أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيبت بافي حلبجة - نقض مفهوم الدين لدى فراس السواح















المزيد.....



نقض مفهوم الدين لدى فراس السواح


هيبت بافي حلبجة

الحوار المتمدن-العدد: 7591 - 2023 / 4 / 24 - 20:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن من بين تلك الشخصيات التي يستقر بها الشعور ، ويركن إليها العقل ، هي شخصية ، الباحث السوري الجاد الرصين ، فراس السواح ، إبتداءاٌ من أسماء مؤلفاته ، دين الإنسان ، مغامرة العقل الأولى ، ألغاز الإنجيل ، الرحمن والشيطان ، لغز عشتار ، الله والكون والإنسان ، وتناغماٌ مع جمال أسلوبه ، ثم تماهياٌ مع صياغة تلك الإطروحات ومقدماتها . ولاريب ولا إرتياب إنه يتألق في مؤلفاته كتألق الشمس بدفئها ومنظرها في صباح بدايات الربيع .
لكن هذا التألق هو وحيد الإتجاه ، هو كالشعاع الهندسي يذهب من فراس السواح إلى إطروحات موضوعاته في الميثولوجيا وتاريخ الأديان ، في حين إن الإتجاه الأهم والأرقى هو عودة ذلك الشعاع من تلك الإطروحات إليه . وهذه العودة متكسرة ، خائرة القوة ، مهيضة الجناحين ، بل تبلغ أحياناٌ مستوى من الغباء الفكري .
وهنا لامناص من أن نميز مابين مستويين ثم مستويين ، ينبغي أن نميز مابين في المجال الفكري ومابين في الفكر ، ثم نميز مابين المعنى ومابين الإفهوم ، فالمعنى الذي يرتبط بفي المجال الفكري شيء مختلف تماماٌ ، ومتباين جذرياٌ عن الإفهوم في الفكر ، ففراس السواح حينما يدون إطروحات الميثولوجيا وتاريخ الأديان فهو يكتب عن غيره لكن حينما يبدي رأيه في الدين أو المعتقد فإنه يفقد تلك الخاصية الجميلة ويتحول إلى فتى مراهق لايجيد حتى التعبير الأصيل المتوازي .
بمعنى ، إننا سننزع عنه قوة تلك المعلومات لنتركه عارياٌ تماماٌ على ذروة جبل في يوم عاصف ، ننزع عنه قوة الآخرين في ثقافته تاركين له وعيه في ثقافته ، إفهومه في الفكر ، لنتحقق هل هو نفسه فراس السواح الذي ينبهر المثقف بجمال وروعة كتاباته ، أي وبمعنى آخر ، هل حينما نتحدث عن الزرادشتية ونبدع في فهمنا لإطروحاته ، هي نفسها حينما نبدي رؤيتنا في تلك الإطروحات بصورة مستقلة عن زرادشت ، ثمة مفارقة قد تكون قاتلة وجسيمة مابين المجالين ، فالحديث عن أرسطو يختلف جذرياٌ عن رأينا في موضوعات إطروحاته . وهكذا ، إلى المقدمات :
المقدمة الأولى : يمايز فراس السواح مابين الدين ومابين الإله والآلهة ، ومابين ظهور الأول وظهور الثاني ، فتاريخياٌ يبدأ التاريخ البشري بالدين ثم يظهر مفهوم الإله لاحقاٌ ، فالدين لديه شبه غريزة فطرية ، كأنه هو جين من الجينات في الأصل ، فلايوجد إنسان إلا ولديه إحساس فطري إتجاه الدين ، ويسميه الدافع الديني ، فلم يجد إنسان ولن يوجد إلا وهو مفعم بفكرة الدين ، إلا وهو منقاد من أساس ومبنى فكرة الدافع الديني . مامعنى ذلك :
من زاوية ، ليس الإله ، أو الخالق ، هو الذي أوحى إلينا بموضوع الدين ، أي إننا لم نعرف الدين من خلال هذا الإله أو هذا الخالق ، لإن الدافع والمبنى كانتا مغروستان ، متأصلتان في أعماقنا ، في كينونتنا منذ أن منذ ، منذ كنا .
من زاوية ، إن الدين لدى فراس السواح يتخطى محتوى الأديان الفعلية من حيث مستوى معتقداتها ، هو يتجاوز مضمون الخاص لهذا الدين أو ذاك المعتقد ، لإنه هو الدين بمعناه العام الواسع العميق الشامل الذي يشمل جزءاٌ حقيقياٌ من ذواتنا ، من عقلنا ، من فكرنا .
ومن زاوية ، الدين بهذا المعنى ، والدافع الديني بهذا المعنى ، يلغيان عن الإنسان مشكلة الإلحاد ، وينفيان عنه صفة الملحد ، لإنه هو متدين بطبعه ، فالإنسان يشتاق إلى التدين كما يشتاق بطبعه إلى الموضوعات الأخرى .
ومن زاوية ، ينبغي أن نمايز مابين هذا المعنى وهذه العلاقة مابين الشخص والدين ، ومابين هذا الشخص حينما يتمرد أو يخرج عن المنظومة الفكرية لدين معين ، فقد يكفر الشخص بدين أجداده لإنه لم يقتنع بأصوله ، لكن هذا لاينفي عن ذلك الشخص وجود الدافع الديني في قرار نفسه .
