أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - صوت من أعماق روسيا















المزيد.....

صوت من أعماق روسيا


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7605 - 2023 / 5 / 8 - 18:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



الكسندر بروخانوف

كاتب روائي ومحرر صحفي روسي
مخضرم، ناشط سياسي واجتماعي



ايلول 2022

• تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

مقدمة من المترجم:
هذا نص أدبي وجداني بإمتياز لكاتب مخضرم لا يترك القارىء محايدا، ان لم يسبب دمعة تفر من عينيه

والآن إلى النص المترجم:

1) في عام 1941 ، غزا هتلر الاتحاد السوفيتي وهزم النازي بين عشية وضحاها أقوى الجيوش – الجيش الأحمر. اقترب الجيش الألماني من موسكو واحضر معه الجرانيت الفنلندي ليقيم نصبًا تذكاريًا لانتصاره في وسط العاصمة الروسية.
استولى اليأس على الناس. احتل العدو اجمل المدن وأفضل الأراضي ودمر المصانع الكبرى. ساد الذعر في كل مكان ، و"تفرعن" الخونة ، وكان كل شيء ميؤوسًا منه.
ولكن بإرادة القائد جوزيف ستالين، والإرادة الإلهية التي أنقذت روسيا دائمًا من الهزيمة والتنكيل الوحشي ، تم إنشاء جيش أحمر جديد. نشأت فيالق سيبيريا الشهيرة في سيبيريا والشرق الأقصى ، وخاضوا معركة حياة او موت ضد أسطول الدبابات الألمانية بالقرب من فولوكولامسك وإسترا (تقع في ضواحي موسكو على بعد 30 كم منها، يشاهد زائر موسكو آثار تحصيناتها في طريقه من المطار - المترجم). لقد سقط عشرات الآلاف منهم ، لكن في حين أن الألمان ، بعد طردهم من موسكو ، غيروا اتجاه هجومهم عبر سهول "سالسكي" إلى ستالينجراد ، جاء هذا الجيش الجديد الذي تم إنشاؤه على عجل وتدريبه على عجل وارتدى بزته العسكرية على عجل إلى ستالينجراد ودخل في معركة مميتة. هذا الجيش الأحمر الجديد ، الذي تكبد خسائر فادحة في ستالينجراد ، حاصر الجمع الألماني بقيادة المارشال باولوس ، وحشره وهزمه واسره. بفضل تضحيات كبيرة ، حافظنا على ستالينجراد. وفي ساحات المعارك الدموية هذه ، أنشأوا ودربوا جيشًا جديدًا منتصرًا. زحف هذا الجيش إلى "كورسك" بالفعل بشعور من النصر الوشيك وبأنه لا يقهر. وكانت المعركة على كورسك (أكبر معركة بالدبابات شهدها العالم – المترجم) نقطة تحول في هزيمة هتلر ، وبعد ذلك انطلقوا دون توقف إلى بوابة براندنبورغ (في برلين - المترجم).
عرفت روسيا كيف تُحَوِّلَ أفظع هزائمها إلى انتصارات. كان لدى القادة الروس معرفة بأسرار النفس الروسية ، وكان لديهم إمكانية الوصول إلى "كود" الرموز الروسية الغامضة التي تحقق النصر و التي أنقذت روسيا في أيام الانهيارات التاريخية الأكثر فظاعة. كان القادة البارزون قادرين على فك شفرة هذا الكود السري في تسلسل غامض خاص ، مما أيقظ قوى لا حصر لها في الشعب ، وخلق موجة منتصرة تغلبت على كل المصائب.

