أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - -السباحة من دون أن يظهر الشاطئ-بقلم/مؤمن سمير.مصر














المزيد.....

-السباحة من دون أن يظهر الشاطئ-بقلم/مؤمن سمير.مصر


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 7629 - 2023 / 6 / 1 - 00:27
المحور: الادب والفن
    


في السنين الماضية ظللتُ أنتمي لمفهوم يتبنى مقولة "تراجع الشعر" باعتباره فن العربية الأكبر الذي يجب تتبع مساراته ومؤشر توهجه الصاعد أو الهابط بأكبر قدر من الدقة، وباعتباري شخص عربي اعتاد أن يكون من متعاطي هذا الفن قراءة وكتابة وتمثلاً ومعايشة لمبناه ومعناه وروحه المحلقة صاحبة الأجنحة الملونة بكل الألوان المعروفة وغير المعروفة بالأحرى، كنت أرد هذا التراجع، مع كل الأسى الممكن، إلى تراجع الفنون الراقية كافة وانحدار الذوق الجمعي وانتصار الفنون الاستهلاكية التي هي لسان حال رأسمالية قاسية تسلع الانسان والفن وتجرد كل القيم من معناها وتتمسك بكل ما هو قابل للترويج بغض النظر عن قيمته ومحتواه، وعنوان كبير لشيطنتها التي تحيط باللعبة بأكملها فتخترع السلعة وتوجد أسواقها وتخلق من يعتمدها ويعدها ضرورة لحياته ثم تعود وتقتلها لحساب سلعة أخرى وهكذا.. لكني اليوم صرتُ أقل أسى، ربما بمرور السنوات عليَّ وهدوء الطباع المرافق لهذا المرور، وربما لأني صرتُ أترك نفسي للمراقبة العفوية والاندماج البسيط الذي لايركن كل ثانية للمراقبة والرصد، لهذا اكتشفتُ أن الشِعر في ازدهار كعادته وأن باقي الأشكال الأدبية والفنون الرفيعة في توهج وتنوع وحراك ثقافي وفني حقيقي، كل ما في الأمر أن الحياة حولنا صارت أكثر اتساعاً وتنوعاً وتجدداً بطريقة يعجز معها أي إنسان على أن يقول لنفسه لقد أحطت إلى حدٍ كبير بأمر ما أو على الأقل أنا الخبير الأعظم.. لقد أجبرنا الوضع الحالي للإنسانية على التواضع واليقين بأن القابض على وعيه في ظل دوامة لا نهائية من تدافع الأفكار والديانات والثقافات والفلسفات والفنون والتكنولوجيا والعلاقات المتنوعة كالقابض على الجمر.. لقد تكفلت الثورة الاتصالاتية بجعل كل ما كان غير ممكن ووارد، متاحاً بأبسط الوسائل.. فأنا الآن من موقعي الصغير في مصر أستطيع متابعة منجز الشعراء من كل البلاد والأجيال والثقافات والحركات الشعرية وكذلك باقي الأنواع والأشكال الإبداعية والفكرية بل و المساهمة في ندوات ومؤتمرات ومعارض وممارسة تلاقح الأفكار والمنتجات الإبداعية بشكل أسهل، ربما يجعل هذا الازدحام من الانسان نهماً أكبر للتعامل المستمر مما يجعل الذهن مرهقاً والفرز أكثر صعوبة لكن في النهاية، أصبح الاطمئنان لمقولة من قبيل وفاة أو تراجع أو غياب فن من الفنون في غير محلها.. ونتيجة لهذا الاندياح أصبحنا نمسك بأيدينا وبلا أي توهم، ما يثبت أن الأجيال الشعرية كلها حاضرة، أجيال الكتابة العمودية القديمة وجيل الشباب في هذه القصيدة الذي يجترح قصيدة كلاسيكية جديدة متجاوزة للوعي القديم بحق ثم الأجيال التي تكتب التفعيلة ومازالت تعطي وتنجز في إطارها ناهيك عن قصيدة النثر التي تكتب بشكل كبير ولافت في كل الدول عبر أجيال متعددة وصولاً لأصغر جيل.. هناك مستويات كتابية وحساسيات فنية تبرز الاختلاف بين كل مشروع فني لشاعر ومشروع يخص شاعراً آخر.. ويصدق الأمر بالطبع على كل الأشكال الأدبية فكيف نقول أن هناك تراجعاً.. بالتأكيد لم تكن مقولة "زمن الراوية" التي انتشرت في تسعينيات القرن الماضي، بعد كتاب جابر عصفور الذي كان بنفس الاسم وقبله كتاب "عصر الراوية " للناقد العراقي محسن جاسم الموسوي في منتصف الثمانينيات، موفقة أو دقيقة، حيث لا يمكن لشكل كتابي لمجرد أنه قد ظهر فيه مدارس فنية جديدة كان العصر متجاوباً معها، أن يعني ذلك بالضرورة تراجع شكل كتابي آخر.. لقد أدرك الانسان مبكراً قيمة الجمال الذي يغذي روحه ويرفدها بالطاقة الخلاقة نحو الحياة لهذا زيَّن كهوفه بالرسوم والترانيم وترك دائماً لأذنه مساحة لإدراك الفروق بين الأصوات والإنصات الدافئ لموسيقى الكون، فكيف يسمح الآن بعد أن بلغ كل هذا العمر من الحضارة أن يُغَلِّب شكلاً على آخر أو قيمه جمالية على أخرى بالعكس إنه يوسع الفضاء ليظل الجميع يسبحون حتى ولو لم يظهر الشاطئ في الأفق..