المقدمة الثانية : للأديان منشأ مشترك محدد بشرط البيئة الواحدة ، المحددة بدورها بشرطين ، شرط الثقافة المشتركة ، وشرط الحاضنة الجغرافية الواحدة ، وهذان الشرطان يخلقان مع ومن الدافع الديني ديناٌ ، هو دين قوم ، دين جماعة ، ويسميها فراس السواح خطأ دين قومي ، الدين الذي من خلال عامل التأثير المتبادل المشترك ، حيث يرث هذا شيئاٌ من ذاك ، ويرث ذاك شيئاٌ من هذا ، يحدد بعدين متميزين لكل دين قوم أو دين جماعة :
البعد الأول : هو مدى إنتقال هذا الدين ، دين هذه الجماعة ، إلى دين يتخطى حدود الشرطين السابقين إلى حدود شرطين جديدين ، من شرط الثقافة الجديدة ، ومن شرط الحاضنة الجغرافية الجديدة ، قيتحول هذا الدين إلى دين مافوق مضمون الجماعة الواحدة ، دين يتمدد في مناطق جغرافية متعددة ليصبغها ، في النتيجة ، بصبغته الخاصة ، مثل الدين البوذي ، المسيحي ، الإسلامي .
البعد الثاني : هو كيف يدرك هذا الدين ، سواء في صورته الأولى ، صورة الجماعة الأولى ، سواء في صورته المتمددة ، صورة الجماعات المشتركة ، موضوع الوحدانية ، أي وحدانية العبادة ، أم وحدانية الإله نفسه ، فوحدانية العبادة تعني إن هذه الجماعة أو الجماعات قد إختارت إلهاٌ من بين الآلهة لتعبده دون سواه ، ووحدانية الإله تعني وحدانية وجود إله واحد ، ولاوجود إنطولوجي لغيره ، ويضرب فراس السواح مثالاٌ مغلوطاٌ على وحدانية الوجود الإلهي وهو الدين الإسلامي الذي هو في الحقيقة دين وثني بإمتياز ، ودين شرك في تأصيله الفعلي ، في حين إن الدين الزرادشتي هو المثال الأقوى لما يسمى بوحدانية الوجود الإلهي ، أهورامزدا . وأما عن وحدانية العبادة فيضرب فراس السواح مثالاٌ هو اليهودية .
المقدمة الثالثة : وفي تأصيل العلاقة مابين الدين ومابين الإنسان وإنطولوجيته ، يتبنى فراس السواح فكرة غريبة ، فكرة متناقضة مع محتوى المقدمة الأولى ، وهي فكرة رؤية الغنوصيين الإسلاميين ، إن الإله قد نفخ من روحه في آدم ، تقول الآية لما خلق الإله آدم ، نفخ فيه من روحه ، سورة السجدة الآيات 7 ـ 8 ـ 9 : الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين . ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين . ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاٌ ما تشكرون . يقول النص الإلهي في سورة الحجر الآيات 27 ت 28 ـ 29 : لفد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون . والجان خلقناه من قبل من نار السموم ، وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراٌ من صلصال من حمأ مسنون . فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين . فأنت وأنا ونحن وهم وكلنا من روح الإله . مامعنى ذلك :
من زاوية ، إن الإنسان قد تكون ، في إنطولوجية وجوده ، من الماء والطين ، وبعد ذلك خلق أي أصبح حياٌ بشراٌ حينما نفخ فيه الإله من روحه . فلولا روح هذا الإله ماكان من الممكن أن نكون ، ما كان من الإمكان أن أن .
ومن زاوية ، إن الجان قد تكون من نار السموم ، وينبغي بالضرورة ، والضرورة القطعية ، أن ينفخ فيها الإله فيها من روحه ، حتى تكون ، حتى إن إن .
ومن زاوية ، إن الكون مكون ، تأصيلاٌ إنطولوجياٌ ، من الجماد بالمفهوم الإسلامي التافه وليس بالمفهوم الفيزيائي ، ومن روح الإله ، أي إن الكون مكون من أمرين متناقضين بالراديكالية ، قسم لاحياة فيه مطلقاٌ مثل الحجر والصخر والتراب والماء والنار ، وقسم فيه الحياة بعلة روح هذا الإله مثل الطير والحيوان والملائكة والجان والإنسان . وأما النبات والشجر فإلى أي قسم تنتمي ، أم إنها تنتمي إلى قسم ثالث ، وماهو هذا القسم .
ومن زاوية ، حينما أمر الإله الملائكة السجود لآدم فإنه لم يقصد السجود لآدم في ناسوته ، في شخصه المادي الجامد ، إنما قصد السجود للجانب الإلهي ، لروح الإله ، ولما عصى الشيطان أمرالإله فإنه عصى السجود لروحه ، لذلك إستحق ما إستحق .
ومن زاوية ، ثمت مقارنة مابين ماورد في النص الإلهي ومابين ماذكر في التوراة ، ففي التوراة إن الإله قد نفخ في إنف الإنسان نفس الحياة ، أي لاحياة في الإنسان سواء من الناحية الإسلامية أم من الناحية التوراتية إلا ، وفقط إلا ، بوجود هذه النفخة .
