أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيبت بافي حلبجة - نقض وجود الجنة ومحتواها في الإسلام















المزيد.....


نقض وجود الجنة ومحتواها في الإسلام


هيبت بافي حلبجة

الحوار المتمدن-العدد: 7601 - 2023 / 5 / 4 - 20:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لو صدقت فرضية وجود الآلهة في الإسلام ، لو صدقت فرضية وجود الجنة ومحتواها في الإسلام ، لو صدقت كافة الفرضيات الإسلامية ، للبث سؤال إشكالي ، ماهي الجنة في الإسلام ، ماهي الغاية ولماذا ، ماهي وظيفة المسلم الذكر في الجنة ، ماهي وظيفة الأنثى ، والذكر يفض غشاء البكارة ، وكلما فضه أبكر ، وكلما أبكر فض ، فالذكر يفض غشاء البكارة في كل ثانية ، في كل جزء من الثانية ، والأنثى لايجوز لها إلا أن ترفع ساقيها وتفتح ، وكلما فضت بكارتها أبكرت .
ثم لماذا توجد جنة بالأصل ، لكي يدخلها المسلم ويفض غشاء البكارات ، لماذا ، ألا يستطيع إله الإسلام أن يجعلنا كلنا في الجنة منذ المنذ ، هنا على الأرض ، وما المانع ، أليس هذا الإله هو من خلقنا ، أليس هو من يبتغي لنا السعادة الأبدية المطلقة ، أليس هو من نفخ من روحه فينا .
ثم لماذا توجد جهنم بالأصل ، ألكي يعذبنا ، ألكي يرشدنا إلى فعل الخير عسى أن نتجنب نار جهنم ، لماذا ، ألا يستطيع ، ومنذ المنذ ، أن نكون بدون خطايا ، أن نكون ظله على الأرض ، أن نكون كما يروم ويريد ، ما المانع لذلك .
ثم لماذا إبتكار قصة محنة أبليس ، محنة سخيفة تافهة صادرة بالأساس من تصور بشري ، ثم لماذا يعصي آدم ربه حينما أكل من تلك الشجرة ، ألم يكن يدري العواقب الوخيمة والخطيرة سيما وإن الرب قد منعه من أكلها ، ولماذا توجد تلك الشجرة بالأساس ، لماذا . وهذا ، لنذهب إلى المقدمات ومحتوى الجنة في الإسلام .
المقدمة الأولى : نأخذ محتوى الجنة من النصوص الإلهية :
في سورة محمد : مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ، ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم ، كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميماٌ فقطع أمعاهم . الآية 15 .
في سورة يس : إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزاوجهم في ظلال على الأرائك متكؤون لهم فيها فاكهة ولهم مايدعون ، سلام قولاٌ من رب رحيم ، وإمتازوا اليوم أيها المجرمون ، ألم أعهد إليكم يابني آدم أن لا تعبدوا الشيطان ، إنه لكم عدو مبين ، وإن أعبدوني هذا صراط مستقيم . الآيات 55 ـ 61 .
في سورة الرحمن : ولمن خاف مقام ربه جنتان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، ذواتاٌ أفنان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، بينهما عينان تجريان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، فيهما من كل فاكهة زوجان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، كأنهن الياقوت والمرجان . الآيات 46 ـ 58 .
وفي سورة الرحمن : ومن دونهما جنتان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، مدهامتان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، عينان ناضحتان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، فيهما فاكهة ونخل ورمان ، قبأي آلاء ربكما تكذبان . الآيات 62 ـ 68 .
وفي سورة الرحمن : فيهن خيرات حسان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، حور مقصورات في الخيام ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، متكئين على رفرف خضر ، وعبقري حسان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، تبارك أسم ربك ذي الجلال والإكرام . الآيات 70 ـ 78 .
في سورة النبأ : إن للمتقين مفازاٌ ، حدائق وأعناباٌ ، وكواعب أتراباٌ ، وكأساٌ دهاقاٌ ، لايسمعون فيها لغواٌ ولاكذاباٌ ، جزاء من ربك عطاء حساباٌ . الآيات 32 ـ 36 .
في سورة الطور : إن المتقين في جنات ونعيم ، فاكهين بما آتاهم ربهم ، ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ، كلوا واشربوا هنيئاٌ بما كنتم تعملون ، متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين . الآيات 17 ـ 20 .