2) في روسيا ، بعد "موت" الإتحاد السوفيتي ، تم إنشاء واحدة من أكثر الدول ظلمًا على وجه الأرض.
حُرم الناس على الفور من ممتلكاتهم وتم تسليمها إلى حفنة من المليارديرات الجشعين والوقحين والقساة ، مما أدى إلى الفقر والانقراض. انتزعت المصانع الكبيرة من الناس وأبيدت الطبقة العاملة. تم الاستيلاء على المزارع الجماعية ومزارع الدولة ، وتم تسليم الأرض إلى الاقطاعبين الجدد ، مما اقتلع الفلاحين من الأرض إلى الهاوية السوداء للمدن.
لقد دمروا الطب والتعليم والعلوم ، وحولوا المهن المقدسة للمعلم والطبيب والعالم إلى توابع بائسة لمدارس النخبة ، وعيادات باهظة الثمن ، ومراكز علمية أمريكية التي هجرت أفضل العقول من روسيا مع اكتشافاتهم واختراعاتهم.
تم تدمير الثقافة الروسية. والشعب المفكر والمحب للقراءة ، تحول إلى قطيع مستهلكين أغبياء لجميع أنواع الترفيه التافه والمليء بالأعمال الاستعراضية السامة الخبيثة بنكاتها الدنيئة ، يؤديها المثليون الجنسيون ، والمغنون الفاسدون البعيدون عن الناس.
أنين الناس من العنف صم الاذان ، ولكنهم قاوموا ، فأطلقوا النار عليهم من مدافع الدبابات ، فاحترقوا في البيت الابيض الروسي (الإشارة إلى قصف البرلمان بالدبابات بداية عهد يلتسين. - المترجم) ، وملأ قادتهم غرف ليفورتوفو وماتروسكايا تيشينا (اسماء المعتقلات في موسكو - المترجم).
ولكن بعد ذلك كان "دونباس" ، وبدأت "فترة دونباس من التاريخ الروسي".
تكشفت عملية عسكرية خاصة لإنقاذ سكان دونيتسك ولوغانسك من عنف جيش كييف عن دوامة عالمية قاسية ، التي جذبت قوى الغرب العظيمة بأسلحتها وصناعتها وتقنيات الاستعباد الوحشية لديها وأيديولوجيات الهيمنة على العالم. انها الحرب على روسيا.
على افتراض القتال مع جيش كييف ، تواجه روسيا قوة منظمة هائلة لا تنوي فقط دحر القوات الروسية من أوكرانيا ، وليس فقط إعادة دونباس وشبه جزيرة القرم إلى كييف. لقد حددت هذه القوة لنفسها هدف تدمير روسيا كظاهرة كونية ، ومحوها من خريطة العالم ، وإزالتها من التاريخ ، وحل "القضية الروسية" مرة واحدة وإلى الأبد ، وإزالة الطابع الروسي ، وتحويل دولة عظيمة بين ثلاثة محيطات إلى صحراء مهجورة بلا روح.
مرة أخرى ، نشأ السؤال المصيري أمام الروس: أن تكون روسيا أو لا تكون ، وهل تبقى كلمة "روسيا" في المعجم ، أو سيتم محوها إلى الأبد ، وبدلاً من روسيا سيكون هناك "صفر" عظيم ، فراغ كبير .

