أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين - العدد 67 من «كراسات ملف»: النكبة في السينما الفلسطينية والعربية















المزيد.....



العدد 67 من «كراسات ملف»: النكبة في السينما الفلسطينية والعربية


الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

الحوار المتمدن-العدد: 7617 - 2023 / 5 / 20 - 12:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


■ صدر العدد 67 من سلسلة «كراسات ملف»، وهو الكراس الثاني من السلسلة، الذي يتناول النكبة الفلسطينية من خلال بعدها الفني والثقافي. فقد صدر العدد 49 من هذه السلسلة، (31/5/2022)، بعنوان« النكبة التي أنتجت أدباً مرموقاً»، وتضمن دراسة أعدها الزميل الباحث سلمان الرشيد حول النكبة في الأدب الفلسطيني. ويتضمن هذا العدد دراسة للكاتب نفسه بعنوان «النكبة في السينما الفلسطينية والعربية»، وفيها يرصد تداعيات النكبة الفلسطينية كما عبرت عنها السينما من خلال قراءة طيف واسع من الأفلام الفلسطينية والعربية، التي كان محور أحداثها وقائع النكبة وأثارها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
يتساءل الباحث الرشيد في بداية هذه الدراسة عما إذا استطاعت الأفلام الفلسطينية والعربية تقديم حكاية النكبة، ورصد آثارها ونتائجها، والتعرّيف بضحاياها.. وهل ارتقت هذه الأفلام إلى مستوى هذا الحدث المؤسس؟.
وفي معرض الإجابة على هذه الأسئلة المفصلية يقدم الباحث عرضاً مكثفاَ لأبرز الأفلام الفلسطينية والعربية مصحوباً بآراء نخبة من النقَّاد الفلسطينيين والعرب.

المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات/«ملف»
15/5/2023


المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات
«ملف»



المحور الثقافي ــ 2


النكبة في السينما الفلسطينية والعربية
سلمان الرشيد
ــ باحث في مركز«ملف» ــ





سلسلة «كراسات ملف»
العدد السابع والستون ـ منتصف أيار(مايو) 2023






















المحتويات

• مقدمة
• تمهيد
1 ــ صفحات من تاريخ السينما الفلسطينية
2 ــ النكبة سينمائياً: الحاضر الغائب
3 ــ أفلام فلسطينية: آثار النكبة وذيولها
4 ــ أفلام عربية: القضية المركزية
5 ــ العودة إلى أصل الحكاية









مقدمة
■ هذا هو الكراس الثاني من سلسلة «كراسات ملف»، الذي يتناول النكبة الفلسطينية من خلال بعدها الفني والثقافي. فقد صدر الكراس الرقم 49 من هذه السلسلة، ( 31/5/2022)، بعنوان« النكبة التي أنتجت أدباً مرموقاً»،وتضمن دراسة أعدها الزميل الباحث سلمان الرشيد حول النكبة في الأدب الفلسطيني. ويتضمن هذا الكراس دراسة للكاتب نفسة بعنوان «النكبة في السينما الفلسطينية والعربية»، وفيها يرصد تداعيات النكبة الفلسطينية كما عبرت عنها السينما من خلال قراءة طيف واسع من الأفلام الفلسطينية والعربية التي كان محور أحداثها وقائع النكبة وأثارها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
ويتساءل الباحث الرشيد في بداية هذه الدراسة عما إذا استطاعت الأفلام الفلسطينية والعربية تقديم حكاية النكبة،ورصد آثارها ونتائجها، والتعرّيف بضحاياها؟ وهل ارتقت هذه الأفلام إلى مستوى هذا الحدث المؤسس؟.
وفي معرض الإجابة على هذه الأسئلة المفصلية يقدم الباحث عرضاً مكثفاَ لأبرز الأفلام الفلسطينية والعربية مصحوباً بآراء نخبة من النقَّاد الفلسطينيين والعرب.

المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات/«ملف»
15/5/2023























النكبة في السينما الفلسطينية والعربية
تمهيد
■ لا يعرف التاريخ العربي المعاصر حدثاً له من الدلالات والمعاني والمفاعيل، ما للنكبة الفلسطينية عام 1948. وليس الفلسطينيون وحدهم من يؤرخون لحياتهم بهذه الواقعة، مقسمين زمنهم بين ما قبل وما بعد.. ما قبل النكبة وما بعدها، بل العرب جميعاً يعتمدون، بشكل أو بآخر، هذا التقويم المشؤوم..
كان حدثاً مزلزلاً، أسقط أوهاماً وأحلاماً ورؤى وطرق نظر إلى العالم، كانت من قبل راسخة مستقرة، بدت وكأنها أبدية.. وبالمقابل فقد أطلق أحلاماً جديدة ومشاريع بديلة، وحفز الكثيرين على السعي إلى تبني رؤى وعادات وطرق نظر.. مختلفة لا تمت بصلة إلى عصر الما قبل.
هكذا، وكأنما دفعة واحدة، خُلق واقع جديد، ونشأت حياة جديدة. دولة غريبة (نسميها كياناً)، بشعب يمت إلى هذه المنطقة بصلة غرائبية، قائمة على تأويل عجيب للتاريخ، وعلى فرض عنيف لنبوءة مستمدة من نص لاهوتي..
أما الشعب الفلسطيني فقد صار خارج مكانه، خارج بياراته وعاداته وتقاليده، وتاريخه الطويل.. خارج أرض لم يعرف سواها ولم تعرف سواه..
ثورات وانقلابات عسكرية، أيديولوجيات صعدت وتسيدت، شعارات رُفعت، مشاريع واعدة انبثقت، رايات خفقت، أحلام ازدهرت، معارك وحروب، انكسارات وخيبات.. كلها وقائع صاغت تاريخنا العربي المعاصر، وكلها، ولنقل من باب التدقيق: معظمها، هي في الحقيقة مجرد آثار.. نتائج.. أعراض لذلك الحدث المؤسس: النكبة.
ونشأت القضية الفلسطينية التي ستغدو بؤرة اهتمام أساسية لهذه البقعة من الأرض، ومع القضية ولدت مفاهيم وشواغل وأولويات وبرامج وأهداف، سوف تغير عميقاً في حياة الناس هنا.. وولد أدب وفن وتأريخ وأغان وموسيقا.. إبداع انشغل بالقضية واشتغل لها.
ولأن القضية الفلسطينية فريدة، ولأن عدوها فريد أيضاً، بتهديده الوجودي وأسلوبه الاستعماري القائم على إحلال شعب مكان شعب، فقد تحمل الأدباء والفنانون الفلسطينيون أعباء كثيرة متنوعة، وتصدوا لوظائف وأدوار عديدة، بعضها لا ينضوي عادة تحت الفهم التقليدي للأدب أو الفن..
ومع ذلك فقد أنتجت القضية إبداعاً مرموقاً، لم يقلل من وهجه وجدته وعمقه، أنه كان يحمل رسالة خاصة: تبني قضية والدفاع عن شعب. بل العكس فإن هاتين المهمتين شكلتا خصوصية وفرادة في تجارب كثيرة.
في الأدب كان هناك: جبرا إبراهيم جبرا، فدوى طوقان، توفيق زياد، إميل حبيبي، محمود درويش، سميح القاسم، مريد البرغوثي.. هؤلاء، وآخرون غيرهم، صاروا رموزاً، ليس في الأدب الفلسطيني فقط، بل وفي الثقافة العربية المعاصرة..
فماذا عن السينما؟ الفن السابع الذي يحتوي إمكانات هائلة، وينطوي على عناصر جذب شديدة الفاعلية والتأثير؟
هل أنتجت القضية الفلسطينية سينما توازي، في عمقها وتطورها وخصوصيتها، ما أنتجته هذه القضية من أدب؟.
هل قدمت الأفلام الفلسطينية والعربية حكاية النكبة، ورصدت آثارها ونتائجها، وعرّفت بضحاياها؟ هل ارتقت هذه الأفلام إلى مستوى هذا الحدث المؤسس؟.
لا شك أن للسينما هويتها وخصوصيتها، إنها فن وصناعة، عمل جماعي يحتاج إلى تمويل وظروف إنتاج، ما تعجز عنه كثير من المجتمعات المستقرة التي لا تعاني من الاحتلال.. ومع ذلك فقد صار لفلسطين سينما، وصار كثير من الفلسطينيين صناع أفلام.. وكذلك فهناك دول عربية تنتج سينما.. ما يجعل السؤال مشروعاً: كيف عالجت هذه السينما حكاية النكبة؟
(1)
صفحات من تاريخ السينما الفلسطينية
■عرفت فلسطين قاعات السينما في وقت مبكر من القرن العشرين، وتكاثرت هذه الدور وتوسعت في ظل الانتداب البريطاني. كان هناك مثلاً «سينما ريكس»، التي افتتحت في القدس في العام 1938، واعتبرت قاعة مميزة ومتطورة وفق مقاييس تلك الحقبة، وواظبت على شراء الأفلام من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. وقد تعرضت القاعة لعدد من الاعتداءات نفذتها منظمات صهيونية، ففي التاسع والعشرين من مايو/أيار عام 1939 زرعت منظمة «إرغون» الصهيونية عبوات متفجرة خلال أحد العروض ما أدى إلى قتل عدد من الجمهور وإصابة آخرين إصابات بليغة. ثم تكرر الاعتداء في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1947، بالتزامن مع ذكرى وعد بلفور، إذ أحرقت المنظمة الصهيونية قاعة السينما، واستهدفت الفارين من داخلها بالرصاص.
وكان هناك أيضاً قاعة «عين دور» التي بدأت بعرض الأفلام عام 1931، واستضافت حفل أم كلثوم حين زارت حيفا في ذلك العام، وفي سنة 1935 افتتحت قاعة «سينما آرمون»، وكانت قاعة كبيرة فاق عدد مقاعدها الألف.
وإلى جانب ذلك، انطلقت تجارب فلسطينية عديدة لصناعة الأفلام، وسمتها البساطة وروح الهواة والرغبة في التجربة، ومع ذلك فقد كانت محاولات واعدة، كان بإمكانها، في ظروف أخرى، أن تتطور وتنمو بسرعة.
في العام 1935 صور إبراهيم حسن سرحان فيلما مدته عشرين دقيقة، وثق فيه زيارة الأمير سعود للقدس ويافا، ولقاءه بمفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني.
كان الفيلم صامتاً، لكن المخرج الشاب الموهوب (25 عاماً) أقدم على حيلة تقنية ذكية إذ وضع أسطوانة مؤثرات موسيقية خلال العرض، فاعتقد الحضور أن الفيلم ناطق.
في فيلم آخر وثق سرحان زيارة أحمد حلمي باشا، عضو الهيئة العربية العليا، إلى فلسطين. ولكن الفيلمين كانا مجرد «بروفة» لما يريد الشاب أن ينجزه حقاً. لقد حلم بصناعة سينما حقيقية، أفلام روائية على غرار الأفلام المستوردة من بلاد السينما المتطورة.
أراد إبراهيم حسن سرحان صناعة فلسطينية للسينما، وهو لا يملك في جيبه سوى 15 جنيها فلسطينياً، ما دفعه إلى نشر إعلان في جريدة «الدفاع» (19 نوفمبر/ تشرين الثاني العام 1944)، تحت عنوان: «إعلان هام حول إخراج أول فيلم سينمائي فلسطيني»، وجاء فيه: «عزمت فرقة الثقافة والفنون بالقدس على إخراج أول فيلم فلسطيني بعون الله، ومؤازرة الشعب العربي الكريم، وترجو لهذه المناسبة من أدباء وكتاب فلسطين الكرام أن يزودوها بروايات من تأليفهم بأقرب فرصة ممكنة، على أن تكون الرواية اجتماعية وفلسطينية الوقائع، غنائية، راقصة».
ويضيف الكاتب بلال المازني، في دراسة موجزة عن السينما الفلسطينية، أن سرحان تمكن «من جمع قرابة ألفي جنيه فلسطيني دفعها أشخاص قرؤوا إعلانه، وتمكن من تأسيس «أستوديو فلسطين»، وصنع طاولة للمونتاج، وجهاز تقطيع الأفلام (مافيولا)، وأخرج فيلماً بعنوان «أحلام تحققت» مدته 45 دقيقة، وبعد أن أسس «شركة الأفلام العربية، فيلماً بعنوان «في ليلة عيد»،.. ويقوم على الحيل السينمائية وأحداث العصابات».
لكن الفيلم لم يُعرض، وذلك بعد خلاف سرحان مع الممول، كما لم ينه سرحان فيلمه الروائي الذي يحمل عنوان «عاصفة في بيت» بسبب كلفته الباهظة. وقد أنتج الشاب الطموح بعض الأفلام الإعلانية القصيرة إلى أن نزح للأردن عام 1948.
وفي عام 1945 قام ثلاثة فلسطينيين بتأسيس «الشركة العربية لإنتاج الأفلام السينمائية»، ومن بين الثلاثة كان أحمد الكيلاني، الذي درس السينما إخراجاً وتصويراً في القاهرة. وفي عام 1946 أخرج صلاح الدين بدرخان أول فيلم روائي فلسطيني بعنوان «أحلام ليلة» الذي عُرض في القدس ويافا وعمان وبلاد أخرى.