ومن زاوية ، لامناص من ملاحظة خاصة وهي إن السيدة العذراء ، قد نفخ الإله فيها من روحه مرتين ، مرة لإنها من نسل آدم ، ومرة نفخ في فرجها ( مع الإعتذار منها ومنكم ) من روحه حينما أحصنت فرجها ، فكان السيد المسيح عليه السلام : ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه ( أي في فرجها ) من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين . سورة التحريم الآية 12 .
المقدمة الرابعة : في خاصية العلاقة مابين مفهوم الدين لديه ومابين الدين الإسلامي ، يفرز فراس السواح مابين النص الإلهي ، القرآن ، ومابين السيرة ، ومابين الأحاديث سواء القدسية أم غير القدسية ، فيؤكد إن النص الإلهي هو الوثيقة الوحيدة التي يعترف بها ، وهي صحيحة وصادقة ولاأرتياب في أية آية من أياتها ، في حين إنه يشك في السيرة النبوية وفي تلك الأحاديث ، والسبب الرئيس والجوهري في ذلك هو إن السيرة النبوية والأحاديث تسيء إساءة قاتلة لشخصية الرسول ، وحسبه إن الرسول لايمكن أن يقوم بتلك الأفعال أو أن تصدر منه تلك الأقوال . ما معنى ذلك :
من زاوية ، إن النص الإلهي منزل من عند الإله كما هو مابين أيدينا الآن ، فلانقصان ولازيادة ولا تحريف ، أي هكذا أنزلت من عند الإله ، وهكذا أوردها الرسول ، وهكذا إنتقلت إلينا بالحرف وبالمبنى ، ويزعم إن لو حصلت تغيرات فيه ، هنا وهناك ، فهي طفيفة لا إعتبار لها .
ومن زاوية ، ضمن نفس السياق السابق يؤكد فراس السواح إننا لا نحتاج إلى تلك المذاهب الفقهية الأربعة ، الحنبلية الشافعية المالكية الحنفية ، ولا إلى أي مذهب فقهي ، لإن النص القرآني هو الذي يحدد العلاقة الأصيلة الدينية مابين هذا الإله ومابين البشر ، وطالما إن النص الإلهي محدد ومنزل من لدن الإله فهو الأصل والأصالة والتأصيل .
فمن زاوية ، بناءاٌ على فكرة إن الرسول شخصية عظيمة ونادرة وإستثنائية ، وماعدا النص الإلهي ، فإن معيار المنطق والعقل هو الذي يحدد القيمة الصادقة والأصيلة لكل من السيرة والأحاديث ، فإذا تطابقت السيرة وتوافقت مع ذاك المعيار فهي تكون بحكم الضرورة صادقة وصحيحة وصادرة من الرسول ، وإذا خالفت ذاك المعيار وتنابذت معه فهي لم تصدر من الرسول ، وكذلك الأحاديث فإذا تماهت مع معيارنا هذا تكون قد صدرت من الرسول ، وإذا تعارضت معه فهي بحكم المعيار نفسه غير صادرة من الرسول ، إذاٌ إن معيار إنتساب السيرة أو الحديث إلى الرسول هو العقل والمنطق ، في حين إنه ، أي فراس السواح ، لايطبق نفس المعيار على النص القرآني حتى لو تعارض كلياٌ مع أدنى درجات المعايير الإنسانية والأخلاق البشرية .
المقدمة الخامسة : إن الدين والأديان تنطلق كلها ، من نظر فراس السواح ، من نسيج واحد ، وتتماهي جميعها كلياٌ ، من حيث الأصل والتأصيل ، ومن حيث المبنى والمعنى ، مع بعضها البعض ، وتشترط من زاوية موضوعها شرط الطقس ، فلادين بدون طقس كما لا طقس بمعزل عن الدين ، ثم لابد من شرط المعتقد ، ومن شرط الإله والألهة . وهذا يقتضي ثلاثة نقاط في جوهرها :
النقطة الأولى ، لايوجد دين متميز عن دين آخر ، ولافرق مابين دين صغير ودين كبير ، ومابين دين هنا ودين هناك ، ومابين دين له معتقدات ومابين دين له معتقدات أخرى ، لإن شرط التدين هو الذي يحرك محتوى الدين بالتناسب مع شرط الثقافة وشرط البيئة .
النقطة الثانية ، كما إن الدافع الديني هو الذي يتحكم بأساس الدين كعامل مشترك وموحد ، فإن العقل هو العامل المشترك والموحد مابين البشر أجمعهم ، فلا فرق ، حسب فراس السواح ، مابين عقله وعقل أرسطو ، مابين هذا العقل والعقل الصيني ، أي إن فراس السواح يأخذ الإنسان بمضمونه الأكثر شمولية ، فالعقل المشترك والدافع الديني والإحساس المرتبط به ، تحدد أساس فكرة التدين لدى الإنسان ، ويؤكد بالأحرف : إن الإنسان هو ضحية هذه القضية الموحدة أكثر من كونه سبباٌ أو فاعلاٌ لنشوء هذه القضية .
النقطة الثالثة ، في نفس السياق وفي ذات الضرورة ، يؤكد فراس السواح إن العلم يحتاج بالضرورة إلى الدين ، وهو يقصد من حيث لايدري إن العلم يحتاج إلى محتوى التدين ، على الرغم من قوله : إذا دخل الباحث ، أي باحث كان ، إلى المسجد فعليه أن يركن العقل والبرهان جانباٌ ، وأما إذا دخل إلى المختبر فعليه أن يركن الإيمان جانباٌ وأن يستند فقط إلى العقل والبرهان .