وفي سورة الطور : وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون ، يتنازعون فيها كأساٌ لا لغو فيها ولا تأثيم ، ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون . الآيات 22 ـ 24 .
وفي سورة الطور : قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين ، فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم . الآيات 26 ـ 27 .
سورة الدخان : إن المتقين في مقام أمين ، في جنات وعيون ، يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين ، كذلك وزوجناهم بحور عين ، يدعون فيها بكل فاكهة آمنين ، لايذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم . الآيات 51 ـ 56 .
وفي سورة الدخان : إن شجرة الزقوم ، طعام الأثيم ، كالمهل يغلي في البطون .... ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم . الآيات 43 ـ 48 .
في سورة الواقعة : على سرر موضونة ، متكئين عليها متقابلين ، يطوف عليهم ولدان مخلدون ، بأكواب وأباريق وكأس من معين ، لايصدعون عنها ولاينزفون ، وفاكهة مما يتخيرون ، ولحم طير مما يشتهون ، وحور عين ، كأمثال اللؤلؤ المكنون ، جزاءأ بما كانوا يعملون . الآيات 15 ـ 24 .
وفي سورة الواقعة : وأصحاب اليمين ما أدراك ما أصحاب اليمين ، في سدر مخضود ، وطلح منضود ، وظل ممدود ، وماء مسكوب ، وفاكهة كثيرة ، لامقطوعة ولا ممنوعة ، وفرش مرفوعة ، أنا إنشأناهن إنشاء ، فجعلناهن أبكاراٌ ، عرباٌ أتراباٌ ، لأصحاب اليمين . الآيات 27 ـ 38 .
ماذا نستنتج من كافة هذه النصوص ، نستنتج مايناسب موضوع هذه الحلقة :
من زاوية ، إن البشر هم أنفسهم في الجنة كما هم الآن على الأرض بأجسادهم كاملة ، بجهازهم العصبي ، بجهازهم الجنسي ، بجهازهم البصري ، وبنفس الهرمونات والإفرازات ، ويسمعون ويبصرون ويتحدثون ويشمون ويتذوقون ، يأكلون ويشربون ويمارسون الجنس .
ومن زاوية ، إن الإرادة البشرية في الجنة تغدو بلا حدود ، بدون حد ، ولهم كل ما يتشهون ويشتهون ، ويتحقق مباشرة دون أن يمر بالرقابة الإلهية أو الإرادة الربانية ، أي إن إرادتهم تحل محل الإرادة الإلهية وتتخطاها في مستويات عديدة ومن ثم تلغيها .
ومن زاوية ، إن البشر يغدون ، كل كائن منهم ، رباٌ من الأرباب في الجنة ، بالمفهوم الزرادشتي ، حيث السلطة المطلقة ، والإرادة الكلية ، الشهوة التي تسحق الأرض سحقاٌ كوجود وكمحتوى وكمفهوم ، أي إن كل مسلم في الجنة هو رب لايحد نفوذه رب آخر .
ومن زاوية ، في الجنة لاتوجد نواميس ولاقواعد ولا ضابط لسلوك المسلم ، بل أكثر من ذلك ، إن الجنة في تأصيلها هي خاضعة للشرط البشري ، شرط المسلم حينما يدخلها ، أي إن الجنة هي إنطولوجياٌ تابع وجودي لمن يدخل فيها ، للمسلم .
ومن زاوية ، في الجنة ، الإباحية هي الشرط الوحيد ، الإباحية المطلقة والتامة ، ولاقيد يحد شرطها ، ولامحرم يحرم على المسلم شيئاٌ على الإطلاق ، لإن الأصل كل شيء ، كل أمر ، كل كل ، مباح ، مباح دون أن يحده موضوع الحلال أو شرط الممنوع ، أو أن يحده محتوى إن هذا الشيء هو خارج الإمكان ، خارج التحقق .
