أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - شهادة بقلم د . ياسر عبد الصاحب البراك -دراسات في أعمال السيد حافظ (339)















المزيد.....

شهادة بقلم د . ياسر عبد الصاحب البراك -دراسات في أعمال السيد حافظ (339)


السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي

(Elsayed Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 7609 - 2023 / 5 / 12 - 13:06
المحور: الادب والفن
    


دراسات في أعمال السيد حافظ (339)
السيد حافظ في عيون كتاب وفنانين ونقاد العراق
شهادة بقلم
د . ياسر عبد الصاحب البراك
مخرج وناقد مسرحي
السيد حافظ.. المثقف اللانسقي
يوفر لنا حقل الدراسات الثقافية (Cultural Studies) فرصة للإجتهاد حول إعادة فهم شخصية المثقف وطبيعة إنتاجه الثقافي وعلاقته بالبنية الإجتماعية ، فإذا كانت الأيديولوجيا بوصفها مظهراً من مظاهر الثقافة تمثل نسقاً يتمظهر في البنية الأساسية لأي مجتمع من المجتمعات الإنسانية، فإن المثقف الذي يتبنَّى أيديولوجيا ما يكون بالضرورة مثقفاً نسقياً لأنه يخضع في إبداعه العام لنسقية تلك الثقافة فضلاً عن دفاعه المستمر عنها ، وبالنتيجة فإن الذي لا يتبنى تلك الأيديولوجيا لأنها تمثل نسق السلطة بأشكالها المتعددة (سياسية ، إجتماعية ، دينية ، ثقافية ) فإنه يكون مثقفاً غير نسقي . وعلى هذا يكون (المثقف اللانسقي) هو من يعمل خارج نسقية السلطة لأنه يؤمن بالتحرر من سلطة الأيديولوجيا وفكرة الهيمنة (Hegemony) في خطابها على حدِّ تعبير غرامشي.

إن المثقف اللانسقي يُعدُّ حالة إستثنائية في الثقافة العربية لأنه – وظيفياً – يكون خارجاً عن نسق السلطة في إبداعه ، وحركته ، وفعله ، ومواقفه ، والى هذه الصورة ينتمي الكاتب المسرحي المصري ( السيد حافظ ) الذي يغادر نسقية السلطة بدءاً من إبداعه المسرحي ، ومروراً بفعله العضوي في المجتمع ، وإنتهاءاً بمواقفه الجريئة والمعلنة في كل ما حوله.

تبدأ لا نسقية السيد حافظ من مغامرة الكتابة لديه التي تتوزع على (المسرح، القصة، الرواية، الدراما الإذاعية والتلفزيونية، المقالة الصحفية) ، فضلاً عن الممارسة العملية في فعل الإخراج وتأسيس الجماعات المسرحية التجريبية المنفلتة من نسقية المؤسسة المسرحية الرسمية . وهذه اللانسقية تذهب صوب التجريب experimentation الذي يوفر له فرصة المغايرة مع خطابات السلطة القائمة، سواءاً كانت هذه السلطة ممثلة بسلطة الثقافة نفسها عبر الشكل المسرحي القار الذي يمارس نسقية إجناسية تفرض على الكاتب المسرحي إقتفائها ، أو كانت سلطة الأيديولوجيا التي تُروِّج لها المؤسسة المسرحية الرسمية المرتبطة بخطاب الدولة بوصفها مالكة لوسائل الإنتاج الثقافي .

