوية القائمة على احترام حقوق جميع أفراد البشرية كحق معاملة الجميع بمساواة و حق كل فرد في أن يكون حرّاً. و هذا لأنه إن كان كل البشر يمتلكون كينونة واحدة فلا بد حينئذٍ من معاملتهم بمساواة كتوزيع الحقوق بمساواة بين جميع أفراد البشرية و إلا ناقضنا أنَّ كل البشر يشكِّلون كينونة واحدة.

من المنطلق نفسه ، تنجح معادلة الكينونالوجيا في التعبير عن وحدة كل الكائنات أي الموجودات و اختلافها في آن. فبما أنَّ الكينونة = قرارات معرفية و أخلاقية + إنتاج المعلومات و تبادلها ، و علماً بأنَّ الكائنات تنتج معلومات مختلفة (كإنتاج الأشجار لمعلومة أنها مصدر للأوكسجين و إنتاج الشمس لمعلومة أنها مصدر للضوء و الطاقة و إنتاج الإنسان لمعلومات حيال تكوّن الكون و ظواهره من خلال ما ينتج من علوم) ، إذن تختلف كينونات الكائنات و الظواهر. لكن بما أنَّ الكينونة = قرارات معرفية و أخلاقية + إنتاج المعلومات و تبادلها ، إذن إنتاج المعلومات و تبادلها = الكينونة ناقص القرارات المعرفية و الأخلاقية ، و بذلك الكينونة الجوهرية كامنة في إنتاج المعلومات و تبادلها. و علماً بأنَّ كل الكائنات مُنتِجة للمعلومات و إلا لم توجد (لفقدانها لأي دور في الوجود) و لم يوجد مبرِّر و لا دليل على وجودها ، إذن كل الكائنات لديها كينونة جوهرية واحدة ألا و هي إنتاج المعلومات و تبادلها. هكذا تنجح معادلة الكينونالوجيا في التعبير عن وحدة كل الكائنات. و نجاح معادلة الكينونالوجيا في التعبير عن وحدة كل الكائنات يؤسِّس للإنسانوية القصوى لأنَّ اعتبار أنَّ كل الكائنات تمتلك كينونة جوهرية واحدة فتشكِّل كائناً جوهرياً واحداً يحتِّم معاملة كل الكائنات بمساواة ما يحتِّم بدوره امتلاكها جمعاء للحقوق ذاتها كحق كل حيوان و نبات في الحياة و حق الأرض في أن تحيا و تزدهر بمواردها الطبيعية.

كما تنجح الكينونالوجيا في التعبير عن إمكانية تطوّر الكينونة و تطويرها. فإن كانت الكينونة = قرارات معرفية و أخلاقية + إنتاج المعلومات و تبادلها ، و علماً بأنه من الممكن دوماً تطوير قراراتنا المعرفية و الأخلاقية و تطوير المعلومات ، إذن من الممكن دائماً تطوير كينوناتنا. هكذا تنجح معادلة الكينونالوجيا في التعبير عن إمكانية تطوير كينوناتنا فتنجح بذلك أيضاً في التعبير عن إمكانية أن نتطوّر. و في هذا النجاح دليل آخر على صدق الكينونالوجيا.

من جهة أخرى ، بما أنَّ الكينونة = قرارات معرفية و أخلاقية + إنتاج المعلومات و تبادلها ، و علماً بأنه نحن مَن نتخذ القرارات المعرفية و الأخلاقية و ننتج معلومات و نتبادلها ، إذن كينونتنا من صنعنا ما يتضمن أننا أحرار في بناء كينوناتنا. هكذا تنجح معادلة الكينونة في التعبير عن أننا أحرار و تضمن لنا الحرية لأنها تجعل كينوناتنا من نتاجنا على ضوء ما نتخذ من قرارات معرفية و أخلاقية. و بذلك تكتسب معادلة الكينونالوجيا هذه الفضيلة الأساسية ما يدلّ على نجاحها فصدقها.

بما أنَّ الكينونالوجيا تقول إنَّ الكينونة = قرارات معرفية و أخلاقية + إنتاج المعلومات و تبادلها وبذلك الكينونة = الهوية (الكامنة في القرارات) + الماهية (الكامنة في إنتاج المعلومات وتبادلها) ، إذن بالنسبة إلى الكينونالوجيا ، الكينونة فن إنتاج الهوية و الماهية. و بذلك كينونتنا كامنة في إنتاج هوياتنا و ماهياتنا ما يتضمن أننا صانعو هوياتنا و ماهياتنا فخالقو كينونتنا وبذلك لسنا سجناء كينونات و هويات و ماهيات مُحدَّدة مُسبَقاً ما يحرِّرنا و يجعل الحرية أساس وجود هوياتنا و ماهياتنا و كينونتنا. فمن دون امتلاكنا للحرية لا نتمكّن من صياغة هويتنا و ماهيتنا فبناء كينونتنا لأنَّ هوياتنا و ماهياتنا و كينونتنا لا تتشكّل سوى من خلال قراراتنا و لا قرار لنا إن لم يكن قراراً حُرّاً و إلا كان مجرّد طاعة بدلاً من قرار. هكذا كينونتنا كامنة في الحرية التي تضمن لنا أن نبني هويتنا و ماهيتنا فتتحقق بذلك كينونتنا الكامنة في الهوية و الماهية في آن.



#حسن_عجمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحريالوجيا فن إنتاج المعتقدات و السلوكيات الإنسانوية
- الحداثالوجيا و ما بعد الحداثالوجيا
- الهويالوجيا فن القرارات الإنسانوية و الشخصية
- الحقيقالوجيا فن الاحتمالات الممكنة
- الحكمالوجيا و المعرفالوجيا
- الفلسفالوجيا و الماهيالوجيا
- المعادلاتية و الحقل المعرفي
- المعادلاتية و تحليل الفلسفة
- العقل الأنترنتي في مواجهة العقل المنطقي
- الفلسفة المعادلاتية والثقافة والهوية
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل العلاقة السببية
- الفلسفة المعادلاتية والقوانين الطبيعية
- الفلسفة المعادلاتية و النظام السياسي المثالي
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل السلام
- تصدق الأكوان
- أنتظر الكلمات..
- اللامساواة سبب الصراعات و الحروب
- اللامساواة سبب الانهيار الاقتصادي
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الحرية
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الجمال


المزيد.....




- أمريكا تعلن عن نشر -قدرات إضافية- في الشرق الأوسط
- الإسرائيليون يهرعون لتخزين الطعام والمؤن تحسبا لأيام صعبة بس ...
- لوس أنجلوس: تفريق الاحتجاجات ضد ترامب بقنابل الصوت والغازات ...
- قمة مجموعة ال7: كارني يحذّر من عالم منقسم وترامب يستذكر الحس ...
- -أكسيوس-: الولايات المتحدة تبلغ حلفاءها أنها لن تنضم إلى الح ...
- هل تتجه إيران وإسرائيل لحرب طويلة الأمد؟
- شاهد.. إسرائيل تدين إغلاق جناحها في -معرض باريس الجوي- على ط ...
- أغلقت جميع مرافقها.. شركة -بازان- الإسرائيلية تعلن مقتل 3 من ...
- ترامب: على الجميع مغادرة طهران على الفور
- +++ هجمات إيران وإسرائيل.. تطورات متلاحقة وتصعيد مستمر+++


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن عجمي - الكينونالوجيا فن بناء الهوية و الماهية