أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - الرسائل الملهمة














المزيد.....

الرسائل الملهمة


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7614 - 2023 / 5 / 17 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


حدث أن سيدة اشترت صندوقاً لحفظ الأدوات والوثائق من محل لبيع الأشياء المستعملة، ولكنها دهشت حين وجدت داخل الصندوق رزمة من الرسائل مربوطة بشريطٍ واحد، وموجهة كلها إلى امرأة بعينها، فحارت ماذا تفعل بشأن هذه الرسائل، وهاتفت أصدقاءها تسألهم النصيحة. لم يكن ممكناً الأخذ بنصيحة إعادتها إلى أصحابها، فصاحب محل الخردة نفسه لا يعرف لمن يعود هذا الصندوق، فيما قالت لها صديقة أخرى: «ماذا يمكن أن تفعلي غير حرقها، احرقيها»، لكن صديقاً آخر مغرماً بجمع الكتب نصح السيدة: «اقرئيها.. بالطبع اقرئيها».

وهذا ما فعلته السيدة بالضبط. قضت يوماً بكامله في قراءة ثلاثمئة وسبع رسائل، هي مجموع ما في الرزمة من أوراق، لتفاجأ بذلك الدفق الهائل من العواطف والمشاعر والتفاصيل بين امرأة ورجل جمع بينهما الحب.

هذه الرسائل موضوع قصة قصيرة للكاتبة الجنوب إفريقية نادين غوريمر، الحائزة على نوبل للآداب عام 1991، واستعدتُ محتوى هذه القصة حين قرأتُ قصة قصيرة، موضوعها الرسائل أيضاً، لإدواردو غاليانو، واردة في مؤلفه «كتاب المعانقات»، تتحدث عن عجوز وحيد يقضي معظم أوقاته على السرير، أشيع عنه أنه كان يخفي كنزاً في منزله. وذات يوم اقتحمت مجموعة من اللصوص المنزل، وبحثوا في كل زواياه حتى وجدوا صندوقاً في القبو، حملوه معهم وحين فتحوه وجدوه مملوءاً بالرسائل.

كانت بدورها، رسائل حب كتلك التي قرأتها المرأة في قصة غوريمر، لكنها من نساء مختلفات عرفهن الرجل في مراحل عمره المختلفة، وكما نصحت صديقة السيدة في قصة غوريمر بحرق الرسائل، فإن اللصوص في قصة غاليانو فكروا أيضاً في حرق الرسائل التي وجدوها في الصندوق الذي سرقوه، لكن بعد التشاور فيما بينهم قرروا إعادتها إلى صاحبها، واحدة تلو الأخرى بمعدل رسالة واحدة كل أسبوع، فبات العجوز ينتظر قدوم ساعي البريد كل اثنين، حيث اعتاد اللصوص إرسال الرسائل فيه، فيهرع نحو الباب لاستلام الرسالة التي يعرف كل ما فيها، حتى كان بالوسع سماع ضربات القلب المجنون لذلك العجوز فرحاً باستلام رسائل من احبّهن وأحببنه من نساء.

الكاتبة التشيلية إيزابيل الليندي قالت إنها معجبة جداً بقصة غاليانو هذه، حسب ما ورد في شهادة لها منشورة في كتاب «شهرزاد أمريكا اللاتينية» الذي أعدّه وترجمه إلى العربية عبدالله الزماي، لأنها، أي الليندي، رأت فيها نموذجاً لتداخل المتخيل مع الواقعي، مشبهة الكتّاب باللصوص «الطيبين» الذين سرقوا صندوق العجوز، «يأخذون شيئاً واقعياً مثل الرسائل، وبحيلة سحرية يحوّلونه إلى شيء جديد تماماً».



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرشد الأمين للبنات والبنين
- المطرودون من التاريخ
- نحو تعليم حرّ ومنفتح
- العودة إلى فؤاد زكريا
- غزو الروبوتات
- عبدالرحمن منيف في عيون مواطنيه
- الضدّان ترامب وبايدن
- سلمى الجيوسي
- الدولار ليس البداية ولا النهاية
- كتابان شقيقان
- زعيم استرالي يقصي تشارلز
- هل هي علامات صحوة أوروبيّة؟
- المعري ودانتي
- ما بعد المركزية الغربيّة
- هندي في لندن.. باكستاني في إدنيره
- لحظة أم حقبة؟
- ذاكرة النّخيل
- بنفسج بيرم وبنفسج مظفر
- فرنسا إلى أين؟
- (عدالة) محلّ شبهة


المزيد.....




- مصر.. شيرين عبد الوهاب تعلن خطوبتها وحسام حبيب يعلّق
- وفاة منتج سينمائي مصري شهير
- -الحرب الكبيرة تصنع شعرا جيدا-.. ناصر رباح شاعر غزي يرد على ...
- الحلقة الجديدة نزلت.. شاهد مسلسل تل الرياح الحلقة 116 مترجمة ...
- هل تجوز السخرية من نتنياهو؟ حرية التعبير في فرنسا على المحك ...
- خاجي يبحث مع الممثل الخاص للأمم المتحدة التطورات في اليمن وغ ...
- - نوال السعداوى .. التمرد المبدع - كتاب جديد اعداد وتحرير من ...
- مسؤول تشادي يشيد بالعلاقات مع موسكو ويتحدث عن أهمية نشر الثق ...
- تسريح مذيع كوميدي شهير من عمله بسبب نكتة عن نتنياهو!
- هل أول أيام العيد حزين على المصريين؟.. توقعات ليلى عبداللطيف ...


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - الرسائل الملهمة