إن تجريبية السيد حافظ ولا نسقيته يتعاضدان لينتجا للثقافة العربية نصوصاً إبداعية ملغومة بالإشكاليات البنيو – رؤيوية لأنهما يفرضان وجودهما بدءاً من العتبات النصيِّة الأولى أو ما يسمى في التصور السيميائي بالعناوين أو العنونة (titrologie) حيث تبدو اللانسقية في العنوان في معظم تلك النصوص ( مثال : كبرياء التفاهة في بلاد اللامعنى ، هم كما هم ولكنهم ليس هم الصعاليك ) وهذه الغرابة واللانسقية تمتد لكل مفاصل النص بوصفه خطاباً خارجاً عن نسقية خطابات سلطة الجنس الأدبي والفني الذي هو – بالضرورة – تمثيل لخطاب سلطة المؤسسة المسرحية الذي يتكئ على المرجعية النسقية لخطاب السلطة السياسية أو الإجتماعية أو الثقافية أو الدينية بدءاً من إختياره لثيماته المميزة التي تهدف إلى الكشف عن (القاع) بوصفه الحقيقة الهامشية والمُغيبة في خطابات السلطة ، فالقاع هو الفضاء المسكوت عنه الذي يختزن الحقيقة الفعلية التي تغطيها جماليات خطابات السلطة ، وبالتالي فإن السيد حافظ يشتغل في الأنساق المضمرة في تلك الخطابات التي لا تُصرِّح بها خطابات السلطة ، ويبرز ذلك بشكل واضح في تعامله مع التاريخ والتراث في نصوصه الإبداعية ، إذ أنه يغادر الرواية الرسمية للتاريخ أو التراث التي يرويها مؤرخو السلطة ، ويشرع في الحفر الأركيولوجي في التاريخ المنسي والمهمَّش الذي يقابل ذلك التاريخ الرسمي المزيف . فيعمل على إخراج الشخصية التاريخية أو التراثية من الصورة النمطية ( stereotype ) التي رسمتها خطابات السلطة مانحاً إياها تصورات جديدة مغايرة لتلك النسقية (مثال : شخصية الحاكم بأمر الله ، في مسرحية " حلاوة زمان ") مُعرِّياً في الوقت ذاته التاريخ الرسمي . ولا يقتصر ذلك فقط على الشخصية التاريخية أو التراثية ، بل يتعداه أيضاً إلى الشخصيات المعاصرة عبر فضح نسقية خطابات المؤسسات السلطوية بتمظهراتها المتعددة ( الحكومة ، المجتمع ، رجال الدين ، المثقفون ، الأثرياء ، العائلة ، المهنيون ، ... الخ ) .

يخرج السيد حافظ أيضاً من نسقية اللغة بوصفها خطاباً سلطوياً ، فاللغة مؤسسة ثقافية لها نظامها القائم الذي يفرض على المثقف التعامل معه على وفق شروط محددة تجعل من منطق الهيمنة هو السائد في علاقة المثقف بلغة التعبير لديه ، وهذا الخروج من نسقية اللغة بوصفها أداة التعبير الرئيسة يتخذ في نصوصه أشكالاً مختلفة تبدأ من إستعمال المحكي اليومي ( اللهجة العامية ) في العديد من تلك النصوص ، وتمر بفعل المزاوجة بين العامية واللغة الفصيحة ، وتنتهي بإستعماله للغة الفصيحة الخالصة . وفي كل مرحلة من تلك المراحل تعتمد نصوصه على آليات لغوية تتجنب الوقوع في نسقية اللغة بوصفها سلطة ، فاللجوء إلى العامية في نصوص الصغار والكبار على حدٍّ سواء إنما لإيمانه أن العامية تمثل اللغة غير الرسمية للناس غير الرسميين ( عامة الشعب ) بإزاء اللغة الرسمية للناس الرسميين ( الحكومة ومن يرتبط بمؤسساتها )، وهو يلجأ إلى المزاوجة بينهما لأن شكل الصراع في بعض نصوصه يفرض عليه هذه المزاوجة بين الرسمي وغير الرسمي لتحقيق ضرورات فنية وفكرية تدفع بذلك الصراع إلى التكشف والوضوح . وحتى في إستخداماته للغة الفصيحة الخالصة في نصوص أخرى فهو يتجنب الوقوع في نسقية اللغة وسطوتها عبر اللجوء إلى المزاوجة بين لغة الشعر والنثر والتعابر الأسلوبي والبلاغي بينهما ليُكوِّنا لغة لا نسقية تنفرد بها خطابات السيد حافظ المسرحية . وهذا الحال ينطبق على تعامله أيضاً مع العناصر الدراماتيكية الأخرى في نصوصه مثل الزمان والمكان.

