أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن عجمي - الفلسفة المعادلاتية و تحليل السلام















المزيد.....

الفلسفة المعادلاتية و تحليل السلام


حسن عجمي

الحوار المتمدن-العدد: 6834 - 2021 / 3 / 7 - 09:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تُعرِّف الفلسفة المعادلاتية السلام على أنه معادلة رياضية على النحو التالي : السلام = كل المعارف الممكنة × كل السلوكيات الأخلاقية الممكنة. هذا يعني أنَّ السلام يساوي كل المعارف الممكنة مضروبة رياضياً بكل السلوكيات الأخلاقية الممكنة. تمتلك معادلة السلام فضائل عديدة منها ضمان العدالة و التطوّر.

بما أنَّ السلام = كل المعارف الممكنة × كل السلوكيات الأخلاقية الممكنة ، إذن لا بدّ من تحقق كل المعارف الممكنة بالإضافة إلى كل السلوكيات الأخلاقية الممكنة لكي يوجد السلام. وبذلك ، من منظور معادلة السلام ، كل المعارف الممكنة متساوية في قيمتها و مقبوليتها و إن تنوّعت. لكن المعارف الممكنة تساوي كل المعتقدات الممكنة (المنسجمة ذاتياً والحائزة على قدرات وصفية وتفسيرية وتنبؤية كوصف الكون وتفسيره والتنبؤ بظواهره تماماً كالعِلم أو الحائزة على إفادة عملية تضمن البقاء أو إفادة عملية أخلاقية تماماً كالعقائد الدينية أو العقائد الفلسفية الأخلاقية). فكلّ المعتقدات الممكنة هي معارف ممكنة لأنها إذا لم تصدق في عالمنا الواقعي صدقت في الأكوان الممكنة الشبيهة بعالمنا الواقعي أو المختلفة عنه لكونها معتقدات ممكنة فمنسجمة ما يحتِّم صدقها في أكوان ممكنة متنوّعة و إن اختلفت هذه المعتقدات فيما بينها. وبذلك ، بالنسبة إلى معادلة السلام ، كل المعتقدات الممكنة متساوية في قيمتها و مقبوليتها و إن اختلفت لأنَّ السلام = كل المعارف الممكنة × كل السلوكيات الأخلاقية الممكنة بينما المعارف الممكنة تتضمن كل المعتقدات الممكنة ما يحتِّم المساواة بين كل المعتقدات الممكنة. هكذا تتضمن معادلة السلام ضرورة قبول كل معتقدات البشر لكونها معتقدات ممكنة ما يؤدي لا محالة إلى أن لا نتعصب لمعتقدات ضدّ أخرى ما يجعل معادلة السلام تضمن المساواة بين الجميع من خلال المساواة بين معتقداتهم فسلوكياتهم المختلفة فتضمن بذلك قبول كل البشر رغم اختلافهم.

بهذا تتمكّن معادلة السلام من تحقيق سيادة السلام على أساس قبول كل المعتقدات الممكنة فقبول كل البشر رغم اختلاف معتقداتهم وسلوكياتهم. و نجاح معادلة السلام الكامن في قبول كل أفراد البشرية والمساواة فيما بينهم على ضوء قبول كل المعتقدات الممكنة والمساواة فيما بينها دليل على مصداقية معادلة السلام. فمن خلال هذه المعادلة نضمن سيادة السلام لأنه متى نقبل كل المعتقدات الممكنة و نساوي فيما بينها نقبل حينئذٍ كل البشر المختلفين فيما يعتقدون فيتحقق السلام بالفعل.

بما أنَّ معادلة السلام تتضمن قبول كل المعتقدات الممكنة والمساواة فيما بينها رغم اختلافها وبذلك تتضمن المساواة بين جميع البشر المختلفين فيما يعتقدون ، إذن معادلة السلام تتضمن العدالة المتمثلة في المساواة و تضمنها. و في هذا فضيلة كبرى ما يعزِّز مقبولية معادلة السلام. بالإضافة إلى ذلك ، إن لم توجد العدالة المتمثلة بالمساواة والحرية فسوف يستحيل تحقيق كل المعتقدات فالمعارف الممكنة و كل السلوكيات الأخلاقية الممكنة وبذلك سوف يستحيل تحقيق السلام. من هنا ، تستلزم معادلة السلام أن توجد العدالة المتمثلة بالمساواة والحرية و إلا زال السلام فبلا وجود العدالة يستحيل تحقيق السلام. فالحروب و أعمال العنف والإرهاب نتائج غياب العدالة و لذا العدالة ضرورية لتحقيق السلام الحقيقي. و هذا ما تنجح معادلة السلام في التعبير عنه لكونها تستلزم سيادة العدالة من أجل تحقيق السلام ما يدلّ على صدق معادلة السلام و تفوّقها المعرفي و الاجتماعي.