المقدمة السادسة : يؤكد فراس السواح ، بخصوص الدين الإسلامي ، الإله ، إله الإسلام ، الله ، قد أنزل النص الإلهي ، القرآن ، دفعة واحدة على قلب الرسول ، أنزله دفعة واحدة في ليلة القدر ، ويستشهد بالآيتين ، سورة الشعراء الآيات 193 ـ 194 ـ 195 : نزل به الروح الأمين . على قلبك لتكونن من المنذرين . بلسان عربي مبين . وسورة القدر الآية 1 ـ 2 : إنا إنزلناه في ليلة القدر . وما أدراك ما ليلة القدر . وهكذا :
النقطة الأولى ، إن فراس السواح يؤمن بوجود إله حقيقي للكون ، وهو إله الإسلام ، ويؤمن إن هذا النص هو نص إلهي مقدس صحيح في تمامه ، في إصوله ، في أحكامه ، في قراراته ، ويؤمن إن الرسول شخصية تاريخية حقيقية الوجود وهو نبي ورسول هذا الإله .
النقطة الثانية ، إن القلب ، قلب الرسول ، وقلبك وقلبي وقلبه وقلبها ، هو معيار موضوعي دقيق ثابت ، لا يحيد عن جادة الصواب قيد إنملة ، فكما أنزل النص الإلهي على قلبه ، أي على قلب الرسول ، أدركه إدراكاٌ مطلقاٌ كلياٌ لاغبار ولا خدش فيه ، ودونه تطابقاٌ وتماهياٌ وتحاكياٌ بالتمام مع إرادة إله الكون ، مع أدق تفاصيل هذه الإرادة .
النقطة الثالثة ، تلازماٌ مع ذاك المضمون ، فإن الرسول كان على علم بكل ما سوف يجري ، في مواضيع النص الإلهي ، بعد أن إنزل القرآن على قلبه ، أي في تلك الليلة ، ليلة القدر ، وبعد أن أنزل القرآن على قلب الرسول ، فإنه بالضرورة أصبح عالماٌ بكل ما سوف يجري لاحقاٌ .
النقطة الرابعة ، تلازماٌ مع ذاك المضمون ، فإن الآيات التي تحدث فيها الرسول قبل هذه الليلة ، ليلة القدر ، قبل إنزال القرآن ، تكون آيات ألفها الرسول من عنده ، وإلا كيف يمكن أن نتحدث عن إنزال آيات قبل إنزال القرآن نفسه .
المقدمة السابعة : يؤكد فراس السواح إن الدين ينطلق من منبته العام ومن ثقافة المنطقة المشتركة ، لذلك ينتقد الذين يطرحون فكرة إن الدين الإسلامي قد أخذ من الزرادشتية ومن المانوية ، من المندائية ومن السريانية الآرامية ، زاعماٌ إن الدين ، ومن الطبيعي ومن الأصل ، أن ينبت في جو تلك الثقافة المشتركة . ويضرب أمثلة عديدة حول لب هذا الموضوع ، إن لو كان النبي صينياٌ ، لإن الإله قادر على كل شيء ، لكان القرآن يحتوي على الثقافة الصينية عامة ، وعلى المضامين الفكرية لكونفوشيوس ، ولاتسو ، وغيرهم . ولو كان النبي هندياٌ ، لأشتمل القرآن على مجمل التراث الهندي والأرث الهندي والفلسفة الهندية .
المقدمة الثامنة : يؤكد فراس السواح إن الدين يحتاج ، كي ينتقل من الدافع الديني الفردي إلى الدافع الديني المشترك ، أي من حالة الطقس الأولي إلى حالة المعتقد ومن ثم إلى حالة الدين ، إلى شخصية نادرة إستثنائية ذات ثقافة عالية ، وهذا ماينطبق على الأنبياء والرسل ، ويؤكد إن رسول الإسلام كان ذي ثقافة خارقة ويجيد الحديث بعدة لغات ، وأما عن قصة إنه نبي أمي فهذا ، حسب السواح ، مغلوط في تأصيله ، فالأمي ليس من لايجيد الكتابة والقراءة ، إنما الأمي هو ذاك الذي ليس مابين قومه كتاب مقدس ، ويذكر الآية : هو الذي بعث في الأميين رسولاٌ منهم يتلو عليهم أياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين . سورة الجمعة الآية 2 .
