رحيم فرحان صدام
الحوار المتمدن-العدد: 7594 - 2023 / 4 / 27 - 00:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سلسلة الدعاية الاسلامية وعظماء الغرب 31
إميل درمنغم (1892- 1971)
أحد كبار المستشرقين الفرنسيين، عمل مديرا لمكتبة الجزائر، من آثاره كتاب: «حياة محمد» وهو من أحسن ما ألفه مستشرق عن النبي على حد تعبير الاستاذ عادل زعيتر مترجم الكتاب ، وأغلب المسلمين معجبين بكتابه ويستشهدون بأقواله كدليل على أنصافه وعظمة النبي محمد ؛ بسبب عقدة النقص التي يشعرون بها تجاه الغرب ، ونتيجة عدم ثقتهم بأنفسهم ونبيهم؛ لذلك نراهم يستجدون مدح عظماء الغرب للنبي محمد ، والغريب انك اذا حاورتهم وقدمت لهم الادلة الموثقة على عدم مدح الغربيين للنبي محمد بل ذمهم اياه بأسوأ العبارات قالوا لك اننا لا نحتاج للغربيين ومدحهم يكفينا ان الله وصفه بأنه على خلق عظيم فأقول : اذا كان الله وصف النبي بالخلق العظيم فلماذا الاستجداء من الغربيين المدح والثناء المزعوم ، حقا انها عقدة النقص.
تتحدث الدعاية الاسلامية ان درمنغم أعجب بالإسلام وسماحته التي جعلت منه دينا مقبولا وعالميا ، وان كتابه حياة محمد اكثر الكتب التي الفها الغربيون اعتدالا ؛ فقد حاول فيه : "أن يؤلف سيرة ناطقة صادقة مستندة الى أقدم المصادر العربية غير غافل عما جاء في الكتب الحديثة ".
ولكن عند مطالعة الكتاب نجد ان المؤلف لم تخل آراؤه من زلات كثيرة اذ نجده يتحدث عن النبي محمد فيقول :"
شعر محمد في العقد الاخير من عمره بكبير ميل الى النساء ... فوجد محمد نفسه تجاه زينب بنت جحش التي كانت اجمل فتيات قومها والتي كانت زوجة لزيد ، وكانت هذه آنئذ سافرة وشبه عارية وعاملة على زينتها واداة بيتها ، فأثر هذا الجمال الغض الفياض في نفس النبي فقال سبحان مقلب القلوب ... وكان محمد راغبا في الزواج من زينب على استحياء ... ولكن الله الذي علم ما في نفس رسوله زوجه بزينب ".
فهل يستشهد به رجال الدعاية الاسلامية وهذا رأيه في النبي محمد أنه رجل يميل الى النساء اثر فيه جمال زينب بنت جحش على الرغم من كونها زوجة ابنه بالتبني وكان راغبا في الزواج منها على استحياء ولكن الله الذي علم ما في نفس رسوله زوجه بها ، علما ان اغلب مصادر التراث الاسلامي تؤيد ما ذهب اليه هذا المستشرق .
كما انه أساء الى أهل بيت النبي عليهم السلام بسقطات القول وكذب الحديث وسرد تاريخ مفتعل يمس كرامة النبي وعترته ، ويمثلهم للملأ بصورة مصغرة، ويشوه سمعتهم فيصفهم بشراسة الخلق، وسيئ العشرة، وقبح المداراة.
اذ قال ما نصه: " كانت فاطمة عابسة دون رقية جمالا، ودون زينب ذكاء، ولم تدار فاطمة حينما أخبرها أبوها من وراء الستر أن علي بن أبي طالب ذكر اسمها، وكانت فاطمة تعد عليا دميما محدودا مع عظيم شجاعته، وما كان علي أكثر رغبة فيها من رغبتها فيه مع ذلك"
فضلا عما تقدم فانه يرى للمسيحية أثرا في محمد ويزعم أن النصارى قد أيقظت شعور النبي الديني قبل بعثه ، ويجد في القرآن أصول المسيحية ، ويرى انها تشمل الاسلام وتضيف إليه بعض الشيء.
ينظر: إميل درمنغم، حياة محمد، ترجمة: عادل زعيتر، دار العالم العربي، الطبعة الأولى، الإمارات العربية المتحدة- 2013م، ص118،197،100، 369.
#رحيم_فرحان_صدام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