بلا عدالة متمثلة بالمساواة والحرية يستحيل حينئذٍ بناء كل المعتقدات فالمعارف الممكنة كما يستحيل حينها إنتاج كل السلوكيات الأخلاقية الممكنة لأنه بلا حرية و بلا مساواة لا ينجح الفرد في صياغة كل المعتقدات والمعارف والسلوكيات الأخلاقية الممكنة والمتنوّعة والمختلفة عما هو سائد من معتقد أو معرفة أو سلوك أخلاقي بسبب فقدانه للحرية فالقدرة على بناء ما هو مختلف. من هنا ، من الضروري سيادة العدالة لكي يتحقق السلام المتمثل في سيادة واحترام كل المعتقدات والمعارف والسلوكيات الأخلاقية الممكنة فلا سلام بلا تعدّدية ثقافية واحترامها. و بما أنَّ السلام = كل المعارف الممكنة × كل السلوكيات الأخلاقية الممكنة ، و علماً بأنه من المعارف الممكنة معرفة أنه من الضروري وجود العدالة لكي يتحقق السلام و علماً بأنه من السلوكيات الأخلاقية سلوك احترام المساواة بين البشر و سلوك احترام حقوقهم و حرياتهم ، إذن معادلة السلام تتضمن بالضرورة العدالة و تضمنها. هكذا أيضاً تتمكّن معادلة السلام من التعبير عن لزومية العدالة من أجل تحقيق السلام.

إن كان السلام = كل المعارف الممكنة × كل السلوكيات الأخلاقية الممكنة ، و بذلك السلام يتضمن قبول كل المعارف والسلوكيات الأخلاقية الممكنة و إن اختلفت عن معارفنا و سلوكياتنا الأخلاقية ، فحينئذٍ تضمن معادلة السلام عدم التعصب لمعارف و سلوكيات دون أخرى. وبذلك تنجح معادلة السلام في ضمان عدم التعصب لنظام معرفي و سلوكي دون آخر فتضمن بذلك عدم التعصب لمجموعة أفراد دون أخرى متبعة لنظام معرفي وسلوكي معيّن دون آخر. و ضمان معادلة السلام لعدم التعصب دليل على تفوّقها الأخلاقي فمقبوليتها.

إذا كان السلام = كل المعارف الممكنة × كل السلوكيات الأخلاقية الممكنة ، و علماً بأنَّ كل المعارف الممكنة و كل السلوكيات الأخلاقية الممكنة تتضمن معارف وسلوكيات مختلفة عن معارف وسلوكيات الحاضر والماضي (لكونها كل المعارف الممكنة والسلوكيات الأخلاقية الممكنة) ، فحينها تضمن معادلة السلام التحرّر من معارف وسلوكيات الحاضر والماضي من خلال مطالبتها بإنتاج معارف وسلوكيات أخلاقية جديدة في المستقبل لكي يوجد السلام الكامن في كل المعارف والسلوكيات الأخلاقية الممكنة. كل هذا يدلّ على أنَّ معادلة السلام تضمن التحرّر من الماضي والسائد فتضمن التطوّر واستمراريته من خلال مطالبتنا بصياغة معارف وسلوكيات مبتكرة لم نعهدها سابقاً. هكذا تنجح معادلة السلام في ضمان التحرّر والحرية والتطوّر معاً ما يجعلها تكتسب هذا التفوّق الأخلاقي و هذه الفضيلة الأساسية الكامنة في التحرّر من السائد والماضي فضمان الحرية والتطوّر.

بالإضافة إلى ذلك ، بما أنَّ السلام = كل المعارف الممكنة × كل السلوكيات الأخلاقية الممكنة ، و من المعارف المعرفة العلمية بأنَّ كل البشر يمتلكون الجينات البيولوجية نفسها التي على ضوئها يفكّرون ويتصرّفون ويبنون ثقافات متنوّعة ، إذن معادلة السلام تتضمن أنَّ كل البشر يمتلكون الجينات البيولوجية ذاتها. لكن امتلاك الجينات البيولوجية نفسها من قِبَل كل البشر دلالة على وحدة البشر. من هنا ، معادلة السلام تتضمن وحدة البشر التي مفادها أنَّ كل البشر يشكّلون إنساناً واحداً لا يتجزأ ما يستلزم سيادة الإنسانوية الكامنة في احترام حريات و حقوق كل إنسان و معاملة جميع أفراد البشرية بمساواة ما يؤدي لا محالة إلى تحقيق السلام. هكذا معادلة السلام تنجح في التعبير عن الفلسفة الإنسانوية القائمة على مبدأ وحدة البشر و المتضمنة لسيادة السلام. و هذا النجاح دليل على صدق معادلة السلام و تفوّقها الإنسانوي.