وعمل محمد الكيالي، الذي درس السينما في إيطاليا، على إنتاج أفلام قصيرة في الأربعينيات، وبعد عودته من روما تعاون مع مكتب الجامعة العربية الذي كلفه بإنتاج فيلم عن القضية الفلسطينية، لكنه لم ينجز بسبب وقوع النكبة، وفي عام 1969 أنتج فيلماً روائياً طويلاً حمل عنوان «ثلاث عمليات في فلسطين».
في كتابه «السينما الفلسطينية: أرض، صدمة، وذاكرة»، يتحدث جورج خليفة عن تطور صناعة السينما الفلسطينية، مميزاً بين أربع مراحل أساسية: الأولى في فترة الانتداب البريطاني، والثانية تمتد ما بين فترتي النكبة والنكسة (أي ما بين 1948-1967)، وتسمى تلك المرحلة بعصر الصمت، أما المرحلة الثالثة فتمتد بين العامين (1968-1982)، وهي فترة ما يسمى بسينما الثورة الفلسطينية، أما المرحلة الرابعة فهي ما تعيشه السينما الفلسطينية اليوم.
وثمة نقطة مهمة سرعان ما تثار كلما تحدثنا عن السينما وفلسطين، أو فلسطين في السينما، وتتلخص النقطة في سؤال: هل السينما الفلسطينية هي فقط الأفلام التي صنعها فلسطينيون؟ ماذا عن الأفلام العربية، السورية والمصرية والأردنية.. التي تحدثت عن القضية الفلسطينية؟
في ندوة تعود إلى السبعينات، يتحدث المخرج مصطفى أبو علي عن هذه النقطة، مطلقاً السؤال ذاته: هل السينما الفلسطينية هي التي يصنعها فلسطينيون بالضرورة أم هي السينما الملتزمة بالقضية الفلسطينية وليست تلك التي يصنعها المولود فلسطينياً؟ ويجيب بحسم: المسألة هي انتماء أيديولوجي وليست انتماءً لوطن أو جنسية.
(2)
النكبة سينمائياً: الحاضر الغائب
■ رغم الأفلام الفلسطينية الكثيرة التي تناولت القضية الوطنية، ورغم النجاح الكبير الذي حصده بعض هذه الأفلام، ومع المكان التي استطاعت السينما الفلسطينية حجزه عربياً وعالمياً، فإن الكثيرين يأخذون على هذه السينما أنها لم تستطع الارتقاء إلى «حكاية النكبة».
يقول الكاتب والناقد سليم البيك إن الخسارة الكبرى للفلسطينيين كانت في النكبة، أما كل ما تلاها فكان أثراً لها، وامتداداً متواصلاً زمانياً ومتوزعاً مكانياً. ولا يمكن للقصص القصيرة في الأفلام هنا وهناك، أن ترتقي إلى المكانة التأسيسية لهذه الخسارة، عام 1948، في تشكيل عموم المأساة الفلسطينية، وبالتالي هويتها الوطنية والأدبية/الفنية.
ويضيف: «فتجميع القصص القصيرة لا يشكل سردية.. تجميعها، ككولاج، يعطي فكرةً ما عن تاريخ نشاهد، لحظتها، أثره وحسب».
ويتحدث البيك عن الأفلام الفلسطينية التي لم تطرح النكبة (الجذر) كموضوع أساسي لها، بل طرحت قصصها القصيرة (الأثر)، والقاصرة في حالات عدة، المصورة لراهن يعيشه الفلسطينيون، من عنصرية وجدار وحواجز وجيش ومصادرة، وغيرها من آثار الحدث التأسيسي لكل ذلك في تاريخنا المعاصر: النكبة.
ويقول: «جيد أن توجد هذه القصص المتفرقة، بل هي ضرورية لتشكيل صورة راهنة لما هي عليه حال الفلسطيني. لكن ما ينقصنا هو حكاية النكبة، حكايتها هي، العودة إلى الأساس».
ويستهجن الناقد أن تكون «أفلامنا الفلسطينية» بدون حكايات في وقت عاش شعبنا، قبل ثلاثة أجيال، أم الحكايات. «أفلامنا هذه تصور حوادث متتابعة، حالات متوترة، اشتباكات (درامية) لا جهد في ابتكارها، كأن يتسبب به اقتحام جيش الاحتلال لحي أو بيت، وتأتي كلها في سياق راهن هو الاحتلال. جيد إن مر ذلك في السينما الفلسطينية، لا بأس إن واصل مروره، لكن لم يواصل تكرار ذاته في أفلام فلسطينية متلاحقة؟ والأهم، أين حكايتنا الأولى، أين حكاية خسارتنا الأولى؟ أين أم الحكايات الفلسطينية؟».
ويستثني البيك فيلمين تناولا النكبة، هما: «الزمن الباقي» لإيليا سليمان، و«باب الشمس» وهو فيلم عربي، ليسري نصرالله.
ثم يتساءل: الكثير من الأدب الفلسطيني نقــل حكايات من النكبة، أو قصصاً يمكن تصويرها في أفلام (كنفاني وحبيبي وجبرا ونصرالله وخوري…). لم لا تصير أفلاماً؟ لم لا يستفيد صناع الأفلام هؤلاء من تلك الحكايات؟
ويعود إلى التأكيد: «النكبة غائبة سينمائياً، لكن لم يغيبها أحد، غابت حين لم يكترث بها أبناؤها، صناع الأفلام الفلسطينيون، المهتمون، في عمومهم، بقصص يكتبونها بأنفسهم لا قص عالياً ومتقناً فيها، وبأزمنة لهذه القصص تلت النكبة، بل تلتها بكثير، هي راهنهم. كأنهم يتجنبونها قدر الإمكان».
لم وكيف حدث هذا؟
الناجون من النكبة الفلسطينية، يقول الناقد، كانوا مقلين في الحديث عنها، بل تفادوه تماماً، لروع ما عاشوه، لحالة التروما التي مروا بها. أما صناع الأفلام الفلسطينيون فقد أكملوا سيادة الصمت حيال حكايات النكبة، بل «أطبقوا على الصمت بانغماسهم في قصص ومشاهد راهنة ولحظـــية، تلائم أكثر المتلقي الغربي المتشكك (عموماً) من سرديتنا، المراعي لسردية الاحتلال، والمتقبل، بهذه وتلك، لقصة «إنسانية» راهنة لا تضرب عميقاً في سردية الاحتلال، لا تشكك في شرعية وجوده أصلاً، لا تحكي خسارتنا كما كانت، لا تعود إلى الحكاية من أولها، إلى 48».
الناقد اللبناني نديم جرجوره يتبنى رأياً مشابهاً، ملاحظاً أن النكبة غائبة عن الهم الفلسطيني، سينمائياً، في لبنان ودول عربية أخرى. فالأفلام الروائية، المعنية بنكبة الـ48، نادرة. «المصرية منها، مثلاً، مهمومة بالجندي/الفدائي المصري، وبنضاله ومشاعره العاطفية وعلاقته بأهل/سلطة، أكثر من اهتمامها بالفلسطيني، فرداً وجماعة وقضية وأرضاً وتاريخاً وقهراً واحتلالاً صهيونياً».
ويتخذ الناقد اللبناني من الفيلم السوري «الليل»، (إخراج محمد ملص 1992)، مثالاً على هذا الحضور / الغياب. فالنكبة نفسها تمر في «الليل» في سياق استعادة شاب حياة والده المدفون في القنيطرة، معتمداً على ذاكرة والدته. استعادة تتجاوز نكبة الـ48 إلى ما قبلها بأعوام، وتتوقف عندها، كما في لقطات عبور «جيش الإنقاذ» في المدينة، متوجهاً إلى فلسطين.. لكن «الليل» غير محصور بالنكبة وحدها..
على النقيض من ذلك، يستعرض الناقد فيلمين اثنين مقتبسين من رواية «عائد إلى حيفا» (1969) للفلسطيني غسان كنفاني: أولهما (1982) للعراقي قاسم حول بالعنوان نفسه، وثانيهما (1995) للإيراني سيف الله داد بعنوان «المتبقي». وإذا كانت الرواية معقودة على لحظة النكبة، وعلى تداعياتها متنوعة الأشكال والتأثيرات، فإن «الفيلمين يجهدان في ترجمة النص الأدبي إلى صور سينمائية، بحثاً في كيفية تحويل الصورة إلى واقع، وجعل الواقع صوراً حية، تؤرخ، بصرياً، تلك اللحظة وبيئتها وتحولاتها القاسية».
هناك أيضاً فيلم «الزمن الباقي» (2009)، للفلسطيني إيليا سليمان، وفيلم «فرحة» الأردني الذي يشكل نموذجاً لمعنى التناول السينمائي لـ «نكبة الـ48»، وهذا المعنى هو، في رأي الناقد، الذي حرض «متطرفين إسرائيليين صهاينة على بث مزيد من أفعال الحقد والغضب والعنف، اللفظي على الأقل، ضد الرواية الفلسطينية/العربية، أو ضد شيء منها».
لا نستطيع، إذن، الحديث عن غياب، بل الأدق أن نقول: شبه غياب، أو بمعنى آخر: ندرة. وهو رأي يكرره نقاد ومهتمون كثيرون.
ولكن، إذا كان قليل من الأفلام الفلسطينية والعربية قد سرد حكاية النكبة نفسها، فأين ذهب الكثير من هذه الأفلام؟ ما هي الهموم التي عني بها؟ ما جوانب القضية الفلسطينية التي ركز عليها؟ ما الشواغل والتفاصيل والصور والهواجس.. التي جعلها محوراً لمعالجته الفنية؟.
(3)
أفلام فلسطينية: آثار النكبة وذيولها
■ كان من الطبيعي أن تعنى السينما الفلسطينية بالتوثيق، ذلك أن الذاكرة شكلت واحداً من أهم ميادين الصراع، وبالتالي فإن الوثيقة هي من بين أخطر أدوات هذا الصراع.