نكتفي بهذا ، ونعترض بالآتي :
أولاٌ : في موضوع الدافع الديني ، الإحساس الديني ، الميل إلى التدين ، يؤكد فراس السواح إن علماء البيولوجيا قد إكتشفوا مؤخراٌ مورثة مسؤولة عن هذا الدافع ، إن هذا الحديث لايصدر إلا ممن لاعلاقة له بهذه الأمور الدقيقة ، ومن الواضح إنه لايدرك حقيقة مايقول سيما المفارقة الجسيمة مابين ، المورثة الجين ، والدافع ، والإحساس ، لإنه يستخدم كل هذه المفردات في هذا الخصوص ، ونود أن نوضح أساس وظيفة المورثة ، فالجسم البشري يحتوي على مايقارب عشرين ألف مورثة ، وكل خلية من خلايانا تحتوي على 46 كروموزوم ، والكروموزوم يكون من شريط من ( الدي أن أي ) ، المؤتلف من ملايين الجزئيات من نيكلوتيد ، التي تكون بأشكال أربعة ، آدينين ، سيتوسين ، سايمين ، غوانين ، وكل جينة من الجينات مؤتلف من الأشكال المتقابلة لهذه النيكلوتيدات الأربعة ، سواء بصورة صغيرة جداٌ ، سواء بحجم كبير، والمهم هنا إن المورثة تتضمن مفتاح خاص بها لتنفيذ أمر معين ودقيق ، ولتمنح الخلايا المعلومات المطلوبة لكي تنفذها تماماٌ . وهكذا :
النقطة الأولى : إن فهم فراس السواح لهذا الموضوع ، ومن خلال تصوراته كلها ، يقتصر على رؤية قاصرة وغير دقيقة وهي إن محتوى الإنسان لديه هو هذا الإنسان الحالي ، ولا يدرك تطوره من أجنة قديمة جداٌ ، ولايعي إنه مر بمراحل تقدر بالآلاف والآلاف ، لنأخذ مثال البيضة والدجاجة ، والسؤال البليد والتافه حول من سبق الآخر الدجاجة أم البيضة ، وبمجرد فهم حقيقة تطور الأجنة ندرك إن البيضة لايمكن أن تسبق الدجاجة ، فالدجاجة قد مرت في تطورها بآلاف آلاف مراحل ، إن لم يكن أكثر ، وفي كل مرحلة أولية كانت تلك الأجنة البدائية تنتج مايماثلها من كل شيء بما فيها تلك البيضة البسيطة الأولية ، ثم كلما تطورت تلك الأجنة أنتجت الدجاجة مايماثلها من جديد من كل شيء ، وهكذا إلى أن وصلت الدجاجة إلى هذه التي نعرفها ، وكذلك الإنسان والحيوان والطيور والنبات ، وكل شيء على الإطلاق .
النقطة الثانية : وفيما يخص موضوع الدافع ، فله ركن وشرطان ، الركن هو لامناص ولابد من الإفرازات الداخلية ، هرمون وتكوين بروتين ، والشرطان هما ، الأول شرط هو إن أساس هذه الإفرازات تقيد جزئياٌ على الأقل شرط خضوع الجسم لها بصورة محمودة في مستوى معين ، والشرط الثاني هو إن هذه الإفرازات تحدد مستوى السلوك البشري ، على صعيد الدماغ والأعصاب ، في أمر جوهري هو خضوع الإحساس والإدراك والنفس بالمفهوم اللاروحاني لها .
النقطة الثالثة : إن الجسم البشري كجهاز واعي ، والمورثة كجسيم واعي ، والخلايا ، تتصرف ليس فقط وفقاٌ لما يملى عليها من ذواتها ، إنما تخضع لشرط هو شرط فيما بعد ، شرط الوعي والثقافة ، شرط الممارسة من طقس وإعتقاد .
ثانياٌ : في أساس موضوع الدافع الديني ، يعتقد فراس السواح بوجود المراحل التالية ، مرحلة الطقس ، ثم مرحلة المعتقد ، ثم مرحلة الدين ، ثم مرحلة الإله والآلهة ، والتعبير الأصدق هو ، مرحلة الطقس ، ثم مرحلة المعتقد مع الطقس ، ثم مرحلة الدين مع المعتقد والطقس ، ثم مرحلة الإله والآلهة مع تلك الثلاثة ، وهذا أمر لايستقيم وتخلق حالة من المتعاكسات . وهذا :
في النقطة الأولى : حينما نتحدث عن الدافع الديني ، طبقاٌ لما ذهب إليه فراس السواح ، فإن المقصود هو الدافع الديني الفطري المتأصل في الجسم البشري منذ المنذ ، وليس الدافع الديني المكتسب ، ناهيكم عن مفردة الإحساس الديني ، أو الميل إلى التدين . وهذا الدافع الديني الفطري يقتضي شرطين ، شرط الدافع وشرط الديني ، وقلنا إن الركن الديني هو شرط الإفرازات الداخلية ، في حين إن ركن الديني هو الشرط الإلهي ، فلاديني بدون الإله والآلهة ، إذ كيف يمكن أن نستخدم مفردة في خارج سياقها التعبيري ، وكيف يمكن أن نعتقد بوجود ذاك الدافع قبل وجود العلة المفترضة لوجوده .
في النقطة الثانية : وإذا إحتج فراس السواح ، إن المقصود هو الدين بمعناه الأكثر شمولاٌ وليس معناه بالمعنى الضيق المتعارف ، فهذا مردود ومنقوض ، لإن الطقس في البداية لم يكن إلا تفاعلاٌ مع الطبيعة ، وإرتقي إلى مستوى آخر مع المعتقد ، اللذان إرتقيا معاٌ مع مرحلة الدين ، وكل الثلاثة إرتقت مع دخول عنصر الإله والآلهة . فالطقس هو الذي أنتج المعتقد ، وكلاهما أنتجا الدين ، والثلاثة معاٌ أنتجت الإله والآلهة ، وليس العكس ، أي ليس الدافع الديني هو الذي خلق الطقس ثم المعتقد ثم الدين ، ولا الإله من خلق تلك الأمور الثلاثة .
