أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عجمي - اللامساواة سبب الصراعات و الحروب














المزيد.....

اللامساواة سبب الصراعات و الحروب


حسن عجمي

الحوار المتمدن-العدد: 6806 - 2021 / 2 / 4 - 23:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العامل الأساسي المُسبِّب للصراعات و الحروب هو اللامساواة. فحين لا يتساوى الناس يتصارعون لكي يتساووا. من هنا ، السبيل الوحيد لإحلال السلام كامن في تحقيق المساواة كالمساواة الاقتصادية والاجتماعية.

التاريخ البشري حافل بالصراعات والحروب. لكن ما سبب ذلك؟ إذا نظرنا إلى التاريخ فسوف نجد أنَّ معظم إن لم تكن كل المجتمعات عانت من اللامساواة كاللامساواة أمام القانون و اللامساواة في الفُرَص بالإضافة إلى اللامساواة الاجتماعية والاقتصادية ما يدلّ على أنَّ العامل المشترك بين كل المجتمعات المُتصِفة بالصراعات والحروب هو فقدانها للمساواة. وبذلك نستنتج بحق بأنَّ فقدان المساواة هو السبب الجوهري لنشوء الصراعات و الحروب المتكرّرة عبر التاريخ.

هذا يُفسِّر أيضاً لماذا معاهدات السلام تُخرَق على الدوام و ذلك بسبب الاتفاق على إحلال السلام بلا تحقيق المساواة بين الجميع. فبما أنَّ اللامساواة سبب الحروب والصراعات ، إذن من المتوقع أن تفشل اتفاقيات السلام في حال عدم تحقيق المساواة كالمساواة الاجتماعية والاقتصادية بين جميع الأفراد. و لم تتحقق المساواة الحقيقية عبر التاريخ و لذا فشلت و تفشل اتفاقيات السلام و تَسُود الصراعات والحروب.

المساواة و الحرية تشكّلان كينونة واحدة لا تتجزأ. فالذين لا يتساوون مع الآخرين اجتماعياً واقتصادياً فتكون مواردهم أقل من الآخرين يصبحون سجناء قِلة ما يملكون فيخسرون الحرية في التصرّف كيفما يريدون. وبذلك ما يصدق على غياب المساواة يصدق أيضاً على غياب الحريات. و حين تغيب المساواة والحريات تثور الشعوب على دولها و الدول الداعمة لدولها فتولد الصراعات والحروب و تولد أعمال العنف والإرهاب كوسائل لإستعادة الحقوق و إن كانت ليست بوسائل إنسانوية. وبذلك أصل العنف والإرهاب والصراع والحروب كامن في غياب المساواة والحريات ولذلك خير علاج للصراع والعنف والإرهاب قائم على سيادة الحريات والمساواة.

كما أنَّ اللامساواة بين الدول كعدم المساواة في حقوقها و سماع مطالبها و تنفيذ مصالحها من قِبَل الدول الأخرى تؤدي إلى الصراع بين تلك الدول لكي تستعيد الدول حقوقها المفقودة ما يُؤسِّس لنشوء العنف والإرهاب والحروب. من هنا أيضاً ، اللامساواة مصدر أعمال العنف والإرهاب. كل هذا يرينا أنَّ السلام كقيمة إنسانية عليا نتيجة سيادة المساواة والحرية و أنَّ الحضارة الحقة و الحقيقية القائمة على السلام نتيجة الحريات والمساواة. لا حضارة بلا سلام و لا سلام بلا عدالة متمثلة بالمساواة والحرية.

يمتلك هذا النموذج الفكري قدرة تفسيرية ناجحة ما يؤكِّد على صدقه. فمن خلال هذا النموذج الفكري ننجح في تفسير لماذا بعض المناطق الجغرافية كالشرق الأوسط و أفريقيا تعاني من الصراعات والحروب الدائمة بينما في مناطق جغرافية أخرى كأوروبا و شمال أمريكا قلّت فيها الحروب والصراعات مؤخراً. فبما أنَّ غياب المساواة والحريات يُسبِّب الحروب والصراعات ، و علماً بأنَّ بلدان أفريقيا والشرق الأوسط خالية من المساواة والحريات أو المساواة والحريات قليلة الحضور فيها ، إذن من المتوقع أن تنشأ الصراعات والحروب في الشرق الأوسط وأفريقيا و أن تتكرّر باستمرار لغياب المساواة والحرية. أما في أوروبا وشمال أمريكا فالمساواة والحريات حاضرة بقوة في الفترات الأخيرة من تاريخها ما يُسبِّب الاستقرار و يمنع سيادة الصراعات والحروب فيها. هكذا غياب أو حضور الحريات والمساواة يُفسِّر بنجاح نشوء الحروب أو عدم نشوئها.

تصارعت الأنظمة السياسية عبر التاريخ كصراع الإمبراطوريات فيما بينها ولكن لم تتصارع الأنظمة الديمقراطية فيما بينها. ينجح النموذج الفكري السابق في تفسير هذه الحقيقة التاريخية. فبما أنَّ فقدان المساواة والحريات سبب الصراعات والحروب ، و علماً بأنَّ الإمبراطوريات خالية من المساواة والحريات بينما الديمقراطيات حاوية على درجات عليا من المساواة والحريات ، إذن من الطبيعي أن تنشأ الصراعات والحروب بين الإمبراطوريات و أن لا تنشأ بين الديمقراطيات. هكذا تنجح نظرية أنَّ إنعدام المساواة والحرية مصدر الحروب والصراع في تفسير انتشار الحروب بين الإمبراطوريات و عدم اقتتال الأنظمة الديمقراطية فيما بينها. و كل هذه النجاحات دلائل صدق النظرية القائلة بأنَّ غياب المساواة والحريات سبب الصراعات والحروب.



#حسن_عجمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللامساواة سبب الانهيار الاقتصادي
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الحرية
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الجمال
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الفن
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الأدب
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل اللغة
- الفلسفة المعادلاتية والأخلاق والعقلانية
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل العِلم
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل المعنى
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الحضارة
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الحقيقة
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الوجود
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل المعرفة
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل العدالة
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الكون
- في مواجهة العقل الكوروني
- الدين قرار إنسانوي مستقبلي
- الله مفهوم إنسانوي
- كلّ عقيدة إرهاب
- الإنسان فن الثورة على المعاني


المزيد.....




- منزل بُني داخل مصنع يولّد طاقته بنفسه.. شاهد كيف يبدو من الد ...
- من منزل عادي إلى فيلا فخمة.. خطوات ديكور لا تتطلب الكثير من ...
- -استجابة لمصر وقطر-.. حماس تعلن تقديم رد جديد على مقترح وقف ...
- في حدث وُصف بالمعجزة.. عودة طائر الكيوي القزم بعد -انقراضه- ...
- شهداء ومصابون باستهداف خيام تؤوي نازحين في غزة
- انتكاسة للطاقة النظيفة.. مشاريع الهيدروجين الأخضر تتعثر عالم ...
- موجة الحر في المحيط الهادي زعزعت النظم البيئية
- عاجل | وكالة إنترفاكس: فقد طائرة ركاب روسية على متنها نحو 50 ...
- تجدد الاشتباكات الحدودية بين تايلند وكمبوديا
- مصير مجهول.. فقدان طائرة ركاب روسية تقل نحو 50 شخصا


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عجمي - اللامساواة سبب الصراعات و الحروب