أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - بين أسلام محمد وأسلام ما بعد محمد .. أضاءة













المزيد.....

بين أسلام محمد وأسلام ما بعد محمد .. أضاءة


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7600 - 2023 / 5 / 3 - 00:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان الأسلام معتقدا دعويا تاريخيا في حقبة قبلية جاهلية معينة ، موصوفة الزمان والمكان - وهي حقبة " أسلام محمد "، وأخذ هذا المعتقد صيغا أخرى بعد محمد ، وفق حكام ودول العهود المتعاقبة .. هذا ما سأناقشه في هذا البحث المختصر .
1 . كانت حقبة وعهد محمد قبل 14 قرنا ، رسالة ودعوة ، وبذات الوقت ، كان محمدا يحكم وينفذ ويفتي ويغزو ويسبي ، وكان متعدد الزيجات ، أضافة لملكات اليمين والعبيد والأماء .. ، كل ذلك تم وفق رؤية فكرية وشخصية فردية بحتة ، وكنت قد تكلمت عن تطور هذه الرؤية ، وعبرت عنها بالشخصية المحمدية ، في أربع مقالات منشورة - في مواقع الحوارالمتمدن ومفكر حر وكتابات .. ، بعنوان في " الشخصية المحمدية " . وكانت كلمة محمد أنذاك هي العليا ، وفق المعتقد الأسلامي - يأمر بما أنزل أليه من نصوص ، ويحدث بما يوحى له ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى / 3 ’ 4 سورة النجم ﴾ ويمكن القول ، أن هذه الحقبة هي حقبة " أسلام محمد " وكانت مدتها 23 عاما ، أنتهت بموته عام 633 م .

2 . وبعد أن قضى محمدا ، وأنتهت دعوته ، وبدأ عهد السلطة والحكم والقوة / لأصحاب محمد وتابعيه ، واجه أصحابه معضلة رئيسية ، وهي عدم وجود مرجعا يحكمون على أساسه ، لأن القرآن لم يدون في عهد محمد ، بل في خلافة عثمان بن عفان / وهو وقت تدوين القرآن الفعلي ( فالصحيح أن القرآن لم يجمع على عهد الرسول في مجلد واحد ، وأنه يتنزل الفقرة بعد الفقرة حسب الوقائع والحوادث ، بل كان متفرقاً في صدور الرجال ، وقد كتب بعض الناس منه في صحف وجريد ولخاف وهي حجارة بيض رقاق ، واستمر الحال هكذا إلى أن استحر القتل في القراء يوم اليمامة في عهد الصديق ، وأمر زيد بن ثابت أن يتتبع القرآن فيجمعه .. / نقل بأختصار من موقع أسلام ويب ) أما ما قيل من أن القرآن محفوظا في الصدور ، فأن الأمر لم يكن عمليا ومقنعا في الفصل والقضاء ، وأرى أن الحكم كان حكم الخلفاء - تحت مظلة القرآن . لذا أن الحقب الزمنية التي تلت عهد محمد ، كان عهدا ممكن تسميته " أسلاما أخرا " ، لعدم وجود المرجعية ، حيث كان الحكم مبنيا على المصالح السياسية والقبلية ، والفقهاء كانوا يفتون لمصلحة الحكام - حتى وأن كان ذلك مخالفا للشريعة ، وكان معظم ما يشغل الحكام : قضايا توريث الملك وأحتلال البلدان والغنائم والخراج والسبي والجواري والغلمان.

3 . وخلفاء الأسلام ، أعتمدوا أيضا / أضافة لما سبق ، في بعض قضايا وتفاصيل حكمهم على الأحاديث - قبل أن تدون ، وهي بالغالب أحاديث مخترعة ومختلقة ، فهذبوها بما يتفق مع مصالحهم وغاياتهم ، وكتب الأحاديث ذاتها لم يتفق عليها بين المسلمين - فقهاءا وتابعين ، وذلك لأنها تضم الغث والسمين ، الحسن والضعيف ، الأحاد والمتواتر . فأهل السنة والجماعة ، لهم كتبهم ، وأهمها صحاح (1- الإمام البخاري 2- الإمام مسلم 3- الإمام أبو داود 4- الإمام الترمذي 5 - الإمام النسائي 6 - الإمام ابن ماجه / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) أما الشيعة فلهم رأيا أخرا ( حيث يعتقد علماء الشيعة أن هذه الكتب حاوية لأحاديث معتبرة ، كما أنها تحوي أحاديث غير معتبرة إلى درجة إن بعض الأحاديث فيها منافية لمسلمات النص القرآني ومسلمات العقل .. / نقل من موقع ويكي شيعة ) . أما الصحاح عند الشيعة ، فهي غير ذلك (( قال محمد جواد مغنية : وعند الشيعة الإمامية كتب أربعة للمحمدين الثلاثة : محمد الكليني ، ومحمد الصدوق ، ومحمد الطوسي ، وهذه : الاستبصار ، ومن لا يحضره الفقيه ، والكافي ، والتهذيب ، وهذه الكتب عند الشيعة تشبه الصحاح عند السنة - المصدر / كتاب الوحدة الاسلامية [ مقال لمحمد جواد مغنية ص ٢٦١ ] )) . وهذا يعني أن مصادر التشريع لدول الأسلام المتعاقبة ، لم تكن واحدة ، بل كانت وفق ما يميل أليه مذهب وهوى الحاكم ، وهذا أيضا يعتبر " أسلاما أخرا " .