ومن زاوية ، وفي الحقيقة ، وفي الجنة ينتهي الوجود الإلهي ، لإن الآلهة والإله ، مثل الطيور والنبات والثمار والفواكه والحيوان ، كلها ، يخضع شرط وجودها لشرط الوجود من يدخل الجنة ، أي إن الإله والطيور والحيوان والثمار والفواكه ليست ، وليست إلا ، تابع وجودي لمن يدخل الجنة ، وهكذا ينتهي مفهوم الإله وتنتهي سلطته ، فلاسلطة إلا سلطة المسلم الذي دخل الجنة ، الذي ، كما قلنا ، أصبح رباٌ لاتحده سلطة أي رب آخر .
المقدمة الثانية : نأخذ محتوى الجنة من النصوص النبوية :
عن أبي هريرة قال : عن رسول الله أنه قيل له : أنطأ في الجنة ؟ قال الرسول : نعم ، والذي نفسي بيده ، دحماٌ دحماٌ ( أي بقوة شديدة وبعنف شديد) ، فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكراٌ . أخرجه شعيب الأرناؤوط ، الألباني ، إبن القيم ، إبن حبان .
من حديث جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله : إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ، ولايتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ، قالوا : فما بال الطعام ؟ قال : جشاء ورشح كرشح المسك ، يلهمون التسبيح والتحميد ، كما تلهمون النفس . أخرجه مسلم ، وأبو داود ، وأحمد ، وصححه الألباني .
من حديث زيد بن أرقم قال : أتى النبي رجل من اليهود فقال : يا أبا قاسم ألست تزعم إن أهل الجنة يأكلون ويشربون ، ويقول لأصحابه : إن أقر لي بهذا خصمته . فقال رسول الله : بلى والذي نفس محمد بيده ، إن أحدهم ليعطى قوة مئة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع . فقال اليهودي : فإن الذي يأكل ويشرب تكون له حاجة ؟ فقال رسول الله : حاجتهم عرق يفيض من جلودهم كالمسك ، فإذا البطن قد ضمر . أخرجه النسائي ، وأحمد ، وأبن حبان ، وصححه الألباني .
عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله يقول : الدنيا ملعونة ، ملعون مافيها ، إلا ذكر الله وما والاه ، وعالماٌ ومتعلماٌ . رواه الترمذي والبيهقي وأبن ماجه .
ماذا نستنتج من ذلك :
من زاوية ، في الجنة لاتوجد عبادة ، لاتسبيح ولا تحميد ولاحتى ذكر الله ، إنما هي مثل عملية النفس والتنفس تلهم لأهل الجنة ، وهذه الجملة الأخيرة لا معنى لها ، لإن لو كان لها ذلك ، لقال الرسول : إن أهل الجنة هم في شغل أبدي في ذكر الرحمن ، وعبادته وتقديسه وتمجيدة والتسبيح له .
ومن زاوية ، إذا كانت الدنيا ملعونة إلا بذكر الله ، فلماذا يلغي ويسقط هذا الشرط في الجنة طالما لايوجد ذكر لله ، إنما هو أكل وشرب وشهوة وجماع .
ومن زاوية ، هنا أيضاٌ يصبح الإله والآلهة خادماٌ لأهل الجنة ، فما أن يطأ أحدهم حورية حتى يتدخل الإله ليرجعها مطهرة بكراٌ .
المقدمة الثالثة : نود الآن أن ندرك حقيقة الآية 55 ، إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ، من سورة يس ، ومن ثم ندرك حقيقة هذا الشغل ، الشغل الإلهي ، الشغل الأصلي :
يقول محمد الشنقيطي ، في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن : قال تعالى : إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم . وقال كثير في أهل العلم : إن المراد بالشغل في الآية : هو إفتضاض الأبكار .
يقول الشوكاني في فتح القدير ، الراوي عكرمة ، المحدث الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة : عن إبن عباس ، في قول الله ، إن أصحاب الجنة في شغل فاكهون ، قال : إفتضاض الأبكار .
يقول إبن جرير الطبري في جامع البيان في تفسير القرآن ، قول الله : إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ، فقال بعضهم : ذلك إفتضاض العذارى . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب : أن يقال كما قال الله إن أصحاب الجنة ، هم وأهلهم في شغل فاكهون ، بنعم تأتيهم في شغل ، وذلك الشغل الذي هم فيه نعمة ، وإفتضاض أبكار ، ولهو ولذة ، وشعل عما يلقى أهل النار .
يقول القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ، في قوله تعالى ، إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ،قال إبن مسعود وإبن عباس وقتادة ومجاهد : شغلهم إفتضاض العذارى .
