أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم فنجان الحمامي - رسائل التخاطر الروحي بين أهلنا














المزيد.....

رسائل التخاطر الروحي بين أهلنا


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7629 - 2023 / 6 / 1 - 00:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ظل الاتصال الذهني والتخاطر الروحي بين أهلنا وبخاصة عند النساء يمثل الوسيلة الموروثة للتواصل مع ذويهن مهما بعدت المسافات بين المناطق النائية في الريف أو في البادية، وفي الهور والجبل. .
كنت أرى والدتي رحمها الله حين تنتابها فجأة مشاعر الحزن والألم، أراها تتصرف وكأنها تلقت رسالة من ذويها الذين تقطعت بهم السبل وتعذرت عليهم الأسباب، فتنزوي في ركن هادئ من البيت، أو تعتكف تحت ظل شجرة، أو تجلس فوق ربوة خارج الدار، ثم تولي وجهها صوب ديار أهلها، وتطلق العنان لعويل يبكي الصخر، بترنيمة مشحونة بالنواح والنحيب والمناجاة بصوتها الشجي. كانت تبعث الرسالة نفسها كلما شعرت بلوعة الفراق، فتقول:
من صار الوداع - مدري اشگلت من صار الوداع
شالو بساع - اهلنا اتركونه وشالو بساع
لا تگول أهلنا موش غيّاب. . .
فقد كانت رسائل المناجاة ينقلها بريد الروح عبر المفاوز البعيد، ومازلنا نسمع رسالة مالك بن الريب إلى أهل الغضى، في مناشدته الاخيرة لأمه وهو يرثي نفسه، بعاطفة مؤثرة تنثر الحزن والحسرة بين ثنايا مفردات مرثيته:
وبالرمل منا نسوةٌ لو شهدنني
بكين وفدّين الطبيب المداويا
فمنهن أمي وابنتاي وخالتي
وباكيةٌ أخرى تهيج البواكيا
وتكررت الرسائل الروحية نفسها على لسان (ابو فراس الحمداني) وهو يودع ابنته من بعيد بقصيدة اختزلت أنين الأسر وصهيل الحرب وزمجرة الشعر، فيقول :
أبُنيتي لا تجزعي
قولي إذا ناديتني وعييت عن رد الجواب
زين الشباب أبو فراس لم يمتع بالشباب
لدينا جميعاً هذه الومضات الروحية في التخاطر والمناجاة، لكن تلك المشاعر الجياشة تمتلك طاقات استثنائية عند اهلنا كلما توغلنا في أعماق الريف، وكلما ذهبنا بعيداً في جوف البادية، واحياناً يضطرون إلى إرسال رسائلهم مع أسراب الطيور المهاجرة، نذكر منها رسالة قيس بن الملوح:
أسرب القطا هل من مُعير جناحه لعلي الى من قد هويت أطير.
وقوله:
بكيت على سرب القطا إذ مررن بي فقلت ومثلي بالبكاء جدير
وأحيانا تكون الرياح هي الواسطة المتاحة لنقل خطاباتهم الروحية، ومنها قول شاعرنا الجميل (زامل سعيد فتاح) بقصيدته المكتوبة باللهجة الدارجة:
مر عليهم يا هوى ومر بينا وشوفهم لو وصلت طارينا
شلونهم ذولاك لو ناسينا
لا ريب انها فطرتَ الله التي فطر الناس عليها. لا تبديل لخلق الله. . .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الصربية الكوسوفية على الأبواب
- كتاب: شريعة حمورابي
- الذكاء الصناعي: آخر المؤتمرات المرتقبة
- الفوز بنسبة 52.14%
- الرابح الثاني في الحرب الاوكرانية
- الرابح الأول في الحرب الاوكرانية
- أحزاب وحدوية مزقت الأمة
- الهويريني: فيلسوف مهاجر إلى الله
- اسلحة لإبادة مجاميع بشرية مستهدفة
- قيم وأعراف مفقودة
- جسور أخفاها الإعلام المُسيس
- من هو أنس خليفكان ؟
- كتاب: أساطير سومرية
- مقاتل العراقيين: برواية محمد السيد محسن
- التلاعب بتصاميم العقال العراقي
- حزب الأسرة الحاكمة
- هل كان السومري أوأنّس من كوكب آخر ؟
- 11 كتابا جديداً عن حضارتنا هذا العام
- هكذا تفكر بغال الحروب
- أطباؤنا وارتباطهم المهني بالأردن !؟!


المزيد.....




- -إذا كنت تحمل سلاحًا فما الخيارات المتاحة أمامي؟-.. شاهد عيا ...
- حفيدة الشيخ مرهج شاهين تحمل مسؤولية وفاته لقوات الحكومة بعد ...
- من وزارة الدفاع الى محيط قصر الرئاسة.. إسرائيل تقصف قلب دمشق ...
- -جزيرة فاضلة؟ استقالة وزيرة العمل في كوبا إثر تصريح قالت فيه ...
- -أموال سهلة لكن الكلفة باهظة-.. إسرائيل تطلق حملة للتحذير من ...
- رئاسة في العراء.. أحمد الشرع بين أزمات الداخل والضربات الإسر ...
- للمرة التاسعة في عامين.. بركان شبه جزيرة ريكيانيس في أيسلندا ...
- روسيا تطلق 400 طائرة مسيّرة على مدن أوكرانية وتوقع إصابات و ...
- مؤسسة غزة الإنسانية تعلن مقتل 20 فلسطينيا جراء التدافع عند م ...
- قضية جيفري إبستين...حين يتنصل ترامب من نظرية مؤامرة متجذرة ف ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم فنجان الحمامي - رسائل التخاطر الروحي بين أهلنا