ولقد لعبت أفلام عديدة دور «حارس الذاكرة»، بل إن فيلماً حمل هذا العنوان تماماً، ذلك هو فيلم المخرجة سوسن قاعود، والذي يروي قصة الشاب طارق البكري الذي انطلق في مهمة جريئة وطموحة: توثيق القرى الفلسطينية المهجرة منذ عام 1948، والتي يصل عددها هذه إلى نحو 500 قرية. حمل البكري كاميرا فوتوغرافية وراح يلتقط الصور. وسرعان ما أخذت المهمة منحى آخر، إذ بدأ الشاب بالتواصل مع بعض اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الفلسطينية وبلدان الشتات، ودار التواصل حول هذه الفكرة الطريفة والمثيرة للأسى في الوقت نفسه: مقارنة الصور القديمة التي في حوزة اللاجئين مع الصور الجديدة التي التقطها البكري لقراهم وبلداتهم في حالها الراهن اليوم.
ويقدم فيلم «خمس كاميرات مكسورة»، الذي حقق شهرة واسعة ووُضع على قائمة ترشيحات الأوسكار عام 2013 كأفضل فيلم وثائقي، حكاية المصور والمخرج عماد برناط، الذي قام خلال سبع سنوات بالتصوير مستخدماً كاميرات متواضعة، وكيف أن هذه الكاميرات قد انكسرت الواحدة تلو الأخرى.
وخلف حكاية المخرج الشخصية ثمة حكاية أخرى، هي التي تحكي نضال أهالي قرية بلعين، شمال رام الله، ضد جدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل، وأظهر الفيلم وسائل الأهالي السلمية والمبتكرة في المقاومة، كما رصد ظاهرة المتضامنين الأجانب مع القضية الفلسطينية.
وثمة فيلم وثائقي بعنوان «اصطياد أشباح»، يوثق حال المعتقلين في مراكز التحقيق الإسرائيلية، مستعرضاً أساليب التعذيب والترهيب التي يتعرضون لها، حتى أنهم يضطرون للاعتراف بأشياء لم يفعلوها.
ويقوم الفيلم على فكرة ذكية، إذ يعلن مخرجه، رائد أندوني، أنه يبحث عن معتقلين فلسطينيين سابقين في أحد مراكز التحقيق الإسرائيلية، يتدفق المتطوعون، ليتم إعادة تمثيل ما عايشوه في مركز التحقيق من تعذيب وحبس انفرادي. وقد فاز الفيلم بجائزة خاصة للفيلم الوثائقي من مهرجان برلين السينمائي الدولي.
أما فيلم «جنين جنين» لمحمد بكري، فيوثق مجزرة جنين عام 2002، متحدثاً عن المواجهة الدامية والملحمية التي خاضها سكان المخيم في تصديهم لجيش الاحتلال، الذي لجأ إلى كل الوسائل التدميرية في محاولة اقتحامه الشرسة، دون أن يتردد في استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين العزل.
وقد أحدث الفيلم أثراً مدوياً، وتعرض لحملة تشويه من الإسرائيليين، حتى أن قراراً صدر بحجبه ومنع عرضه، كما أن جهات إسرائيلية معنية شعرت أنها مضطرة للرد على الفيلم الذي حقق نجاحاً كبيراً للرؤية الفلسطينية، فجاء الفيلم الإسرائيلي «الطريق إلى جنين» الذي شوه الوقائع واختلق تفاصيل زائفة وقلب الأدوار بين الضحية والجلاد..
وفي فيلم «الهدية» للمخرجة فرح نابلسي، نعيش المعاناة اليومية للفلسطينيين مع نقاط تفتيش ومعابر قوات الاحتلال الصهيوني، من خلال رحلة يومية لأب وابنته يقومان فيها شراء هدية وبعض احتياجات المنزل، وبسبب الحواجز الأمنية تتحول الرحلة البسيطة إلى كابوس ثقيل، يكاد الاثنان أن يفقدا حياتهما في خضمه.
ورغم الظروف الاستثنائية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة المحاصر، فقد استطاع أن ينتج أفلاماً تحكي عن واقعه وواقع القضية الفلسطينية برمتها. ففي فيلم «عشر سنين» يلقي المخرج علاء العالول الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، وذلك من خلال حكاية فتاة تناضل بكل السبل من أجل إخراج شقيقها المعتقل من أحد سجون الاحتلال.
خيار المقاومة
تثير العمليات الاستشهادية التي ينفذها شبان فلسطينيون ردود فعل كثيرة متباينة على مستوى العالم. هي، من المنظور الفلسطيني والعربي، عمليات مشروعة تماماً تمليها الممارسات الإسرائيلية الإجرامية، ولكنها تتعرض لتشويه مؤثر من آلة الدعاية الإسرائيلية إذ تصورها على أنها مجرد عمليات إرهابية، فيما يتأرجح الرأي العام العالمي بين هذين المنظورين، بين داعم أو متعاطف أو متفهم من جهة، وبين متشكك أو مستهجن أو رافض.. من جهة ثانية.
يقترب فيلم «الجنة الآن» لهاني أبو أسعد من هذه المنطقة، مصوراً حياة الشبان الفلسطينيين قبيل قيامهم بالعمليات الاستشهادية كرد على ما يحدث في فلسطين من قبل الاحتلال الذي لا يوفر وسيلة في سبيل القضاء على قضية الشعب الفلسطيني وطمس هويته. ويقدم الفيلم تحليلاً معمقاً لدوافع منفذي العمليات الاستشهادية. ولاسيما ذلك الدافع الأكثر بساطة وحسماً في الوقت نفسه: إما أن نموت بصمت وبلا ثمن على يد الاحتلال، أو نموت إثر إقدامنا على فعل مؤثر ذي قيمة..
ولهاني أبو أسعد نفسه مقاربة أخرى لشاغل آخر من شواغل القضية الفلسطينية، ففي فيلمه «عمر»، الذي فاز بجائزة «نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي الدولي،
يرصد الأسباب التي دفعت بعض الفلسطينيين للتعامل مع إسرائيل، مسلطاً الضوء على الممارسات الإسرائيلية القاسية والجهنمية التي تجبر البعض على نوع من التعاون القسري..
وفي فيلمها «عيون الحرامية» تتبنى المخرجة نجوى نجار قصة حقيقية لشاب فلسطيني أقدم، منفرداً، على قنص 11 جندياً إسرائيلياً، مستعرضة دوافع الشاب المستمدة من حياة قاسية، بل مستحيلة، فرضها الاحتلال على الفلسطينيين، وموضحة الخيارات المحدودة الماثلة أمام هؤلاء، ليبرز خيار المقاومة المكلف والصعب، ولكن الضروري.
الالتزام الممتع!
في فيلم «200 متر»، للمخرج أمين نايفة، يقرر البطل أن يقطع جدار الفصل العنصري، ليصل إلى ابنه المريض على الجانب الآخر.. رحلته الشخصية تجسد بذكاء مأساة كل الفلسطينيين التي فاقمها هذا الجدار، والذي قسم الفلسطينيين وحال بينهم وبين أعمالهم ورزقهم وبعض أهلهم. ولكن ليس ثمة مباشرة خطابية هنا، بل حكاية آسرة وحميمة تجمع الخاص والعام، الفرد والوطن.. ليتضح أن المتعة ليست نقيض الالتزام، والجدية لا تحول دون التشويق..
ويطلق إيليا سليمان العنان لخياله في فيلمه «إن شئت كما في السماء»، (نال جائزة خاصة في مهرجان كان 2019). في هذا الفيلم قصة طريفة ومشحونة بالدلالات: فلسطيني سأم من مضايقات الاحتلال فحاول أن يجد له منزلاً آخر في أي مكان في العالم، ليكتشف بعد رحلة قصيرة أن «العالم كله يعاني، العالم كله يذكره بوطنه المحتل».
وفي فيلم سليمان الآخر «يد إلهية»، يبرز هذا المشهد:
شاحنة للجيش الإسرائيلي متوقفة على جانب الطريق، بالقرب منها جندي بكامل عتاده. تقترب سائحة أجنبية من الجندي سائلة إياه أن يرشدها إلى كيفية الوصول إلى كنيسة «القبر المقدس»، وتخبره بأنها تائهة تقريباً، فقد جربت كل الطرق في كل الاتجاهات.. ذهبت من هذا الاتجاه ومن ذاك الاتجاه.. ولكن عبثاً لم تستطع الاستدلال. يمسك الجندي الإسرائيلي بخريطة، يفردها ويتعاون مع السائحة على العثور على الطريق إلى الكنيسة، ولكن يتضح أنهما تائهان في الخريطة أيضاً. ثم يعثر الجندي على الطريقة المثلى: يذهب إلى الشاحنة ويخرج منها معتقلاً فلسطينياً معصوب العينين، ويخبره بسؤال السائحة: «كيف تصل إلى كنيسة القبر المقدس.
يتنفس الفلسطيني بعمق، كأنه يشم رائحة المكان المطلوب، وبعد لحظات فقط يكون قد حدد طريقين اثنين للكنيسة. السائحة تشكر الجندي وتذهب، والجندي يعيد الفلسطيني المعتقل إلى مكانه في الشاحنة!.
مشهد رمزي بالغ الذكاء، يكثف وضعاً تاريخياً وإنسانياً يحتاج شرحه، في مواضع أخرى، إلى الكثير الكثير من الإسهاب.
(4)
أفلام عربية: القضية المركزية
