أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - انقلابات السودان الآن وثوراتنا السابقة














المزيد.....

انقلابات السودان الآن وثوراتنا السابقة


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 7583 - 2023 / 4 / 16 - 03:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا يحدثُ في السودان الآن؟
ماهي المقدمات المنطقيّة لما يعانيه السودان الآن من ظروفٍ عصيبة؟
كانت السودانُ (في نيسان 2019) تستحِقُّ "زعيماً" جديداً أفضل من "المشير" عمر البشير، وليسَ جنرالاً أسمه أحمد عوض بن عوف، هو النائبُ الأوّلُ للبشير، ووزير دفاعه، ومطلوبُ مثلهُ للمحكمة الجنائية الدولية، واسمهُ مُدرَجٌ في "القائمة السوداء" للولايات المتحدة الأمريكية، لاتّهامهِ بارتكاب جرائم حربٍ، وجرائم ضد الانسانيّة، وانتهاكهِ لحقوقِ الانسانِ في بلده.
وتستحِقُّ السودان الآن "زعيماً" أفضل من الجنرال عبد الفتاح البرهان، ومن الجنرال محمد حمدان دقلو(الملقّب بـ "حميدتي")، وكلاهما كانا من أهم جنرالات "المشير" عمر البشير، وكلاهما أصبح "خلفاً" للجنرال أحمد عوض بن عوف.
البرهان، منذ أن أصبحَ رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي، كان هو الرئيس الفعلي للسودان، بينما كان "حميدتي نائباً له، و" قائداً لقوات "التدخل السريع".. وهي مليشيات شبه عسكرية مكونة من قوى "الجنجويد"، كانت تقاتل نيابة عن الحكومة السودانية في عهد الرئيس الأسبق عمر البشير، خلال الحرب في دارفور، وتُتّهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في تلك الفترة، ناهيك عن استخدامها في قمع المعارضين واضطهادهم.
البرهان وحميدتي كلاهما شاركا في تنفيذ الانقلاب على حكومة السودان المدنية في أكتوبر 2021.
الآن .. "خليفتا" البشير، كلاهما، البرهان وحميدتي، يتصارعان على السلطة والثروة.
الآن كلاهما، البرهان وحميدتي، يُريدان أن يُمارسا ذات الدور، وذات الخراب، الذي مارسه عمر البشير في السودان طيلة ثلاثين عاماً من حكمه(1989- 2019).
كانَ عمر البشيرُ يشقُّ الجموع الغفيرة من مؤيدّيه، وهو يُهدّدُ و"يَزبِدُ"، ويتوَعّدُ، مُردّداً الكثير من الآيات القرآنيّة في خطاباتهِ المُرتَجَلة(حالهُ حالَ جميعِ الطغاةِ في العالَمين العربي والاسلامي)، وسط غُبارٍ كثيفٍ تثيرهُ سيّاراتُ موكبهِ وحماياته، وهرولةُ مئات الآلاف من الأقدامِ الحافيةِ من حوله.
كان يفعلُ ذلكَ كلّما ازداد ضغطَ المجتمع الدولي عليه لإجبارهِ على تسليم نفسه لمحكمة الجنايات الدولية.. وكان يفعلُ ذلك وبيدهِ "عصا" يلوّحُ بها في وجوه معارضيهِ، في الداخل والخارجِ على حدٍّ سواء .
كانَ البشيرُ يسرقُ كأيّ لُصٍّ عاديّ، ويقطعُ يدَ السُرّاقِ(وسطَ المجتمع الذي أفقرَهُ الى حدّ الجوع) بحدِّ السيف.. وكان"يزني" بالشعب كُلّه، ويَرجُمُ "الزناة" بأحجار "الشريعةِ" التي "كيّفَ" حزبهُ أحكامها كما يشاء، كما تفعلُ الأحزابُ الاسلاميّة "الحاكمة" في كُلّ مكانٍ وزمان.
ماذا سيفعلُ للسودانِ والسودانيّين، "خَلَفٌ" كهذا.. وهو كان نائباً أوّلَ للرئيس "السَلَف"، ووزير دفاعه، وشريكهُ في جميع "الأخطاء"، وجميع "الجرائم"؟
ماذا بوسعهِ أن يُقدّم للسودانيّين بعد ثلاثين عاماً من الاستبداد، و"حُكم الشريعة"؟
بماذا سيُقايِضُ المحكمة الجنائية الدولية التي تُطالِبُ برأسهِ، ورأسِ "سَلَفِه"؟
ها هو "الزعيم" الجديد، يُردّدُ في "بيانهِ الأوّل" الآياتَ القرآنية ذاتها التي كان سَلَفَهُ لا يمِلُّ من ترديدها في كلّ مناسبة، ليضحكَ بها على "الأتباع".. ويُشكّل "مجلساً للحُكم"، ويُنَصِّبُ نفسهُ "رئيساً" لمدةِ عامين، ويُعلِن حالة الطواريء، ومنع التجوال.. والأهمّ من هذا كُلّه هو اعلانهُ الاحتفاظ بـ "كنز" البشير، من خلال "اعتقالهِ في مكانٍ آمن" !!!!!.