4 . ركز رجال الأسلام على الخلافة الماضوية ، دون الأسلام كمعتقد وأيمان ورسالة ، وسعى الرجال الى أعادة الخلافة الأسلامية ، دون النظر في التطور المعتقدي للأسلام ذاته ، وذلك لتغير الظروف المجتمعية ، أضافة لتبدل الأوضاع الزمانية والمكانية . لم يؤسس الأسلام ، بأي شكل من الأشكال ركائز دولة بالمفهوم الحديث ، فدولة أيران مثلا ، القائمة سنة 1978 م ليست دولة بالمعنى القويم للدولة / لأنها تعتمد على مفهوم الولي الفقيه المذهبي ، وكذلك ما كان سيحدث في مصر لو أستمر زمن جماعة الأخوان المسلمين عام 2012 م / أبان رئاسة محمد مرسي ، يضاف الى ذلك المملكة العربية السعودية / الوهابية المرجع .. أن الدول المذهبية والقومية والعرقية .. ليست دول بالمفهوم الحداثوي ، وأنما هي نظم أنتقائية فئوية مذهبية ، سميت مجازا دولة ! ، والدول الدينية المذكورة أنفا / تعتبر أيضا " نهجا أخرا للأسلام ".

خاتمة :
تعددت العهود والأنظمة والدول ، وتعاقب الخلفاء والحكام والأمراء ، ووفق هذه المتغيرات ، تبدلت صيغ الأسلام وتنوعت أحكامه وشرائعه - وفق هوى ومصالح الحكام ، ولم يبقى لنا من أسلام محمد في عهود الدول اللاحقة من شئ ! ، سوى الأسم ! . فكل حاكم صنع له أسلامه الخاص به ، وقال فقهائه ووعظائه لهذا المعتقد ، أنه هذا هو " أسلام محمد " ! .. ومن جانب أخر ، لا بد لنا أن نذكر ، أن من أهم تجليات الأسلام الحداثوي - الوليد الشرعي للأسلام الماضوي ، هو ظهور الوهابية والسلفية و .. والمنظمات الأرهابية الأسلامية / القاعدة وداعش والنصرة .. - التي تعتمد على الموروث الأسلامي الدموي ، المسطر في النصوص القرآنية والأحاديث والسنن النبوية ، والتي تعتبر هي الأخرى" وجها أخرا للأسلام " .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ الأسلامي بين ما كتب .. وما كان يجب أن يكتب
- - البارقليط - بين المسيحية والأسلام
- أضاءة .. بين تجديد الخطاب الأسلامي و الأصلاح العقائدي
- تعبد محمد في - غار حراء - بين الحقيقة والوهم
- الخلاف السني الشيعي في رواية - المهدي المنتظر -
- العرب المسلمون والأنعزال عن الركب الحضاري .. أضاءة
- أضاءة .. هل الأسلام لا زال مسكونا بالماضي
- نحو فقه أسلامي معاصر
- دور المرجعيات والمؤسسات الدينية .. في مستقبل الأسلام
- تساؤلات .. هل الحكم يستمد من شرع الله ؟
- حور العين .. هلوسة في مخيلة المعتقد الأسلامي
- تساؤلات .. هل رجال الأفتاء هم نواب الله على الأرض
- الرسول الأمي بين المخفي والمستور
- أضاءة .. بين الهوية الدينية و الهوية الوطنية
- أضاءأت .. شيوخ الأسلام والأرهاب الفكري
- تقاطعات شريعة الأسلام مع ظرفي الزمان والمكان
- ولادة المسيح بين الأنجيل والقرآن .. وأنقلاب النصوص
- المثلية الجنسية .. أضاءة
- أضاءة حول تكفير الفكر الأخر
- مونديال قطر 2022 .. والدعوة للأسلام


المزيد.....




- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...
- اللجنة العربية الإسلامية المشتركة تصدر بيانا بشأن -اسرائيل- ...
- إلهي صغارك عنك وثبتِ تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمتابع ...
- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - بين أسلام محمد وأسلام ما بعد محمد .. أضاءة