يقول أبو البركات النسفي ، في مدارك التنزيل وحقائق التأويل : في شغل أي إفتضاض الأبكار على شط الأنهار تحت الأشجار .
يقول الترمذي : في قول الله ، إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ، قال : شغلهم إفتضاض العذارى . ويقول الجلالان ، إن أصحاب الجنة اليوم في شغل ، كأفتضاض الأبكار .
وكذلك يقول إبن كثير في تفسير القرآن العظيم ، قال عبد الله بن مسعود وإبن عباس وسعيد المسيب وعكرمة والحسن وقتادة والأعمش وسليمان التيمي والأوزاعي في قول الله ، إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ، قالوا : شغلهم إفتضاض الأبكار .
ماذا نستنتج من ذلك :
من زاوية ، إن إفتضاض الأبكار هو الشغل الحقيقي في الجنة ، وهو يتخطى ، حسب هذا الفهم ، موضوع المتعة الجنسية والعملية الحنسية ، لإنه من أقوى المتع على الإطلاق .
ومن زاوية ، هنا أيضاٌ يخضع الإله والآلهة للشرط الإنساني ، فما أن يفض الرجل في الجنة غشاء البكارة حتى يهرع هذا الإله المسكين إلى إرجاع الإنثى مطهرة بكراٌ .
ومن زاوية ، من المؤكد إن الأنثى ليست إلا أداة في عملية فض الأبكار ، وهي لاتملك ذكراٌ أسمه حور عين ، فالجنة هي للرجل المسلم .
المقدمة الرابعة : ولابد من ذكر هذا المقطع الذي هو تحت مسمى حديث قدسي ، إصدار كلمة الله 2 لندرك حقيقة تفكير المسلم ، حقيقة تفكير الشيخ المسلم ، وكيف يرى الجنة والدنيا :
يا أيها الناس ، كيف رغبتم ورضيتم في الدنيا ، فإنها فانية ونعيمها زائلة ( زائل ) وحياتها منقطعة ، فإنها عندي للمطيعين الجنان بأبوابها الثمانية ، في كل جنة سيعون ألف روضة من الزعفران ، وفي كل روضة سبعون ألف مدينة من اللؤلؤ والمرجان ، وفي كل مدينة سبعون ألف قصر من الياقوت ، وفي كل قصر سبعون ألف دار من الزبرجد ، وفي كل دار سبعون بيت من الذهب ، وفي كل دار سبعون ألف دكان من فضة ، وفي كل دكان سبعون ألف صفحة من الجوهر ، وفي كل صفحة سبعون ألف من الطعام ، وعلى حول كل دكان سبعون ألف سرير من الذهب الأحمر ، وعلى كل سرير سبعون ألف فراش من الحرير والديباج والإستبرق ، وحول كل فراش سبعون ألف نهر من ماء الحيوان واللبن والخمر والعسل المصفى ، وفي كل نهر سبعون ألف لون من الثمار ، وكذلك في كل بيت سبعون ألف خيمة من الأرغوان ، وفي كل خيمة سبعون ألف فراش ، وعلى كل فراش سبعون ألأف حوراء من حور العين بين يديها سبعون ألف وصيفة كإنهن بيض مكنون ، وعلى رأس كل قصر من تلك القصور سبعون ألف قبة من الكافور ، وفي كل قبة سبعون ألف هدية من الرحمن التي لاعين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر ، وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون ، وحور عين كأنثال اللؤلؤ المكنون ، جزاءاٌ بما كانوا يعملون ، ولايموتون ولايبكون ولايحزنون ولايهرمون ولايتعبدون ولايصومون ولايصلون ولايمرضون ولايبولون ولايتغوطون ولايمنون ولايمسهم فيها نصب وماهم منها بمخرجين ، فمن طلب رضائي ودار كرامتي وجواري فليطلبها بالصدقة والإستهانة بالدنيا والقناعة بالقليل ، شهدت نفسي لنفسي أن لا إله إلا أنا ، وعيسى وعزير عبدان من عبادي ورسولان من رسلي .
نكتفي بهذا القدر ، ونفند وجود الجنة من الزاوية الإنطولوجية ، وندحض وجود هكذا جنة من الأساس كما لايمكن أن توجد جنة من نوع آخر ، كالآتي .
