أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ : معركة النجف الاشرف















المزيد.....

من ذاكرة التاريخ : معركة النجف الاشرف


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7586 - 2023 / 4 / 19 - 18:52
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تراجع الامن في العراق بعد دخول قوات التحالف الدولي اليه واسقاط نظام حزب البعث العربي الاشتراكي عام 2003. وهنا ازدادت العمليات الإرهابية وأصبحت المدن المقدسة هدفا لهم . في هذه الاثناء , تم تشكيل جيش المهدي من قبل السيد مقتدى الصدر بهدف حماية المدن المقدسة . ولكن السيد مقتدى أضاف هدف اخر , محاربة الاحتلال سلميا , بالكلمة عن طريقة " مجلة الحوزة" . الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر وجد ان المجلة أصبحت أداة تحريض ضد القوات الامريكية , فامر بأغلاقها , وعندما قام انصار السيد بالتظاهر ضد هذا الاجراء , كان جواب الجنود الامريكان اطلاق النار عليهم فاستشهد منهم جماعة وجرح اخرون . من هذه اللحظة اتخذ السيد مقتدى الصدر قرارا بمقابلة النار بالنار , فيما اتخذ الجانب الأمريكي قرارا بحل " جيش المهدي", والقاء القبض على السيد مقتدى الصدر بتهمة قتله السيد عبد المجيد الخوئي .
كانت أولى المواجهات للقوات الامريكية هي في كربلاء والنجف , وكانت عنيفة واستمرت طيلة شهر نيسان من عام 2004. سقط من قوات " جيش المهدي " اعداد كثيرة , ولكن في الأخير انسحبت هذه القوات من داخل المدينتين , وأعلنت الهدنة بين القوتين الامريكية و قوات السيد الصدر بعد وساطات من شخصيات دينية وسياسية يوم 27 نيسان . وجاء في اتفاق الهدنة المؤلف من أربع نقاط في صيغة رسالة موقعة من السيد الصدر لأعضاء البيت الشيعي, وتتضمن أبرز بنود الاتفاق انسحابا غير كامل لكل من القوات الأميركية ومقاتلي جيش المهدي من المدينة، ترك مهمة حفظ الأمن في النجف للشرطة العراقية وحدها، وعدم اتخاذ أي إجراء بشأن حل جيش المهدي والملفات القضائية المتعلقة باغتيال السيد عبد المجيد الخوئي.
لم تستمر هدنة يوم 27 نيسان طويلا , بعد ان اعتبر رئيس الوزراء الجديد الدكتور اياد علاوي , ان سيد مقتدى اصبح يشكل خطرا على العملية السياسية , خاصة وان السيد مقتدى لم يعترف بالحكومة الجديدة متهمها بانها امتدادا للاحتلال الأمريكي , وان اعداد قوات " جيش المهدي" بدأت تتعاظم وانصاره يكثرون في الوسط والجنوب العراقي . فقد عبر الدكتور علاوي عن عدم رضاه لموقف السيد الصدر في اول خطاب له بالقول "كنت اتمنى ان يلجأ الصدر الى الاساليب الديمقراطية من خلال العمل السياسي وان يعبئ الشارع والناس والقناعات ووجهات النظر التي يحتاجها". واضاف علاوي "قلنا مرارا ان هذا الوضع انتقالي ومرحلي ستعقبه مرحلة انتخابات وحينذاك كل من الشعب والشارع سيدلو بدلوه وينتخب القيادات التي يريدها سواء كان الصدر او غيره". وعبر عن اسفه لان "الامور سارت بطريقة غير صحيحة لا تخدم الشعب العراقي. " واكد علاوي ان "الحكومة العراقية ستتعامل وفق القوانين ولن تسمح بأي شيء خارج القانون (...) عملنا سيركز على ضرورة احترام القانون وسيادته في العراق". واضاف "لن نسمح بأي ميليشيات خارج اطار الدولة والمؤسسات الرسمية قوات الأمن الداخلي والشرطة الوطنية والجيش. "
