أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - المصالحة السعودية اليمنية















المزيد.....

المصالحة السعودية اليمنية


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7586 - 2023 / 4 / 19 - 16:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع


العرب يلحقون هزيمة استراتيجية بالولايات المتحدة
الولايات المتحدة تفقد نفوذها مع توقف الحروب


غيفورغ ميرزيان
دكتوراه في العلوم السياسية
باحث في معهد الولايات المتحدة وكندا التابع لاكاديمية العلوم الروسية

17 أبريل 2023

* تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

واشنطن ، وفقا لمدير وكالة المخابرات المركزية ، "مذهولة". وكل ذلك لأنها تفقد نفوذها في واحدة من المناطق الرئيسية في العالم - في الشرق الأوسط. وآخر مثال لما يحدث كان المصالحة بين السعودية واليمن. السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا كان الصراع العسكري بين هاتين الدولتين مفيدًا للغاية للولايات المتحدة - ولماذا ، في النهاية ، سنرى إضعافًا لموقف أمريكا؟

يخرج الشرق الأوسط عن السيطرة الأمريكية. تفقد الولايات المتحدة ، خطوة خطوة ، الأدوات التي حافظت بها على وجودها العسكري والاقتصادي والسياسي في المنطقة. والآن جاء دور "الأداة" اليمنية.

السبب يتراجع بعيدا

اليمن - هي واحدة من أفقر البلدان وأكثرها عسكرة في الوقت نفسه في الشرق الأوسط. هذا بلد تدور فيه حرب أهلية منذ عام 2014. من ناحية ، هناك متمردين محليين من حركة أنصار الله (يشار إليهم غالبًا باسم الحوثيين - على اسم مؤسس الحركة ، حسين الحوثي) ، بدعم من إيران ، ومن ناحية أخرى - الحكومة المحلية. بدعم من المملكة العربية السعودية. منذ عام 2015 ، دخلت الرياض (التي كانت تخشى ظهور جماعات موالية لإيران بالقرب من المحافظات المنتجة للنفط) الحرب رسميًا وبدأت عمليات عسكرية وقصفًا واسع النطاق للمدن التي يسيطر عليها الحوثيون. نتيجة لذلك ، حلت بالبلاد كارثة إنسانية حقيقية . أكثر من مائة ألف قتيل ، الاقتصاد مدمر - ولا توجد فرصة للنصر لأي من الجانبين.

التحالف السعودي (بكل الجنود والمرتزقة والأسلحة) لم يتمكن من الاستيلاء على أراضي الحوثيين ، أو حتى عزلهم تمامًا عن الموانئ ووسائل إيصال الأسلحة الأخرى من إيران. في المقابل ، لا يمكن للحوثيين طرد القوات السعودية من اليمن.

الولايات المتحدة "تفرك يديها"

كان الأمريكيون راضين تمامًا عن هذا الاصطفاف.
أولاً ، خلق وجود عدة مئات الآلاف من المتمردين المسلحين على الحدود مع السعودية تهديدًا مباشرًا لأمن المملكة - وبالتالي جعل الرياض تعتمد على الضمانات الدفاعية الأمريكية.
ثانيًا ، كانت أكبر حقول النفط السعودية في مرمى الصواريخ والطائرات المسيرة المقنبلة ، والتي تفضل "الشركاء" الإيرانيون بتزويد الحوثيين بها ، وكان الحوثيون يهاجمون هذه الحقول بانتظام.
كل هذا أجبر المملكة على إشراك الولايات المتحدة في بناء منظومة الدفاع الجوي ، كما جعل سلامة إنتاج النفط السعودي معتمدة على البنتاغون.

أخيرًا ، في أي لحظة تتفاقم فيها العلاقات الثنائية ، يمكن لواشنطن ، من خلال صحافتها "المستقلة" ، أن تثير قضية انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن (لاحظوا قصف المدن وعشرات الآلاف من القتلى وحالة الكارثة الإنسانية التي تعم البلاد).

