أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - «ذاكرة بيضاء».. حين تتيح الشعرية عددًا من التأويلات بمذاق سردى بقلم/ماهر حسن














المزيد.....

«ذاكرة بيضاء».. حين تتيح الشعرية عددًا من التأويلات بمذاق سردى بقلم/ماهر حسن


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 7561 - 2023 / 3 / 25 - 23:14
المحور: الادب والفن
    


بعد أن صدر له في بداية العام 2022ديوان "بعنوان "ببطء كأنه كبرياء" عن دار "الدراويش" في ألمانيا، صدر لشاعر جيل التسعينات الشعري الحداثي مؤمن سمير، ديوان جديد عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بعنوان «ذاكرة بيضاء».. يتكون الديوان من عدد كبير من القصائد يتجاوز السبعين قصيدة، تفاوتت ما بين القصائد الأقرب للطول والأخرى الأقصر التي تتكون من عدد محدود من الأسطر أو الكلمات.. تجمع الكتابة في شكلها الصياغي ما بين القصائد العرضية التي تصير كتلة بحد ذاتها تعتمد السطر الشعري والتي عادة ما يكون قوامها السرد الذي لا يخرج من النفَس الشعري، لتعتبر في حد ذاتها كناية كبيرة تخلت عن المجازات الصغيرة الضخمة.. و القصائد الأخرى التي تتكون من جمل شعرية تظهر لنا تحت بعضها بتراتبها المعتاد.. تمزج قصائد الديوان بين قصائد تعتمد البساطة والتي ربما يتضح دوماً أنها أقرب لشَرَك جمالي منصوب حيث تتيح الشعرية عدداً كبيراً من التأويلات وتفتح أبواباً لمناطق قد تكون مستترة في الوعي، وبين قصائد تنجح في تكون سبيكة مضفورة من المجازات المصاغة بلعب ونزق وجنوح أحياناً وبين جمل تصلح لأن تكون معبراً هادئاً بين ضفاف مشتعلة.. الذاكرة هي مادة الكتاب الأساسية ومفتاحه الفني وسره وتميمته، حيث تصرح الكتابة بهذا في أحيان كثيرة وتحدده وتلفت النظر إليه ثم ما تلبث أن تعتبره متكأ للخروج والنقض في أحيان أخرى حيث أنها دوماً ضد أي يقين قد تحصل في التلقي فغايتها المفترضة دوماً هي السؤال وليست الإجابات أياً ما كانت.. الذاكرة كائن حي بليغ في مكره وفي هداه وهي متحركة كلما تدعي الثبات.. الذاكرة بدنياها الساخنة وتحولاتها و ميتاتها المتكررة وحيواتها الملتبسة ثم شرها وهيمنتها في أحيان تتمدد فيها وتملأ الدنيا بأسرها.. هي العارية الملتفة بالعظام واللحم وتحيا بالحمولات التي تمتح من اصطدام ملامح أخرى بملامحنا التائهة وسط الزحام.. تحمل القصائد ألعاباً وأسئلة واقتراحات شعرية تتقاطع مع النور والظلام ومع النار التي تضئ وربما تحرق وربما تظل سراباً، ومع الخوف والرجاء والتلاشي ومحاولة القبض على آخر لحظات النور المنسحب من العيون التي صارت تشيخ كل لحظة حيت تحاول الشعرية القبض على اللحظات قبل فنائها وفي لحظاتٍ أخرى تكتشف أن السعادة تكمن في تركها تفنى والغناء على قبرها، كأن القسوة وجه آخر ليس غريباً عن السياق الإنساني الموار.. كذلك تتصادق القصائد مع الإشارات واللمعات والهدايا والطلقات التي ترسلها كل لحظة هذه الذاكرة التي لا تعطي نفسها لكل حبيب أو عدو بالكلية ولكن على مهَل يقوم بفتح طرق للوجود وتحولاته الوعيية والنفسية والوجودية.. تتحاور الشعرية إذن مع الممكن والممنوع، السهل المتاح كفخ والعصي على التصور بعد أن انكشفت صعوبة كونه يقيناً.. مؤمن سمير من مواليد 1975 وأصدر قبلا 31 كتابا متنوعا بين الشعر والمسرح والمقالات والنصوص.. ونورد هنا مقاطع من الديوان:
(الدموعُ يا صديقي جملةٌ منسيةٌ في جَيْبِ فنانٍ غامضٍ وشفيف، خطفها مجنونٌ وألقاها فاستقرت في ذلك القلب الذي يحيا على الخوفِ والنسيان.. عباراتٌ مثل هذه تجعلني أعيد النظر في أشيائي القريبة و البعيدة: أليس من الممكن أن تكون أقنعةً لقنابلَ قد تمزق أمي وتحرق صوتي وسجادتي التي اختبأتُ في نقوشها لأنجو من الزلزال؟ أَلا يصح أن تكون يد أبي التي تُحكم الغطاء من حولي وأنا أتظاهر بالنوم هي صاعقة الله الذي مَلَّ من ضجيجنا و بكائنا..؟)
(يبدو أنني أصبحتُ أشبِهُ ذلك العجوز
الذي لا يكترث لقصائد تمرُّ أمام عينيه
ولا يقوم من جِلْسته حتى، ليشُدَّها ويحبسها
في كيسهِ القديم
وكلما حلَّقَت أسراب الطائراتِ، دَبَّ الأرضَ
بمللٍ،
لتصحو قبائلُ النملِ، و تحملهُ
على رأسها وتسير..)
(في زماني الأول، كانت قدرتي على المحبة عجيبةً و مربكة.. كان قلبي يقفزُ جواري ويربت عليَّ ببساطة وشراييني تغني وتنتفخُ و تطير.. كانت عيوني تدور هنا وهناك بحريةِ مَنْ فَرَّ من قيدهِ السميك وكانت الأمور تصل لدرجة أن أشاركَ مَلاكاً غمزاتٍ بلا عدد ونحن نصطادُ من البحيرة.. لكنني الآن
بعدما فتحتُ صندوقَ أبي المدفون تحتَ السرير..
و بعدما نطَقَت الخرساءُ وأخبرتني بكل ما كان..
و أمي التي عادت لكوخها قبل أن تبدأ الدراما،
صرتُ لا أحبُّ شيئاً..
صرتُ حراً
كأنني رشقةُ ضوءٍ جاحدة
لا تكُفُّ عن اختراق الأشياء..)..
* جريدة "المصري اليوم" Pdf عدد يوم الأربعاء 22-03-2023 صفحة 11 "سور الأزبكية".