لو لم "يسقط" البشير، لما فعَلَ شيئاً أفضل ممّا فعلهُ هذا "الجنرال"، في متاهة السودان الحاليّة.
لم يبقَ على "الزعيم" الجديد ، سوى أن يُعيدَ رفعَ العصا في الوجوه، ويرقصُ "العَرْضَةَ" من جديد، أسوةً بسلَفِه.
ما هو بالضبط هذا "النمط" الجديد من "الثورات"، الذي ينتهي بنا الى مصائر كهذه؟
لماذا لمْ تَعُدْ "المقدمات" المنطقيةِ لهذا النمط من الثورات، تؤدي الى "النتائج" المنطقية، التي تنتظرها الشعوبُ منها؟
هل يحدُثُ ذلكَ لأنَ "الثورة" لم تعُد ثورة، بل ديكوراً مُلحَقاً بالأنظمة الحاكمة، و "الشعوبُ" لم تَعُد شعوباً، بل قطيعاً من الاتباعِ الراكعينَ لسطوةِ السُلطة والثروة؟
هل يحدثُ ذلك لغياب "دالّةٍ" مُحدّدةٍ لأهداف "التشكيل الاقتصادي – الاجتماعي" القائم، ومعرفتهِ لما يُريدهُ من عملية التغيير، معرفةَ أكيدة؟؟
أمْ يحدثُ ذلكَ لغيابِ "الوعي" الجامعِ لـ "الطبقات" الثورية، ولتداخل "الخطابات" والوسائل اللازمة لتحقيق "الانتقالِ" لوضعٍ أفضل.. بحيث اختلَطَت "المادية الديالكتيكيّة"، و "تناقضات" انماط الانتاج وعلاقات الإنتاج، باستبداد "الزعماء" الثوريّين، وانتهازيّة "المُنَظّرين"، وطروحات "المُجاهدين"، و"السرديّات" المثيرةِ للأتباع "الموالين"، وبنادق الكلاشنكوف، وحدِّ السيف، وأحكام النَبْذِ للمارقينَ و"الخوارجَ"، وأحجارِ الرَجْمِ لـ "الزُناةِ" بالعقائد السائدة.. كلّها معاً؟
لستُ أدري، ولستُ مؤهَّلاً للإجابة عن أسئلةٍ كهذه.
وأتمنى أن يتصدى لذلك غيري.. لأعرفَ ما هذا الذي يحدثُ لنا، ولغيرنا، بالضبط .. والى أين سيقودنا ويقودُ غيرنا في نهاية المطاف، كلُّ هذا الفشل والخراب، وكُلُّ هذه الهزائمِ المُنكَرَة.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في هذهِ الظُلمةِ الشاسعة
- حكايات عراقيّات موجِعات قصيرات
- الشمسُ مشرقةٌ والاقتصادُ غائمٌ والوقتُ عُطلة
- طه -الفْرار-، وأختهُ محمود ابن حجّي جاسم
- حوارٌ تلفزيوني عن الموت والحديقة والعصافير
- العراق في تقرير مؤشِّر الحرية الاقتصادية 2023
- الذئابُ تسير والكلابُ تقودُ القوافل
- تقرير مؤشِّر الدول الهشّة(أو الضعيفة) Fragile States Index 2 ...
- أيّامُ الحزنِ المديدةِ في رمضان
- بئرٌ أنا فيه لا تَمُرُّ بهِ القوافل
- طريق الحرير الصيني وطريق الأسمال العراقي
- مثل حزنٍ كثير
- المصادر الريعية لشرعية الإنجاز والحكم في العراق
- في انتظارِ الريحِ التي لن تجيء
- فريق الساسة في العراق وقواعد اللعب النظيف
- عبيد علي عبيد، القادمِ كالماء، من-التَنّومة-
- ما يُطبَّق وما لا يُطبَّق من أحكام قانون الإدارة المالية الإ ...
- إشكالية إعداد وتنفيذ البرامج والخطط والموازنات العامّة في ال ...
- موازنة ما يطلبهُ المُستمِعون العامّة الإتّحاديّة
- دروبُ العيشِ الضيّقة


المزيد.....




- مقتل فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية في أريحا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /23.04.2024/ ...
- تجمع في براغ لدعم أوكرانيا من خلال -الخطة الأستونية-
- الحرب على غزة في يومها الـ200.. استمرار للقصف واكتشاف مقابر ...
- WSJ: ترامب يصف أوكرانيا في محادثاته مع الأوروبيين بأنها جزء ...
- مراسلنا: القوات الإسرائيلية تكثف قصف شاطئ البحر في رفح وخان ...
- بكين تدعو واشنطن إلى التفكير بمسؤوليتها في الأزمة الأوكرانية ...
-  10 قتلى بتصادم مروحيتين عسكريتين في ماليزيا (فيديو)
- تايوان تسجل أكثر من 200 زلزال وهزة ارتدادية خلال يوم واحد
- الخارجية الأمريكية: إيران -لا تحترم- السيادة العراقية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - انقلابات السودان الآن وثوراتنا السابقة