ومع ذلك ، بدأ الصراع اليمني في الحلحلة مما سبب شعوراً بالخيبة لدى واشنطن . دخل الوضع في اليمن إلى مرحلة التفاوض فور اتفاق إيران والسعودية في بكين على تطبيع العلاقات ، ثم بدأ على الفور حل جميع تناقضاتهما في ميادين الصراع المتعددة في الجوار .

قال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جون كيربي: "لقد أطلعنا السعوديون على هذه المفاوضات" ، لكن في الواقع ، جاء هذا النجاح التفاوضي بمثابة مفاجأة لواشنطن.
وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" ، أعرب رئيس وكالة المخابرات المركزية ، "وليام بيرنز" ، الذي وصل إلى الرياض ، عن استيائه الشديد من نظرائه السعوديين بشأن وتيرة ونطاق مفاوضاتهم مع الإيرانيين - ووفقًا له ، فإن هذه الخطوات "أذهلت" واشنطن.

بالنسبة للرياض ، كان هذا مخرجًا من مأزق غير مربح وغير مريح للغاية من جميع النواحي. "حاليًا ، تدرك المملكة العربية السعودية جيدًا ان حلفائها وأتباعها وشركائها لن يتمكنوا من هزيمة خصومهم. هذا يعني أنه لا توجد طريقة أخرى سوى التفاوض" ، تشرح يلينا سوبونينا ، عالمة السياسة الدولية وخبيرة المجلس الروسي للعلاقات الدولية ، لصحيفة "فزغلياد".

في ثلاث خطوات

في الواقع ، كانت عملية متعددة المراحل.
"أولا ، نحن بحاجة إلى إقامة علاقات بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية. ثم الالتزام بالهدنة للأشهر الستة المقبلة ، يمكن خلالها للمرء محاولة التوصل إلى حل وسط." يشرح ليونيد إيسايف ، نائب مدير مدرسة الاقتصاد العليا ، لصحيفة فزغلياد: "يليها إنشاء هيئة انتقالية قابلة للحياة تشمل الأطراف المتصارعة ويمكن أن تتحكم في الوضع على الأرض".

كجزء من المرحلة الأولى ، شاهدنا بالفعل حدثا بدا غير واقعي قبل عام. في 10 أبريل / نيسان ، وصل وزير الخارجية السعودي إلى عاصمة الحوثيين صنعاء وصافح من عرضت السعودية مقابل رؤوسهم مؤخراً ملايين الدولارات ، ولا سيما أحد قادة الحوثيين ، "مهدي المشاط". الآن يتحدثون عن شروط تطبيق الهدنة. يجب أن يتضمن الاتفاق تشجيع جميع الاتصالات بين اليمنيين ، وكذلك تخصيص أموال من الميزانية اليمنية لدفع رواتب جميع العاملين الحكوميين والمقاتلين في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون.

وكدليل على حسن النوايا ، تم تبادل الأسرى بالتوازي مع الزيارة. أطلق الحوثيون سراح حوالي 180 شخصًا - جنود سعوديون وسودانيون (يقاتلون كمرتزقة) ، بالإضافة إلى عدد من الصحفيين اليمنيين العاملين لصالح السعودية. رداً على ذلك ، أطلقت الرياض سراح ما يقرب من 700 حوثي تم أسرهم خلال القتال. من الممكن أن يتبع هذا التبادل الآخرون - يقدر إجمالي عدد الأسرى بحوالي 15 ألف شخص.

على الجميع أن يأخذ في الحسبان ما يلي

صحيح ، لا تزال أمام الولايات المتحدة فرصة للاحتفاظ بأمكانية التاثير على القضية اليمنية. بعد كل شيء ، من غير المعروف ما إذا كان السعوديون والحوثيين (وكذلك الإيرانيون الذين يقفون وراءهم) سيكونون قادرين على إتمام العملية السلمية . "نحن ندخل مرحلة المفاوضات ، وليس من الواضح كيف ستنتهي. أكثر من مرة خلال الأزمة اليمنية ، شُكلت حكومات انتقالية ، وأعلنت الهدنات - ثم انهار كل شيء "، يذكر ليونيد إيسايف.