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجيات الأنوثة..قراءة في ديوان -كأنها القيامة- للشاعرة ...
- «تعقُّل» شعر/مؤمن سمير.مصر
- -هواءُ شُرفتنا الجديد-شعر/مؤمن سمير.مصر
- «غيومٌ على نافذة القطار» شعر/مؤمن سمير.مصر
- “العائدُ من الحرب” شعر/مؤمن سمير.مصر
- -لغز الشيخ- بقلم/مؤمن سمير.مصر
- “حَمَامةٌ لا تنظر خلفها” شعر/مؤمن سمير.مصر
- “الدوران في الغابات و الصحاري” شعر/مؤمن سمير.مصر
- عن مبادرات تقسيط الكتب بقلم مؤمن سمير.مصر
- ( من ألعاب الأسطورة في ديوان -حَيِّزٌ للإثم- لمؤمن سمير) بقل ...
- مؤمن سمير يتناول التدوينات والتنوع الثقافي والمعرفي بقلم/نور ...
- مؤمن سمير:الشّاعرُ في عُزْلَتِه بقلم د. إبراهيم منصور
- «شقوقُ الحكايات» شعر/مؤمن سمير.مصر
- «في تبرير الخوفِ و الخِفَّة» شعر/مؤمن سمير.مصر
- «ملوكُ الصناديق» شعر/مؤمن سمير.مصر
- «قُبَيْل الفضيحة» شعر/مؤمن سمير.مصر
- -حلمٌ غريبٌ عن الناحية- شعر /مؤمن سمير.مصر
- -مأثورات- شعر/مؤمن سمير.مصر
- (يَلفُّ بعيون زائغة) شعر/مؤمن سمير.مصر
- -فَخُّ العائلةِ- شعر/مؤمن سمير.مصر


المزيد.....




- نادي الشعر في اتحاد الأدباء يحتفي بمجموعة من الشعراء
- الفنانة المغربية لالة السعيدي تعرض -المرئي المكشوف- في -دار ...
- -الشوفار-.. كيف يحاول البوق التوراتي إعلان السيادة إسرائيل ع ...
- “المؤسس يواصل الحرب”.. موعد مسلسل قيامة عثمان الموسم السادس ...
- المسرح الجزائري.. رحلة تاريخية تجمع الفن والهوية
- بفعاليات ثقافية متنوعة.. مهرجان -كتارا- للرواية العربية ينطل ...
- حديقة مستوحاة من لوحة -ليلة النجوم- لفان غوخ في البوسنة
- عودة الأفلام الرومانسية إلى السينما المصرية بـ6 أعمال دفعة و ...
- عائلات وأصدقاء ضحايا هجوم مهرجان نوفا الموسيقي يجتمعون لإحيا ...
- كيف شق أمريكي طريقه لتعليم اللغة الإنجليزية لسكان جزيرة في إ ...


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - «ذاكرة بيضاء».. حين تتيح الشعرية عددًا من التأويلات بمذاق سردى بقلم/ماهر حسن