الخطاب كان بمثابة اعلان حرب ضد قوات الصدر , خاصة بعد ان اطلق مسؤولين كبار في الحكومة المؤقتة تصريحات تصف اتباع السيد الصدر بانهم " خارجون على القانون" , بمعنى ذلك, ان أجهزة الدولة مطالبة بالقضاء عليهم , وفعلا بدا الحديث عن خطة تنفذها وزارة الداخلية والدفاع من خلال الجيش والحرس الوطني والشرطة العراقية للسيطرة على مدينتي النجف وكربلاء ومدن أخرى كانت مرشحة للانفجار. وعلى اثر ذلك , استدعت وزارة الداخلية والدفاع الكثير من قطعاتها من مدن عديدة لتحاصر النجف بإسناد ومساعدة قوية ومباشرة من قوات المارينز الامريكية ، وبالمقابل توجه الآلاف من الشباب العراقي من أتباع السيد الصدر، إلى مدينة النجف قادمين من مدن كثيرة، وتوزع المقاتلون داخل المدينة ومقبرة دار السلام التي تُعد أكبر مقابر العالم، إضافة إلى انتشار الآلاف منهم في مدن عراقية أخرى.
بدء القتال بين الجانبين يوم 3 اب 2004 , و كان عنيفا , وصفه الصحفي جاسون بيرك من صحيفة الاوبزرفر البريطانية حال النجف بان اغلب احيائها باتت اطلال جراء المعارك الدموية التي خلفت المئات من القتلى والجرحى والالاف المشردين . ويصف الفنادق والمطاعم التي كانت تقدم الوجبات لألاف من الزائرين لهذه المدينة أصبحت ركاما , وخربت الطرق و حتى المقبرة القديمة لم تنج من الدمار.
معركة النجف , والتي طالت 22 يوما من القتال كانت معركة شرسة وان كان السلاح المستخدم من كلا القوتين المتحاربتين غير متكافئ . جيش المهدي استخدم الرشاشات الكلاشينكوف العتيقة والصواريخ المحمولة على الكتف وبعدد مسلحين لا يتجاوز الف يقابلها الدبابات والمروحيات الأباتشي, ويضيف الصحفي البريطاني ,ان شراسة المعارك و إصرار مسلحي جيش المهدي هو الذي اضطر بالقوات الامريكية بالاستعانة " بكل ما في ترسانتها تقريبا من أسلحة متطورة " لربح المعركة .
وفي نهاية شهر اب استجابت حكومة الدكتور علاوي الى وقف القتال حسب طلب الوفد المفاوض براسة السيد حسين الصدر . وجاء في شروط الوفد خروج قوات جيش المهدي من الصحن الحيدري بدون ان يتعرض الى الاذى وتحويل الجيش الى حزب سياسي ومشاركة السيد مقتدى الصدر بالعملية السياسية . وفي هذه الاثناء قطع السيد على السيستاني علاجه في لندن ورجع الى النجف , حيث امر بمقلديه الدخول الى النجف بكثافة بشرية , حتى يسمح لقوات جيش المهدي بالخروج السهل من الصحن الحيدري الذي اتخذوه حصنا لهم . معركة النجف الاشرف افرزت ما يلي :
1. ان معركة النجف لم تكن معركة بين أبناء المكون الشيعي و قوات الاحتلال الأمريكي , وانما كانت معركة التيار الصدري مع القوات الامريكية . فمن الأيام الأولى للتغيير تبنى السيد مقتدى الصدر سياسية اخراج المحتل بأسرع وقت ممكن حربا او سلما . توجهات السيد الصدر لم تستقبل بالارتياح من الجانب الأمريكي وكان لابد منهم التخلص منه ,وما كانت معارك النجف الا نتاج هذ الخالف .
2. على الرغم من تأكيدات مكتب السيد على السيستاني بان ترتيبات سفره الى لندن لغرض العلاج كانت مجدولة قبل أسبوعين من سفره , الا ان بعض المراقبين استنتجوا بان سفر السيد الى لندن أعطت الضوء الأخضر لدخول القوات الامريكية الى النجف .