في النقطة الثالثة : هنا من الضروري ضرورة القول إن مفردة الدين هي مفردة كوردية زرادشتية مانوية ، وتعبر عن الطقس والطقوس ، وليس عن أي شيء آخر ، فتعبير ماهو دينك على مستوى الإشتقاق اللغوي في المبنى والمعنى ، هو ماهو طقسك ، ومن ثم ماهي شريعتك لإن هذه الأخيرة ، في العرف الكوردي القديم وفي الزرادشتية والمانوية ، كانت تعني علاقتك مع الطبيعة ، مع السماء والأرض . وما التعبير إن هذا قد خرج عن دبن قومه ، إلا تعبيراٌ إنه أنكر ممارسة طقوس قومه وأجداده ، وغدا يمارس طقساٌ غير طقوسهم .
ثالثاٌ : في موضوع تلك المراحل ، مرحلة الطقس ، مرحلة المعتقد ، مرحلة الدين ، مرحلة الإله والآلهة ، والمراحل التي رافقت تطور البشر من تلك الأجنة الأولى إلى هذا المنذ ، مراحل عديدة جداٌ نأخذ منها مايهمنا في صددنا هذا :
من زاوية ، كافة تلك المراحل التي سبقت ما أسميها بالمرحلة الحيوانية الأولية ، حيث لاشيء مميز خلا إن تلك الأجنات تتطور من حالة إلى حالة متقدمة نسبياٌ على كافة الصعد ، وفيها لايمكن الحديث عن الميل إلى التدين أو الدافع الديني ، ولا الإحساس الديني .
ومن زاوية ، وثم ، وأما في المرحلة الحيوانية الأولية البدائية ، فكان الإنسان يأكل ويشرب ويمارس الجنس ويحس إحساساٌ مباشراٌ وربما نوع بسيط من الإدراك المرافق . ومن المعيب الحديث هنا عن موضوع الدافع الديني .
ومن زاوية ، وثم ، مرحلة المشاركة ومشاهدة الحدث ، فقط الحدث بدون ممارسة أوفعل ، الحدث الآتي من المطر يهطل ، الثلج ينهمر ، وكذلك الرعد والبرق ، حياة خاوية من كل شيء ، فلاإدراك لمفهوم الشيء ناهيك عن مفهوم الطبيعة .
ومن زاوية ، وثم ، مرحلة البدء بإدراك بسيط للشيء ، هذا هو جسم ( الشمس ) ، وهذا هو جسم ( القمر ) والشجر والوردة .
ومن زاوية ، وثم ، مرحلة الإقتران الحسي المباشر ، الشمس والدفء ، الثلج والبرد ، المطر والبلل ، الرياح والعواصف وشدتها .
ومن زاوية ، وثم ، مرحلة إدراكه إنه شيء من الأشياء ، وإنه مستقل عنها ، فبرز لديه أساس فكرة ، إنني أنا ، وذاك هو هو .
ومن زاوية ، وثم ، مرحلة الموت أو الغياب ، التي إكتملت بمرحلة الحياة ، ففكرة الحياة ظهرت بعد فكرة الموت أو الغياب ، وبظهور فكرة الحياة بدأت لديه مرحلة الطقس الأولى ، حيث مفهوم الحدث بعيداٌ عن مفهوم الممارسة أو الفعل ، فالطقس هنا هو مثل إنهمار الثلوج وهطول الأمطار .
ومن زاوية ، وثم ، مرحلة الطقس الثانية التي إقترنت بالأشكال الأولية للمعتقد ، وهنا برز مفهوم الآخروي ، الشيء الآخر ، ومن ثم المعطيات البسيطة لموضوع الطبيعة ، وتحول الإنسان من مراقب إلى مشارك ، ومن صاحب حدث إلى صاحب فعل .
وفي النهاية ، بدأت الإشكالية الفعلية حينما برز مفهوم الإله والآلهة ، تلك الآلهة التي هي من صنيعة التجربة البشرية ، بدأت تأخذ منحنيين متناقضين ، المنحى الأولى بدأت الآلهة بالسيطرة على الإنسان وأنهت إنسانيته ، وأستلبته ، وحولت كل مسلم إلى إله متوحش ، إلى حيوان يعتقد أنه سيد العالم والكون ، مثلما فعل مايسمى بالدين الإسلامي بالإنسان الذي في حقيقته ليس بديناٌ إنما مجموعة تصورات مقتبسة بصورة معاكسة من الزرادشتية والمانوية والمندائية والسريانية الآرامية ، والمنحى الثاني بدأت الآلهة ، إما بأنسنة نفسها من خلال القيمة الفعلية للإنسان من الزاوية الإنطولوجية مثل الدين الزرادشتي والمانوي والأيزيدي أو فقط إبراز إنسانية الإنسان مثل الكونفوشيسية والهندوسية والبوذية ، أو لإنقاذ البشر من محنتهم الإنطولوجية ومسح الخطيئة الأولى وإعادة الإعتبار لجوهره مثل الدين المسيحي .