3) عبر قرون من التاريخ الروسي ، كان هناك دولتان روسيتان: روسيا الدولة وروسيا الشعب. كانت هاتان الدولتان في حالة من العداء البليد ، كانتا في حالة خوف من بعضهما البعض ، وغالبًا ما كانتا تتبادلان الكراهية.
للحفاظ على الدولة ، إمتصت السلطة كل "عصائر الناس" ، واضطهدتهم بقسوة ، خوفا من ثورة شعبية.
عانى الناس، وتحملوا ، وانحنوا تحت نير الاضطهاد ، وقاموا بتأليف أغانٍ شعبية، وتمردوا ، وأحرقوا الْعِزَبَ (المزارع)، وعلقوا النبلاء على أشجار البلوط ، وحلموا بأرض الأحلام المفقودة، بمملكة خرافية ، و بقيصر عادل عاشق للشعب.
كانت هناك فترات في التاريخ الروسي عندما اندمجت هاتان الدولتان وتحولتا إلى واحدة. اندمجوا في حقل "كوليكوفو" ، حيث قاتل الأمير و الراهب جنبًا إلى جنب. اندمجوا في فيالق ليابونوف ، في جيش مينين وبوجارسكي ، عندما إنطلق الأمير والتاجر والفلاح – بعضهم بحربة وبعضهم بهراوة ، في حملة واحدة. اندمجوا في حقل "بورودينو" ، حيث قاتل أرستقراطي بسيفه المصقول ، وجندي بحربة ، وفلاح مع مذراة من أجل روسيا الأم.(ايام مشهودة في التاريخ الروسي سوف اوجزها في نهاية النص – المترجم).
اندمجوا بالقرب من موسكو في عام 1941 ، حيث كان الجيش الروسي بالقرب من فولوكولامسك و استرا يتألف من الضباط ، الذين كانوا حتى وقت قريب يقودون الفلاحين إلى المزارع الجماعية تحت تهديد السلاح ، و من الفلاحين أنفسهم ، الذين عانوا من كل عذابات العمل الجماعي الاجباري. اتحد الجميع ، تاركين خلفهم المظالم الأخيرة ، ومسحوا الدموع التي كانت من دم ، صمدوا في خندق واحد ولم يسلموا موسكو للألمان.
حدثت هذه اللحظات النادرة من الوحدة الوطنية عندما ظهر السؤال الرهيب القاتل أمام الشعب: هل سننتصر على العدو، أم ستختفي روسيا إلى الأبد ، وستتلاشى مثل دخان لا يترك أثرا في التاريخ.
4) في روسيا اليوم ، التي هي في حالة حرب في أوكرانيا ، لم يتم تفعيل جميع الكودات الروسية(جمع كود اي الرمز اذا صح التعبير – المترجم) حيث يتم تشغيلها جزئيًا فقط وليس بالترتيب الذي وضعه خبراء عالم الاسرار .
أحد الرموز الرئيسية – كود القضية المشتركة – مكسور ومدنس.؟!
تنقسم روسيا اليوم إلى قسمين. احدهما هو روسيا المدن الصغيرة ، والمقاطعات الروسية ، والمناطق الروسية النائية، وهي التي تحارب في دونباس ، وتضحي ، وتحقق مآثر ، وتموت من جراحها في المستشفيات ، وتتحمل عبء هذه الحرب بالكامل.
والأخرى هي روسيا "الشبعانة" والمدللة في سانت بطرسبرغ وموسكو ، التي تحتفل بيوم المدينة ، وتمرح في المطاعم ، وتستمتع بمشاهدة الأعمال الاستعراضية ، وتضحك على نكات الفكاهيين عديمي الضمير.
وهذا الإثم ، هذا التمايز، هذا الابتعاد لجزء كبير من البلاد عن روسيا الشبعانة والجشعة و الإستهلاكية لا يسمح لنا بتحقيق انتصار روسي حاسم.
ما أكثر القوى في بلدنا اليوم التي لا تريد النصر لروسيا ، ولا تتوق إليه.
هذه القوى تتطلع إلى هزيمتنا. إنهم لا بجرأون على البوح بشكل مباشر ، بل يتصرفون أحيانًا على نحو خبيث - بحيث أن إرادة الشعب كله ، التي تتحقق من خلال السلطة ، من خلال المحور الروسي ، من خلال المركزية الروسية ، تذوب ، تختنق ، تتشكل فيها جلطات دموية ، والكثير من "الاختناقات المرورية" التي تعوق طريقنا إلى النصر .
كم هي في بعض الأحيان خطابات المتحدثين من الساسة باردة وتخلوا من العواطف ، والتي تدعونا إلى السكينة، وتملأ أجواءنا ، والبرامج التليفزيونية بأفكار رتيبة ، وهادئة ، وباهتة لا تسبب سوى الضيق واليأس والرفض في روح أي روسي.
*******
توضيح: معارك خالدة في التاريخ الروسي القدبم:

1) كوليكوفو: معركة إنتصر فيها الروس على جيش تتار القرم 1380
2) فيالق ليابونوف و جيش مينين وبوجارسكي: عام 1611 في الحرب ضد الإحتلال البولندي الليتوفي لموسكو
3) بورودينو: المعركة التي هزم فيها الروس جيش نابليون الغازي 1811



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرملين في مرمى النيران حان الوقت لروسيا -لتقفز فوق الخطوط ...
- يجب أن نظهر الوحدة الكاملة في روسيا
- عن اليسار
- العلاقات الروسية الصينية حققت الصين وروسيا سلاما مزعجاً للبع ...
- العلاقات الروسية الصينية الصين وروسيا بحاجة إلى بعضهما البعض ...
- حول العلاقات الروسية الصينية دعونا لا نكرر الماضي
- حان الوقت لروسيا لتغيير موقفها في الصراع الإسرائيلي الفلسطين ...
- الهجمات على لينين هي استمرار لإعادة كتابة التاريخ من قبل رأس ...
- اليوم عيد ميلاد لينين
- اليورانيوم المنضب في أوكرانيا
- الهجوم الأوكراني المضاد
- المصالحة السعودية اليمنية
- -راعي الإبل يتولى السودان-


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - صوت من أعماق روسيا