■ في كتابها «القضايا القومية في السينما السورية ـ القطاع العام نموذجاً» ، تستعرض ديانا جبور عدداً من الأفلام السورية التي تناولت القضية الفلسطينية. وكان لافتاً أن يكون فيلم عن هذه القضية هو باكورة إنتاج المؤسسة العامة للسينما، العام 1970، ذلك هو فيلم «رجال تحت الشمس».
والفيلم تجربة فريدة من حيث جمعه ثلاثة أفلام قصيرة، تبدو كلوحات منفصلة ـ متصلة تدور كلها حول فلسطين.
«اللقاء» للمخرج مروان مؤذن هو أول هذه الأفلام، ويروي حكاية فدائي مختبئ في شاحنة يقودها إسرائيلي، ومعه نرويجية تزور البلاد لأول مرة كي ترى والدها، باحث الآثار الذي يعمل في فلسطين. وسرعان ما تجد الفتاة النرويجية نفسها وسط ملابسات قضية لا تعرف عنها شيئاً. يضطر الفدائي إلى قتل الإسرائيلي متخذاً من الفتاة رهينة. وشيئاً فشيئاً، ومن خلال الوقائع والحوار الطويل مع الفدائي، تصل النرويجية إلى الإيمان بعدالة القضية الفلسطينية وتبنيها..
«المخاض» لنبيل المالح هو الفيلم القصير الثاني، ويحكي عن قرية فلسطينية تهاجمها الدبابات الإسرائيلية، وتعمل فيها الخراب، فينجح رجل من أهل القرية بالهروب مع زوجته الحامل، ويأخذها إلى مكان بعيد مهجور، وهناك تضع مولودها وتسلم الروح. يحمل الرجل وليده ويعود في رحلة شاقة وسط حواجز التفتيش والنقاط العسكرية الإسرائيلية، ليصل أخيراً إلى منطقة عازلة مسورة بأسلاك شائكة، فتمتد أيدي الفدائيين الفلسطينيين لتنتشل الطفل ومن ثم والده. في إشارة رمزية واضحة إلى أن الكفاح المسلح يشكل أفق الأمل لجيل الابن، ولجيل الأب أيضاً.
الفيلم الثالث هو «الميلاد» لمحمد شاهين، وفيه مدرس يعيش ضمن منطقة حدودية، مع نأي تام عن الأحداث المحيطة به، ولا سيما الغارات الإسرائيلية المستمرة التي تتعرض لها المنطقة. يعوض المدرس سلبيته (وربما جبنه) بحكايات بطولية من أحلام يقظته، يقصها على تلاميذه. ولكن في لحظة ما يواجه المدرس قدره: يضطر إلى القيام بعملية فدائية نيابة عن أخيه، وينجح بالفعل في إلقاء قنبلة على دورية الاستطلاع الإسرائيلية. فيتبدل حال المدرس تماماً: «يولد البطل ويموت الجبان».
تلاحظ جبور أن الأفلام الثلاثة تجتمع في كونها راعت الأيديولوجية السائدة، فهناك «غنائية متفجعة عن بلادنا الخضراء الجميلة الخالية من التناقضات والعابقة برائحة البيارات».. وهناك البطل الفرد «الكفيل بمواجهة هذا الوباء الداهم»، مع ما يستتبعه ذلك من نتيجة مسيئة «فلا أقل من أن ترد إلى الذهن ملاحظة بديهية من أنه إذا كان القضاء على هذا العدد الشرس ممكناً بقرار وإقدام فرد، فما الذي أعجز شعباً عن دحره»؟!.
ربما هي عثرات البدايات، أو ربما لأن الأيديولوجيا السائدة كانت أقوى من أن تخضع لمراجعة، وسوف يمر وقت طويل قبل موعد مراجعة كهذه.
في العام 1972 أنجزت المؤسسة نفسها فيلمها الروائي الطويل الأول، بتوقيع المخرج خالد حمادة، وكان أيضاً عن القضية الفلسطينية. وهو معالجة سينمائية لرواية غسان كنفاني «ما تبقى لكم».
يقدم الفيلم جانباً من مأساة الشعب الفلسطيني من خلال ثلاث شخصيات أساسية: حامد، مريم، زكريا. حامد الشاب الحالم تصفعه في بداية حياته خيانة أخته مريم مع زكريا، الرجل الحقير المتعاون مع المحتلين.
يغادر حامد بلدته غزة إلى الضفة الغربية عن طريق الصحراء للالتحاق بأمه الموجودة هناك منذ عام 1948. وخلال مسيرته في الصحراء يلتقي بجندي اسرائيلي ضائع وعند هذا اللقاء تأخذ حياته مجرى آخر. وينجح الفيلم بإقامة ربط ذكي وغير مباشر بين المشاكل العائلية الصغيرة والقضايا القومية والإنسانية.
ولعل الفيلم السوري الأكثر شهرة في هذا السياق، هو فيلم «المخدوعون» (1973)، الذي أخرجه المصري توفيق صالح، عن قصة «رجال في الشمس» لغسان كنفاني. هنا رحلة مأساوية لأربعة فلسطينيين يقودها، عبر صحراء جحيمية، أبو الخيزران سائق الصهريج المنكوب بأحداث الـ 48، والذي يعد مواطنيه الثلاثة المختبئين في خزان صهريجه، بإيصالهم إلى الكويت «فيريحهم من حياة اللجوء وقسوة المخيمات». ربما كان أبو الخيزران صادقاً في وعده، لكن ما حصل بالفعل هو أنه قاد الثلاثة إلى حتفهم. فقد توقف طويلاً مع عناصر حرس الحدود، وحديث «الراقصات والليالي الحمراء» أخذ وقتاً أكثر مما يحتمل المختبئون في جحيم الصهريج، ورغم أن أيادي هؤلاء كلت من الدق، إلا أن أبو الخيزران لم يسمع، كما أن أحداً آخر لم يسمع.. لتبقى طرقاتهم حبيسة خزان كتيم معزول عن العالم.
هناك أيضاً الفيلم الذي أخرجه اللبناني برهان علوية عن قصة لعاصم الجندي، وحمل عنوان «كفر قاسم»، ويري الفيلم حكاية المجزرة الرهيبة التي ارتكبها الصهاينة في القرية الفلسطينية عام 1956.
والواقع ان القضية الفلسطينية وظلال النكبة حاضرة في أفلام سورية عديدة، إن لم تكن هي محور الحدث، فهي خلفيته وسياقه العريض.. (الليل، شيء ما يحترق، الترحال..).
ناجي العلي وقصص أخرى
وثمة أفلام مصرية عديدة تحدثت عن القضية الفلسطينية، بينها فيلم «ناجي العلي»، الذي تناول قصة حياة رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهير ناجي العلي (لعب دوره نور الشريف)، وقدم الفيلم واقعة الاغتيال التي تعرض لها في لندن ودخوله العناية المركزة ثم استعراض لتاريخ حياته ومشواره وأبرز مواقفه، الفيلم من تأليف بشير الديك وإخراج عاطف الطيب.
وفيلم «أرض السلام»، والذي تدور أحداثه حول أحمد الفدائي المصري الذي يختفي في قرية فلسطينية، وتتعاون معه سلمى، وهي إحدى فتيات القرية.. والفيلم من تأليف حلمي حليم وعلي الزرقاني، وإخراج كمال الشيخ، وبطولة فاتن حمامة وعمر الشريف.
وإذا كان فيلم «الناصر صلاح الدين» ليوسف شاهين، يتخذ من التاريخ مادة له، إذ يتحدث عن حقبة الحروب الصليبية ونهوض صلاح الدين متصدياً لمهمة توحيد الأمة في مواجهة الغزاة.. فإن الكثيرين يعتبرونه فيلماً عن القضية الفلسطينية. ذلك أن الإسقاطات المعاصرة للفيلم كانت أسطع وأكثر من أن لا تُؤخذ بعين الاعتبار. فلسطين هي هي، والصهاينة هم حملة غازية جديدة، ويعول على الواقع العربي أن ينتج ناصراً جديداً يتولى توحيد الأمة لمجابهة الغزاة الجدد.
أما فيلم «أصحاب ولا بيزنس» لعلي إدريس، فيتناول القضية الفلسطينية من خلال ذهاب المذيع رغماً عنه إلى فلسطين لتغطية الأحداث هناك، فيقابل شاباً فلسطينياً يقوم بعملية استشهادية تغير من مسار حياة البطل ومفهومه عن القضية والحياة كلها.
وثمة فيلم من إنتاج جزائري جسده مصريون، هو «الأقدار الدامية» الذي أخرجه خيري بشارة. ونشاهد كيف أن اللواء حلمي باشا يشارك في حرب فلسطين، وبعد إعلان الهدنة يعود ليكتشف خيانة زوجته له فيموت من الصدمة. وهكذا يتوازى المساران والمصيران، نكبة في العام ونكبة في الخاص.
وإذا كانت مصر وسوريا قدمتا النموذجين الأكثر بروزاً في التعاطي سينمائياً مع القضية الفلسطينية، فإن الأمر لم يقتصر عليهما بالطبع، فثمة أفلام ومساهمات سينمائية من بلدان عربية عديدة.
وعالمياً يبرز، كمثال، فيلم المخرج اليوناني الفرنسي كوستا غافراس «Hanna K» والذي يحكي قصة امرأة يهودية، ابنة اثنين من الناجين من الهولوكست، تعود لإسرائيل وهي مقتنعة بحق اليهود في بناء دولتهم على هذه الأرض، لتكتشف من خلال عملها محامية لأحد المواطنين الفلسطينيين الجانب الآخر من الحكاية، وهي أن دولتهم التي يحاولون بناءها تقام على أنقاض منازل مسروقة من بشر آخرين، من الفلسطينيين.