رابعاٌ : أما في موضوع إن الإله ، إله الإسلام ، قد نفخ من روحه في آدم ، ومنحه الحياة ، بل منح الحياة للماء والطين ، فثمت مغلطات جسيمة ، نذكر منها ، بعضها تخص أصل الموضوع ، وبعضها للإسئتناس الفكري :
من زاوية ، هذا يعني إن آدم أو الإنسان قد وجد مباشرة على ضوء قاعدة ، كن فكان ، أي لاوجود للإنسان قبل ذلك ، ولاتطور له ، ولا أجنة لأصله ولاوجود لهومو أركيتوس ، و النياندرتال ، وهوموسابينز ، ولاتوجد تلك المراحل التي تشكل القاعدة الأساسية في ذهن فراس السواح في خصوص هذا الموضوع ، وبالتالي لاوجود لأي دافع ديني ، أو أحساس ديني ، أو الميل إلى التدين ، لإن الآلهة قد خلقت الإنسان بإرادة مباشرة .
ومن زاوية ، هذا يعني إن آدم كان متأكداٌ من وجود الآلهة ، لإنه من روحها ، وبالتالي ، ومن الأكيد أن ينقل هذا الأمر إلى أبنائه ثم إلى أحفاده ، وثم إلى ، وثم إلينا ، أي إننا لسنا بحاجة إلى تلك المورثة كي نميل إلى التدين ، فنحن ( كنا ) متأكدون من الوجود الإلهي مباشرة .
ومن زاوية ، إذا كانت روح الآلهة هي أساس وأصل حياتنا ، وهي التي تسري في كل خلايانا ، أفلا يكفي ذلك أن نكون متدينين منذ لحظة المنذ ، دون الحاجة إلى ذلك الدافع الديني .
ومن زاوية ، للإستئناس إذا كانت الآلهة قد قصدت سجود الملائكة لآدم لإنها قد نفخت فيه من روحها ، فالملائكة ، وحسب الرؤية نفسها ، تملك هي الأخرى روح الآلهة .
ومن زاوية ، للإستئناس إذا كانت تلك الفرضية صادقة ، وهي كاذبة بإمتياز ، كيف يمكن لتلك الآلهة أن تعذبنا ، أن تعذب من روحها ، ونكون خالدون في النار ، وتكون نفخات روحها خالدة في الجهنم . ثم كيف يمكن أن تسمح هذه الآلهة أن يلعن بعض البشر روحها المؤتلف في الشيطان ، أن يلعن الشيطان . ثم إذا مات البشر كله وإنذوى الجسم ، إنذوى الماء والطين ، فلماذا لا تعود تلك الأرواح الإلاهية إلى أصلها ، أي تؤوب إلى الآلهة نفسها . ثم ماقيمة ، ما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون ، طالما إن أرواحهم هي من الروح الإلهية ، أي إن الآلهة تعبد نفسها ، الآلهة تعبد الآلهة .
خامساٌ : وفي موضوع إن النص الإلهي ، القرآن ، قد أنزل على قلب الرسول دفعة واحدة ، يتضمن جملة من التناقضات :
من زاوية ، يؤكد فراس السواح نفسه إن الرسول ليس معصوماٌ ، ليس معصوماٌ من الخطأ ، ويستدل بذلك ، خلا إن الرسول بشر ، من بعض الآيات في النص الإلهي ، فكيف يمكن إذاٌ أن نتاكد إن هذا النص الإلهي هو نفسه الذي أراده إله الإسلام .
وقد يحتج البعض إن الرسول لايمكن إلا أن يكون أميناٌ كلياٌ في موضوع النص الإلهي ، هذه الحجة مردودة ومنقوضة من خلال النص الإلهي نفسه ، يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ، سورة التحريم الآية 1 .
ومن زاوية ، إن كلام عمر بن الخطاب في مواقع عديدة قد أصبح قرآناٌ ، ويؤكد محمد متولي الشعراوي ، إن الرسول ، لما لقى عمر في اليوم التالي ، قال له : لقد وافقك ربك ياعمر ، فهل أنزل القرآن على قلب عمر أيضاٌ .
ومن زاوية ، إذا كان النص الإلهي قد أنزل دفعة واحدة فلماذا شك الرسول بعائشة في موضوع الإفك ، لإنه كان من المفروض أن يكون ، مسبقاٌ وعن طريق الآلهة نفسها ، عالماٌ ببراءتها .
ومن زاوية ، هل الرسول معصوم من النسيان ، سيجيب فراس السواح نفسه ، بالطبع كلا ، وإذا كان الرسول ينسى كما ينسى مل البشر ، فماهو المعيار إنه قد قال كل ما أراده الآلهة .
ومن زاوية ، إن هذا القول يطيح كلياٌ بموضوع أسباب النزول ، ولم تعد لها أية قيمة موضوعية ، لإن أسباب النزول هي أحداث في زمن ومكان خاصين بها .
ومن زاوية ، حينما أراد كعب بن أشرف مع صاحبين له أن يختبرا الرسول في مواضيع ثلاثة ، موضوع الروح ، موضوع أسكندر الأكبر ، موضوع أصحاب الكهف ، فقال الرسول سأرد عليكم الجواب غداٌ ، لكنه تأخر خمسة عشر يوماٌ ، فلماذا ، طالما كان من المفروض أن يكون عالماٌ بالجواب بل حتى بالأسئلة .
ومن زاوية ، طالما إن النص الإلهي قد أنزل على قلبه دفعة واحدة ، فلماذا كان يبحث هنا وهناك عن شعر أمية أبن أبي صلت ، والحديث عن سورة الإخلاص معروفة .