أولاٌ : ثمت تناقض إنطولوجي مرعب مابين تلك النصوص الإلهية التي ذكرناها ، ومابين هذا النص ، الآية 56 من سورة الذاريات ، وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون ، فهذا النص أتى على إطلاقه ، فهو مطلق ، وكلي الإطلاق من حيث إنطولوجية موضوعه ، فلا شرط يشترط عليه ، ولاقيد يقيده ، ولاحد يحد مجاله ، أي إن العلاقة مابين الخلق والعبادة هي تامة وخاصة وكلية . فالعبادة هي شرط الخلق وليس شرط الحضور البشري سواء في الدنيا أم في الآخرة ، وهذا الشرط هو شرط على الإرادة الإلهية ، بمعنى إن هذه الإرادة حينما خلقت إشترطت العبادة على إطلاقها منذ المنذ إلى منذ المنذ ، مع إدراكنا التام إن هذا ليس شرط الضرورة من الجانب البشري ، فقد يوجد شخص يعبد الإله ، وشخص آخر لايعبده ، لكن المفارقة هي إن هذا الشرط لايجوز أن يلغى من الجانب الإلهي ، فالإله لايمكن أن يعفي المسلم من العبادة وإلا لكانت الآية خالية من المعنى ، ولأنفك الخلق من العبادة .
ثانياٌ : ثمت تناقض بشع في حدود فهم النصوص الإلهية لموضوع الجنة ، وذلك لإنه من تأليف البشر ، فكاتب القرآن لايدرك إلا المفاهيم الأرضية ، وهي هنا : من يدخل الجنة فقد فاز وعفي من أي إلتزام ، أي نجح في الإختبار في هذه الدنيا ، والإختبار الإلهي للإنسان هو في هذه الدنيا ، أما في الآخرة ، وبمجرد دخوله الجنة ، فهو غير ملزم بأي شيء ، بل بالعكس ينتظر بفارغ الصبر حصوله على مكافآته ، أي إن الإله هو من يكون ملزماٌ ، لزوم الضرورة ، على تقديم وتوفير وتحقيق ماوعد به من حور عين ، وإرجاعها مطهرة بكراٌ ، ومن أنهار من الخمر والعسل المصفى ، كطالب جامعي نال شهادته الجامعية ، فهو غير ملزم ، منذ حصوله على الشهادة ، أن يدرس مواده أو أن يقدم إختباراٌ جديداٌ ، بل يحق له أن يتكافأ ويتوظف .
ثالثاٌ : ثمت تناقض في فهم كاتب القرآن لموضوع الخمر ، ففي الجنة ، أنهار من الخمر لذة للشاربين ، الآية 15 من سورة محمد ، بينما في التصور الإلهي ، وفي النص الإلهي ، إنما الخمر والميسر .. رجس من عمل الشيطان : ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والإنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فأجتبوه لعلك نفلحون . سورة المائدة الآية 90 . فالأصل ، حسب هذا النص الأخير ، إن الخمر ، في وجوده ، في حقيقته ، هو رجس من عمل الشيطان ، هو وجود نجس يتخطى موضوع الفعل النجس ، أي إنه ملازم للشيطان إنطولوجياٌ ، لصيق به لوحده دون غيره ، لإنه أتى على إطلاقه ، إطلاقه التام الكلي ، إنما الخمر ... رجس من عمل الشيطان .
وطالما إن الخمر رجس ، والشيطان شرطه ، فكيف يمكن أن توجد أنهار منه في الجنة ، وكيف يمكن أن يخلق الإله إنهاراٌ منه ، وكيف يمكن أن يكون لذة للشاربين وهو رجس من عمل الشيطان .
ثم إن الإله قد إشترط على المؤمنين ، كي يفلحوا ، أي كي يدخلوا الجنة ، شرط إجتناب تلك الأمور ، ويقول بكل صراحة : لعلكم تفلحون ، فكيف يسمح هذا الإله بحدوث العكس تماماٌ ، وكهدية ومكافأة للذكر ، لمن يدخل الجنة .