بقي أن نقول : أن لا نسقية السيد حافظ سعت إلى إيجاد مؤسسة بديلة للمؤسسة الرسمية عبر تأسيسه لعدد من الجماعات المسرحية التجريبية المستقلة التي هدفت في حركتها الإبداعية إلى إيجاد خطابات لا نسقية إنتاجاً وإبداعاً ، فضلاً عن تأسيسه مؤسسة ( رؤيا ) التي صرف عليها من ماله الخاص في سعي دونكيشوتي لتكوين سلطة ثقافية لا نسقية خارج سلطة الثقافة النسقية السائدة في بلاده ، الأمر الذي يدفعنا إلى القول : أن تجربة السيد حافظ في الانفلات من سلطة المؤسسة الرسمية وخطاباتها الأيديولوجية يفتح لنا الباب في تكرار التجربة لأنها أسفرت عن أنموذج للمثقف اللانسقي في البلاد العربية



#السيد_حافظ (هاشتاغ)       Elsayed_Hafez#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية الشاطر حسن هل كان الشاطر حسن... شاطراً حقاً !!بقلم: ص ...
- شهادة بقلم د. رياض موسى سكران- دراسات في أعمال السيد حافظ (3 ...
- الجنس وجدلية المقدس والمدنس في رواية (لو لم اعشقها) بقلم: م. ...
- شهادة بقلم أ.د. عقيل مهدى - دراسات في أعمال السيد حافظ (335)
- شهادة بقلم الفنان الكبير يوسف العانى عن السيد حافظ - دراسات ...
- رمزية العشق وأسماء النساء في رواية قهوة سادة ( دراسة في جدل ...
- شهادة بقلم د. حيدر علي كريم الاسدي - دراسات في أعمال السيد ح ...
- عندما أقرأ للسيد حافظ بقلم أ. سحر الجابرى - دراسات في أعمال ...
- شهادة بقلم د. عواطف نعيم - دراسات في أعمال السيد حافظ (329)
- قراءة في تجربة الكاتب المصري ( السيد حافظ) بقلم: حيدر علي ال ...
- شهادة الفنان الكبير / عزيز خيون مُسافرٌ زآدهُ القلق - دراسات ...
- ثنائية المقدس والمدنس فى - لو لم أعشقها - د. نزار شبيب كريم ...
- دراسة نقدية بقلم د.خلود جبار عبيد - دراسات في أعمال السيد حا ...
- العنونة والمكنونات السردية فى رواية ما أنا بكاتب للكاتب السي ...
- ملامحُ السردِ الشعريِّ في رواية (كل من عليها خان) بقلم/ أحمد ...
- رواية - كل من عليها خان - كل من عليها خان رواية طرائق الدهشة ...
- قراءة فى رواية (كل من عليها خان) للأديب الكبير السيد حافظ (ر ...
- التضمين الشعري في رواية كل من عليها خان بقلم / رضوى جابرشعبا ...
- كسر مركزية النوع فى الرواية الحديثة -كل من عليها خان- أنموذج ...
- التَّماهي والاستلاب بين الذات الفردية ، والذَّات الجمعية: مق ...


المزيد.....




- مزرعة في أبوظبي تدّرب الخيول لتصبح نجوم سينما.. شاهد كيف
- ثلاثة وزراء ثقافة مغاربة يتوجون الأديب أحمد المديني في معرض ...
- مشاهدة المؤسس عثمان ح 160.. قيامة عثمان الحلقة 160 على فيديو ...
- فروزن” و “موانا” و “الأميرة والوحش” وغيرها من الأفلام الرائع ...
- جامعة كولومبيا الأميركية تنقل الرواية الفلسطينية الى العالم ...
- مالك بن نبي.. بذر من أجل المستقبل
- عودة رويا من الموت… مسلسل المتوحش الحلقة 33 على أون تركي وقص ...
- حتى المشاهير لم يسلموا من الهجمات العشوائية.. الاعتداء على ن ...
- صيحات استهجان في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل جيري ساينفيل ...
- كل عام وأنتم بخير عمالقة السينيما يتنافسون.. أقوى أفلام عيد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - شهادة بقلم د . ياسر عبد الصاحب البراك -دراسات في أعمال السيد حافظ (339)