سادساٌ : في موضوع إستخدام معيار المنطق والعقل في السيرة والأحاديث ، وقوله إن مايناسب العقل والمنطق نبقيه لإنه يكون صادراٌ من الرسول ، وإن مايخالف العقل والمنطق نحذفه لإن الرسول لايناقض ذلك ، وهذا التصور يتضمن جملة من المخالفات :
من زاوية ، إذا كان الرسول ليس معصوماٌ عن الخطأ وإنه قد أرتكب جملة من المخالفات الشرعية والسلوكية ، فكيف يمكن لفراس السواح أن يتأكد إن الرسول قال ذلك أو فعل هذا ، ولم يقل ذاك ولم يفعل هذا .
ومن زاوية ، إن هذا المعيار هو نسبي على الإطلاق ولاقيمة موضوعية له ، لإنه يختلف من ثقافة إلى آخرى ، بل ومن شخص إلى آخر ، ونستشهد بقول الرسول ، لاتطرقوا النساء ليلاٌ ، أي إذا كان الزوج غائباٌ عن زوجته لسفر أو ما شابه ذلك ، فعليه أن يخبر زوجته بقدومه فربما يكون لديها رجلاٌ يعاشرها ، فهل هذا هو منطق وعقل فراس السواح نفسه .
ومن زاوية ، إذا طبق فراس السواح هذا المعيار على السيرة والأحاديث فلماذا لايطبقه على النص الإلهي نفسه ، أو يقبل فراس السواح مثل هذه المواضيع في النص الإلهي ، ولما قضى زيد منها وطراٌ زوجناكها ، أو موضوع سبايا أوطاس ، أو إن إمرأة وهبت نفسها لك خالصة لك من دون المؤمنين ، أي إذا قدم الرسول إلى جارته ، كما فعل مع أسماء ، وطلب منها بكل بساطة ، أن تهب نفسها له ، فهل يقبل فراس السواح ذاك .
سابعاٌ : للإستئناس ، في حوار معه ، حوار مكون من حلقتين ، يؤكد فراس السواح إن التوراة مليئة بقصص الأنبياء وهي قصص أسطورية ، فيقول مقدم البرنامج ، لكن القرآن يحتوي أيضاٌ على مثل هذه القصص ، مثل قصة يوسف ، وقصة سليمان ، فهل هي قصص إسطورية ، ولما رأى فراس السواح إنه في ورطة ، ولامناص من الجواب ، فزعم : هنا لابد من اللجوء إلى التأويل . وإنتهت الحلقة الأولى ، وفي بداية الحلقة الثانية ، ذكره مقدم البرنامج بموضوع القصص الإسطورية في القرآن وإنه ، أي فراس سواح ، قال : لابد من التأويل .
فرد فراس السواح : قبل التأويل ، ينبغي أن ... وتطرق إلى موضوع لاعلاقة له البتة بموضوع التأويل ، وبعد عشرة دقائق ، ذكره مقدم البرنامج بموضوع التأويل ، فتطرق إلى موضوع آخر ، وتملص من موضوع التأويل . وإلى اللقاء في الحلقة الثالثة والأربعين بعد المائة .



#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقض موضوع الزنا في الإسلام
- نقض إطروحات علي حرب البائسة
- نقض المنظومة الفكرية لدى ألبير كامو
- نقض مفهوم الكون لدى هولباخ
- نقض وجود الإله
- نقض محنة سيدنا إبراهام لدى كيركجارد
- نقض سورة الفاتحة في النص الإلهي
- نقض مفهوم السلوك البشري لدى روبرت سابولسكي
- نقض علم الآلهة بالأشياء لدى الغزالي
- نقض حجج الحدوث لدى الغزالي
- نقض المسألة الأساسية في الفلسفة
- نقض سماوية النص الإلهي
- نقض مفهوم الوجدان المتأله لدى العرفاء
- نقض المنطق الأرسطوي والمنطق الهيجلي
- نقض برهان الحركة والزمن لدى أرسطو
- نقض إرادة ومشيئة إله الكون
- نقض قصة الإسراء والمعراج في النص الإلهي
- النص الإلهي يبيح الزنا
- نقض مفهوم الإله لدى إسبينوزا
- نقض قصة آدم في النص الإلهي


المزيد.....




- بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة ...
- تركي يطعن شرطيًا إسرائيليًا في البلدة القديمة بالقدس.. وتركي ...
- مراسلتنا في لبنان: قتلى وجرحى جراء انفجار في مطعم بالعاصمة ب ...
- -فتح- و-حماس- تصدران بيانا مشتركا
- ترامب: إذا عدت إلى البيت الأبيض فسوف أحاول مساعدة أوكرانيا و ...
- بوغدانوف يؤكد على ضرورة حل الأزمة السودانية داخليا دون تدخل ...
- تحقيق بي بي سي: وثيقة سرية تقول إن قوات الأمن الإيرانية تحرش ...
- العدل الدولية ترفض اتخاذ إجراءات عاجلة في دعوى نيكاراغوا ضد ...
- بالفيديو.. مهرجان البالونات الطائرة في بيرسلافل-زالسكي الرو ...
- العدل الدولية ترفض اتخاذ إجراءات عاجلة ضد ألمانيا في دعوى رف ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيبت بافي حلبجة - نقض مفهوم الدين لدى فراس السواح