رابعاٌ : في الجنة تتحول إرادة من يدخلها ، وهو الذكر فقط ، إلى إرادة كلية مطلقة ، إرادة غير مقيدة ، وغير مشروطة بشرط ، إرادة تلغي الشرط الإلهي لتحل محله وتتخطاه ، وتحطم النواميس الإلهية ، تهشم تلك النواميس التي زعم الإله والآلهة إنها سرمدية أبدية سردمية ، فبمجرد أن يدخل الذكر دون الإنثى الجنة ، ينهار كل شيء ، بما فيه ألوهية الإله وحكمه وأحكامه ، من أسه وأساسه إزاء إرادته ورغبته وشهوته .
خامساٌ : آن التمعن في تلك النصوص التي تخص الجنة ، ندرك بكل يسر إن كل نساء الأرض لامطرح لهن في الجنة ، هن غير معنيات بالجنة ، لاشغل لهن فيها ولاعمل ولارغبة ، إلا أن تكونن مجرد أجساد فيها ، الجنة للذكور ولحور العين فقط ، الجنة لإفتضاض الأبكار كاللؤلؤ المكنون من قبل الذكر ، وإرجاعهن مطهرة بكراٌ من قبل الإله الذي أصبح خادماٌ للذكر وفقد ألوهيته .
سادساٌ : ما الجنة ؟ ما إنطولوجيتها ؟ وهنا لدينا قضيتان ، القضية الأولى لمن هي الجنة وما الهدف من وجدها ، والقضية الثانية ، لماذا هي موجودة بالتأصيل .
في القضية الأولى ، الجنة وإله الجنة وخلق آدم وإبتكار محنة إبليس ، كلها ، تصبح في خدمة الذكر ، وهكذا يتحول الوجود نفسه ، الوجود الإنطولوجي ، برمته ، وجود الإله ووجود الكون ، إلى قضية واحدة ، إلى تصور واحد ، إلى رؤية واحدة ، هي إسعاد الذكر في الجنة ، فلولا الذكر ما كانت الجنة ، وما كان الإله ، وما كان الوجود ، وما كانت الحور العين ، وماكان الجنس .
في القضية الثانية ، هي لماذا أفتكر الإله إنطولوجياٌ في خلق الجنة ، وماهو وجه الضرورة في خلقها وجودياٌ ، ومن ثم لماذا ينبغي أن يدخل الذكر الجنة ، وهل دخول الجنة أمر وجودي إلى هذه الدرجة ، وهل الإله نفسه هو في الجنة ، أم إنه مجرد هناك ، في هناك ، في موضع لاموضع له ، في في ، وفقط في في ، ولذلك حينما ندرك حقيقة هذه القضية ، ندرك تماماٌ :
من زاوية ، إن لا إله للكون ، ومن زاوية ، لا جنة ولاجهنم ، ومن زاوية ، لادين ولاديانة ، ومن زاوية ، لا نبي ولا أنبياء ولارسل ، ومن زاوية ، إن موضوع الخمر وموضوع إن خلق ليس إلا للعبادة ، وإن مسألة إفتضاض الأبكار ، هي قضايا سخيفة ، هي رشوة صريحة للعقل الإسلامي ، هي كذبة كبرى لشراء الإنفس . وإلى اللقاء في الحلقة الخامسة والأربعين بعد المائة .



#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقض مفهوم الدين لدى فراس السواح
- نقض موضوع الزنا في الإسلام
- نقض إطروحات علي حرب البائسة
- نقض المنظومة الفكرية لدى ألبير كامو
- نقض مفهوم الكون لدى هولباخ
- نقض وجود الإله
- نقض محنة سيدنا إبراهام لدى كيركجارد
- نقض سورة الفاتحة في النص الإلهي
- نقض مفهوم السلوك البشري لدى روبرت سابولسكي
- نقض علم الآلهة بالأشياء لدى الغزالي
- نقض حجج الحدوث لدى الغزالي
- نقض المسألة الأساسية في الفلسفة
- نقض سماوية النص الإلهي
- نقض مفهوم الوجدان المتأله لدى العرفاء
- نقض المنطق الأرسطوي والمنطق الهيجلي
- نقض برهان الحركة والزمن لدى أرسطو
- نقض إرادة ومشيئة إله الكون
- نقض قصة الإسراء والمعراج في النص الإلهي
- النص الإلهي يبيح الزنا
- نقض مفهوم الإله لدى إسبينوزا


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيبت بافي حلبجة - نقض وجود الجنة ومحتواها في الإسلام