(5)
العودة إلى أصل الحكاية
■ يعود إيليا سليمان، في فيلمه «الزمن الباقي» (2009)، إلى العام 1948 حيث البداية الفعلية للحكاية الفلسطينية: النكبة، مقدماً سيرة فنية مكثفة للشعب الفلسطيني من خلال سيرة أسرة، أسرته.
أجيال من الأسرة تلخص أطوار القضية الفلسطينية ومحطاتها. فالأب (فؤاد)، من الناصرة، ينخرط في المقاومة ضد العصابات الصهيونية، ويعيش أجواء النكبة بكل ملابساتها، ومن خلال تجربته، ووفق رؤيته، نتعرف على مشاهد متنوعة من تلك المأساة: المواجهات الدامية بين الفلسطينيين والصهاينة، ومطاردة قوات الاحتلال للأهالي، وتجميع المعتقلين في معتقل مرتجل قبل قتلهم. معتقل يلقي مقطعاً من قصيدة «فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى»، قبل أن يطلق رصاصة على نفسه. المشاركة العربية التي تميزت بالحماس والاندفاع، ولكن بالارتجالية كذلك، وهو ما جسده مشهد رجل عراقي يبدو تائهاً في الشوارع يسأل عن الطريق إلى طبريا وعندما يخبرونه أنها تحررت يسأل عن الطريق إلى حيفا!. جنود إسرائيليون يحتلون منازل الفارين ويسطون على محتوياتها، ويقبضون على رجل بتهمة ما فيوسعونه ضرباً قبل أن يرموه من أعلى السور.. بائع الصحف يردد «الوطن» بشيكل و«كل العرب» ببلاش. أحدهم يطلب شراء جريدة «الوطن». البائع يقول له: «ما بقى فيه وطن... لكن كل العرب ببلاش!».
ويمضي الزمن، وتتالى المشاهد ــ المحطات: هزيمة 1967 (النكسة)، وفاة جمال عبد الناصر عام 1970 والأب والأم وفلسطينيون كثر يبكونه.. يبكون الحلم الضائع.. ثم «انتفاضة القدس والأقصى» (المعروفة بالثانية)، وصولاً إلى جدار الفصل العنصري.
ويرصد الفيلم تفاصيل حياة الفلسطينيين الذين تحولوا من أصحاب أرض، شعب، إلى أقلية في دولة أقامها الاحتلال على أنقاض وطنهم. وعانوا في ظلها من الاضطهاد والتمييز العنصري.
تلاحظ الباحثة الفلسطينية آلاء كراجة أن إيليا سليمان قد بحث «في البطولة الجزئية جداً للإنسان، فرسم الشخصية الفلسطينية بتنوعها وغناها، من خلال المواد الثقافية المختلفة (كالموسيقى والمقاطع التلفزيونية والإذاعية)؛ في محاولة لربط هذا الفلسطيني المتشظي بماهية ثقافية عربية راسخة، ومن خلال تبحره في العمق السيكولوجي لشخوصه. وفي غياب البطل، ما يهم سليمان التسجيل والبحث في أبعاد الشخصية الفلسطينية السيكولوجية، مستخدماً الأفراد لبناء الشخصية الجمعية».
الرحيل والعودة
من لحظة النكبة أيضاً، انطلق فيلم «باب الشمس»، لمخرجه المصري يسري نصر الله، والمأخوذ عن رواية الأديب اللبناني إلياس خوري، وقد تم عرضه سينمائياً في عام 2004 على جزأين «باب الشمس: الرحيل»، «باب الشمس: العودة».
يأخذنا الفيلم في رحلة فلسطينية طويلة عبر قصة حب، يرويها مناضل فلسطيني على فراش الموت، ومنه نعرف الحكاية من البداية، من الرحيل والتهجير والحرب، إلى العودة والمقاومة.
يذهب يونس للمقاومة بينما تظل زوجته نهيله متمسكة بالبقاء في قريتها بالجليل. وطوال فترة الخمسينات والستينات يتسلل من لبنان إلى الجليل ليقابل زوجته في مغارة «باب الشمس» وتنجب منه ويعود مرة أخرى لينضم إلى تنظيم المقاومة في لبنان. جسد الأدوار نخبة من الممثلات والممثلين السوريين والعرب، وتم تصويره في سوريا ولبنان، وعده الكثيرون عودةً للأفلام الملحمية التي غابت طويلاً عن السينما العربية.
ويقول الناقد السوري رفيق الصبان: «باب الشمس فيلم نفخر به وكنا ننتظره من سنين طويلة عن قضية حارة هي قضية عمرنا كله وقضية أولادنا من بعدنا، قضية عرف يسري نصر الله كيف يجعلها درة حقيقة على رأس السينما العربية».
أما نادر فرجاني فيقول: «قد هزني في الفيلم (الملحمة)، على وجه الخصوص الدور المركزي للمرأة الفلسطينية الذي نجح المخرج ومجموعة الممثلات المقتدرات في إبرازه بحنكة لا تبارى».
وفي العام 2013 استلهمت مجموعة شبابية فلسطينية اسم الرواية والفيلم، وأنشأت قرية «باب الشمس» رداً على الممارسات الاستيطانية الإسرائيلية الساعية إلى بناء 4000 وحدة استيطانية على أراضي الطور، شرقي القدس. وقد أعجبت الفكرة كاتب الرواية اللبناني إلياس خوري وبعث لهم رسالة يحييهم فيها على الفكرة.
وفي هذا السياق يحضر الفيلم الأردني «فرحة» (2021)، وهو من تأليف وإخراج دارين ج. سلام. يحكي الفيلم تجربة فتاة فلسطينية (فرحة) أثناء النكبة عام 1948، إذ تعيش واحداً من فصول المأساة الفظيعة. لقد خبأها والدها في غرفة صغيرة أثناء اقتحام قريتها، ومن خلال شق في باب الغرفة، تشاهد جنوداً إسرائيليين يقتلون عائلة فلسطينية، بينهم طفلان صغيران ورضيع.
كانت فرحة تحلم بأن تحصل على التعليم في المدينة؛ لأن المدرسة في قريتها للأولاد فقط، وفي والوقت الذي تقترب فيه من تحقيق حلمها، يأتي الاجتياح لقريتها.. محولاً حياتها وحياة أسرتها إلى نكبة متصلة..
وتقول المخرجة دارين سلام عن فيلمها: «النكبة نوعاً ما مهمشة في السينما الغربية ولم يتم الحديث عنها كثيراً.. بالنسبة لي أحسست أن هذا الطرح مختلف في «فرحة»؛ لأننا لا نتكلم عن أحداث أو أمور سياسية بقدر الحديث عن قصة شخصية في رحلة بلوغ لطفلة، وكيف أنها تتحول من طفلة لامرأة في هذه الأيام القليلة بعد اجتياح قريتها من الهاغاناة».
وقد نال الفيلم جائزة أفضل فيلم طويل شبابي في جوائز الأوسكار الآسيوية APSA من بين 78 دولة شاركت في حفل توزيع الدورة الخامسة عشرة من جوائز آسيا والمحيط الهادئ المرموقة، ليكون أول فيلم في تاريخ الأردن يحقق هذه الجائزة..
وشنت إسرائيل حملة دعائية واسعة ضد الفيلم وصناعه، مدعية أنه يزيف التاريخ لتشويه صورة الدولة العبرية!.
إضافة إلى هذه الأفلام الروائية التي عنيت بحكاية النكبة نفسها، كان هناك سلسلة أفلام وثائقية للمخرجة الفلسطينية روان الضامن، من إنتاج شبكة الجزيرة الإعلامية، تتناول القضية الفلسطينية منذ نشأتها عبر أربعة أجزاء: خيوط المؤامرة، سحق الثورة، التطهير العرقي، والنكبة مستمرة.
والفيلم يعتبره كثيرون من أهم الأفلام الوثائقية التي تم إنتاجها عن القضية الفلسطينية. فقد عرض الفيلم في أماكن متعددة من العالم، ونال كثيرا من الجوائز العالمية، كما تمت ترجمته إلى عشر لغات، وقد وصفه المفكر الفلسطيني أنيس الصايغ على أنه «أفضل فيلم وثائقي عن فلسطين».
يستخدم الفيلم مصطلح «التطهير العرقي» عنواناً لجزئه الثالث الذي يعرض تاريخ حدث النكبة، بادئاً بصور للمزارعين اليهود في بيارات البرتقال الاستيطانية، وأيضاً، بمقاطع نادرة مصورة للتدريبات الاحترافية للحركة الصهيونية. تقوم عصابة البلماح، وهي الجناح العسكري لمعسكر اليسار الاسرائيلي، وخصوصاً، ما عرف لاحقاً بحزب العمل، بتهجير أول قرية فلسطينية وعدد سكانها البالغ 1500، وهي قرية «قيسارية»، وعد ذلك بمثابة البدء بعملية تهجير الفلسطينيين بعلمِ بريطانيا التي لم تحرك ساكناً تجاه المذابح الصهيونية في دير ياسين وغيرها من القرى الفلسطينية■