على سبيل المثال ، ليس من الواضح كيف سيتصرف الشريك الرئيسي للمملكة العربية السعودية في هذه الحرب - الإمارات العربية المتحدة. مثل السعودية ، استثمرت الإمارات الكثير من الأموال في هذه الحرب - ولكن على عكس السعوديين الذين اتفقوا مع الإيرانيين ، لم يناقش أحد حتى الآن ما ستجنيه الإمارات.

"وحتى الآن لم تؤخذ مصالح الإمارات بعين الاعتبار. الآن لا معنى للسعودية للضغط نيابة عن مصالح الإمارات ، وستكون عملية التفاوض مع الحوثيين لاحقًا حجة جادة في تعزيز موقف السعودية في اليمن. عندما تبدأ المفاوضات حول كيفية إيجاد أرضية مشتركة بين الشمال الحوثي والجنوب المدعوم من الإمارات ، فسوف نتحدث عن مراعاة مصالح الإمارات "، يتابع ليونيد إيسايف.

الجنوب - قصة مختلفة. "لا يعتقد جميع المشاركين في هذه العملية المعقدة ان مصالحهم قد تم اخذها بعين الاعتبار. لذا ، فإن ممثلي جنوب اليمن في حالة من الارتباك ، لكنهم يستعدون بالفعل لتحديد مطالبهم" ، تعتقد يلينا سوبونينا.

وهذه الشروط بسيطة - لا أموال من الجنوب اليمني إلى الشمال ولا استقطاعات من حقول النفط الجنوبية إلى الشمال ، وبشكل عام فإن الجنوبيين يؤيدون تقسيم اليمن.
ولا يقتصر الأمر على أن الجنوبيين يعتبرون أنفسهم أكثر ثراءً ولا يريدون إطعام الشماليين - ببساطة حتى عام 1990 لم يكن هناك يمن واحد. لطالما كان هناك جنوب وشمال اليمن (يطلق عليهما أسماء مختلفة تاريخيا) ، حيث عاشت قبائل مختلفة في ظروف مناخية مختلفة ومسارات تطور مختلفة. والإمارات (التي اعتمدت في وقت من الأوقات على القوات الجنوبية والتأثير من خلالها على مجريات الامور في اليمن) تدعم، في الواقع، أجندة الجنوبيين.

"وبالرغم من ذلك ، و مع كل هذه التعقيدات والشكوك ، الشيء الرئيسي هو أن العملية قد بدأت. من الجيد بالفعل أن يحصل الوفاق بين السعودية وإيران"، قالت يلينا سوبونينا: "نعم ، سيتم التوصل إلى هذه الاتفاقيات من خلال مفاوضات مؤلمة ، لكن الطاقة التي تغذي الصراع في اليمن آخذة في الجفاف". هناك أمل حقيقي في أن تصبح الاتفاقات التي يتم التوصل إليها أساسًا يمكن أن يعطي فرصة ليس فقط لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن ، ولكن أيضًا لإنهاء الصراع المحوري في الشرق الأوسط - الصراع الإيراني السعودي.

لن يؤدي هذا فقط إلى تحرير العديد من موارد هذه الدول ، ولن يساهم فقط في تعزيز الأمن لها وللمنطقة ، بل سيؤدي أيضًا إلى إضعاف موقف الولايات المتحدة - الدولة التي صبت الزيت على نار صراعات الشرق الأوسط لفترة طويلة، وبكل حماس ، من أجل الاستفادة لاحقًا من لعب دور رجل الإطفاء.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -راعي الإبل يتولى السودان-


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - المصالحة السعودية اليمنية