أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - ما ثمن الرهان على الجنرال البرهان ؟














المزيد.....

ما ثمن الرهان على الجنرال البرهان ؟


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7595 - 2023 / 4 / 28 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قدرُ السودان ومنذ عشرات السنين أن يحكمه العسكر. ويخوضون فيما بينهم صراع الإخوة الأعداء. ويتبادلون الأدوار والمواقع والرايات كلّما لاح في الافق بصيص امل لحكم مدني قابل للإستقرار والاستمرار. وكل عام او عامين يجد الشعب السوداني نفسه مرغماً على تقديم الضحايا الابرياء على مسرح العمليات الذي تقوم أطراف متعدّدة بالتحضير "الجيد" له ورسم ملامح فصوله الدموية.
ومن المؤسف جدا القول إن بعض الدول العربية لا تستقيم أمورها ولا تقوم لها قائمة الاّ بوجود ديكتاتور يحكمها بالحديد والنار. والغريب، ولاشيء غريب في عالم السياسة والمصالح الضيّقة، ان طرفي الحرب في السودان خرجا من رحم نفس المؤسسة العسكرية، وهم بالتالي امتداد لنفس العقلية والثقافة التي تؤمن بالقوة والسيطرة وطاعة الشعب العمياء لهم. وبغض النظر عن الخسائر. البشرية والاقتصادية والفوضى التي ترافق كل حرب، سوف يستمر عساكر السودان في الاقتتال حتى خراب البلد لسنوات طويلة.
وكما يحصل عادة في الحروب العبثية، ان كل طرف يدّعي أنه يقاتل من اجل مصلحة الوطن وفي خدمة الشعب واعلاء شانه. ويتهم الطرف الآخر بما لا يُحصى من التُهم الجاهزة. والنتيجة التي يراها العالم، هي خمسة آلاف بين قتيل وجريح. وآلاف اخرى تركت مدنها وبلداتها هرباً من الموت الذي يزحف نحوهم من جميع الجهات. فضلا عن تدمير وتخريب الكثير من البنى التحتية ذات الأهمية القصوى للمواطنين، جراء القصف المتبادل بين طرفي الصراع. إضافة الى حالة الفوضى والذعر التي عمّت في البلاد وجعلت الدول الاخرى"تتضامن" فيما بينها من اجل اجلاء الرعايا والدبلوماسيين التابعين لها.
فما الذي كسبه يا ترى الشعب السوداني؟ وهل كان حقًا بحاجة ماسّة الى حرب بين قواته العسكرية؟ ام ان هناك ايادي، قريبة وبعيدة، بدأت في خلط الاوراق وبثّ سموم الفرقة والاقتتال بين ابناء البلد الواحد؟
ان كل حرب، وفي اي مكان، تقف وراءها الولايات المتحدة الامريكية. وتسعى بكل السُبل لاطالت امدها والاستفادة الى اقصى حد ممكن من نتائجها الكارثية على الآخرين، من اجل تحقيق مصالحها الانانية ورفد صناعة السلاح، التي تعتبر العمود الفقري للنظام الراسمالي، بالمزيد من اسباب ومقوّمات البقاء والاستمرار في تكديس الاموال على اشلاء آلاف البشر.
وتشير الكثير من المصادر الى ان امريكا وبشكل غير معلن، تقوم بدعم الجنرال حميدتي قائد قوات " الدعم السريع" رغم مساعيها الحثيثة (ظاهريا) كما يقول وزير خارجيتها بلينكن، الى وقف القتال ووضع حد لهذا النزاع والاتيان بحكومة مدنية في السودان.
ان مساعي امريكا في جميع الحروب والنزاعات المسلحة تفضي دائما الى تعقيد الامور وتأزّ.م الاوضاع والتصعيد على اكثر من جهة. لان هدفها الاول والاخير هو تطبيق الشعار الاستعماري العريق "فرق تسد" لتكون لها الحرية الكاملة في تحريك الدمى التي تتقاتل فيما بينها على خرائب الوطن.
ان استمرار اي حرب وفي اي مكان في العالم فيه جوانب "ايجابية" هائلة لنظام امريكا الامبريالي. ان هذا النظام، كما اثبتت تجارب الخمسين سنة الاخيرة، لا يمكنه العيش بسلام ابدا دون حرب هنا او نزاع مسلح هناك. وكلمة "السلام" لا وجود لها في قاموس امريكا، الدولة التي ضربت رقما قياسيا في حروبها العدوانية ضد الدول والشعوب الاخرى..
.



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجوم المُضاد في ذروة الكلام المُعاد
- مقارنة بين الدولار العراقي والدينار الأمريكي...
- الما يعرف تدابيره حنطته تاكل شعيره...
- الفيسبوك اصدقُ انباءً من الكُتبِ...
- السفراء يتبعهم الغاوون !
- نجوم بثيابٍ من سندسٍ واستبرقٍ وطلاسم
- اردوغان ضرب عصفورين بأنبوب نفط واحد...
- نزهة المشتاق بين دكاكين احزاب العراق
- الهجوم تركي والهدف سوري والسماء عراقية
- لحظة وداع رتّّبت على عجل !
- الاتفاق بين بغداد واربيل زادني تشاؤماً !
- العراق دولة مستقلّة مع وقف التنفيذ
- واعتصموا بحبل العراق جميعا ولا تفرّقوا...
- اصبحتُ كمن اصابه مسٌّ من الشجون
- كردستان العراق كيان كارتوني ؟ وشهد شاهدٌ من اهلها !
- جو بايدن...الطول طول النخلة والعقل عقل الصخلة
- قمّة روسية صينية تحت شعار : يا عواذل فلفلوا !
- الساكت عن الحق شيطان اخرس...مثلا؟
- المحكمة الجنائية الدولية: جرائم حلال وجرائم حرام
- الموازنة العراقية: حصّة ثلاثة اسود للسيد مسعود


المزيد.....




- ضباب داخل الطائرة؟ خبراء يشرحون سبب تشكله
- أحدثهم ستيف بانون.. لماذا ينتهي المطاف بكثير من مساعدي ترامب ...
- قبل يوم من انتهاء المهلة.. لا تغييرات بخطط غانتس للاستقالة م ...
- سوناك يعتذر لعدم حضوره كافة مراسم إحياء ذكرى إنزال النورماند ...
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط صاروخا أوكرانيا من طراز -نبتون- ...
- موسكو تحذر من عواقب أي هجوم على بيلاروس وتتهم أوكرانيا باسته ...
- ترامب يبحث عن نائب له.. من هم المرشحون المحتملون؟
- حلقة جديدة في سلسلة زلات بايدن .. الرئيس الأمريكي يقول إن إس ...
- عشرات القتلى في الخرطوم وشجب لمقل أكثر من مئة في ود النورة
- بلينكن سيزور إسرائيل بينما تنتظر الولايات المتحدة رد -حماس- ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - ما ثمن الرهان على الجنرال البرهان ؟