المصادر والمراجع
كتب:
ــ «فلسطين في السينما»، قيس الزبيدي، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2006
ــ «فلسطين في السينما»، وليد شميط وغي هينبل، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2022.
ـــ «القضايا القومية في السينما السورية»، ديانا جبور، منشورات وزارة الثقافة السورية، 2007.
ــ السينما الفلسطينية في القرن العشرين، بشار إبراهيم، سلسلة الفن السابع، 2001.
دراسات ومقالات:
ــ السينما الفلسطينية.. قرن من مقارعة الانتداب والاحتلال والمنفى، بلال المازني، الجزيرة نت،
12/10/2021.
ــ النكبة كموضوع «غير مفضل» في السينما الفلسطينية، سليم البيك، صحيفة المثقف الفلسطيني في فيسبوك،2/9/ 2020.
ـــ سينما النكبة: بعيداً عن صورة الضحية، نديم جرجوره ـ العربي الجديد، 13/12/2022
ــ الجرح النازف، يارا عيسى، الجزيرة نت، 30/1/2020.
ـ أفلام فلسطينية تحكي معاناة شعب ومقاومته، حسام فهمي، إضاءات، 23/05/2021.
ــ عندما يحكي الصمت قصّة شعب، جريدة الأيام، 16/10/2009
ـــ «الزمن الباقي» لإيليا سليمان.. بطل يتأمّل في الشظايا، آلاء كراجة، عرب 48، 5/8/2021