كما تربط معادلة السلام بين السلام من جهة و القِيَم والسلوكيات الأخلاقية من جهة أخرى لكونها تعتبر أنَّ السلام = كل المعارف الممكنة × كل السلوكيات الأخلاقية الممكنة. لا سلام بلا قِيَم وسلوكيات أخلاقية لأنها تؤسِّس لإفادة الذات والآخرين واتباع المبادىء الأخلاقية العالمية كأن لا تقتل و لا تسرق ما يُحتِّم بناء السلام الحقيقي. فحين تزول إفادة الذات والآخرين و لا تُتبَع المبادىء والقِيَم الأخلاقية العالمية تَسُود حينئذٍ الاضطرابات والحروب بسبب غياب الإفادة و الإستفادة الاجتماعية والاقتصادية. لذا لا بدّ من تحقيق كل السلوكيات الأخلاقية الممكنة كتلك المتمثلة بإفادة الذات والآخرين واتباع المبادىء والقِيَم العالمية لكي يوجد السلام. و هذا ما تنجح معادلة السلام في التعبير عنه لأنها تؤكِّد على أنَّ السلام = كل المعارف الممكنة × كل السلوكيات الأخلاقية الممكنة.

بما أنَّ الأخلاق هي كل السلوكيات العقلانية الممكنة وبذلك الأخلاق كامنة في إفادة الذات والآخرين واتباع المبادىء والقِيَم العالمية (لأنَّ بإفادة الذات والآخرين واتباع المبادىء والقِيَم العالمية نحصل على العقلانية القائمة على تحقيق الإفادة العملية الكبرى) ، و علماً بأنَّ السلام = كل المعارف الممكنة × كل السلوكيات الأخلاقية الممكنة ، إذن السلام يتضمن ممارسة العقلانية المطابقة للأخلاق والكامنة في إفادة الذات والآخرين واتباع المبادىء والقِيَم العالمية. هكذا تنجح معادلة السلام في التعبير عن ضرورة اتباع العقلانية والمبادىء والقِيَم العالمية و ضرورة تحقيق إفادة الذات والآخرين لكي يوجد السلام و يَسُود. وبذلك تكتسب معادلة السلام هذه الفضيلة الجوهرية الكامنة في أنه يستحيل وجود السلام بلا سيادة العقلانية والأخلاق الهادفة إلى إفادة الذات والآخرين والمعتمدة على القِيَم العالمية المقبولة من قِبَل الجميع كأن لا تقتل و لا تسرق. فبلا اتباع القرارات العقلانية والمبادىء الأخلاقية جمعاء تتضاءل فُرَص إفادة كل فرد ومجتمع فتنشأ الصراعات والحروب من جراء غياب ما هو مفيد لكل فرد و مجتمع. لذلك لا بدّ من أن تَسُود العقلانية والأخلاق لكي يتحقق السلام تماماً كما تقول معادلة السلام بفضل تحليلها للسلام من خلال كل المعارف الممكنة و كل السلوكيات الأخلاقية الممكنة المتضمنة لكل السلوكيات العقلانية الممكنة.

من السلوكيات الأخلاقية صياغة المعارف والعلوم والفنون و بناء العدالة لأنَّ بالمعارف والعلوم والفنون والعدالة يتطوّر الإنسان فتتطوّر حضارته و التطوّر سلوك أخلاقي فالذي لا يتطوّر سجين حاضره وماضيه وبذلك هو ضحية عمل لا أخلاقي. بما أنَّ بناء العدالة و صياغة المعارف والعلوم والفنون من السلوكيات الأخلاقية ، و معادلة السلام تتضمن كل السلوكيات الأخلاقية الممكنة ، إذن معادلة السلام تتضمن ضرورة بناء المعارف والعلوم والفنون والعدالة. هكذا تنجح أيضاً معادلة السلام في التعبير عن لزومية صياغة المعارف والعلوم والفنون و سيادة العدالة لكي يتحقق السلام بالفعل ما يؤكِّد مجدَّداً على مصداقية معادلة السلام. فبلا معارف وعلوم وفنون وعدالة يخسر الإنسان إنسانيته الكامنة في أنه العارف و العالِم و خالق الفن و مُنتِج العدالة.



#حسن_عجمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصدق الأكوان
- أنتظر الكلمات..
- اللامساواة سبب الصراعات و الحروب
- اللامساواة سبب الانهيار الاقتصادي
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الحرية
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الجمال
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الفن
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الأدب
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل اللغة
- الفلسفة المعادلاتية والأخلاق والعقلانية
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل العِلم
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل المعنى
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الحضارة
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الحقيقة
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الوجود
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل المعرفة
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل العدالة
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الكون
- في مواجهة العقل الكوروني
- الدين قرار إنسانوي مستقبلي


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن عجمي - الفلسفة المعادلاتية و تحليل السلام