3. . ان حكومة السيد علاوي لم تكن قوية وكان من المفروض ان لا تدخل في قتال مع قوات السيد الصدر, وكان بمقدورها ان تكون حمامة سلام بين التيار الصدري والقوات الامريكية لا ان ترسل قوات عراقية تشاركها الحرب في النجف .
4. بعض المراقبون استنتجوا من ان خسارة جيش المهدي المعركة في النجف سيكون لها كلفة على أولئك الذين لم يناصروه او الذين ساهموا بقتاله . لم يحدث هذا , قوات جيش المهدي لم تنتقم من احد , وانما بقيت تطالب بإخراج المحتل من البلد وعدم التعاون مع أي حكومة تتعاون مع المحتل .
5. وعلى الرغم من محاولة القوات الامريكية بالقضاء على قوات السيد الصدر و اتهامه بالعمالة الى ايران , ولكن السيد الصدر نجح في مواجهة بول بريمر , رئيس سلطة الإدارة العراقية , وتكريس مكانته السياسية , حتى اصبح يلقب ب " صانع الملوك" ,لاحقا.
6. لقد تكبدت قوات "جيش المهدي" خسائر كبيرة في معركة النجف , ولكن هذه الخسائر لم تمنع أنصاره من الالتفاف حوله وتحويل تفوق القوات الامريكية عليه الى مكاسب سياسية.
7. وبغض النظر عن نتيجة المعركة فان التيار الصدر قد أوصل رسالة مفادها ان هذه المعركة لن تكون الأخيرة ولن تكون النجف فقط ساحة للمعركة بل أجزاء واسعة من ارض العراق.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هم - اهل القضية-؟
- هل ادى المثقف العربي الحر واجباته تجاه شعبه ؟
- ما مشكلة الاستبيان الاخير حول العراق ؟
- من الخاسر و الرابح من قرار تخفيض انتاج نفط اوبك+؟
- هل ان رفع اسعار الفائدة سلاح فعال لمحاربة التضخم ؟
- لماذا تعويم الجنيه المصري وليس الدينار العراقي ؟
- بوتين قاتل الاطفال .. اسرائيل لا!
- العراق.. عشرون عاما على التغيير
- انعكاسات التقارب الايراني - السعودي على دول المنطقة
- للكافين منافع ايضا !
- عام على العملية الخاصة في اكرانيا
- نصيحة من مواطن لا يشرب الخمر الى الحكومة العراقية
- من ذاكرة التاريخ : مجزرة اطفال بغداد
- من المسؤول عن التغيرات المناخية ؟
- من ذاكرة التاريخ : فتاوى -جهادية- لقتل العراقيين !
- من ذاكرة التاريخ : فتاوى- جهادية- لقتل العراقيين !
- من ذاكرة التاريخ : حرب الفلوجة الثانية
- من ذاكرة التاريخ : الشيخ الحويت يطالب باقليم سني من اربيل !
- من ذاكرة التاريخ: لماذا دارت واشنطن ظهرها الى الراحل احمد ال ...
- من ذاكرة التاريخ : فيدرالية - اقليم نينوى- بدون علم المحافظ!


المزيد.....




- أيقونة الثورتين الجزائرية والفلسطينية.. نضالات محمد بودية بر ...
- رئيس الحزب الشيوعي الفرنسي يدعو لمنح كاليدونيا الجديدة -شكلا ...
- شرطة نيويورك تقمع المتظاهرين المؤيدين لوقف إطلاق النار في غز ...
- أستراليا تعتقل متظاهرين داعمين لغزة والشرطة الأميركية تفض بع ...
- الجزائر: لويزا حنون زعيمة حزب العمال تعلن ترشحها للانتخابات ...
- الجزائر.. زعيمة حزب العمال تعلن ترشحها للانتخابات الرئاسية
- نحن في النكبة
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تحيي الذكرى 33 لانبعا ...
- حركات يسارية وطلابية تنظم مسيرة ببرلين ضد الحرب الإسرائيلية ...
- وزير روسي: موسكو وبيونغ يانغ تبادلتا مجموعات السياح بشكل واس ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ : معركة النجف الاشرف