أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - العلم كموضوع فلسفي (الجزء الأول)














المزيد.....

العلم كموضوع فلسفي (الجزء الأول)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7611 - 2023 / 5 / 14 - 03:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ظهر مصطلح فلسفة العلم في القرن التاسع عشر تحت قلم أوغست كونت وأوغستين كورنو. هذه المقاربة الواسة سابقة على الإبستيمولوجيا بمعناها الدقيق ولا زالت ممارستها مستمرة. تسعى فلسفة العلوم إلى تقديم نظرة عامة هن العلم (قيمته، طرق اشتغاله، بالإضافة إلى تطوراته). تهتم بالنظرة إلى العالم التي ينتجها العلم والحكايات القابلة للمشاركة ثقافياً والتي تنتج عنه، بمكانة العلم في المجتمع، بتأثيراته على المجتمع، فضلاً عن المشكلات الأخلاقية التي يولدها ، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
تهتم فلسفة العلوم أيضا بمختلف أشكال المعرفة وتحدد اختلافاتها. من خلال التمييز بين أنواع المعرفة أو اللامعرفة (سوء المعرفة) ومصادرها، تسمح بالحكم النوعي على صحتها، ونتائجها العملية. يمكننا ربطها بتاريخ الأفكار. تجعلفلسفة العلوم من الممكن إدراج المعرفة العلمية ضمن مجموع المعارف وضمن تاريخها. وهكذا يظهر أنها لم تنفصل عنها، بل تشارك في نفس "الإبستيمي" (م. فوكو). والأهم أن فلسفة العلوم تطيل بشكل نقدي وانعكاسي أمد النشاط العلمي وتقوي ديناميته.
اما نظرية المعرفة (بشكل عام) أفهي قدم من ذلك، حيث يعود تاريخها إلى الثورة العلمية في القرن السابع عشر. احتاج الفلاسفة المؤلفون، منذ هذه اللحظة، إلى تمييز وفرز الفلسفة الطبيعية عن اللاهوت. إن نظرية المعرفة تسعى إلى تفكيك الآليات التي تنتج المعرفة، إلى تحديد الافتراضات النظرية والمقتضيات الميتافيزيقية التي تحكم ممارستها. إنها تشكك في الأبعاد الأنطولوجية والميتافيزيقية والأخلاقية التي يكشف عنها أي فعل معرفي. وليس للدراسة النقدية للمعرفة غير العلمية (مبادئ وعمليات هذا الفكر الذي يقدم نفسه على أنه معرفة) اسم محدد، ولكنها موجودة وتجعل من الممكن اقتراح ترسيم الحدود بين الأسطورة والأيديولوجيا والميتافيزيقا والفلسفة والمعرفة التجريبية ، إلخ..
تشكل فلسفة العلوم، تاريخ العلوم، الإبستمولوجيا، الإبستيمولوجيا التاريخية، مجموعة من المعارف التكميلية المتعلقة بالمعرفة العلمية. لكل منها توجهها الخاص وتفرض منهج عمل خاصا بها، ولكن يمكن لدراسة واحدة أن تجمع بين كل هذه الأساليب، بحيث لا يكون التمييز بينها ممكنا دائما.
إلى حد الساعة، لم نتحدث سوى عن اهتمام الفلسفة بالعلم، ولكن كيف يحضر العلم في الفلسفة؟ للقيام بهذه المهمة، سوف نعتمد على ما قاله في هذا الشأن اربعة فلاسفة، وهم اوغست كومت وبرتراند راسل وغاستون باشلار، واخيرا كارل بوبر.
لكن قبل الشروع في تلخيص اقوال الأربعة ذات الصلة، يجدر بنا التذكير بأن فلسفة المعرفة (حيث يحضر اهتمام الفلاسفة بالعلم) تحتل جزء مهما من مجال الفلسفة. لذلك من الضروري أن يكون لدينا معرفة متبصرة بهذا المجال.