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب الفلسطيني نهاد ابو غوش حول تداعايات العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة وموقف اليسار، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتب الفلسطيني ناجح شاهين حول ارهاب الدولة الاسرائيلية والاوضاع في غزة قبل وبعد 7 اكتوبر، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجيات التشكيل وحالات التماهي والانفصال في ديوان (شَوْك ...
- -قصيدتان في الجيب البعيد- شعر/مؤمن سمير.مصر
- «ريشُ الحكمةِ المُلَوَّن» شعر/مؤمن سمير.مصر
- «خيالٌ من هواء» شعر/مؤمن سمير.مصر
- “ستائرُ العائلة”شعر/مؤمن سمير.مصر
- “شَبَحٌ يثقلُ النظرات”شعر/مؤمن سمير.مصر
- ” نَفْضَةٌ في الرفات”شعر/مؤمن سمير.مصر
- “التخفي في هيئة أقمار”شعر/مؤمن سمير .مصر
- “ضربةُ بركان”شعر/مؤمن سمير.مصر
- “ضربةُ جسد”شعر/ مؤمن سمير.مصر
- «ضربةُ روح»
- “أمورنا المعلقة”
- -منظار الأعياد الذي يُقرِّب الأشياء-بقلم/ مؤمن سمير.مصر
- -نصفُ إنسان- شعر/ مؤمن سمير.مصر
- -خيالٌ عجوز-شعر /مؤمن سمير.مصر
- -ضحكات تحتها دم- شعر/ مؤمن سمير.مصر
- -سَوادٌ بهيج- شعر / مؤمن سمير.مصر
- قراءة في قصيدة من ديوان -ذاكرة بيضاء- لمؤمن سمير بقلم/ ياسمي ...
- «ذاكرة بيضاء».. حين تتيح الشعرية عددًا من التأويلات بمذاق سر ...
- استراتيجيات الأنوثة..قراءة في ديوان -كأنها القيامة- للشاعرة ...


المزيد.....




- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 4 الرابعة مترجمة عبر تر ...
- صانعات الأفلام -العربيات-.. أحكام نمطية مسبقة أيضا في الغرب! ...
- 5قصائد بعنوان (تنويعات على وتر من شغف) الشاعرة أماجده فيالة ...
- 1300 فنان بريطاني يوقعون رسالة تدعو لوقف المجازر في غزة
- -دولة أنشأتها حركة استعمارية-.. الأسس الأخلاقية لإسرائيل بين ...
- رسميا موقع Mlazmna نتائج السادس الاعدادي 2023 الدور الثالث ا ...
- اتفرج دلوقتي حالا على مسلسل عثمان 138 مترجمة عربي مشاهدة الح ...
- “مُترجمة Hd” قناة الفجر مسلسل صلاح الدين ح3// مسلسل صلاح الد ...
- رابط موقع اكوام akwam.to الجديد لمشاهدة وتحميل المسلسلات وال ...
- epedu.gov.iq نتائج السادس الاعدادي 2023 الادبي دور ثالث وزار ...


المزيد.....

- عد إلينا، لترى ما نحن عليه، يا عريس الشهداء... / محمد الحنفي
- ستظل النجوم تهمس في قلبي إلى الأبد / الحسين سليم حسن
- الدكتور ياسر جابر الجمَّال ضمن مؤلف نقدي عن الكتاب الكبير ال ... / ياسر جابر الجمَّال وآخرون
- رواية للفتيان ايتانا الصعود إلى سماء آنو ... / طلال حسن عبد الرحمن
- زمن التعب المزمن / ياسين الغماري
- الساعاتي "صانع الزمن" / ياسين الغماري
- الكاتب الروائى والمسرحى السيد حافظ في عيون كتاب ونقاد وأدباء ... / السيد حافظ
- مسرحية - زوجة الاب - / رياض ممدوح جمال
- الكاتب الروائى والمسرحى السيد حافظ في عيون كتاب ونقاد وأ ... / مجموعة مؤلفين عن أعمال السيد حافظ
- أنهارٌ من زنبق: النهر السادس / دلور ميقري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - -السباحة من دون أن يظهر الشاطئ-بقلم/مؤمن سمير.مصر