#الجبهة_الديمقراطية_لتحرير_فلسطين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب تحت المجهر
- «تحت المجهر» ... كتاب جديد عن مركز «ملف»
- العدد65 من «كراسات ملف»: كتب تحت المجهر 6
- العدد 64 من «كراسات ملف»: «اتفاقات أبراهام» ومعضلة اندماج إس ...
- (الكلمة الكاملة لفهد سليمان نائب الأمين العام للجبهة الديمقر ...
- العدد 63 من «كراسات ملف»: حكومات «الوحدة الوطنية» في إسرائيل
- بلاغ صادر عن المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- العدد 62 من «كراسات ملف»: التطبيع .. المسار والتداعيات
- العدد 60 من «كراسات ملف» : انتخابات الكنيست الـ20
- التقرير السياسي الصادر عن أعمال دورة اجتماعات المكتب السياسي ...
- موضوعات في الوضع السياسي الراهن
- صدور العدد 58 من «كراسات ملف»
- العدد 57 من «كراسات ملف»: المشروع الوطني الفلسطيني وراهنية ا ...
- العدد 56 من «كراسات ملف»: الاستيطان في قرارات مجلس الأمن
- كتاب جولة أفق سلسلة الطريق الى الاستقلال (43)
- العدد 55 من «كراسات ملف»: « المسألة اليهودية ونشوء الصهيونية ...
- جديد «كراسات ملف»: قراءة في كتاب «بين مشهدين»
- «الأحزاب العربية في إسرائيل» محور العدد 52 من «كراسات ملف»
- العدد 50 من «كراسات ملف»:مقتطفات من كتاب« دولة إسرائيل ضد ال ...
- اتحاد نقابات النرويج ينتصر لفلسطين


المزيد.....




- -عليك الذهاب للمفتي-.. وزير الطاقة السعودي يثير تفاعلا برد ع ...
- السعودية.. جمله قالها محمد بن سلمان لمحمود عباس باللقاء كشفه ...
- من الصين إلى إسبانيا.. زوجا باندا يصلان إلى منزلهما الجديد ف ...
- المتحولون جنسيا يحظون بدعم جديد من إدارة بايدن
- البرهان: لن يحلّ السلام في السودان إلا بعد خروج -الدعم السري ...
- بولندا تنشر قواتها قرب حدود روسيا في إطار مناورات عسكرية مع ...
- يحتوي على كهوف وأنفاق مرعبة.. اكتشاف أعمق ثقب أزرق تحت الماء ...
- تفريق تظاهرة ضد مشروع قانون حول -التأثير الأجنبي- في جورجيا ...
- كريم خان.. الوجه المراوغ للعدالة الدولية
- لماذا محمد بن سلمان ضمن أقوى 5 قادة في العالم؟.. تقرير يثير ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين - العدد 67 من «كراسات ملف»: النكبة في السينما الفلسطينية والعربية