١ اوغست كومت (1798-1857) والوضعية
وفقًا لأوغست كونت، هناك ثلاث مراحل للمعرفة تتبع بعضها البعض: المرحلة اللاهوتية، والمرحلة الميتافيزيقية، والمرحلة العلمية. يجب أن يمر العقل بالضرورة من خلال هذه المراحل الثلاث. يسمي كونت المرحلة العلمية ب"الوضعية". تتوافق هذه المراحل مع ثلاث طرق لشرح الظواهر التي يصفها في "خطاب أو مقال في‬ ‫الروح الوضعية.
كان اللاهوت هو الطريقة الأولى لشرح العالم، حتى حدود النظام القديم. بعبارة أخرى، كانت الظواهر الطبيعية، مثل البرق، مرتبطة بالقرارات والسلوكيات الإلهية، مثل غضب الآلهة اليونانية.
تتحدث الميتافيزيقيا عن كيانات مجردة مثل "الروح" و "الطبيعة". إنها تتوافق مع عصر الأنوار. كان فلاسفة العصر الميتافيزيقي يفكرون بطريقة مجردة، ولا سيما حول العلل الأولى، بدلاً من التفكير في القوانين العامة التي تحكم العلاقات المادية. على سبيل المثال، يتخذ روسو، كنقطة انطلاق لتفكيره، مجتمعا ما قبل ثقافي مجردا لتطوير فكرة العقد الاجتماعي.
استبعد كومت المرحلتين الأولى والثانية، اللتين يجب أن تكونا مؤقتتين فقط، بينما المرحلة الوضعية هي الوحيدة التي تقدم نظريات تفسيرية ملمة بالواقع. في المرحلة الوضعية، يتم وضع القوانين التي تنظم العلاقات القائمة بين الكائنات الحية، بناء على ردود الفعل وعلاقات السبب والنتيجة. لا يجب أن نسعى سوى إلى إاكتساب المعرفة العلمية. وبالتالي، لا تنجم عن التخلي عن الميتافيزيقيا خسارة، لأنه بالنسبة لكومت، لا ينبغي لنا أن نسعى لفهم ما لا يمكن فهمه بواسطة العقل.
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ميدانيا وإعلاميا
- التعارض بين العلم والدين حسب برتراند راسل
- جان بول سارتر: لا مجال للاختيار بين الفلسفة الوجودية والمنزع ...
- تفاصيل وافية عن الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة
- الجبهة المغربية تندد بالعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة
- في حوار مع فرانسوا بيغودو: البرجوازية تحبذ دوام النظام القائ ...
- الهيئات الداعمة لساكنة دور الصفيح تنظم ندوة صحفية بمقر الاشت ...
- تدوينات تتوفر فيها وحدة الذات وتعدد الموضوع
- المرشحون للرئاسيات التركية يقدمون رؤيتهم عبر خطابات متلفزة
- لماذا يخاف المرضى من التشافي من معاناتهم النفسية؟
- يا لها من مفارقة.. تثمين حركة الجسد وتهميش حركة الفكر
- نعم للقراءة المستدامة، لا للباشوتاج
- المملكة المتحدة تدخل عصرا جديدا من الملكية مع الملك تشارلز ا ...
- الإيديولوجيا والثورة في فكر كارل ماركس
- الحزب الاستراكي الموحد بتمارة الصخيرات يوجه رسالة مفتوحة إلى ...
- الكاتب الأرجنتيني خوليو كورتاثر أو شي غيفارا الأدب
- كيف يكتسي العقل والروح لونهما تحت تأثير الأفكار؟
- نقد راي نيتشه في الحب والمرأة
- مشروع الأنوار من وجهة نظر تزفتان تودوروف
- بنسليمان: المجلس الجهوي لحزب الشمعة يتضامن مع يوسف بنصباحية ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - العلم كموضوع فلسفي (الجزء الأول)